#سواليف

“مأساة فوق المأساة”.. بهذه الكلمات لخص #الطبيب المغربي #زهير_لهنا، الصورة القاتمة للوضع الصحي في قطاع #غزة، بعدما أمضى شهرا متطوعا تحت #الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 5 أشهر.
لهنا (56 عاما) سلط الضوء على ملامح هذه المأساة في مقابلة مع الأناضول، مبينا أنها تشمل غياب الكثير من #الأدوية ونقص الكادر الطبي وعدم توفر أسرة كافية للمرضى، وغياب البيئة المعقمة داخل #المستشفيات ما يرفع عمليات بتر الأطراف، فضلا عن المخاطر الحياتية التي يواجهها الأطباء.


وبسبب تركيزه على العمل التطوعي في مناطق الحروب والنزاعات، لُقب لهنا في الأوساط الطبية بالمغرب باسم “طبيب الفقراء”؛ إذ سبق أن سافر إلى سوريا عام 2014، وإلى قطاع غزة أكثر من مرة منها مرتان إبان حربي 2009 و2014، كما ساعد مرضى في عدة دول إفريقية.
صعوبة الوصول إلى غزة
وحول كيفية وصوله إلى غزة خلال الحرب للعمل متطوعا، أوضح لهنا أن الأمر لم يكن سهلاً، إذ حاول في البداية مع مجموعة أطباء فلسطينيين في “تجمع فلسطيني أوروبا” (غير حكومي) التوجه إلى غزة عبر معبر رفح مع بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، لكن الأمر لم ينجح حيث “كانت الحدود مقفلة كليا”، كما يقول.
وأضاف: “مع الوقت والضغط، تم فتح #معبر_رفح لإدخال المساعدات (إلى غزة) التي لا تزال شحيحة حتى الآن”، مشيرًا إلى أنه مع فتح المعبر، بدأت الوفود التطوعية الطبية تدخل إلى غزة.
في ذلك الوقت عاود لهنا الكرة لينجح أواخر يناير/ كانون ثان 2024 في الدخول إلى غزة ضمن وفد تابع لمنظمة “رحمة حول العالم” الأمريكية (غير حكومية).
وأشار إلى أن هذا الوفد ضم 20 طبيبًا آخرين، منهم أطباء بريطانيون وأردنيون وأمريكيون وفرنسيون.
تطوع تحت القصف الإسرائيلي
وكما كان الدخول إلى غزة صعبًا، واجه الطبيب المغربي كسائر المتطوعين مخاطر وتحديات كبيرة، جراء قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المنشئات الصحية وحصارها.
وحول ذلك، قال إن الوفد الطبي التي كان يرافقه لاحظ بعد دخوله إلى غزة في 20 يناير أن الذهاب إلى شمال القطاع “شبه مستحيل” جراء قطع الجيش الإسرائيلي للطرق المؤدية إلى هناك.
وأوضح أنه بناءً على ذلك تم الاتفاق على تقسيم الوفد إلى قسمين؛ الأول يعمل في المستشفى الأوروبي بمدينة خانيونس جنوب القطاع، والثاني يعمل بمستشفى ناصر بالمدينة ذاتها.
وأضاف أن القسم الذي قرر العمل في مستشفى ناصر لم يتمكن من ذلك؛ لأنه “وجد المستشفى محاصرًا من قبل قوات الاحتلال”، وكان الدخول أو الخروج من المستشفى “شبه مستحيل بسبب قناصة جيش الاحتلال”، فضلا عن أنه يمكن اعتقال أو قتل كل من يخرج منه.
لذلك، وفق لهنا، “قرر الوفد الطبي كله في نهاية المطاف العمل في المستشفى الأوروبي، باستثناء 3 من أفراده خاطروا بحياتهم، وذهبوا إلى مستشفى الأقصى للعمل هناك”.
في المستشفى الأوروبي لم يجد لهنا قسمًا لتخصصه النساء والولادة، لذلك عمل على مساعدة الطاقم الطبي هناك، قبل أن يتطوع بمستشفى رفح للأم والطفل الإماراتي، وهو الوحيد المخصص للولادات جنوب مدينة رفح.
وواصفًا ظروف عمل الأطباء، ومن ضمنهم المتطوعون، في غزة أثناء الحرب، قال لهنا إن “الأطباء يتحدون الموت لإنقاذ الجرحى والمرضى”.
ولفت إلى أن الطاقم الطبي في المستشفى الأوروبي مثلا كان يبيت بـ4 غرف داخل المستشفى، على اعتبارها شبه آمنة، حيث لا تتعرض للقصف إلا قليلا، وفي حالات نادرة.
واعتبر أن “الحياة في ظل الحرب ليس سهلة”؛ فالطبيب يحصل على وجبة واحدة في اليوم، لكنه “في حالة أحسن بكثير من باقي المواطنين” في غزة.
ولفت إلى أن “الحالة في المستشفى تبقى أحسن بكثير خارجه بالنسبة للطاقم طبي”، حيث “يتوفرون على الماء والكهرباء والإنترنت رغم تغطيته الضعيفة”.
بتر الأطراف في غياب التعقيم
وقياسًا على المستشفى الأوروبي الذي عمل به، قال الطبيب إن المستشفى “أصبح كالقرية حيث استقبل في داخله وخارجه الكثير من النازحين، الذين يُقدرون بـ25 ألفا، ويضطر المواطنون إلى المبيت فيه”.
وأضاف أن هذه البيئة التي “تتسم بالاكتظاظ والغبار الناتج عن الدمار تساهم في التعفنات”؛ ما يؤدي إلى مخاطر صحية.
وأوضح: “للأسف، تعرضت جروح بعض المصابين للتعفن خلال العمليات التي أجريناها لهم؛ نتيجة الوضع غير الصحي داخل المستشفى”، في إشارة إلى عدم توفر الأجواء المعقمة، التي تتطلبها تلك العمليات.
ولفت الانتباه إلى النقص الكبير على مستوى الكادر الطبي في غزة؛ لأن “هناك استنزاف له بسبب كثرة الجرحى والمرضى”.
قصص مأسوية
ومتطرقا إلى قصص مأسوية آلمته، قال لهنا إن جراحا أمريكيا من أصول سورية اسمه براء أبلغه عندما انتهت مهمته بأنه بتر خلال 15 يوما فقط أطراف أشخاص يزيد عددهم بأكثر مما قام ببتره خلال 5 سنوات.
وأضاف أن هذا الطبيب ذاته قال له إنه اضطر في يوم واحد إلى بتر أطراف نحو 15 حالة، واصفا هذا الأمر بـ”المؤلم”.
وأشار لهنا إلى أن الأطباء في غزة يواجهون مصاعب في التعامل مع بعض الإصابات؛ حيث يموت المصابون بإصابات بليغة، ناهيك عن مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وأمراض الفشل الكلوي، التي بات الحصول على أدويتها صعبًا.
وزاد: “إضافة إلى ذلك تكمن المشكلة في صعوبة إيجاد مكان لاستضافة المرضى عندما يتم علاجهم؛ مما يساهم في تدهور حالتهم الصحية مجددا عندما يضطرون للبقاء في خيام مكتظة”.
ووصف الوضع المعيشي في رفح بالصعب بسبب الاكتظاظ ودمار البنية التحية مثل الصرف الصحي، وعدم الاستحمام لانقطاع المياه، وقلة النوم، وغياب الراحة النفسية.
وأشار إلى أن الأهالي بغزة “يعيشون حالة رعب وضبابية بالمستقبل، ناهيك عن تدمير ماضيهم، والتجويع الذي يتعرضون له خاصة شمال القطاع”.
وقال لهنا إنه كان يظن أن “الحصار والتجويع أصبح من القرون الوسطى ومن الماضي، إلا أنه رآه بأم عينه بغزة”.
وأضاف أنه بعدما زار العديد من البلدان أثناء الحروب على مدار 25 عاما “لم ير في حياته مثل ما يجري في القطاع من فظائع”.
ارتفاع الولادات بغزة
وبخصوص ارتفاع نسبة الولادات بغزة في ظل الحرب، أوضح لهنا أن أهالي غزة يستبشرون بالحياة مع الولادات الجديدة.
واعتبر أن “الإيمان لدى الغزاويين هو الذي يبقيهم صامدين بعد فقدان أقاربهم جراء القصف”.
وبخصوص صعوبة وصول الأطباء المتطوعين إلى غزة، قال إن “المشكل يكمن في التنسيق، ولابد من إيجاد القنوات؛ لأن الدخول إلى غزة ليس بالأمر السهل، ويتطلب موافقة أولية (من السلطات المصرية)، والتنسيق مع جمعية ذات ثقة”.
الدروس المستفادة
وبشأن الدروس المستفادة من تجربة غزة بعدما غادرها في 25 فبراير/شباط، قال لهنا: “من يساعد الناس إنما يساعد نفسه، ومن يذهب إلى الناس يذهب إلى نفسه، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تتيح للإنسان اكتشاف نفسه، ومعرفة الأمور التي ينبغي فعلها وتلك التي يمكن الاستغناء عنها”.
واستدرك قائلا: “الطبيب في هذه الحالات يستفيد أكثر مما يعطي على الصعيد الشخصي”.
واعتبر أن “المرء يفكر في الموت بالنظر إلى مظاهر الموت الذي يوجد في كل مكان (في غزة)؛ وبالتالي فإن ذلك يدفعه إلى مراجعة النفس والمستقبل والأولويات”.
وزاد: “يستفيد الإنسان كثيرا، لأنه يعود من هناك غنيا بالتجربة، وعندما نذهب إلى إخواننا الفلسطينيين فإنهم يستبشرون، ويقولون إنه رغم كل هذا الخذلان، هناك إخوان لنا في الدين والإنسانية يأتون لمساعدتنا”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الطبيب زهير لهنا غزة الحرب الأدوية المستشفيات معبر رفح فی المستشفى الأوروبی وأضاف أن إلى غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد اشهر من سقوطه على ارض الملعب.. وفاة لاعب منتخب مصر أحمد رفعت

يوليو 6, 2024آخر تحديث: يوليو 6, 2024

المستقلة/- بعد أشهر على الحادثة، أعلن نادي مودرن سبورت في بيان رسمي، وفاة اللاعب المصري أحمد رفعت ، اليوم السبت، عن عمر يناهز 31 عاما.

وقال مودرن سبورت في بيان: “ببالغ الصبر والحزن وبمزيد من الإيمان بقضاء الله وقدره، يعلن نادي مودرن سبورت عن وفاة أحمد رفعت لاعب الفريق الأول ومنتخب مصر إثر تدهور حاد في حالته الصحية، تم نقله على أثره إلى المستشفى ليتوفاه الله، بعد رحلة شاقة من الصراع بعد الأزمة الصحية التي حدثت له يوم 11 آذار 2024”.

يذكر أن لاعب نادي فيوتشر كان سقط مغشيا عليه قبل نهاية مباراة الاتحاد السكندري، وفيوتشر بدقيقة ونصف، في الجولة 16 من الدوري المصري يوم 11 آذار الماضي.

وكشف الطاقم الطبي إصابة اللاعب بتوقف لعضلة القلب لمدة ساعة ونصف، نتيجة اضطراب وتسارع حاد في ضربات القلب.

كما أشار الأطباء إلى أنه تم عمل إنعاش للقلب لمدة ساعة ونصف في الطوارئ، وبمجرد استرداد الدورة الدموية لعملها واستقرار حالة القلب عاد للعناية المركزة.

وأعلنت إدارة مستشفى زمزم في الإسكندرية التي كان يعالج فيها اللاعب مغادرة اللاعب مقر المستشفى إلى مستشفى آخر بالقاهرة في سيارة رعاية مجهزة.

كذلك أوضح الفريق الطبي أن القرار جاء بعد ثبات حالة اللاعب الصحية بشكل عام، وفصل جهاز الغسيل الكلوي الممتد، واستعادة الوعي بشكل كامل وطبيعي، واستقرار كافة العلامات الحيوية للحالة.

وأضاف أن قرار النقل جرى أيضا بناء على رغبة اللاعب وأسرته، وبالتنسيق بين نادي فيوتشر والفريق الطبي المسؤول عن الحالة بوحدة العناية المركزة بالمستشفى.

إلى ذلك، كشف الدكتور مصطفى حافظ نائب مدير المستشفى، أن الأشعة المقطعية للصدر أثبتت أن اللاعب في حالة تحسن، وأن الأطراف تعمل بشكل جيد، واستعاد اللاعب الذاكرة بصورة شبه طبيعية، حتى أعلنت وفاته اليوم بعد تدهور حالته الصحية.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • خاص| لقاء سويدان تطمئن جمهورها "أنا خرجت من المستشفى"
  • "بموت عالجوني".. تفاصيل وفاة سعودية بعد عملية شفط دهون في مصر
  • وفاة مريضين فلسطينيين نتيجة توقف محطة الأوكسجين في مستشفى ناصر
  • غرق مركب يحمل 5 لاعبين من فريق مغربي.. ومحاولات البحث مستمرة
  • بعد اشهر من سقوطه على ارض الملعب.. وفاة لاعب منتخب مصر أحمد رفعت
  • من داخل المستشفى.. لقاء سويدان توجه رسالة لجمهورها والفريق الطبي
  • محكمة إسبانية ترفض لجوء انفصالي مغربي
  • “جاهزية” تدرب أكثر من 10 آلاف طبيب وإداري بالقطاع الصحي في الدولة
  • «جاهزية» تدرب 10 ألاف طبيب وإداري لتعزيز قدراتهم على التعامل مع الطوارئ والأزمات
  • تفاصيل فوز طبيب مصري بالمركز الأول في حفظ القرآن بمسابقة التبيان الدولية الأمريكية