قالت منظمة الصحة العالمية، إن واحداً من كل أربعة أطفال يمنيين لم يتلق جميع التطعيمات الموصى بها في جدول التحصين الروتيني الوطني، معتبرة أن الصراع الدائر في اليمن منذ 10 سنوات "أدّى إلى تعرض اليمن لفاشيات مدمرة للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال".

وأوضح الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن، أن الأطفال في اليمن معرضون بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا، منوهاً إلى أنّ "17% هم أطفال بدون جرعة، ولم يحصلوا على جرعة واحدة من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي".

وفي تقرير حديث لها (فبراير/ شباط 2024) أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ انخفاض التغطية بالتطعيم والتردد في تلقي اللقاح يجعل الأطفال عرضة لتفشي الأمراض القاتلة التي يمكن الوقاية منها بسهولة.

وفي إشارة إلى منع مليشيا الحوثي لحملات التطعيم وشنها حملات إعلامية تضليلية ضد اللقاحات، اعتبرت المنظمة الدولية "أنّ حملات مكافحة التطعيم المنظمة والواسعة النطاق، والتي تضلل الجمهور، منعت أيضًا السيطرة الفعالة على تفشي الأمراض في العديد من المجتمعات".

وحسب التقرير الأممي، فقد أبلغ اليمن خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2023، عن 237 حالة من حالات فيروس شلل الأطفال من النوع 2 - كلاهما فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النوع 2 (cVDPV2) وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح (VDPV).

وبينت المنظمة، أنّ هذه الحالات تظهر في سياقات نقص التحصين المزمن، موضحة: "جاءت الحالات من 117 مديرية، و90% من الأطفال المصابين كانت أعمارهم أقل من 5 سنوات، بينما 10% من الحالات كانت بين الأطفال فوق 5 سنوات".

وأضافت: "تم تصنيف اليمن كدولة ذات خطر كبير لمزيد من الانتشار الدولي لفيروس cVDPV2. وبالفعل، ظهر الفيروس المنتشر في اليمن منذ ذلك الحين في جيبوتي ومصر والصومال".

4 حملات تحصين وعرقلة حوثية 

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى دعمها خلال عامي 2022 و2023، تنفيذ 4 حملات تطعيم باستخدام اللقاح الفموي الثلاثي لشلل الأطفال (tOPV) في 12 محافظة في جميع أنحاء اليمن، مستهدفة بذلك نحو 2.4 مليون طفل دون سن العاشرة؛ وحوالي 1.2 مليون طفل دون سن الخامسة، منوهة إلى تسليم 6,925,255 جرعة من tOPV خلال الحملات الأربع. وأضافت: "ومع ذلك، لوحظ ارتفاع مستويات التردد في اللقاح، مما أدى إلى فقدان الأطفال".

ومنتصف العام الماضي كانت وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً كشفت عن عودة تفشي مرض شلل الأطفال منذ اندلاع الحرب العبثية التي تقودها مليشيا الحوثي -المصنفة امريكيا منظمة ارهابية- في مارس 2015.

وتسببت مليشيا الحوثي في عرقلة حملات التطعيم وإيصال اللقاحات للأطفال في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات بشكل خاص. 

ويذكر أن اليمن لم تسجل منذ عام 2006م أي حالة شلل أطفال وتحصلت على الاشهاد الدولي بخلوها منه، وفي أكثر من مناسبة حذّرت الحكومة اليمنية، من تبعات منع مليشيا الحوثي اللقاحات وانعكاس ذلك على تفشي الأوبئة والفيروسات في عموم البلاد والدول المجاورة، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية على المليشيا لرفع الحظر عن حملات التطعيم.

>> وفاة وإصابة 230 طفلاً.. أكاذيب حوثية تعيد شلل الأطفال إلى اليمن

>> ندوة حوثية تضليلية تهاجم لقاحات شلل الأطفال والحصبة

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة ملیشیا الحوثی شلل الأطفال فی الیمن

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس ينتقد الجرائم الإسرائيلية في غزة.. وحشية وليست حربا

أكد بابا الفاتيكان فرنسيس، رفضه الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قائلا إنها "ليست حربا، بل وحشية"، وذلك تعليقا على استهداف جيش الاحتلال الجمعة منزلا في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص بينهم 4 أطفال.

وتطرق البابا فرنسيس إلى الأحداث التي تشهدها غزة خلال لقاء أعضاء مجلس الوزراء البابوي للاحتفال بعيد الميلاد، مشيرا إلى عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي للبطريرك بييرباتيستا بيتزابالا بالدخول إلى غزة "كما وعدوا".

وأضاف: "أمس (الجمعة) تم قصف الأطفال، هذه ليست حربا، بل وحشية، أريد أن أقول هذا لأنه يدمي القلب"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".



وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تصريح البابا، قائلة إن "الوحشية هي اختباء الإرهابيين خلف الأطفال أثناء محاولتهم قتل أطفال إسرائيليين، الوحشية هي احتجاز الإرهابيين 100 رهينة لمدة 442 يوما، بما في ذلك رضيع وأطفال، وإساءة معاملتهم".

ووصفت الخارجية الإسرائيلية تصريحات البابا بأنها "مخيبة للآمال ومنفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لمحاربة إسرائيل للإرهاب الجهادي، في حرب متعددة الجبهات فرضت عليها منذ 7 تشرين الأول، أكتوبر 2023".

ورغم ما تمارسه إسرائيل من إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة، قالت الوزارة إنه "يجب توجيه اللوم فقط إلى الإرهابيين، وليس إلى الديمقراطية التي تدافع عن نفسها ضدهم. كفى للمعايير المزدوجة واستهداف الدولة اليهودية وشعبها".


وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو| مجدي بدران: انخفاض معدلات الأمراض القاتلة في مصر.. واستئصال المزمنة
  • وصول 18 ألف طن من لقاحات الأطفال إلى عدن
  • بتهمة الضلوع في زيجات أطفال.. توقيف المئات في الهند
  • توقيف أكثر من 400 شخص في الهند بتهمة الضلوع في زيجات أطفال
  • عدن.. وصول أكثر من 18 ألف طن من اللقاحات المخصصة لتطعيم لأطفال
  • لاعبو زد يزورون أطفال مستشفى السرطان 57357|صور
  • طفلة تنام ليلا على عتبة روضة أطفال لتضمن مكانا
  • البابا فرنسيس ينتقد الجرائم الإسرائيلية في غزة.. وحشية وليست حربا
  • منظمة أممية : غزة أصبحت مقبرة للأطفال وكل طرقها تؤدي إلى الموت!
  • أطفال فلسطين.. فصول قاسية من الوحشية الصهيونية الرهيبة