انخفاض التحصين وحملات التضليل يعرضان أطفال اليمن لفاشيات مرضية مدمّرة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
قالت منظمة الصحة العالمية، إن واحداً من كل أربعة أطفال يمنيين لم يتلق جميع التطعيمات الموصى بها في جدول التحصين الروتيني الوطني، معتبرة أن الصراع الدائر في اليمن منذ 10 سنوات "أدّى إلى تعرض اليمن لفاشيات مدمرة للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال".
وأوضح الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن، أن الأطفال في اليمن معرضون بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا، منوهاً إلى أنّ "17% هم أطفال بدون جرعة، ولم يحصلوا على جرعة واحدة من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي".
وفي تقرير حديث لها (فبراير/ شباط 2024) أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ انخفاض التغطية بالتطعيم والتردد في تلقي اللقاح يجعل الأطفال عرضة لتفشي الأمراض القاتلة التي يمكن الوقاية منها بسهولة.
وفي إشارة إلى منع مليشيا الحوثي لحملات التطعيم وشنها حملات إعلامية تضليلية ضد اللقاحات، اعتبرت المنظمة الدولية "أنّ حملات مكافحة التطعيم المنظمة والواسعة النطاق، والتي تضلل الجمهور، منعت أيضًا السيطرة الفعالة على تفشي الأمراض في العديد من المجتمعات".
وحسب التقرير الأممي، فقد أبلغ اليمن خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2023، عن 237 حالة من حالات فيروس شلل الأطفال من النوع 2 - كلاهما فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النوع 2 (cVDPV2) وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح (VDPV).
وبينت المنظمة، أنّ هذه الحالات تظهر في سياقات نقص التحصين المزمن، موضحة: "جاءت الحالات من 117 مديرية، و90% من الأطفال المصابين كانت أعمارهم أقل من 5 سنوات، بينما 10% من الحالات كانت بين الأطفال فوق 5 سنوات".
وأضافت: "تم تصنيف اليمن كدولة ذات خطر كبير لمزيد من الانتشار الدولي لفيروس cVDPV2. وبالفعل، ظهر الفيروس المنتشر في اليمن منذ ذلك الحين في جيبوتي ومصر والصومال".
4 حملات تحصين وعرقلة حوثية
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى دعمها خلال عامي 2022 و2023، تنفيذ 4 حملات تطعيم باستخدام اللقاح الفموي الثلاثي لشلل الأطفال (tOPV) في 12 محافظة في جميع أنحاء اليمن، مستهدفة بذلك نحو 2.4 مليون طفل دون سن العاشرة؛ وحوالي 1.2 مليون طفل دون سن الخامسة، منوهة إلى تسليم 6,925,255 جرعة من tOPV خلال الحملات الأربع. وأضافت: "ومع ذلك، لوحظ ارتفاع مستويات التردد في اللقاح، مما أدى إلى فقدان الأطفال".
ومنتصف العام الماضي كانت وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً كشفت عن عودة تفشي مرض شلل الأطفال منذ اندلاع الحرب العبثية التي تقودها مليشيا الحوثي -المصنفة امريكيا منظمة ارهابية- في مارس 2015.
وتسببت مليشيا الحوثي في عرقلة حملات التطعيم وإيصال اللقاحات للأطفال في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات بشكل خاص.
ويذكر أن اليمن لم تسجل منذ عام 2006م أي حالة شلل أطفال وتحصلت على الاشهاد الدولي بخلوها منه، وفي أكثر من مناسبة حذّرت الحكومة اليمنية، من تبعات منع مليشيا الحوثي اللقاحات وانعكاس ذلك على تفشي الأوبئة والفيروسات في عموم البلاد والدول المجاورة، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية على المليشيا لرفع الحظر عن حملات التطعيم.
>> وفاة وإصابة 230 طفلاً.. أكاذيب حوثية تعيد شلل الأطفال إلى اليمن
>> ندوة حوثية تضليلية تهاجم لقاحات شلل الأطفال والحصبة
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة ملیشیا الحوثی شلل الأطفال فی الیمن
إقرأ أيضاً:
رصد 277 حالة شلل أطفال باليمن
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلن وزير الصحة العامة والسكان باليمن الدكتور قاسم بحيبح، أن السلطات الطبية رصدت 277 حالة شلل أطفال في أرجاء البلاد، بينها 38 حالة في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
وأفاد بحيبح، في تصريحات صحفية، بأن «معظم الحالات في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، بينما هناك 38 حالة تم تسجيلها في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة».
وأشار إلى أن محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، غربي اليمن، شهدت أعلى معدل للمرض، إذ تم فيها رصد 45 حالة.
ولفت الوزير إلى أن 19 محافظة من محافظات اليمن الـ 22 تم فيها رصد حالات شلل أطفال. ونبه إلى أن وزارة الصحة اتخذت عديداً من الإجراءات للحد من انتشار الفيروس، منها 6 حملات تطعيم ضد المرض في عموم المحافظات المحررة.
كما تعتزم وزارة الصحة تنفيذ جولتي تطعيم احترازيتين ضد المرض: الأولى في مايو والثانية في يوليو المقبلين، وفق الوزير.
وحول المشاكل التي تواجهها الوزارة للتعامل مع المرض، أفاد الوزير اليمني بأن جماعة الحوثي أوقفت الفحوص البشرية والبيئية لعينات شلل الأطفال لإرسالها للخارج منذ منتصف العام الماضي.
وتابع بحيبح: «كل الحالات لدينا مرتبطة جينياً بالحالات من مناطق سيطرة الحوثيين».
واتهم ميليشيات الحوثي بأنها تواصل منع الحملات الشاملة للوقاية من المرض وتقييد إجراءات الترصد الوبائي، ما يؤدي إلى استمرار خطر تفشي المرض.
وكان اليمن قد قضى على انتشار شلل الأطفال منذ عام 2006 حتى عودة انتشاره في عام 2021، وسط مخاوف من اتساع رقعة تفشي الفيروس الخطير.