تحالف إجادة وموبايلي يطبّق الحزمة التقنية “أوراكل فيوجن” للمرة الأولى في قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
المناطق_الرياض
شهد قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعودية إنجازًا غير مسبوق على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وذلك بتطبيق حزمة الحلول التقنية “أوراكل فيوجن” بنجاح. وأتى هذا الإنجاز الفريد ثمرةً للتعاون المميّز بين شركة “إجادة للنظم المحدودة” المزوّد الرائد لحلول التحوّل الرقمي وخدمات تقنية المعلومات، وشركة اتحاد اتصالات (موبايلي) المشغّل الأبرز لخدمات الاتصالات في المملكة.
وبفضل النجاح الباهر لهذا المشروع التحوّلي المشترك، دخلت “موبايلي” عصرًا جديدًا من التميّز القائم على الخدمات السحابية الرقمية في قطاع الاتصالات، ما سيعزّز جودة خدمات الشركة ومنتجاتها، ويرفع مستوى مرونتها وتنافسيتها، ويمكّنها من اتخاذ قرارات قائمة على بيانات آنية ونُظم متطوّرة.
أخبار قد تهمك رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة العربية السعودية بمناسبة “يوم التأسيس” 21 فبراير 2024 - 3:13 مساءً فيديو| دول عربية تتصدر قائمة أقوى الجيوش بالعالم لعام 2023.. تعرف عليها 2 يونيو 2023 - 3:57 مساءًوعلى المستوى التقني، أدى التحالف بين الشركتين الرائدتين إلى إنجاز رحلة تحوّلٍ رقميٍ كامل في شركة “موبايلي”، تضمنت إعادة هندسة شاملة ومدروسة للعمليات التجارية بهدف تعزيز رشاقتها وكفاءتها التشغيلية. كما تم تثبيت نظام “أوراكل” لإدارة الموارد المؤسسية (Oracle ERP) الذي يتضمن باقة رقمية تخصصية لإدارة الموارد البشرية.
ويتألف هذا النظام المميّز من مجموعة تطبيقات (أوراكل) البرمجية السحابية المصمّمة لتخطيط موارد المؤسسات، ويشمل تطبيقاتٍ لإدارة رأس المال البشري، وسلسلة التوريد، والشؤون المالية، وغيرها، كما يضع هذا النظام المتكامل إطارًا مركزيًا موحّدًا لكافة عمليات التحكم في المؤسسة، ويتيح إمكانية استخراج معلومات وإحصائيات فورية. وتعاونت “إجادة” مع “موبايلي” لتخصيص النظام وتطبيقه بما يتوافق مع الاحتياجات المحددة لشركة الاتصالات، ويزيد فعالية هذا الحلّ التقني المتقدّم.
وأشاد الرئيس التنفيذي لشركة “إجادة” فواز أبو النصر بهذا النجاح غير المسبوق على المستوى الإقليمي، قائلًا: “إن هذا المشروع يُمكّن “موبايلي” من تصدّر قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط، ويمنحها ميزة تنافسية كبرى في الأسواق، حيث باتت الشركة تستند في عملها الآن إلى منصة تقنية موثوقة تتميّز بقدرات تكنولوجية تواكب التطوّرات الراهنة والمنتظرة في المستقبل، وما هذا النمو المتواصل للخدمات السحابية إلا انعكاسٌ للطفرة التقنية التي تشهدها المملكة حاليًا”.
من جانبه، قال رئيس قسم المعلومات في موبايلي يوسف السحيباني: “إن شراكتنا مع “إجادة” أنتجت نقلةً نوعيةً في عالم الخدمات السحابية، وشكّلت علامة فارقة في مسيرتنا. ولا شك أن المرونة الإضافية والقدرة على الوصول الفوري إلى المعلومات سيساهمان في تحسين آليات صنع القرار لدينا، وسيساعداننا على التكيّف والاستجابة للمتطلبات المتنامية للسوق. وتشكّل استفادتنا من هذه المنصات والحلول التكنولوجية المتطوّرة سلاحنا الرئيسي للحفاظ على مكانتنا الرائدة في قطاع التقنية والإعلام والاتصالات، كما أنها جزء لا يتجزأ من التزامنا المطلق بالابتكار والتميّز”.
وإلى جانب تحسين الرشاقة المؤسسية ورفع الكفاءة التشغيلية، يشكّل هذا التعاون بين “إجادة” و”موبايلي” دليلًا ساطعًا على التزامهما المشترك بتبني نهج الابتكار والاستفادة من كافة الفرص والقدرات التي توفّرها التقنية السحابية الرقمية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية قطاع الاتصالات الاتصالات فی
إقرأ أيضاً:
الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.
ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.
محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".
ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.
المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".
فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.
هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.
الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.
كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".
ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.
كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.