حفار قبور أشرف على نصف عمليات الدفن في غزة: لم يعد هناك مكان للجثث.. ولا أستطيع النوم
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
يستيقظ سعدي بركة عند الفجر ويعمل حتى الغسق، ينقب على ركبتيه في التراب بينما يحاول دفن موتى غزة بكرامة في مقبرة يقول إنها لم تعد تتسع.
وتم توسيع المقبرة في دير البلح وسط قطاع غزة، عدة مرات في الأشهر الأخيرة لاستيعاب تدفق الجثث الذي لا نهاية له.
ويقول بركة إنه دفن 16,880 شخصا منذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر – أي أكثر من نصف القتلى البالغ عددهم 30,631 شخصا الذين أبلغت وزارة الصحة في القطاع عن مقتلهم.
قال بركة: "آتي إلى المقبرة الساعة 6 صباحًا وأبقى حتى الساعة 6 مساءً لتجهيز مقابر لـ 30 أو 40 شخصًا.. لقد قمت ببناء 167 مقبرة جماعية. أتمنى فقط أن يرسلوا لنا بعض البلاط والأسمنت حتى نتمكن من دفن الناس بكرامة."
كان بركة، 64 عاماً، حفاراً للقبور قبل وقت طويل من 7 أكتوبر/تشرين الأول. لكنه يقول إن الفظائع التي شاهدها منذ ذلك الحين - أطفال مقطعة الأوصال، ودفن عائلات بأكملها معاً، وقبور مليئة "بعشرات الأشخاص في كل منها" - كان من الصعب فهمها.
وقال: "أحاول أن أنام، وأقسم أنني لا أستطيع حتى لو تناولت 2 كيلو من الحبوب المنومة".
ويقدر بركة أن حوالي 85% ممن دفنهم كانوا من النساء والأطفال. "لقد قتلوا جميع النساء. لقد قُتلوا جميعاً لأنهم هم الذين بقوا في المنزل".
ومن بين آلاف الجثث التي تدفقت إلى مقبرته، ادعى أنه لم يدفن أكثر من ثلاثة من مقاتلي حماس. وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يكذب عندما يقول إنه يقتل حماس".
وتظهر لقطات CNN عمالًا يقومون ببناء مقابر جديدة بكتل خرسانية فوق الأرض بدلاً من حفر مقابر جديدة في الأرض المزدحمة.
وبينما يعمل بركة ورجاله، يحيط بهم أزيز الطائرات الإسرائيلية بدون طيار ورائحة الموت الكريهة.
ويقول: "بالطبع لها رائحة، فهذه مقابر جماعية". ويتذكر العديد من الموتى بالاسم. ويقول مشيراً إلى بعضهم: "هذه عائلة لاغي، هذه عائلة أبو حسنين، هؤلاء أبو حطاب".
وفي حين أن العديد من القتلى قتلوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، التي ضربت غزة منذ ما يقرب من خمسة أشهر، فإن الكثيرين يموتون الآن من الجوع، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقال فريق منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين إنه وجد “مستويات حادة من سوء التغذية، وأطفالا يموتون جوعا، ونقصا خطيرا في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، ومباني مستشفيات مدمرة”، وذلك خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى شمال غزة.
وجاء هذا التحذير بعد أيام قليلة من مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء في مدينة غزة الخميس. قُتل ما لا يقل عن 118 شخصًا وأصيب 760 آخرون في حادث استخدمت فيه قوات الجيش الإسرائيلي الذخيرة الحية بينما تجمع مدنيون فلسطينيون جياع ويائسون حول شاحنات المساعدات الغذائية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وبعد الحادث، قامت الولايات المتحدة ولأول مرة بإسقاط مساعدات إنسانية على غزة. وتم إسقاط أكثر من 38 ألف وجبة السبت على طول ساحل غزة في عملية مشتركة قامت بها القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية الملكية الأردنية. وتم إسقاط 36800 أخرى الثلاثاء، وفقًا للقيادة المركزية الأمريكية.
لكن بركة رفض العمليات ووصفها بأنها حيلة سياسية. وقال: "لا نريدهم أن يسقطوا الوجبات السريعة من الطائرات. إنهم يتباهون."
وأثناء تصوير شبكة CNN، دخلت امرأة المقبرة مع عدد من الرجال وهم يحملون جثة ابنتها الميتة. تتوسل إلى بركة لرؤية ابنتها قبل أن يدفنها. يوافق بركة، ثم يطلب من الرجال أن يسمحوا للمرأة بالنظر إلى ابنتها للمرة الأخيرة بينما يقوم بتجهيز قبرها. وفي وقت لاحق، يقف العشرات ويصلون بينما يتم إنزال جسدها في الأرض.
وقال بركة إنه عمل في إسرائيل لمدة 28 عاما ويريد أن يعيش ليرى نهاية لأجيال من العنف.
وأضاف أنه يدعم حل “دولتين لشعبين يعيشان معا بحب”، لكنه حذر من أن محاولة إسرائيل “تدمير” حماس لن تؤدي إلى تحقيق ذلك.
وتابع بركة قائلا باللغة العربية “أنت تضيع وقتك يا نتنياهو”، قبل أن يتحول إلى العبرية، قائلا: "إذا كنت تريد القضاء على حماس – أقول لك بالعبرية حتى تتمكن من سماعي – فأنت تضيع وقتك”.
الجيش الإسرائيليبنيامين نتنياهوغزةنشر الأربعاء، 06 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تطالب بتفكيك بنى تحتية عسكرية مصرية في سيناء
قالت صحيفة يسرائيل هيوم ، مساء الاثنين 31 مارس 2025 ، إن إسرائيل توجهت الى مصر والولايات المتحدة الأمريكية بطلب للبدء في تفكيك ما وصفته بـ"البنى التحتية العسكرية التي أقامها الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء"، مدعية أنها أُنشئت "بما يخالف الملحق الأمني لاتفاق السلام" المبرم بين الجانبين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله إن "الأنشطة المصرية تشكل خرقًا كبيرًا للملحق الأمني"، على حد تعبيره. وقال أن "إدخال قوات عسكرية إلى سيناء بما يتجاوز الكميات المتفق عليها في الاتفاق هو المشكلة الصغيرة"، مضيفًا: "يمكن دائمًا إعادة الدبابات إلى الخلف، فهذه أمور قابلة للتراجع"، بحسب قوله.
وبحسب المصدر ذاته، فإن المسألة باتت ضمن أولويات وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي "طلب التركيز على هذا الملف"، فيما شدد على أن إسرائيل "ترغب في الحفاظ على اتفاق السلام مع مصر"، مضيفًا أنها "لا تعتزم تغيير انتشارها العسكري على طول الحدود"، لكنه أضاف: "إسرائيل لن تقبل بالوضع القائم"، على حد تعبيره.
وفي سياق آخر، تطرّق المصدر الأمني إلى ما وصفه بـ"تصاعد تهديد حركة حماس في الخارج"، مشيرًا إلى "خطر متزايد لنشاطات محتملة من عناصر حماس في سورية".
وزعم أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، أفرج عن قيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانت معتقلة في السجون السورية خلال حكم الأسد، وادعى أنه "بعد الإفراج عنهم، يشكل هؤلاء خطرًا أمنيًا على إسرائيل".
وفي هذا الإطار، قال المصدر الأمني إن الجيش الإسرائيلي أقام "منطقة أمنية" شرق هضبة الجولان السورية المحتلة، تمتد على مساحة تقارب 80 كيلومترًا طولًا و18 كيلومترًا عرضًا، وتضم تسعة مواقع عسكرية كبيرة، بينها موقع رئيسي عند قمة جبل الشيخ.
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في هذه المنطقة حتى إشعار آخر، ولن يُسمح بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر"، على حد وصفه.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يقر بسقوط مسيرة له قرب غزة محدث: كان تكشف تفاصيل جديدة حول المقترح الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي يزعم قتل 50 مسلحا في غزة الأكثر قراءة لجنة اللاجئين تعقد اجتماعاً بحضور رئيس المجلس الوطني ورئيس دائرة شؤون اللاجئين لمناقشة التحديات مصر وقطر تعقبان على إنشاء إسرائيل وكالة لتهجير سكان غزة خلافات حادة بين كاتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي حقيقة مقتل عبد الملك الحوثي في قصف صنعاء عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025