آخر تحديث: 6 مارس 2024 - 10:38 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- رفع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا علم فلسطين خلال افتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر الثقافي الوطني الرابع في العاصمة برازيليا.وبث التلفزيون الرسمي البرازيلي، مشاهد مصورة للرئيس دا سيلفا وهو يحمل العلم الفلسطيني بجانب الشاعر البرازيلي أنطونيو مارينيو، والمغنية الشابة وزيرة الثقافة مارغريت مينيزيس، وسط تصفيق حار من الحضور.

وفي كلمته، أوضح دا سيفا أنه تعرض لانتقادات كثيرة لطرحه ما يجري في فلسطين أمام الرأي العام، مؤكدا أن الوقت سيظهر أنه على حق.وقال إن الشعب الفلسطيني لديه الحق في الحياة الكريمة والحق في إقامة دولته المستقلة.وذكر أن الهجوم الإسرائيلي على المدنيين خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية في غزة هو أحد “أكثر الهجمات دموية” التي نفذتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.فيما دعا الشاعر مارينيو، إلى إنهاء الإبادة الجماعة في غزة، مشيدا بموقف وشجاعة الرئيس دا سيلفا ومطالبته بالسلام للشعب الفلسطيني، وهتف “عاش الشعب الفلسطيني، حرا ذا سيادة، فلتسقط الإبادة الجماعية، يحيا السلام والمحبة”.وفي 28 فبراير/شباط الماضي، ظهر الرئيس في مقطع فيديو، مؤكدا أن البرازيل تدافع عن إنشاء ممر إنساني في قطاع غزة يسمح بدخول الأدوية والأغذية والأطباء والممرضات لرعاية الناس الذين يعانون من ويلات الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.وفي 24 فبراير/شباط 2024، ظهر الرئيس البرازيلي في مؤتمر جماهيري قائلا، “كما قلت عندما كنت في السجن إنني لن أقبل بصفقة للخروج من السجن ولن أستبدل حريتي بكرامتي، أقول الآن: لن أستبدل بكرامتي الباطل. أنا أؤيد إنشاء دولة فلسطينية حرة ذات سيادة. أتمنى أن تعيش هذه الدولة الفلسطينية في وئام مع دولة إسرائيل”.وأضاف، “ما تفعله الحكومة الإسرائيلية ليس حربا، بل إبادة جماعية. يتم قتل الأطفال والنساء. لا تصدقوا ما يقوله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو”.وفي 18 فبراير/شباط 2024، أدلى الرئيس البرازيلي بتصريحات على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، وصف خلالها ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من “إبادة جماعية” بـ”محرقة اليهود” إبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) وشبه نتنياهو بالنازي هتلر.وفي اليوم التالي سحبت البرازيل سفيرها من إسرائيل، احتجاجا على توبيخ “تل أبيب” لسفيرها اعتراضا على تصريحات الرئيس لولا دا سيلفا.وفي 15 فبراير/شباط دعا لولا دا سيلفا، مجلس الأمن إلى تبني قرار لتأسيس دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل.وشدد الرئيس البرازيلي خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، على أنه “لن يكون هناك سلم دون دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية”.وقال إن الهجمات “التي تقوم بها إسرائيل في (مدينة) رفح (جنوبي قطاع غزة) تمثل كارثة إنسانية جديدة”، مؤكدا ضرورة وقفها.من جانب آخر، طالب دا سيلفا، بإلغاء حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، الذي استخدمته واشنطن لمنع صدور قرارات تدين الهجوم الإسرائيلي على غزة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الرئیس البرازیلی فبرایر شباط دا سیلفا

إقرأ أيضاً:

ثلاثية بناء الدولة: التعليم، العمل، والثقافة

14 مارس، 2025

بغداد/المسلة:

 رياض الفرطوسي

في مسيرة بناء أي دولة، هناك ثلاث ركائز لا يمكن إغفالها: التعليم، العمل، والثقافة. هذه العناصر ليست مجرد قطاعات منفصلة، بل هي منظومة متكاملة تحدد مسار الأفراد وتؤثر في استقرار المجتمع وتقدّمه. فالدولة القوية ليست تلك التي تمتلك الموارد فقط، بل التي تنجح في استثمار العقول، وتوجيه الطاقات، وترسيخ الهوية الثقافية بما يتناسب مع تطورات العصر.

إن نجاح أي مشروع وطني لا يُقاس فقط بقدرته على توفير الخدمات الأساسية، بل بقدرته على تحقيق رؤية شاملة تستند إلى المعرفة والإنتاج والوعي. بدون هذه الركائز الثلاث، تصبح الدولة عرضة للتراجع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مما يؤثر على استقرارها ومستقبلها.

أولًا: التعليم – حجر الأساس في بناء الدولة

لا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح دون نظام تعليمي حديث وفعّال، حيث يكون التعليم أكثر من مجرد نقل للمعرفة، بل أداة لصناعة العقول القادرة على التفكير النقدي، واتخاذ القرار، والمساهمة في تطوير المجتمع.

في جميع المجتمعات، هناك تحديات تواجه قطاع التعليم، منها:

1. قدرة النظام التعليمي على استيعاب جميع الفئات، وضمان عدم تهميش أي شريحة اجتماعية.

2. جودة المناهج التعليمية ومدى ارتباطها بسوق العمل والتطورات التكنولوجية.

3. توفير بيئة تعليمية تحفز الإبداع والتفكير المستقل، بدلاً من التعليم التلقيني.

عندما تُحرم شرائح من المجتمع من فرصة التعليم الجيد، فإنها تصبح أكثر عرضة لمخاطر اجتماعية مثل البطالة، والتطرف، والفقر، مما يهدد استقرار الدولة ككل. لهذا، فإن الاستثمار في التعليم ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان بناء دولة قوية ومستقرة.

التعليم ليس مسؤولية الحكومة فقط، بل هو مشروع وطني مشترك، يساهم فيه المجتمع بأكمله. فمن غير المنطقي أن يكون التعليم مجرد مرحلة نمطية في حياة الأفراد، بل يجب أن يكون جسراً نحو الفرص والتنمية، بحيث يكون التعليم المستمر جزءاً من ثقافة المجتمع، وليس مجرد مرحلة تنتهي بالحصول على شهادة.

إلى جانب ذلك، يجب التركيز على دور المعلم، الذي لا ينبغي أن يكون مجرد ناقل للمعلومات، بل قائداً تربوياً يساهم في توجيه العقول وتنمية التفكير النقدي. ومن هنا تأتي أهمية تحسين أوضاع المعلمين، وتوفير التدريب المستمر لهم، حتى يكونوا قادرين على مواكبة التطورات العالمية في أساليب التعليم.

ثانياً: العمل – بناء اقتصاد منتج ومستدام.

العمل ليس مجرد وسيلة لكسب العيش، بل هو العنصر الأساسي في تحريك عجلة الاقتصاد وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. غير أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في توفير فرص العمل، بل في خلق بيئة عمل تحفّز الإنتاجية، وتعزز الابتكار، وتوفر الأمان الوظيفي للعاملين.

في المجتمعات الحديثة، لم يعد النجاح الاقتصادي قائماً فقط على الموارد الطبيعية أو القوى العاملة التقليدية، بل أصبح مرتبطاً بقطاعات مثل الاقتصاد المعرفي، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال. إن بناء دولة قوية يتطلب رؤية اقتصادية واضحة، حيث يتم توجيه الطاقات نحو القطاعات الأكثر إنتاجية، مع التركيز على تطوير المهارات والكفاءات بما يتناسب مع سوق العمل المتغيّر.

ومن القضايا التي يجب معالجتها لتحقيق بيئة عمل منتجة ومستدامة:

1. القضاء على البطالة المقنّعة: حيث يكون هناك عدد كبير من الموظفين في وظائف لا تضيف قيمة حقيقية للاقتصاد.

2. تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل: من خلال توجيه الشباب نحو التخصصات المطلوبة بدلاً من تخريج أعداد كبيرة في مجالات لا تحتاجها السوق.

3. تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة: بحيث لا يكون الاعتماد فقط على الوظائف الحكومية أو التقليدية.

كما أن العمل ليس مجرد نشاط فردي، بل هو مسؤولية جماعية تحتاج إلى تخطيط استراتيجي طويل المدى، يراعي التغيرات العالمية، ويوفر بيئة عمل مستقرة تساعد على الابتكار والإبداع. فالعامل الذي يشعر بأنه مجرد ترس في آلة إنتاج لا يرى معنى لعمله، سيعاني من الإحباط، مما يؤثر على إنتاجيته واستقراره النفسي والمجتمعي.

لهذا، لا بد من تعزيز ثقافة العمل المنتج، بحيث لا يكون الهدف فقط هو “التوظيف” بل “التوظيف الفعّال”، الذي يساهم في رفع كفاءة الاقتصاد، وتحقيق النمو المستدام، وتحسين جودة الحياة.

ثالثًا: الثقافة – الوعي كأساس للدولة الحديثة

يقول المؤرخ كوردل هيل: “لكي تلغي شعباً، اجعله يتبنى ثقافة غير ثقافته، وابدأ بشل ذاكرته التاريخية.”

هذه المقولة تختصر الدور الحاسم للثقافة في بناء الدول، حيث لا يمكن تصور دولة قوية بدون هوية ثقافية واضحة، تعكس قيم المجتمع وتاريخه، وفي الوقت نفسه، تكون قادرة على التفاعل مع العصر الحديث.

الثقافة ليست مجرد فنون وآداب، بل هي الوعي الجماعي الذي يحدد كيفية تعامل المجتمع مع نفسه ومع العالم من حوله. وعندما تكون الثقافة مشوهة أو مفروضة من الخارج، يصبح من الصعب بناء دولة متماسكة.

التحدي الأكبر ليس في رفض الجديد أو الانغلاق على الماضي، بل في تحقيق توازن ذكي بين الحفاظ على الهوية والانفتاح على التطور. ففي عالم اليوم، تلعب وسائل الإعلام والتكنولوجيا دوراً كبيرًا في تشكيل الوعي، مما يجعل الاستثمار في الثقافة والتعليم الإعلامي أمراً ضرورياً لحماية المجتمع من التلاعب وصناعة وعي زائف.

هناك ثلاث أولويات يجب التركيز عليها في مجال الثقافة:

1. تعزيز الهوية الوطنية، عبر برامج تعليمية وإعلامية تعرّف الأجيال بتاريخها الحقيقي.

2. دعم الإنتاج الثقافي المحلي، من خلال تشجيع الفنون والأدب والفكر المستقل.

3. التصدي لحملات التغريب والتشويه الثقافي، من خلال الوعي النقدي والانفتاح المدروس.

إن بناء وعي حقيقي يعني إعداد جيل قادر على التمييز بين الحقائق والدعايات المضللة، ومحصّن ضد محاولات تفكيك مجتمعه فكرياً وثقافياً.

نحو مشروع وطني متكامل

إذا كان الهدف هو بناء دولة قوية ومستقرة، فلا يمكن النظر إلى التعليم، والعمل، والثقافة على أنها قضايا منفصلة، بل يجب التعامل معها كأعمدة متكاملة في أي مشروع وطني.

فـالتعليم يصنع العقول.

والعمل يحول الطاقات إلى إنتاج.

والثقافة ترسّخ الهوية وتوجّه الوعي.

الدولة ليست مجرد مؤسسات، بل هي مشروع جماعي يحتاج إلى مشاركة الجميع، كلٌّ في مجاله، لإيجاد حلول عملية تضمن التنمية والاستقرار.

لا يمكن انتظار الحلول الجاهزة، بل يجب طرح الأسئلة الصحيحة، لأن من لا يسأل عن المستقبل، لن يكون جزءاً منه.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الزراعة: فتح السوق البرازيلي أمام صادرات مصر من شتلات الفراولة
  • فتح السوق البرازيلي أمام صادرات مصر من شتلات الفراولة
  • الزراعة تعلن فتح السوق البرازيلي أمام صادرات مصر من شتلات الفراولة
  • بلدية رفح الفلسطينية: نحن أمام كارثة إنسانية بسبب توقف آبار المياه إثر الحصار الإسرائيلي
  • عدالة الإمارات
  • إعلامي يكشف عن موعد إعلان عقوبات رابطة الأندية
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • ثلاثية بناء الدولة: التعليم، العمل، والثقافة
  • هذا ما سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل
  • لمدة 5 سنوات.. سوريا تقر إعلانًا دستوريًا لإدارة المرحلة الانتقالية