منير أديب يكتب: هدنة على أسنة الرماح
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
لا توجد أي إمكانية لانجاز هدنة حقيقية بين حماس وإسرائيل قبل رمضان ولا بعده؛ فكل طرف يتمسك بشروطه ويستعد لإعلان انتصاره العسكري والإستراتيجي في الحرب التي استمرت قرابة خمسة شهور كاملة، ولذلك الرهان على توصل الطرفان لإتفاق هدنة في القريب العاجل يدل على عدم فهم طرفي الصراع وآيات المواجهة بينهما.
إسرائيل استنزفت نفسها في صراع مسلح ربما أفرطت في استخدام القوة العسكرية فيه، حيث لم تحقق أهدافها، سواء من تحرير الرهائن أو القضاء على حركة حماس، التي تتفاوض معه الآن، أو حتى في الضغط عليها بالشكل الذي يدفعها لقبول شروطها، ولذلك يصعب عليها أنّ تخرج مهزومه في هذه المعركة.
وهذا ما دفع إسرائيل لعدم حضور جولة المفاوضات الجارية في القاهرة حاليًا، انتظارًا لأي جديد يتحقق، كأحد وسائل الضغط التي تفهم حماس وتتعامل معها، صحيح أنّ قيادات حماس أضافت مع الوسطاء يومًا جديدًا من الحوار والنقاش، ولكن هذا لا يُعني القبول بشروط إسرائيل أو التخلي عن مطالبها، والتي تتلخص في الوقف الدائم لإطلاق النار مع الإنسحاب الكامل وعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
أفرطت إسرائيل في استخدام القوة وها هي حماس تحصد ثمار الرعونة الإسرائيلية المعتادة في المواجهة، صحيح أنّ إسرائيل قد تكون حققت بعض النجاحات العسكرية ولكن حماس حتمًا بتمسكها بالشروط التي طرحتها للهدنة تُريد أنّ تجني ثمار الانتصار الإستراتيجي.
لن يتم توقيع هدنة بين الطرفين لا قبل رمضان ولا أثناء الشهر الكريم، وإذا تمت توقيع اتفاقية بين الطرفين فلن تصمد كثيرًا، سوف يتم اختراقها وقد يكون من نتائجها حرب ربما تجتاح فيها إسرائيل رفح الفلسطينية لتقلب الطاولة من جديد، أملًا في تحقيق الانتصار في الجولة الأخيرة من الصراع.
ولذلك الهدنة التي يلعب عليها الوسطاء في القاهرة وقطر سوف تكون على أسنة الرماح، ولن يلتزم بها أي من الطرفين؛ فإذا كانت بضغط عربي على حماس، ولا أظن ذلك، فسوف تتخفف منها الحركة مع أول قذيفة يُطلقها الإسرائيليين، وهذا وارد، وإذا كانت إسرائيل مضطرة إليها، وهو متوقع، فسوف تخرقها مع شمس اليوم التالي.
من مصلحة حماس عدم توقيع اتفاقية إلا أنّ تكون على شروطها، فرغم المآسي التي تعرض ومازال يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فإنّ عامل الوقت لصالحها وليس لصالح إسرائيل، خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم، وبالتالي سوف يزداد التعاطف العربي والإسلامي وهو ما سوف يضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية، ولذلك سرعة انجاز الهدنة لصالح إسرائيل أكثر منه لصالح الفلسطينين.
الوسطاء العرب مع الولايات المتحدة الأمريكية يُدركون أنّ الفشل في التوصل لإتفاق قبل شهر رمضان يُعني أنّ هناك جولات جديدة من الصراع قد يمتد إلى حرب تضرب المنطقة العربية، وقد يدفع إسرائيل إلى احتلال محور فلادلفيا أو حتى اجتياح مدينة رفح، وهو ما سوف يدفع مصر لردع إسرائل وتنفيذ تهديداتها بهذا الخصوص.
هناك طرف سوف يُعلن انتصارة بعد هذه الحرب الطويلة بين الجانبين؛ ما قدمة الفلسطينيون يجعلهم يتمسكون بشروطهم، خاصة وأنّ حماس تُريد أنّ تُسوق لمشروعها الجهادي أو النضالي من خلال المواجهة المسلحة في هذه الحرب، وبالتالي لن تُخرج منهزمة، بل تُريد أن تُحقق الانتصار الإستراتيجي وتضغط على إسرائيل من أجل تحقيق مطالبها.
وهو ما يدفعنا للقول، إنه من المستبعد توقيع أي اتفاق بين حماس وإسرائيل حاليًا أو بعد حين إلا بشروط حماس، وإذا تم توقيع اتفاق حالي فسوف يكون على أسنة الرماح، سوف يكون اتفاق محكوم عليه بالإنهيار، وسوف ينتهي إلى حرب جديدة، إلا إذا وقعت إسرائيل على هزيمتها، وهو ما قد يُحدث ولكن بعد قليل من الوقت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حماس اتفاق هدنة القاهرة قطر غزة فلسطين فتح هدنة رمضان وهو ما
إقرأ أيضاً:
صفقة غزة: تفاصيل جديدة حول قُرب إعلان اتفاق بين إسرائيل وحماس
كشف مصدر في حركة حماس ، لقناة الشرق، اليوم السبت، ما تم التوصل إليه بشأن المراحل التي ستسير بها صفقة غزة ، وما تشملها من معبر رفح ، وعودة النازحين. فيما يميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإيعاز لرئيس الموساد دافيد برنياع بالتوجه في ظل تأكيدات الفريق المفاوض بالدوحة أن هناك "تقدما حذرا".
وقال المصدر، إن حماس قدمت مرونة فاجأت وفد إسرائيل خلال المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق بشأن غزة، مضيفًا، "نقترب من إعلان اتفاق وصفقة لتبادل الأسرى، وهذا يتوقف على الرد الإسرائيلي المنتظر".
وأشار المصدر المطلع على مسار المفاوضات، إلى أنه في حال عدم اختلاق شروط إسرائيلية جديدة، سيكون الاتفاق جاهزاً للإعلان لدى الوسطاء"، في إشارة إلى مصر وقطر والولايات المتحدة.
اقرأ أيضا/ بيرنز: مفاوضات غـزة "جدّية للغاية" وقد يتم إنجازها بهذا الموعد
واعتبر أن "حماس قدمت مرونة كبيرة فاجأت الوفد الإسرائيلي، عبر الموافقة على تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء ضمن المرحلة الأولى، وإضافة 11 أسيراً للقائمة بناء على طلب وتشرط إسرائيلي جديد خلال الجولة الحالية من المفاوضات بشأن المرحلة الاولى، وعدم رفض إبقاء قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا، وعدم فتح معبر رفح، ووجود قوات إسرائيلية بمحور نتساريم (الذي يقسم شمال غزة عن جنوبها)، لكن مع ضمان عودة النازحين عبر حاجز إلكتروني مزود بكاميرات، على مفترق الشهداء الغربي (طريق الرشيد - الكورنيش)، في بداية المرحلة الأولى (التي تمتد من 6 إلى 8 أسابيع)".
المرحلة الثانية في مفاوضات غزةوقال المصدر لـ"الشرق" إنه تم التوافق بين الجانبين على الخطوط العامة للمرحلة الثانية، وإرجاء النقاط الخلافية لمناقشتها أثناء تنفيذ بنود المرحلة الأولى.
وأوضح أنه سيتم إدخال المساعدات وزيادة أعداد الشاحنات بالتدريج عبر بوابة صلاح الدين (إعادة فتح البوابة التجارية بمعبر رفح الحدودي مع مصر)، وعبر معبر كرم أبو سالم (الإسرائيلي) فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على أن يصار لفتح معبر رفح للأفراد بالتدريج بدءًا بالحالات الطارئة، مثل المرضى والجرحى، ثم زيادة العدد والفئات.
وأضاف المصدر: "هذا مرهون بانسحاب القوات الإسرائيلية من محيط المعبر ومحور فيلادلفيا، والتفاهم بشأن آلية إدارة المعبر وفق مرجعية اتفاق 2005 بوجود مراقبين أوروبيين، وتنسيق بين مصر والسلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية".
ضمانات الوسطاءولفت إلى أن حركة "حماس" لا تزال تتمسك بالحصول على ضمانات من الوسطاء الدوليين، مصر وقطر والولايات المتحدة، لتنفيذ بنود مراحل الاتفاق وصولاً إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم، والانسحاب الكامل في نهاية المطاف.
وقال المصدر إن "هذا البند بحاجة إلى إتمام مفاوضات المرحلة الثانية، مع موافقة حماس على وقف النار المتدرج وجدولة الانسحاب"، مشدداً على أهمية الضمانات لأنها "تربط بين مرحلتي صفقة التبادل وعدم استئناف العمليات القتالية أثناء تنفيذ الاتفاق".
وقدرت مصادر أن "تتضح الصورة بحلول مساء الأحد" لمعرفة ما إذا كان هناك اتفاق في غزة، أو تمارس إسرائيل عادتها باختلاق شروط جديدة تعود بالمفاوضات إلى نقطة الصفر.
رئيس الموساد إلى الدوحةوفي ذات السياق، أفادت القناة 13 العبرية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يميل للإيعاز لرئيس الموساد دافيد برنياع بالتوجه في ظل تأكيدات الفريق المفاوض بالدوحة أن هناك تقدما حذرا.
ووفق القناة العبرية، فإن قوائم المختطفين الذين ما زالوا على قيد الحياة لم يتم نقلها بعد من حماس إلى إسرائيل.
ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "في حال حصل رئيس الموساد على الضوء الأخضر فسيغادر مع وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في غضون 24 ساعة".
المصدر : قناة الشرق اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين العراق يتخذ قرارا بمعاملة اللاجئ الفلسطيني أسوة بمواطنيه نادي الأسير: مصير الدكتور أبو صفية لا زال مجهولاً شاب غزّي مُفرج عنه: حسام أبو صفية بخطر ويتعرض لتعذيب شديد الأكثر قراءة يحيى الشنار يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس محافظا لسلطة النقد شاهد: القسام ينشر فيديو جديد للأسيرة الإسرائيلية في غزة ليري الباج شهداء وإصابات في قصف متواصل على قطاع غزة الاتحاد الأوروبي: موقفنا ثابت بعدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي الـ1967 عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025