آخر تحديث: 6 مارس 2024 - 10:02 صبقلم:أحمد صبري هي ليالٍ عشر طافَتْ عَبْرَها الكاتبة ميسون عوني في رحلة ممتِعة عَبْرَ قرون من حضارة العرب، توقَّفت عِنْد أبرز معالِم ثقافته وحُبِها للعراق. وتنقَّلت عَبْرَ أديم حضارات العراق ومعالِمها مع (الطَّيف) الَّذي رافقها من ملحمة جلجامش وحمورابي وأبي جعفر المنصور والمتنبِّي والجاحظ وصفي الدِّين الحلي وبدر شاكر السيَّاب وحميد سعيد وغيرهم.
وقَبْل أن نقلبَ صفحات اللَّيالي العشْرِ لميسون نتوقَّف عِنْد مناجاتها للطَّيف قائلةً: يا جلجامش إلى أين أنتَ ذاهب؟ لَنْ تجدَ الحياة الَّتي تنشد.. لا أنشد الحياة زهدت بها لا أريدها.. لكن إلى أين؟ سأذهب للقاء قلب الحضارة في شوقٍ إِلَيْها أين؟ إلى بغداد – إلى مؤسِّس مدينة العِلم والتحضُّر (بغداد) أبي جعفر المنصور.. لِنقولَ للعراق: قُم ماذا جرى لك؟ قُم انهض استعدّ لِتُعيدَ الحياة إلى موطنك قُم انهض ـ فلا يليقُ بِك الخنوع ـ قُم انهض. واستعرضت مؤلِّفة كتاب (زهوة تلتقي طيفًا) أبرز صفحات رحلتها بالليالي العشر، وأهمَّ معالِم الحضارة، كما يُشير كاتب مقدِّمة الكِتاب بشير علية: لقَدْ خصَّصت زهوة كُلَّ ليلة من اللَّيالي العشر لعصرٍ من العصور، ولطائفةٍ من الوقائع والشَّخصيَّات وأحيتها جميعها بسلاسة، وجسَّدت عَبْرَ رحلتها حُبَّها لوطنِها العراق الَّذي يجري في عروقها، لا سِيَّما في ليلتها الأولى حيث أطلَّت الضَّيف؟ مَن هي؟ إنَّها طيف بغداد. وهكذا تنقَّلت المؤلِّفة مع الطَّيف من عالَم إلى آخر تؤرِّخ، وتُبرز مدَيات هذه الملحمة الَّتي كرّست لتوثيقِ حُبِّها للعراق وتاريخه الطويل ومركزه بغداد الَّتي خصَّصت حيِّزًا بارزًا في رحلتها. وخصَّصت لكُلِّ ليلةٍ من ليالِيها العشر وقفةً تحكي قصَّة ما جرى خلال رفقتها مع طيفها، حيث دوَّنت تلك اللَّحظات بدقَّة وبأسلوب ينمُّ عن خبرة ودراية لِمَا يجري في بلدها العراق، في محاولة لِتلمُّس وهَج حضارة مرموقة كان مركزها بغداد، في مقاربةٍ ممزوجة بالحنينِ إلى الماضي والتَّوافُق بَيْنَهما. وحسنًا فعلتِ المؤلِّفة عِنْدما وزَّعت لياليها العشر على مسار وتاريخ الحضارة والرُّقي الَّتي عاشَها العراق وبغداد؛ لإبراز حجْم المتحقِّق في هذه الصوَر الَّتي كانت شاهدًا على حضارات كان لبغداد صدارة المشهد الَّتي بقيَتْ في ذاكرة الأجيال تحكي قصَّة تأبَى النِّسيان، تركت تحكي عن نَفْسها عَبْرَ ما تحقَّق من منجزات حضاريَّة عكست دَوْر بغداد وروَّادها، برعَت المؤلِّفة في إبراز دَوْرهم التَّنويري والحضاري الَّذي لَمْ يبرَحْ أن يغادرَ مخيَّلتنا، وبقِيَ يتنقَّل من جيلٍ إلى جيل رغم محاولات طمْسِ معالِم ودَوْر بغداد ورِجالها الَّذين كان لَهُم الدَّوْر في إبقاء هذه الشَّواهد مُصانة وباقية ومحفوظة في الذَّاكرة. وتختم مؤلِّفة كتاب (زهوة تلتقي طيفًا) بالقول: شكرًا يا طَيْف العراق العزيزة لصبرِك وحُسن إصغائك، فليس لي أن أهديَك احترامي، فقَدْ كنت لي خير الجليس وأحلى الصحبة أودِّعك بدعوة من القلب أن يحفظَك الرَّحمن وأمان القلوب بأمْنه من القلب أن نلتقيَ بِك. واللِّقاء: ما أجملها من كلمة نختم بها (وليالٍ عشر) الَّتي عِشناها معًا بحُلْوِها ومُرِّها، بأمَلِها وعذابِها، ذكرى عزيزة نستعيد رونقَها كُلّ ذكرى غالية يهزُّنا الحنين إِلَيْها، ويأخذنا لِنذكرَها تركتْ في القلب وشمًا، وفي العقل ملاذًا، وفي الضلوع رفيفًا.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
السلطات العراقية تغلق مقرات لحزب العمال الكردستاني في السليمانية
2 يناير، 2025
بغداد/المسلة: أغلقت السلطات الأمنية العراقية في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، شمالي البلاد، عدداً من المراكز والمقرات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المسلح، الذي ينشط داخل محافظة السليمانية وبلدات حدودية عراقية مع تركيا، في ثاني إجراء من نوعه تتخذه بغداد ضد الحزب الذي بات “منظمة محظورة” في العراق، بحسب قرار سابق. وأصدر مجلس الأمن القومي العراقي قراراً بتصنيف “العمال الكردستاني”، في منتصف العام الفائت، “منظمة محظورة”، وإثر القرار تم إغلاق ثلاث تشكيلات مرتبطة بالحزب في سنجار وحظر عملها، كما بدأت بغداد بعمليات تضييق واسعة على مناطق وجود الحزب في سنجار وشمال أربيل وشرقي دهوك.
ووفقاً لمسؤولين بسلطات إقليم كردستان، فإنّ “الإغلاق شمل عدداً من المراكز والمنظمات”. ونقلت وسائل إعلام عراقية كردية عن مسؤولين بالأمن أن “إغلاق تلك المراكز تم بحسب الأمر القضائي الذي صدر من بغداد قبل عدة أشهر”، مبينة أنّ “إغلاق هذه المراكز لم يتطلب حكماً قضائياً جديداً لأننا حصلنا مسبقاً على القرار من مجلس القضاء العراقي، وسيستمر الإغلاق إلا في حال تم تجديد تراخيصهم في بغداد”. وبحسب المعلومات المتوفرة، تم إغلاق مركز “حركة المرأة الحرة” وشركتي “نوغار” و”مارزيا” إلى جانب شركة “كيزينك”، وهي شركات تنتج مواد إعلامية لقنوات ومنصات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
وقرر القضاء العراقي حلّ ثلاثة أحزاب سياسية وإغلاق مقراتها، في أغسطس/ آب الماضي، بعد ثبوت ارتباطها بحزب العمال الكردستاني المحظور في العراق، وهو القرار الأول من نوعه تجاه الحراك السياسي الذي يمارسه حزب العمال في البلاد. وأصدرت القرار الهيئة القضائية للانتخابات في مجلس القضاء الأعلى (أعلى سلطة قضائية في العراق)، بطلب من دائرة الأحزاب والتنظيمات السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وشمل الحلّ كلاً من حزب الحرية والديمقراطية الأيزيدية، وحزب جبهة النضال الأيزيدي، وحزب حرية مجتمع كردستان، واتخذ القرار بناءً على شكوى مستشارية الأمن القومي على اعتبار أنها تشكل خطراً على الأمن القومي العراقي. وأكد الناشط السياسي في محافظة السليمانية إسماعيل الباجلان أنّ تلك المراكز “تعمل تحت مسمى منظمات مدنية، وهي في حقيقتها مرتبطة بشكل مباشر بأحزاب سياسية تابعة للعمال الكردستاني”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts