منذ نحو 5 أشهر، تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، ردا على الهجمات التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن هذه العمليات أدت إلى تدمير معظم أنحاء القطاع الفلسطيني، ونزوح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وسط أزمة إنسانية قاتلة.

واندلعت الحرب إثر هجوم نفّذته حركة حماس في السابع من أكتوبر، على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، وبدأت قصفا مدمرا على قطاع غزة أُتبع بعمليات برية، مما تسبّب في مقتل 30631 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وضربت الأزمة الإنسانية مختلف أوجه الحياة في قطاع غزة، وشملت نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء.. وفيما يلي بعض الحقائق المهمة عن الأوضاع في قطاع غزة:

النزوح

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن نحو 1.7 مليون شخص، أي أكثر من 75 بالمئة من السكان، نزحوا داخل غزة. واضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة.

وكثفت إسرائيل الشهر الماضي، قصفها لمدينة رفح الواقعة جنوبي القطاع على الحدود مع مصر، حيث يكتظ نحو 1.5 مليون شخص.

ومعظم السكان اللذين يعيشون في رفح حاليا نزحوا من منازلهم في شمال القطاع، هربا من الحملة العسكرية التي تقول إسرائيل إنها لن تتوقف حتى تحقق هدفها المتمثل في "القضاء على حماس".

الصحة والمستشفيات

قالت منظمة الصحة العالمية، إن معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفى، توقفت عن العمل.

وأضافت أنه لا يعمل من هذه المستشفيات جزئيا إلا 12 مستشفى فقط، 6 منها في شمال القطاع و6 في الجنوب، بينما يعمل مستشفى الأمل في خان يونس بالحد الأدنى.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، ريتشارد بيبركورن، الثلاثاء، إن "أكثر من 8 آلاف شخص بحاجة إلى نقلهم خارج غزة لتلقي العلاج".

وأضاف أن "نحو 6 آلاف شخص يحتاجون إلى الخروج من القطاع بسبب إصابات وأمراض مرتبطة بالحرب، في حين يعاني 2000 من السرطان وأمراض مزمنة خطيرة أخرى".

وزار فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، الأحد، مستشفيين هما كمال عدوان والعودة في شمال غزة، لتوصيل الإمدادات لأول مرة منذ بدء الأعمال القتالية.

ووصف بيبركورن الوضع في مستشفى العودة بأنه "مروع على وجه الخصوص" بسبب تدمير أحد مبانيه.

وقال رئيس المكتب الفرعي لمنظمة الصحة العالمية في غزة، أحمد ضاهر: "المستشفيان اللذان زرناهما يمثلان النظام الصحي بوجه عام في غزة، إذ يكافحان من أجل الاستمرار في العمل بكميات صغيرة من المساعدات، مما يجعلهما بالكاد يعملان لخدمة المحتاجين".

وتابع: "واجه المستشفيان نقصا في الوقود والطاقة والموظفين المتخصصين. وكان غالبية الأشخاص الذين أُدخلوا إلى المستشفيين يعانون من الصدمة".

وقالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن 15 طفلا على الأقل توفوا خلال الأيام القليلة الماضية بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان، شمالي غزة.

ورُفضت معظم طلبات منظمة الصحة العالمية لزيارة شمالي غزة في يناير، ولم يسمح بتسهيل سوى 3 طلبات فقط من أصل 16 طلبا. وأضافت المنظمة أنه لم يسمح بتسهيل أي طلبات لتنفيذ مهام تقودها بنفسها في شمال قطاع غزة، الشهر الماضي.

المساعدات الإنسانية والجوع

أوقفت إسرائيل جميع واردات الغذاء والعقاقير والطاقة والوقود إلى غزة مع بداية الحرب.

وسمحت فيما بعد بدخول شحنات المساعدات. لكن منظمات الإغاثة تقول إن التفتيش الأمني وصعوبة التحرك عبر منطقة تدور فيها حرب يعرقلان عملياتها بشدة.

وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة، إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة "مرتفعة للغاية، وأعلى بنحو 3 أمثال مما عليه الوضع في جنوب" القطاع الفلسطيني، حيث تتوفر المزيد من المساعدات.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركيه: "عندما يبدأ الأطفال في الموت جوعا، ينبغي أن يكون ذلك تحذيرا لا مثيل له".

وأضاف: "إذا لم يكن ذلك الآن، فمتى يحين الوقت المناسب لبذل قصارى جهدنا وإعلان حالة الطوارئ، وإغراق غزة بالمساعدات التي تحتاجها؟".

وقال بيبركورن من منظمة الصحة العالمية، إن "واحدا من كل 6 أطفال تحت سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة".

وتزايدت الدعوات الموجهة إلى إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لمواجهة الأزمة الإنسانية، منذ مقتل فلسطينيين كانوا يتجمعون للحصول على المساعدات في غزة الشهر الماضي.

وقالت السلطات الصحية في غزة، إن 118 شخصا قتلوا بنيران إسرائيلية في الواقعة التي وصفتها بـ"المذبحة". فيما قالت إسرائيل إن العديد من هؤلاء الأشخاص "تعرضوا للدهس" وتعهدت بإجراء تحقيق.

ونفذ الجيش الأميركي أول عملية إنزال جوي للمساعدات الغذائية على سكان غزة، السبت، ويعتزم تنفيذ المزيد.

ويُنظر إلى عملية الإنزال الجوي على أنها أحدث دلالة على أن واشنطن بدأت تتخطى الطرق الدبلوماسية مع إسرائيل، التي تشكو الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من أنها منعت أو قيدت وصول المساعدات. وتنفي إسرائيل عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة قطاع غزة أکثر من فی شمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية في لبنان برعاية وزير الصحة

أطلق البرنامج الوطني للصحة النفسية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في لبنان وبدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية للبنان (2024-2030)، برعاية وحضور معالي وزير الصحة العامة، الدكتور فراس الأبيض والسفير هيرفي ماغرو، القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان، في لقاء أقيم في المعهد  العالي  للأعمال (ESA) في بيروت.

الأبيض
وشدد الأبيض في كلمة ألقاها خلال اللقاء على أنه "رغم قلة الموارد والظروف الصعبة التي يمر بها البلد كانت الجهود كلها منصبة لإنشاء وتطبيق استراتيجية وطنية للصحة النفسية في لبنان خلال السنوات العشرة الأخيرة وان وزارة الصحة تتطلع الى استكمال التعاون مع كل الأفرقاء لتطبيق الإستراتيجية الجديدة".

ماغرو
بدوره، اعتبر ماغرو ان "الاستراتيجية الوطنية الجديدة للصحة النفسية في لبنان ترتكز على مبادئ وقيم مشتركة: إمكانية الحصول على الرعاية، وكرامة المرضى وحقوقهم، وأهمية الوقاية والتثقيف في مجال الصحة النفسية".

من ناحيته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة في لبنان د. عبد الناصر أبو بكر، خلال اللقاء، إن "الاستراتيجية الوطنية تعتبر خارطة طريق، لأنها تتناول جميع مكونات نظام الصحة النفسية وتتوافق مع الأولويات الوطنية والاستراتيجية العالمية. فهي تدمج إجراءات مبنية على الأدلة وتركز على تمكين وبناء قدرات الأفراد وتحسين الوصول الى رعاية صحية نفسية عالية الجودة، بما في ذلك الوقاية من الممارسات الضارة وتعزيز توفر البيانات والأبحاث فضلا عن وضع الأطر القانونية والسياسات المتعلقة بالصحة النفسية". 

الشماعي
بدوره، قدم مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية في لبنان الدكتور ربيع الشماعي عرضا مفصلا للاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية في لبنان 2024-2030  شارحا الركائز الأساسية التي تم وضعها قيد التنفيذ، وشدد على ان "تعزيز الصحة  النفسية في أوقات الازمات أولوية، وأضاف ان البرنامج الوطني للصحة النفسية يتطلع للتعاون مع كل الشركاء لاستكمال العمل على إصلاح نظام الصحة النفسية بشكل يحصل فيه كل فرد في لبنان على خدمات الصحة النفسية بالقرب من محيطه الجغرافي، بجودة عالية وبأقل كلفة ممكنة". 

وكان اللقاء قد استهل بكلمة ترحيبية من ماكسانس دويو، المدير العام للمعهد العالي للأعمال، ممثلا برنا جريصاتي رزق، مشددة على أن "التزام  ESA في دعم تطبيق الإستراتيجية الوطنيةينبع من قناعة عميقة بأنه يمكن تحقيق النجاح معا رغم كل الازمات. لذلك تم تسخير كل الموارد والخبرات المتوفرة للمساهمة بشكل كبير في كل مرحلة من هذه المبادرة".

وتخلل اللقاء كلمة من الناشطة في مجال حقوق الإنسان ورئيسة جمعية العدالة للصحة النفسية ساشا الحاج عساف قالت فيها "لنستمر في العمل معا لإيجاد سبيل  يتيح لكل مستفيد من الخدمات النفسية  في لبنان الاستمتاع بكرامته وحقوقه الإنسانية".

وتم خلال اللقاء تقديم درع تقديري لوزارة الصحة اللبنانية من قبل منظمة الصحة العالمية بعد فوزها بجائزة فريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة المعني بالوقاية من الأمراض غير المنقولة ومكافحتها والصحة النفسية لعام 2023، وذلك تقديرا لجهودها الخاصة ببرنامج "خطوة خطوة". 

بدوره، قدم وزير الصحة درعا تقديريا للبرنامج الوطني للصحة النفسية الذي عمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية على تطوير واختبار وتوسيع نطاق برنامج "خطوة خطوة" وهو تدخل رقمي مجاني للمساعدة الذاتية، مثبت علميا، يستخدم في علاج الاكتئاب.

كذلك تم خلال اللقاء عرض تقرير حول فعالية الإستثمار في الصحة النفسية في لبنان. 

للمزيد من المعلومات حول الإستراتيجية الوطنية للصحة النفسية وللاطلاع على الخدمات والموارد النفسية المتاحة أضغطوا على هذا الرابطNMHP (nmhp-lb.com)

للتواصل mh.moph@nmhp-lb.com

مقالات مشابهة

  • حرب التجويع الإسرائيلية تودي بحياة طفل جديد في شمال غزة
  • الصحة العالمية تحذر من تفشي سلالة جديدة من جدري القرود في الكونغو الديمقراطية
  • "الصحة العالمية" تحذر من تفشي سلالة جديدة من "جدري القرود" في الكونغو الديمقراطية
  • "تعنت مستمر".. إسرائيل تواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ53 على التوالي
  • إسرائيل تواصل إغلاق معابر غزة لليوم 53 على التوالي.. شاهد التفاصيل
  • منظمة الصحة العالمية: ربع سكان العالم يعانون الكسل
  • منظمة كورية تتبرع لأطفال السودان وأسرهم بـ200 ألف دولار
  • الأمم المتحدة: مستمرون بتقديم المساعدات في غزة رغم العقبات الخطيرة
  • دراسة: نصف السكان في ست دول عربية يعانون من الخمول البدني
  • إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية في لبنان برعاية وزير الصحة