نشاط الرئيس السيسي وأخبار الشأن المحلي يتصدران اهتمامات وعناوين صحف القاهرة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
أبرزت صحف القاهرة الصادرة، اليوم الأربعاء، نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، وعددا من أخبار الشأن المحلي.
ففي صفحتها الأولى وتحت عنوان "مصر تدعم حل النزاعات من أجل السلام والتنمية"، ذكرت صحيفة "الأهرام" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن مصر تبذل جهودا مكثفة، لوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة المحتل، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية، حتى يتسنى تسوية القضية الفلسطينية، من خلال الدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإحلال السلام والتعايش في المنطقة، بدلا من الحروب والدمار والخراب، مشيرا إلى دعم مصر كل المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، ومساندتنا الكاملة للحوار والتفاوض كإحدى أدوات حل النزاعات، سعيا لتحقيق السلام العادل والشامل، والسماح بتدشين مرحلة جديدة من النمو والتنمية، بما يحقق مصالح شعوب المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك جاء في كلمة الرئيس السيسي بالمؤتمر الصحفي المشترك، عقب مباحثاته أمس في قصر الاتحادية مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قال خلالها «أكدنا خلال المباحثات استعدادنا لنقل الخبرة المصرية في مجالات البنية التحتية، والإنشاءات، والنقل، وإنتاج الطاقة إلى الجانب الأرميني، وبحث سبل الاستفادة من الخبرة التي تتمتع بها الشركات الأرمينية في مجال الذكاء الاصطناعي».
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الرئاسة المستشار الدكتور أحمد فهمي تصريحه بأن الرئيس السيسي ورئيس وزراء أرمينيا أشادا، خلال اللقاء، بالعلاقات التاريخية بين الشعبين، ومستوى التنسيق المشترك، كما شهد الرئيس السيسي ورئيس وزراء أرمينيا مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشترك بين البلدين.
من جانبه، أكد رئيس وزراء أرمينيا، خلال المؤتمر الصحفي، أن مصر من أهم الشركاء لبلاده في الشرق الأوسط، مشيدا بالتواصل المستمر لقيادتي الدولتين، والتعاون المشترك المتبادل الذي يعد دليلا على قوة العلاقات والرؤية المستقبلية المشتركة، موضحا أن المباحثات تطرقت إلى المسائل الأمنية والإقليمية ذات الصلة بالشرق الأوسط وجنوب القوقاز، كما تمت مناقشة جهود البلدين لإحلال السلام في المنطقتين.
وفي متابعتها لنشاط الرئيس السيسي أمس، ذكرت صحيفة "الجمهورية"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعرب عن تقدير مصر الكبير لجهود وسياسات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، مؤكدا مواصلة العمل المشترك لمزيد من تفعيل العلاقات التاريخية الراسخة بين الدولتين وتعزيز التعاون في كافة المجالات بشكل يخدم تطلعات الشعبين، خاصة في ضوء التحديات التي تتعرض لها المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك جاء خلال استقبال الرئيس السيسي أمس الفريق الركن ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني وقائد الحرس الملكي وأمين عام مجلس الدفاع الأعلى بمملكة البحرين، والوفد المرافق له بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار د.أحمد فهمي تصريحه بأن الفريق الركن ناصر بن حمد آل خليفة نقل للرئيس السيسي رسالة شفهية من أخيه ملك البحرين، تضمنت تأكيد الاعتزاز بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين، ودعم البحرين لجهود مصر والرئيس السيسي في مواجهة جميع التحديات داخليا وخارجيا ولاسيما على المستوى الإقليمي.
وقال المتحدث الرسمي إن اللقاء تناول كذلك الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية للتهدئة، والتشديد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية وبشكل عاجل، حيث أشاد الفريق الركن ناصر بن حمد آل خليفة بجهود مصر في هذا الصدد، وقيامها بالإسقاط الجوي للمساعدات في مناطق شمال القطاع لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشقاء الفلسطينيين بالإضافة إلى ما يتم إنفاذه بريا عبر منفذ رفح، كما تم تأكيد ضرورة احتواء التوتر المتصاعد بالمنطقة والدفع نحو عدم توسع نطاق الصراع، لما لذلك من عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي.
وتحت عنوان "رئيس الوزراء يستعرض مقترح تطوير النظام التعليمي للثانوية"، ذكرت صحيفة "الأهرام" أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أكد أن تطوير قطاع التعليم في مصر يأتي على رأس أولويات عمل الحكومة، مشيرا إلى أن الدولة تبذل قصارى جهدها لتطوير مختلف المراحل التعليمية، بما يضمن توفير نظام تعليمي متطور يُسهم بشكل فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا أن مقترح تطوير النظام التعليمي للثانوية العامة يهدف بشكل أساسي إلى رفع المعاناة عن كاهل الأسر المصرية، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة للطالب.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك جاء خلال اجتماعه، أمس لاستعراض مقترح تطوير النظام التعليمي للثانوية العامة، بحضور الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، ورمضان محمد مساعد وزير التربية والتعليم، وأكرم حسن رئيس الإدارة المركزية للمناهج بوزارة التربية والتعليم.
من ناحية أخرى، استعرض رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عددا من الموضوعات المتعلقة بالحوافز التي من شأنها زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة.
وصرح المستشار محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأنه تم مناقشة القرار الذي اتخذه مجلس إدارة جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك مؤخرا بإلغاء (مقابل الدمج)، السابق إقراره من مجلس الإدارة بشأن مشروعات الطاقات المتجددة.
وفي الشأن الاقتصادي، ذكرت صحيفة "الأهرام" أن البنك المركزي أعلن ارتفاع صافي الاحتياطيات الأجنبية إلى 35.310 مليار دولار في نهاية شهر فبراير الماضي مقارنة بنحو 35.250 مليار دولار في نهاية شهر يناير الماضي بارتفاع قدره 60 مليون دولار.
وأوضحت الصحيفة أن ارتفاع الاحتياطي الأجنبي يأتي بعد تراجع سعر الدولار في السوق الموازية عقب الإعلان عن صفقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، وما تلاها من الإعلان عن تسلم مصر الشريحة الأولى من الصفقة بقيمة 10 مليارات دولار، إلى جانب التنازل عن الوديعة الإماراتية لدى البنك المركزي بقيمة 5 مليارات دولار والحصول على ما يقابلها بالجنيه المصري.
وتحت عنوان "بدء الإجراءات التنفيذية لمدينة رأس الحكمة"، ذكرت صحيفة "الجمهورية"، أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء التقى أمس، محمد السويدي وزير الاستثمار الإماراتي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، وذلك في إطار متابعة الإجراءات التنفيذية لمشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة، بالشراكة بين مصر والإمارات حيث يأتي هذا اللقاء لمتابعة الخطوات التي بدأها الجانب الإماراتي لإعداد مخططات مدينة رأس الحكمة من خلال الاستعانة بأكبر المكاتب الاستشارية في العالم ذي الخبرة الواسعة في هذا المجال من أجل وضع تصور للمخطط العام لتطوير المدينة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي.
وأوضحت الصحيفة أن الدكتور مصطفى مدبولي أكد، خلال اللقاء، أنه تم البدء في اختيار عدد من المواقع المقترحة للمطار المقرر إقامته لخدمة مشروع مدينة رأس الحكمة تمهيدا لانتقاء أحد هذه المواقع للتنفيذ خلال الفترة المقبلة.
في الوقت نفسه، ثمن رئيس مجلس الوزراء الإجراءات السريعة التي اتخذها الجانب الإماراتي لترجمة بنود الصفقة المبرمة بشأن تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على أرض الواقع، والهادفة إلى تحويلها لتكون أكبر مقصد سياحي عالمي على ساحل البحر المتوسط، بدءًا من الحرص على تحويل الدفعة الأولى من الصفقة إلى مصر بأسرع وقت، وكذا العمل على بدء الخطوات الجادة والفعلية لتخطيط المدينة والاستعانة بأكبر المكاتب الاستشارية العالمية لتنفيذ ذلك، وهو ما يؤكد قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين مصر والإمارات، وبين قيادتي البلدين، والحرص على استمرار دفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب بما يخدم مصالح وتوجهات البلدين.
من جانبه، قال وزير الاستثمار الإماراتي "إننا ماضون بخطى حثيثة لبدء الخطوات التنفيذية لمشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي لمصر، في إطار التزامنا بتحويل منطقة رأس الحكمة إلى واحدة من أهم الوجهات الساحلية، مشيرا إلى أن هـذا المشروع المهم يعتبر خطوة محورية نحو ترسيخ مكانة رأس الحكمة كوجهة رائدة من نوعها للسياحة على شواطئ البحر المتوسط.
وتحت عنوان "الفريق أسامة عسكر يتفقد منظومة التدريب بأحد تشكيلات الجيش الثاني"، ذكرت صحيفة "الأخبار" أن الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، تفقد منظومة التدريب القتالي لأحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني، التي تم تنفيذها، وفقاً لأحدث النظم والأساليب ووسائل التدريب غير النمطية.
وذكرت الصحيفة أن اللواء أ.ح. محمد ربيع قائد الجيش الثاني الميداني ألقى كلمة أشار فيها إلى أن مقاتلي الجيش الثاني الميداني يجددون العهد على الدفاع عن أمن الوطن واستقراره، والاستمرار في تنفيذ المهام التي توكل إليهم بكفاءة عالية وتحت مختلف الظروف.
واستمع رئيس أركان حرب القوات المسلحة إلى عرض تقديمي تناول الإجراءات التي تم تنفيذها، لتطوير منظومة التدريب القتالي، بما يسهم في الارتقاء بالمستوى التدريبي للقوات في مختلف التخصصات ورفع كفاءة الحالة الإدارية والمعيشية للفرد المقاتل، كما قام بالمرور على ميادين ونقاط التدريب، وناقش عددا من المقاتلين في أساليب تنفيذهم لمهامهم وفقاً لتخصصاتهم المختلفة، التي عكست مدى ما وصلت إليه القوات من مستوى راقٍ في التدريب.
ونقل الفريق أسامة عسكر، تحيات وتقدير الفريق أول محمـد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، للمقاتلين، مشيداً بما شاهده من مستوى تدريب متطور وكفاءة قتالية عالية.
وأشار إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الارتقاء بالحالة التدريبية لمقاتليها، من خلال الاعتماد على أحدث برامج التدريب القتالي، بما يضمن قدرتهم على تنفيذ المهام التي يكلفون بها تحت مختلف الظروف.
وأعقب ذلك، قيام الفريق أسامة عسكر بالمرور على قيادة الجيش الثاني الميداني، للاطمئنان على الجاهزية القتالية لهيئة قيادة الجيش، حيث استمع إلى عرض التقارير من مختلف المستويات، التي أظهرت مدى الاستعداد لتنفيذ المهام التي توكل إليهم، كما قام بفرض عدد من المواقف والسيناريوهات الطارئة التي قامت هيئة قيادة الجيش بالتعامل معها بالأسلوب الأمثل، مما يعكس مدى ما وصل إليه مقاتلو الجيش الثاني الميداني من جاهزية قتالية عالية والقدرة على اتخاذ القرار السليم لمواجهة التغيرات الطارئة، أثناء إدارة العمليات.
حضر الجولة التفقدية عدد من قادة القوات المسلحة.
اقرأ أيضاًمتحدث الرئاسة: السيسي أول رئيس مصري يزور أرمينيا بعد استقلالها
السيسي: زيارة رئيس وزراء أرمينيا تؤكد عزم البلدين على تعزيز التعاون المشترك
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القوات المسلحة الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاط الرئيس السيسي نشاط الرئيس الجیش الثانی المیدانی رئیس وزراء أرمینیا الفریق أسامة عسکر رئیس مجلس الوزراء مدینة رأس الحکمة الدکتور مصطفى الرئیس السیسی ذکرت صحیفة صحیفة أن آل خلیفة عدد من
إقرأ أيضاً:
جيوبنا التي لم يمسّها السيسي
اجتمع السيسي منذ أسبوعين بمجموعة من حملة المباخر الذين يزيفون وعي الشعب، ويقتاتون من الكذب علينا في وسائل الإعلام، ولا همَّ لهم سوى أن يكونوا لسانا سليطا على كل معارض، أو حتى ناصح لهذا النظام الفاشل الدموي، ومع تكرار السيسي لأكاذيبه في معظم لقاءاته الإعلامية، فإنه تحدث بوقاحة عن أن يده لم تتلوث بدم أحد ولم تأخذ مال أحد، ومدح ما أسماه "تحمل المصريين" للوضع الاقتصادي، بينما الحقيقة أنهم مكبوتون في ظل حكمه الدموي لا القمعي وحسب.
في ثقافة السيسي لا شيء مجاني، فعلى المواطنين أن يجوعوا ويتحملوا لأجل بناء الدولة، بينما يلحظ المواطنون أنه لا يجوع مثلهم، بل ينعم مع أسرته من كدِّهم، ونتيجة التقتير عليهم، كما أن يده تمتد يوميّا إلى جيوب المواطنين بالقهر والغصب، بضرائب أو زيادات متكررة في أسعار الخدمات والسلع الأساسية، أو قروض أو مشروعات فاشلة، يتحمل المواطنون عبأها وحدهم، بينما ينعم هو في أملاك الدولة، ويزين جدرانها بصُوَرِه المُقْبِضَة للأرواح والكفيلة رؤيتُها بتعكير سائر اليوم.
تكاليف الحياة باتت مرهقة للطبقات المتوسطة، فضلا عن الفقيرة أو تحت خط الفقر، فقد ارتفع معدل التضخم بنحو 500 في المئة بدءا من آب/ أغسطس عام 2013 إلى الشهر نفسه عام 2023
بحسبة بسيطة، من المصادر الرسمية، نجد أن تكاليف الحياة باتت مرهقة للطبقات المتوسطة، فضلا عن الفقيرة أو تحت خط الفقر، فقد ارتفع معدل التضخم بنحو 500 في المئة بدءا من آب/ أغسطس عام 2013 إلى الشهر نفسه عام 2023، فكان في أول الفترة يبلغ 8.5 في المئة ووصل إلى 41 في المئة بعد عشر سنوات فقط من سيطرة السيسي على الحكم، كما انخفضت قيمة العملة من نحو 7 جنيهات مقابل الدولار الواحد، إلى قرابة 50.8 جنيه وقت كتابة المقال، بزيادة تجاوز 700 في المئة، وارتفع الدين الخارجي بنحو 372 في المئة، إذ ارتفع من 43.2 مليار دولار في حزيران/ يونيو 2013، إلى 160.6 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الحالي، ولا ينبغي إغفال سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عند النظر إلى هذه الأرقام.
هذه الزيادات المتتالية لم تتناسب مع الأجور المتدنية، التي كانت رحلتها منذ ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 على النحو التالي:
في حزيران/ يونيو 2011 ارتفع الحد الأدنى للأجور من 400 جنيه إلى 700 جنيه، نحو 118 دولارا وقتها، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2013 ارتفع إلى 1200 جنيه نحو 174 دولارا وقتها، ثم توالت الزيادات ليرتفع الحد الأدنى في آذار/ مارس 2019 إلى 2000 جنيه، نحو 114 دولارا وقتها، وفي آذار/ مارس 2021 ارتفع إلى 2400 جنيه، نحو 130 دولارا وقتها، ثم بلغ 2700 جنيه في كانون الثاني/ يناير 2022، نحو 173 دولارا وقتها، ثم زاد مرة أخرى في آذار/ مارس 2023 إلى 3500 جنيه، نحو 114 دولارا وقتها، ثم زاد إلى 4 آلاف جنيه في أيلول/ سبتمبر 2023، نحو 130 دولارا وقتها، ثم زاد في شباط/ فبراير 2024 إلى 6 آلاف جنيه، نحو 195 دولارا وقتها، وبعد أقل من شهر، خفَّضت مصر قيمة العملة لتصبح هذه الزيادة توازي اليوم 118.1 دولار فقط، ما يعني العودة تقريبا إلى نفس معدل الأجور الذي كان معمولا به إبان الثورة المصرية عام 2011.
لم تترافق هذه التفاوتات مع عدالة في توزيع الأجور والمخصصات المالية لقطاعات الجهاز الإداري للدولة، أو على الأقل للقطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة، فبالنظر إلى موازنات الدولة المصرية، نجد أنها تخصص الباب الخامس، تحت عنوان "المصروفات الأخرى"، لمصروفات تُسمى "السطر الواحد"، وهي مجموعة من المخصصات المالية التي تُدرج رقما واحدا ولا يناقشها مجلس النواب في جلساته العامة، وتحظى موازنة الجيش بالرقم الأكبر في هذا الباب، وقد ارتفعت مخصصات هذا الباب من نحو 38.3 ميار جنيه في العام المالي 2013-2014، إلى 162.23 مليار جنيه في العام المالي 2024-2025.
بلغ المبلغ المخصص لقطاع الدفاع والأمن القومي في موازنة العام الحالي نحو 231.338 مليار جنيه، أما قطاع الأمن، فقد خصصت الموازنة لثلاثة فقط من بنوده الأساسية، وهي الأمن والشرطة، وديوان عام وزارة الداخلية، ومصلحة الأمن والشرطة، نحو 162.440 مليار جنيه، في حين خُصص لقطاعات القضاء والنيابة، ومعهما ديوان عام وزارة العدل التي تضم هيئات غير قضائية، نحو 34.485 مليار جنيه. ويُلاحظ أنه يوجد في مصر 22 ألف عضو هيئة قضائية حتى عام 2020، وفقا لوزير العدل حينها. أما المبلغ المخصص لقطاع التعليم فقد بلغ نحو 294.643 مليار جنيه، في حين بلغ المبلغ المخصص لقطاع الصحة نحو 200.146 مليار جنيه.
السيسي لم يكتف بالولوغ في دماء المصريين بمذابحه، بل سبح كذلك في أموالهم مع أسرته، ومع ذلك لا يكتفي بالادعاء والكذب في كل مناسبة يظهر فيها، كما لا يتورع عن إلقاء فشله على المصريين في كل مناسبة أيضا
بغض النظر عن أسباب تفاوت الأرقام، فإن الأوضاع العامة لضباط الجيش والشرطة وهيئة القضاء تبدو متفاوتة تماما مع غيرهم من القطاعات الأخرى، فمثلا تمكن ببساطة ملاحظة امتلاك أفراد هذه القطاعات لوسائل الأمان الاجتماعي كالمسكن والسيارات، في حين لا تتوفر نفس الإمكانيات لجميع المعلمين أو الأطباء، فضلا عن رفاهية التجمعات السكنية التي تكون مخصصة لهم، وبتسهيلات قد تصل إلى 20 عاما لشراء الوحدات السكنية، وهذه الأمور إن كانت غير منظورة في الميزانية، فملاحظتها ممكنة بأقل مجهود.
ورغم أن المختصين بالاقتصاد لا يستنكرون وجود مميزات تتعلق بالوظيفة، وأن التفاوت في الأجور طبيعي بحسب المخاطر، فإنهم في الوقت ذاته يستنكرون الفجوة الواسعة التي تجعل التمييز الحكومي مركِّزا على الفئات التي يمكن وصفها بفئات حماية النظام وأدواته، وهي الفئات التي يقلق أي نظام من إغضابها، مع إغفال غضب القطاعات التي لا تملك مجرد التلويح بغضب يقلق النظام السياسي.
إن السيسي لم يكتف بالولوغ في دماء المصريين بمذابحه، بل سبح كذلك في أموالهم مع أسرته، ومع ذلك لا يكتفي بالادعاء والكذب في كل مناسبة يظهر فيها، كما لا يتورع عن إلقاء فشله على المصريين في كل مناسبة أيضا، وهم مكروهون على بقائه بقوة السلاح، لا بإرادة الصبر والتحمّل، ولا أحد يعلم متى سينفجر غطاء الإكراه المحكَم في وجه واضعه.