أبرز الخاسرين وأهم البدائل.. 7 أسئلة عن مصير اتفاق الحبوب بعد انسحاب روسيا
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
بمجرد إعلان روسيا رسميا انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، بدأت أسعار القمح والمواد المستعملة في الفلاحة في الارتفاع من جديد، بعد أن انخفضت لأشهر بفضل هذا الاتفاق الذي سمح بتصدير ملايين الأطنان من القمح من الموانئ الأوكرانية وصولا لتركيا، ومنها إلى بقية العالم.
هذا التأثير السريع للقرار الروسي له دوافع منطقية، فأوكرانيا تعتبر من أكبر سلال العالم للقمح والحبوب بصفة عامة، وكل عرقلة لوصول إنتاجها لبقية دول العالم تعني ترك مئات الملايين من الناس من دون المكون الرئيسي اللازم لتحضير خبزهم اليومي.
قبل اندلاع الحرب، كانت أوكرانيا تنتج مواد غذائية قادرة على تغذية 400 مليون شخص، وتعتبر من أكبر دول العالم تصديرا للقمح وكذلك زيت عباد الشمس، وفي تلك الفترة كانت أوكرانيا تصدر ما مجموعه 5 ملايين طن من الحبوب والبذور الزيتية خلال الشهر الواحد عبر البحر الأسود.
ما اتفاق الحبوب؟بعد اندلاع الحرب، تم الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا بواسطة تركية وأممية على طريقة من أجل ضمان تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وينص الاتفاق على السماح بمرور المواد الغذائية والأسمدة عبر 3 موانئ أوكرانية في البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني، حيث تقوم السفن الأوكرانية بمرافقة سفن الشحن في البحر الأسود من أجل تجنب الألغام البحرية وصولا للمياه الدولية، ومنها إلى إسطنبول عبر ممر إنساني، وتتعرض كل هذه السفن لتفتيش مشترك بين لجنة مكونة من مراقبين روس وأوكرانيين وأتراك وأمميين.
وبالموازاة مع هذا الاتفاق، كان هناك اتفاق آخر ينص على تقليص العقوبات على المواد الفلاحية الروسية والأسمدة ويخضع كلا الاتفاقين لمراجعة كل شهرين، قبل أن تعلن روسيا الانسحاب.
ما أهمية اتفاق الحبوب؟حسب معطيات الأمم المتحدة، فقد مكن هذا الاتفاق من تصدير 33 مليون طن من القمح الأوكراني حتى الشهر الجاري، وحسب الرواية الرسمية البريطانية، فإن 61% من هذه الكمية ذهبت للدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
في المقابل، تقول روسيا إن نسبة القمح التي ذهبت إلى الدول الفقيرة لا تتجاوز 4% والبقية تذهب للدول الغنية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه اشترى 750 ألف طن من القمح الأوكراني وسلمها إلى دول فقيرة، مثل أفغانستان وإثيوبيا والصومال والسودان وجيبوتي.
وتقول الأمم المتحدة إن هذا الاتفاق أسهم في خفض أسعار الحبوب في العالم بنسبة 20%، بعد أن بلغت مستويات قياسية مباشرة بعد اندلاع الحرب.
ما أكبر الدول المستفيدة من الاتفاق؟حسب بيانات الأمم المتحدة، فإن القمح الذي جرى تصديره خلال هذا الاتفاق وصل إلى 45 دولة حول العالم، واختلفت نسبة الدول المستفيدة منه.
وحسب البيانات نفسها، فإن الصين تصدرت الدول التي استوردت القمح بأكثر من 7.96 ملايين طن، وهو ما يعادل ربع الكمية التي تم تصديرها طيلة مدة الاتفاق، ثم تأتي إسبانيا في المركز الثاني بنحو 5.98 ملايين طن، ثم تركيا بنحو 3.24 ملايين طن ثم إيطاليا بنحو 2.1 مليون طن، وهولندا بـ2 مليون طن، ثم مصر بنحو 1.55 مليون طن.
أما عن بقية الدول العربية التي استوردت القمح من أوكرانيا خلال فترة الاتفاق، فهي تونس (713 ألف طن)، وليبيا (558 ألف طن)، واليمن (259 ألف طن)، والسعودية ( 246 ألف طن)، والجزائر (212 ألف طن) وأخيرا العراق (146 ألف طن).
ماذا يعني انسحاب روسيا من الاتفاق؟يعني أن رحلة السفن المحملة بالحبوب لن تكون آمنة، كما أن مستوى تدفقها عبر البحر الأسود سوف يتراجع بشكل كبير، وأمام تراجع الصادرات، فسوف يرتفع مخزون أوكرانيا من الحبوب، وهو ما سوف يدفع المزارعين لتقليص عملية الزراعة للموسم الفلاحي المقبل، وهذا يعني محصولا أقل وأسعارا أعلى.
أما على الجانب الروسي، فإن روسيا وإلى جانب بيلاروسيا تعتبران من أكبر مصدري الأسمدة المستخدمة في الفلاحة، ذلك أن كلتيهما تصدران 14% من مجموع حاجات العالم من الأسمدة، وانسحاب روسيا من الاتفاق يعني عودة العقوبات الغربية على الأسمدة الروسية، وهذا سيؤدي لارتفاع أسعار الأسمدة أو ندرتها في السوق، مما قد يؤثر على الإنتاج العالمي من المواد الغذائية.
ما الحلول البديلة أمام أوكرانيا؟كشف موقع "بوليتيكو" (Politico) عن أن أوكرانيا تتوفر على خطة بديلة بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب، وتقوم على وضع تأمين قيمته 500 مليون دولار، للتغطية على أي أضرار قد تطول السفن التي تغادر الموانئ الأوكرانية في اتجاه تركيا، وتريد أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي أن يمنحها قرضا بهذا المبلغ لتشجيع السفن على مواصلة الشحن، وقد رحب الاتحاد الأوروبي بهذه الفكرة، لكن لم يقم بأي خطوة في هذا الاتجاه.
أما الخطة الأخرى فهي البحث عن طريق آخر غير البحر الأسود، وهناك حديث عن أقرب ميناء للمياه الأوكرانية، وهو ميناء كونستانتسا في رومانيا، ومنه تنطلق السفن مرة أخرى نحو تركيا، لكن هذا الخيار يواجهه تحدي القدرة الاستيعابية للميناء التي لا تتجاوز 25 مليون طن من القمح في السنة، ومن أجل استقبال كل الصادرات الأوكرانية ستكون هناك حاجة لإعادة تأهيل الميناء ليستقبل ضعف هذه الكمية.
إضافة إلى استعمال نهر الدانوب الذي يمر عبر رومانيا، الذي يتم استعماله حاليا لتصدير 2 مليون طن من القمح الأوكراني، وتشير التقديرات الأوكرانية أنه يمكن الرفع من قدرة النهر على استيعاب سفن الشحن الأوكرانية في حال موافقة رومانيا.
ما المطالب الروسية للعودة للاتفاق؟تقول روسيا إن العقوبات المفروضة على صادرات السلع الغذائية الروسية لم يتم رفعها بشكل واضح لمنح شركات التأمين الحذرة تسهيلات قانونية لتأمين السفن الروسية التي تحمل الأغذية، كما تطالب روسيا برفع العقوبات عن البنك الزراعي الروسي وإلغاء تجميد أصول وحسابات الشركات الروسية العاملة في مجال تصدير المواد الغذائية والأسمدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عبر البحر الأسود المواد الغذائیة اتفاق الحبوب هذا الاتفاق طن من القمح ملایین طن ملیون طن ألف طن
إقرأ أيضاً:
أسوشيتيد برس: القوات الأوكرانية المتضررة تخاطر بخسارة المزيد من الأراضي التي حصلت عليها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد خمسة أشهر من هجومهم المفاجئ على روسيا، تُعاني القوات الأوكرانية من نزيف وتراجع في المعنويات، بسبب الخطر المتزايد للهزيمة في كورسك، وهي منطقة يريد بعض الأوكرانيين الاحتفاظ بها بأي ثمن، بينما يشكك آخرون في قيمة الذهاب إليها من الأساس.
ونسبت وكالة (أسوشيتيد برس) الأمريكية إلى سبعة جنود وقادة على الخطوط الأمامية قولهم، إن المعارك شديدة لدرجة أن هناك صعوبة في إجلاء القتلى الأوكرانيين، فيما تتسبب تأخر الاتصالات والتكتيكات السيئة في إزهاق الأرواح، ولم يعد لدى القوات وسيلة للهجوم المضاد.
وذكرت الوكالة أنه منذ أن فوجئت بالتوغل الأوكراني الخاطف، حشدت روسيا أكثر من 50 ألف جندي في المنطقة، بما في ذلك بعض القوات من حليفتها كوريا الشمالية. ومن الصعب الحصول على أرقام دقيقة، لكن الهجوم المضاد الذي شنته موسكو أسفر عن مقتل وجرح الآلاف، وخسر الأوكرانيون المنهكون أكثر من 40% من مساحة كورسك البالغة 984 كيلومترا مربعا (380 ميلا مربعا) التي استولوا عليها في أغسطس.
وقالت الوكالة إن غزو روسيا الكامل لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات، جعلها الآن تسيطر على خمسها، وألمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أنه يأمل أن تساعد السيطرة على كورسك في إجبار موسكو على التفاوض لإنهاء الحرب، لكن خمسة مسؤولين أوكرانيين وغربيين في كييف تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل عسكرية حساسة بحرية قالوا إنهم يخشون أن تؤدي المقامرة على كورسك إلى إضعاف خط المواجهة بأكمله والذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر (621 ميلًا)، وأن تفقد أوكرانيا أرضا ثمينة في الشرق.
وقال ستيبان لوتسيف، الرائد في لواء الهجوم المحمول جوًا رقم 95: "لقد ضربنا عش الدبابير، كما يقولون. لقد قمنا بإثارة نقطة ساخنة أخرى".
وقال رئيس الأركان العامة للجيش أوليكساندر سيرسكي إن أوكرانيا شنت العملية لأن المسؤولين اعتقدوا أن روسيا على وشك شن هجوم جديد على شمال شرق أوكرانيا.
وبدأت العملية في الخامس من أغسطس الماضي، بإصدار أمر بمغادرة منطقة سومي الأوكرانية، فيما اعتقدوا أنه سيكون غارة لمدة تسعة أيام لصعق العدو. وقد تحول الأمر إلى احتلال رحب به الأوكرانيون، حيث اكتسبت بلادهم نفوذًا، وأحرجت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت الوكالة إن أحد قادة السرية جمع رجاله وقتذاك، وقال لهم: "نحن نصنع التاريخ، وسوف يعرف العالم أجمع عنا، لأن هذا لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية"، لكنه في الاجتماعات الخاصة كان أقل يقينًا.
وبعد أن صدمهم النجاح الذي تحقق إلى حد كبير لأن الروس فوجئوا، صدرت الأوامر للأوكرانيين بالتقدم إلى ما هو أبعد من المهمة الأصلية إلى بلدة كورينيفو، الواقعة 25 كيلومترًا (16 ميلًا) إلى داخل روسيا. كانت تلك واحدة من الأماكن الأولى التي شنت فيها القوات الروسية هجومًا مضادًا.
وبحلول أوائل نوفمبر، بدأ الروس في استعادة الأراضي بسرعة. وتغير شعور الأوكرانيين، وسط الخسائر في صفوفهم، بعد أن كانوا مذهولين مما حققوه. وقال قائد السرية إن نصف قواته قُتلوا أو جُرحوا.
وقال بعض القادة في الخطوط الأمامية إن الظروف صعبة، والمعنويات منخفضة، والقوات تشكك في قرارات القيادة، وحتى في الغرض من احتلال كورسك.
وقال قائد آخر إن بعض الأوامر التي تلقاها رجاله لا تعكس الواقع بسبب التأخير في الاتصالات. وقال إن التأخير يحدث بشكل خاص عندما يتم فقدان الأراضي للقوات الروسية.
وقال: "إنهم لا يفهمون أين يقع جانبنا، وأين يقع العدو، وما هو تحت سيطرتنا، وما هو ليس كذلك. إنهم لا يفهمون الوضع العملياتي، لذلك نتصرف وفقًا لتقديرنا الخاص".
وقال أحد قادة الفصائل إن كبار ضباطه رفضوا مرارًا وتكرارًا طلباته بتغيير موقف وحدته الدفاعي لأنه يعلم أن رجاله لا يستطيعون الصمود.
وقال: "أولئك الأشخاص الذين يصمدون حتى النهاية ينتهي بهم الأمر في عداد المفقودين". وقال إنه يعرف أيضًا ما لا يقل عن 20 جنديًا أوكرانيًا لم يتسن التمكن من استعادة جثثهم على مدار الأشهر الأربعة الماضية، لأن المعارك كانت شديدة للغاية بحيث لا يمكن إجلاؤهم دون مزيد من الضحايا.
وقال الجنود الأوكرانيون إنهم لم يكونوا مستعدين للرد الروسي العدواني في كورسك، ولا يمكنهم شن هجوم مضاد، كما لا يمكنهم الانسحاب.
وقال أحد قادة وحدات الطائرات بدون طيار: "لا يوجد خيار آخر. سنقاتل هنا لأنه إذا انسحبنا إلى حدودنا، فلن يتوقفوا، سيستمرون في التقدم".
وطلبت (أسوشيتد برس) تعقيبًا من هيئة الأركان العامة الأوكرانية، لكنها لم تتلق ردًا قبل النشر.
وقالت القوات الأوكرانية إن الأسلحة الأمريكية الأطول مدى أبطأت التقدم الروسي، والجنود الكوريون الشماليون الذين انضموا إلى القتال الشهر الماضي هم أهداف سهلة للطائرات بدون طيار والمدفعية لأنهم يفتقرون إلى الانضباط القتالي وغالبًا ما يتحركون في مجموعات كبيرة في العراء.
وقال زيلينسكي يوم الاثنين إن 3000 جندي كوري شمالي قُتلوا وجُرحوا. لكن الجنود الأوكرانيين يقولون إن الكوريين الشماليين بدوا وكأنهم يتعلمون من أخطائهم، من خلال اكتساب مهارة أكبر في التمويه بالقرب من الخطوط الحرجية.
ووقع اشتباك الأسبوع الماضي بالقرب من منطقة فورونتسوفو، وهي منطقة غابات بين مُستوطنتي كريمين وفورونتسوفو.
وحتى الأسبوع الماضي، كانت المنطقة تحت سيطرة أوكرانيا. وفي هذا الأسبوع، سيطرت القوات الروسية على جزء منها، وتخشى القوات الأوكرانية أن تصل إلى طريق لوجستي حيوي.
وفي ظل الخسائر المتكبدة على الخطوط الأمامية في المنطقة الشرقية المعروفة باسم دونباس ــ حيث تقترب روسيا من مركز إمداد حيوي ــ أصبح بعض الجنود أكثر صراحة بشأن ما إذا كانت كورسك تستحق كل هذا العناء.
وقال قائد الفصيل: "كل ما يفكر فيه الجيش الآن هو أن دونباس بيعت ببساطة. وبأي ثمن؟".