عمدة برلين يقص شريط افتتاح جناح سلطنة عُمان في "بورصة برلين للسياحة"
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
◄ المحروقي: نتوقع زيادة 20% في أعداد السياح الألمان
◄ الحوسني: دول أوروبية وآسيوية تعتزم تسيير رحلات إلى مسقط
برلين- العُمانية
افتُتح أمس بالعاصمة الألمانية برلين جناح سلطنة عُمان بمعرض بورصة برلين الدولي للسياحة في الدورة الـ24، بمشاركة نحو 70 شركة ومنشأة سياحية وفندقية.
ويهدف الجناح إلى التعريف بالمقومات والأماكن السياحية التي تشتهر بها محافظات سلطنة عُمان والخدمات والعروض التي تقدمها شركات السفر والسياحة للسياح القادمين إلى سلطنة عُمان واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع السياحي، بالإضافة إلى تخصيص أجنحة أخرى لسياحة المغامرات وفنون الطهي العُماني الذي تشارك فيه عدة مؤسسات صغيرة ومتوسّطة.
وقال معالي وزير التراث والسياحة إنِّه من المتوقع أن تحقق مشاركة سلطنة عُمان في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة زيادة في أعداد السياح القادمين من السوق الألمانية بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20 بالمائة، موضحًا أنَّه يتم من خلال هذه المشاركة إبراز البرامج المختلفة التي تقدمها وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع شركائها في القطاع السياحي والتي تستقطب مختلف شرائح الزوار القادمين إلى سلطنة عُمان. وأضاف معاليه أنَّ العام الماضي شهد نتائج قياسية في أعداد الزوار القادمين من الخارج إلى سلطنة عُمان والذي وصل إلى 4 ملايين زائر، كان له الأثر الاقتصادي الإيجابي والذي يحفز العمل على الاستمرار في برامج الترويج المختلفة التي تنفذها الوزارة من بينها المشاركة في هذا المعرض العالمي.
من جانبها، قالت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية سفيرة سلطنة عُمان لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية إن مشاركة سلطنة عُمان في هذا المعرض العالمي تُسهم في زيادة أعداد السياح القادمين لما تتمتع به من مميزات جاذبة ومشجّعة للسياح من الدول الأوروبية وخاصة جمهورية ألمانيا. وأكدت سعادتها أن سلطنة عُمان تعد من الدول المتقدمة في تنوع التجارب السياحية المختلفة، وتعد فرصة للتعريف بها في هذا المعرض السياحي العالمي الذي يحظى بمشاركة نحو 160 دولة من مختلف دول العالم، وباعتبار أن جمهورية ألمانيا هي المصدر الأعلى للسياح من أوروبا.
من جهته، قال الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لـ"مطارات عُمان" إن الشركة تسعى إلى استقطاب المزيد من شركات الطيران العالمية إلى المطارات خلال الفترة المُقبلة خاصة من خلال لقاءات ستجمعها بالشركات المشاركة في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة. وكشف الحوسني عن توجه لتسيير رحلات من الدول الأوروبية والآسيوية إلى مسقط، مشيرًا إلى أن السوق الخليجي يعد سوقًا واعدًا، وهناك العديد من السياح يأتون لزيارة سلطنة عُمان عبر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي الإطار ذاته، وقّعت وزارة التراث والسياحة بجناح سلطنة عُمان بمعرض بورصة برلين الدولي للسياحة برنامجَ تعاون مع تحالف "كروز أرابيا" بهدف تعزيز الجهود الترويجية لاستقطاب الشركات العالمية المسيرة للسفن السياحية والمشاركة بالمعارض الدولية المتخصصة بهذا القطاع. وقال خالد بن محمد العزري مدير دائرة الأنماط السياحية بوزارة التراث والسياحة إنَّ المعرض يُعدُّ فرصة حقيقية لتوقيع هذه الاتفاقية التي تسعى لتعزيز التعاون في القطاع السياحي البحري بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن عدد السياح القادمين عبر السفن السياحية كان مبشّرا في عام 2023 مقارنة بالسنوات التي قبل الجائحة؛ حيث وصل عدد الزوار القادمين لسلطنة عُمان عبر السفن السياحية أكثر من 321 ألف سائح خلال العام الماضي بواقع 202 زيارة. وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون لاستقطاب المشغلين العالميين من الجنسيات المختلفة التي تتوافق مع الاستراتيجية العُمانية للسياحة ومع الأهداف المرسومة مع القطاع البحري في سلطنة عُمان، مشيرا إلى أن وزارة التراث والسياحة تسعى لاستغلال 11 ميناء في سلطنة عُمان في استقطاب السفن واليخوت السياحية بمختلف أحجامها. وقال العزري إن الوزارة أنهت مؤخراً إعداد دراسة خاصة لقطاع السفن واليخوت السياحية بسلطنة عُمان، وتعد المرة الأولى التي تُجرى فيها دراسة متكاملة لهذا القطاع، حيث ستحفّز مخرجات الدراسة نمو قطاع السفن واليخوت السياحية، وتعظّم الاستفادة الاقتصادية، كما ستُساهم في توفير فرص عمل جديدة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: وزارة التراث والسیاحة
إقرأ أيضاً:
من داخل سجن سيليفرى.. عمدة إسطنبول المسجون يكتب: تركيا تنزلق نحو الاستبداد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من زنزانته في سجن سيليفري، ضاحية إسطنبول، أصدر أكرم إمام أوغلو، عمدة أكبر مدينة تركية والمنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، تحذيرًا قويًا بشأن حالة الديمقراطية في تركيا. في مقالٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يشرح إمام أوغلو تفاصيل اعتقاله في ١٩ مارس على يد شرطة مدججة بالسلاح، والحملة القمعية الأوسع التي تلته، واصفًا إياها بأنها خطوة مدروسة لإسكات المعارضة وتدمير المؤسسات الديمقراطية.
كتب: "ما حدث أشبه باعتقال إرهابي، وليس اعتقال رئيس بلدية منتخب". وأكد أن التوقيت لم يكن مصادفة: فقد جاء الاعتقال قبل أربعة أيام فقط من موعد إجراء حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، لانتخاباته التمهيدية للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن إمام أوغلو قد يهزم أردوغان فيها.
استراتيجية الإقصاء
وفقًا لإمام أوغلو، فإن اعتقاله وإيقافه عن العمل جزء من حملة أوسع نطاقًا دبرها أردوغان للقضاء على منافسيه السياسيين من خلال التلاعب القانوني والترهيب. ويؤكد أن التهم - التي تتراوح بين الفساد ومساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور - تفتقر إلى أدلة موثوقة، وتصاحبها حملة تشويه لا هوادة فيها في وسائل الإعلام الموالية للحكومة.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها إمام أوغلو ضغوطًا من الدولة. فمنذ فوزه التاريخي في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول عام ٢٠١٩، خضع لما يقرب من ١٠٠ تحقيق وأكثر من اثنتي عشرة قضية أمام المحاكم. من مزاعم تزوير الانتخابات إلى الإلغاء الغريب لشهادته الجامعية بعد ٣١ عامًا من تخرجه، يُصرّ إمام أوغلو على أن الهدف واضح: منعه من الترشح واستنزاف رصيده السياسي.
ويكتب: "لقد تحولت الجمهورية التركية إلى جمهورية خوف. يُمكن إلغاء الأصوات ومصادرة الحريات في لحظة". ويضيف: "اجتمع الناس من جميع الأعمار والخلفيات حولي، ونظموا وقفات احتجاجية رافضين الصمت".
أمة في حالة احتجاج
أدى اعتقال إمام أوغلو إلى حملة قمع شاملة تجاوزت نطاق منصبه بكثير. اعتُقل ما يقرب من ١٠٠ شخص، بمن فيهم كبار المسؤولين البلديين وقادة أعمال بارزون، بناءً على لائحة اتهام بُنيت إلى حد كبير على تصريحات من مصادر مجهولة. وسبقت الاعتقالات حملات تضليل، صوّرت العملية على أنها مكافحة للشبكات الإجرامية، بدلًا مما يراه الكثيرون تطهيرًا سياسيًا.
ومع ذلك، كان رد الفعل الشعبي سريعًا ومتحديًا. رغم الحظر الحكومي على الاحتجاجات وحواجز الشرطة، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، من إسطنبول إلى معاقل أردوغان التقليدية مثل ريزه. وانضم الكثيرون إلى حزب الشعب الجمهوري تضامنًا، معتبرين اعتقال إمام أوغلو اعتداءً واضحًا على الديمقراطية.
حتى تحت الضغط، عقد حزب الشعب الجمهوري انتخاباته التمهيدية كما هو مخطط لها. ووفقًا لأرقام الحزب، صوّت ١٥ مليون شخص، من بينهم ١.٧ مليون عضو مسجل، لإمام أوغلو لقيادة الحزب في السباق الرئاسي.
أزمة قيم عالمية
خارج حدود تركيا، خيّب صمت القوى العالمية آمال رئيس البلدية المسجون. فبينما أعرب قادة الديمقراطيين الاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء أوروبا عن دعمهم، كانت ردود الفعل الرسمية من الحكومات الغربية خافتة. ولم تُبدِ الولايات المتحدة سوى "مخاوف"، وتجنب معظم القادة الأوروبيين اتخاذ موقف حازم.
يُحذّر إمام أوغلو، فى مقاله، من أن هذا الصمت يُخاطر بتطبيع الاستبداد تحت ستار البراجماتية الجيوسياسية. ويُضيف قائلاً: "لا يُمكن للديمقراطية وسيادة القانون والحريات الأساسية أن تدوم في صمت". ويُحذّر من التضحية بالقيم الديمقراطية من أجل مصالح استراتيجية قصيرة الأجل، مُشيرًا إلى دور تركيا في الأمن الأوروبي في خضمّ حالة عدم الاستقرار العالمي من أوكرانيا إلى غزة.
يُؤكّد إمام أوغلو أن ما يتكشف في تركيا ليس صراعًا محليًا معزولًا، بل جزء من معركة عالمية أوسع ضدّ صعود الحكام الأقوياء المُستبدين. ويُطالب الدول الديمقراطية والمواطنين في كل مكان بمُوازاة عزم أولئك الذين يُقوّضون الحريات بنفس القوة في الدفاع عنها.
ويكتب: "إن بقاء الديمقراطية في تركيا أمرٌ بالغ الأهمية ليس فقط لشعبها، بل أيضًا لمستقبل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم". ويرى أن التحدي يكمن في الدفاع عن المؤسسات، وإعلاء العدالة، ومقاومة القمع، ليس فقط من خلال الدبلوماسية، بل من خلال التعبئة الشعبية والتضامن الدولي. رغم سجنه، لا يزال إمام أوغلو متفائلاً. ويضع ثقته في الشعب التركي والمجتمع المدني والعالم الديمقراطي الأوسع. ويؤكد: "مصير الديمقراطية يعتمد على شجاعة الطلاب والعمال والنقابات والمسؤولين المنتخبين - أولئك الذين يرفضون الصمت".