قوات أميركية على الأرض؟.. خيارات واشنطن الأخرى لإيصال المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
تعمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على وضع خطة لنقل كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة عبر البحر، لكن من غير الواضح، كيف سيتم ذلك في ظل تأكيد البنتاغون عدم وجود خطط لنشر قوات أميركية على الأرض في القطاع.
وهناك عدة خيارات تقنية للقيام بذلك، رغم أن البنتاغون لم يعط أي إشارة حول طريقة مشاركته في العملية برمتها، ورغم أن تفاصيل العملية لم تتضح بعد.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الاثنين، إن الولايات المتحدة تعمل على إدخال المساعدات إلى غزة عبر أكبر عدد ممكن من القنوات للتخفيف من الكارثة الإنسانية هناك، واصفا الوضع بأنه "لا يطاق".
وأضاف ميلر أن واشنطن متفائلة بأن طريقا بحريا جديدا لتوصيل المساعدات إلى غزة يمكن أن يكمل الجهود الحالية لإيصال المساعدات إلى القطاع، مشيرا إلى أن هذا الطريق "لا يزال في مرحلة التطوير".
لكن من غير الواضح كيف ستدخل المساعدات دون وجود عسكري أميركي لتسهيل ذلك، بما في ذلك إنشاء ميناء مؤقت، خصوصا وأن المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، قلل من شأن مثل هذا الاحتمال عندما سئل، الثلاثاء، عما إذا كانت هناك حاجة لقوات أميركية لتأمين ميناء أو أي موقع آخر لتوزيع المساعدات على الأرض.
وقال رايدر خلال مؤتمر صحفي "في الوقت الحالي لا توجد خطط لنشر قوات أميركية على الأرض في غزة".
عن طريق السفن؟وشهدت الأيام الأخيرة زيادة في الجهود الأميركية لتقديم المساعدات إلى غزة، حيث قتل عدد كبير من المدنين منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي.
وبدأت الولايات المتحدة إسقاط المساعدات باستخدام الطائرات العسكرية، وتدرس حاليا إمكانية توفير الغذاء والإمدادات عبر البحر.
وبالرغم من أن السفن قادرة على حمل كميات أكبر من المساعدات من الطائرات أو الشاحنات، إلا أن التسليم عبر البحر يتطلب تخطيطا ودعما لوجستيا، بما في ذلك البنية التحتية على الشواطئ ودعم من الحلفاء والشركاء لعملية.
ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستدعم عملية نقل المساعدات عبر البحر، حيث تعبر عن قلقها من إمكانية تعرض المساعدات للاعتراض من قبل حركة حماس، وتشير إلى خطر استخدامها لأغراض عسكرية.
عبّارة؟تشمل الخيارات المطروحة أيضا، إرسال إحدى السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية لنقل المساعدات، وهو خيار يتطلب تخطيطا دقيقا وتنسيقا معقدا، لا سيما في ما يتعلق بتأمين الشاطئ وتوزيع المساعدات.
وهناك خيارات أخرى غير عسكرية، مثل استئجار سفينة مدنية، أو حتى عبارة متعاقد عليها، كما قال مسؤول في وزارة الدفاع، وفق ما نقلت عنه مجلة "بوليتيكو".
القوات الجوية الأميركية تسقط مساعدات إنسانية لسكان غزةوقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، وفق "بوليتيكو" إن الولايات المتحدة تعمل مع قبرص وشركاء آخرين بشأن قائمة كاملة من الخيارات لإنشاء ممر بحري.
وبحسب المصدر ذاته، سافر رئيس أركان مجلس الأمن القومي، كورتيس ريد، إلى قبرص في يناير لفحص بنيتها التحتية لتحميل وإرسال المساعدات إلى غزة.
وقال المسؤول في الصدد "ستكشف كل السبل، وكل القنوات، لإيصال المساعدات إلى غزة، أعتقد أن ذلك يدل على مدى خطورة الوضع هناك".
دور إسرائيلمن غير المحتمل أن يتم تنفيذ أي عملية مساعدة عبر البحر دون وجود دعم لوجستي وأمني من جانب إسرائيل، خصوصا أنه من غير المرجح أن تشارك القوات الأميركية مباشرة في هذه العملية.
لذلك، ستحتاج الولايات المتحدة إلى الاعتماد على إسرائيل لإنشاء منطقة أمنية، للحماية من أي هجمات من قبل حماس أو حزب الله اللبناني، ولمنع المدنيين اليائسين من مهاجمة زوارق الإنزال.
وسيحتاج الطاقم أيضا إلى تنسيق توزيع البضائع مع منظمات الإغاثة، التي يتمتع بعضها بعلاقات هشة مع إسرائيل.
والوضع الأمني المعقد في غزة يضع هذه التحديات أمام أي محاولة لتقديم المساعدات، وقد يتطلب الأمر تنسيقا دوليا واسع النطاق لتحقيق النجاح في هذا الصدد.
وقال رايدر بالخصوص، وفق صحيفة "ذا هيل" إن الولايات المتحدة تدرس إقامة ممر بحري لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر "بالتنسيق مع الوكالات الأميركية والشركاء الدوليين".
وتابع أن البنتاغون يقوم "بمراجعة نشطة لخيارات الممر البحري للمساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الخيارات التجارية والتعاقدية المحتملة".
ولم يتحدث رايدر عن الخيارات التي تتم مراجعتها لكنه كشف أن الجيش الأميركي "سيقوم فقط بدور داعم" في تقديم المساعدات، وهو جهد ترأسه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وقال: "إذا شاركنا، فسيكون ذلك في شكل قدرات فريدة لوزارة الدفاع.. سنواصل العمل مع الوكالات المشتركة بشأن الشكل الذي قد يبدو عليه الأمر في المستقبل".
وأجرت الولايات المتحدة، بمساعدة الأردن، عمليتي إسقاط جوي لإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، واحدة السبت والأخرى في وقت سابق من الثلاثاء، لكن هذه الطريقة تعتبر مكلفة وغير فعالة.
وأسقطت طائرات أميركية من طراز C-130 أكثر من 36800 وجبة طعام أميركية وأردنية مكافئة في شمال غزة في أحدث جهد، وفقا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية.
Video of the airdrop of Humanitarian Assistance into Gaza on March 5th. pic.twitter.com/60FsZn2Wfn
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 5, 2024ولم تكلف البحرية الأميركية بعد بإنشاء طريق بحري لتوصيل المساعدات إلى غزة، على الرغم من أن هناك "الكثير من الخيارات" إذا تم قبول الطلب.
تعقيدات تقنيةمجموعة "يو.أس.أس.باتان" البرمائية، التي أرسلها البنتاغون بالقرب من إسرائيل في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر، موجودة في البحر الأبيض المتوسط.
لكن هذه الوحدة هي الآن في طريق العودة إلى الولايات المتحدة وليس لديها أي خطط للذهاب إلى غزة، وفقا لأحد مسؤولي وزارة الدفاع، تحدث لـ"بوليتيكو"، التي أكدت في المقابل أن البنتاغون قد يختار الاحتفاظ بها في المنطقة لدعم العملية المرتقبة.
ومثل هذه العملية معقدة، من الناحيتين اللوجستية والسياسية.
ويرسل الجيش عادة مساحين لرسم خريطة لواجهة الشاطئ مسبقا لتحديد عوامل مثل عمق المياه ونوع مرافق الميناء الموجودة.
كما يتطلب أيضا البنية التحتية والأشخاص الموجودين على الشاطئ لتفريغ حمولة سفينة الإنزال، والتنسيق مع الطاقم وتوزيع البضائع، فضلا عن حماية السفينة، وكل هذه العوامل التقنية غير متوفرة الآن.
"الأمر ليس مثل الأفلام"، يؤكد مسؤول في البنتاغون تحدث لـ"بوليتيكو" قبل أن يضيف "تحتاج لمنهجية حتى تكون عمليتك ناجحة".
وعادةً ما يتم تنفيذ هذه العمليات من قبل أفراد الجيش – لكن إدارة بايدن كانت واضحة منذ بداية الحرب في أنها لا تريد وجود قوات أميركية في غزة.
من جانبه، قال نائب الأدميرال المتقاعد، جون ميلر، القائد السابق للقوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، إنه لا يعتقد أن الجيش الأميركي سينفذ مثل هذه العملية في غزة دون إرسال قوات أميركية (على الأرض).
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لإیصال المساعدات إلى المساعدات إلى غزة الولایات المتحدة قوات أمیرکیة عبر البحر على الأرض فی غزة من غیر
إقرأ أيضاً:
حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.
التغيير ــ وكالات
الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
أوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.
وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.
ملايين السودانيين اضطروا للنزوح بسبب القتال الجاري في البلاد منذ أبريل 2023
مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.
الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.
وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “في وضع صعب” فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.
والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.
الوسومأزمة إنسانية الحرب جهود دولية حل سياسي