لبنان ٢٤:
2025-01-24@17:44:29 GMT

كلمة الميدان تطيح تفاهمات الداخل

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

كلمة الميدان تطيح تفاهمات الداخل

كتبت هيام قصيفي في"الاخبار": يعكس حزب الله في الاستراتيجية العسكرية، موقعه في المعادلة الإقليمية والدولية بربط كل مسارات التفاوض بما يحصل في أرض المعركة. لكنّ الارتداد الداخلي يظهر نمطاً جديداً من التعامل السياسي الذي لم يسبق للحزب أن أظهره في هذا الشكل. للمرة الأولى، يتجاهل الحزب، بهذا الوضوح، ليس اعتراضات خصومه فحسب، بل انتقادات حلفائه أيضاً.

وللمرة الأولى، يصل غضّ الحزب النظر عن موقف حلفائه، أي التيار الوطني الحر، الى هذا الحدّ الذي لا يُفهم منه فحسب التلطي خلف الحرب الدائرة جنوباً لعدم الدخول معه في سجالات، إنما كذلك في الابتعاد عن التوافق معه في كل الملفات المحلية أو حتى مراضاته، والتخفيف قدر الإمكان من المواجهات الداخلية معه ومع أي طرف آخر. وكأن الحزب لا يتوقف عند أي احتمال لاضطراره الى مواجهة ما بعد حرب غزة بالانصراف الى عقد تفاهمات أو تنشيطها للانطلاق مجدداً في حالة سياسية سليمة، كما إلى مصير العلاقة بين المكونات السياسية التي يحتاج إليها مبدئياً النظام الحالي. وهذا أمر يتفاعل انعكاسه بين الحلفاء، لأنهم وخصومه باتوا يسلّمون بتطور حضور الحزب في المشهد السياسي بعد العسكري، وبأنه بات أكثر تفرداً من قبل، ويتعامل مع المستقبل القريب على أنه غير مجبر على تدوير الزوايا. ومشكلة هؤلاء الخصوم، كما الحلفاء، أنه في الوقت الذي يزداد فيه كذلك تمسك الرئاسة الثانية وحكومة تصريف الأعمال بكل ما يمكن أن ينتج من الشغور الرئاسي، تغيب أي استراتيجية سياسية في مواجهة ما بدأ يصبح أمراً واقعاً. والخطورة تكمن في أن أياً من هذه القوى التي يفترض أن تكون معنيّة بإنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية، باتت تترقب بدورها جلاء غبار المعارك في الجنوب وغزة، وما سينتجه الميدان من نتائج على حزب الله، فلا تقدم على أيّ عمل، مسلّمة أمرها الى اللجنة الخماسية وفرنسا وواشنطن. وفي الانتظار، تنشغل كل قوة سياسية بمن سيوافق على إلغاء الانتخابات البلدية فلا تلقى المسؤولية عليها وحدها.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نتانياهو أمام مستقبل سياسي هش مع تزايد سطوة ترامب وضغوط الداخل

تتفكك أحلام نتانياهو القيادية شيئاً فشيئاً، فرغم مضي زمن طويل على توليه منصب رئاسة الوزراء، ومراكمته خبرات طويلة، وتحقيقه بعض النجاحات في حربي غزة ولبنان وعودة صديقه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن نجمه بدأ بالأفول دون أن يمهله الوقت الكافي للاستمتاع بتحسن حظوظه.

وبات مصير بنيامين نتانياهو رهن تهديد شركائه المتشددين والمهددين بإسقاط حكومته إذا لم يستأنف حرب غزة عندما تنتهي فترة وقف إطلاق النار الأولى.

وبسبب صعوبة الخيارات، ترك نتانياهو مشتتاً بين حلفائه السابقين في الداخل، ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب المصر على إنهاء حروب المنطقة، وفق تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" نشر أمس الخميس. 

كيف قد يحدد ترامب مصير نتانياهو؟

بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأ,ول) 2023 الذي أشعل فتيل الحرب، انخفضت شعبية نتانياهو، لكن رئيس وزراء إسرائيل استعاد موطئ قدمه، ويفخر الآن بالنجاحات العسكرية في جميع أنحاء المنطقة.

وألحقت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة بحماس في هجوم استمر 15 شهراً وأسفر أيضاً عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء. وفي الوقت نفسه، ردت إسرائيل على إطلاق الصواريخ من جانب حزب الله بهجوم جوي وبري أضعف الميليشيا اللبنانية بشدة.

ويبدو أن الضربة القاسية التي وجهت لحزب الله، والتي شملت عملية معقدة لتفجير أجهزة النداء واللاسلكي، ساهمت في سقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا المجاورة، وقد شهدت إيران، الراعي الرئيسي لحزب الله والأسد، ضعف مجال نفوذها الإقليمي، في حين أفادت التقارير أن الغارات الجوية الإسرائيلية أدت إلى تدمير الدفاعات الجوية للبلاد وأهداف حساسة أخرى.

وتجلب عودة ترامب إلى البيت الأبيض احتمالات فرض ضغوط أشد على إيران، ونتيجة لذلك، يرى العديد من الإسرائيليين، بمن فيهم نتانياهو، أن البلاد في وضع استراتيجي أقوى بكثير مما كانت عليه في بداية الحرب، وإن كان ذلك بثمن باهظ. 

وقال نتانياهو عشية وقف إطلاق النار هذا الأسبوع: "لقد أوضحنا لأعدائنا وللعالم أجمع أنه عندما يقف شعب إسرائيل معاً، فلا توجد قوة يمكنها كسرنا".

قتال وتخبط

ولكن في الوقت الذي قد يستفيد فيه نتنياهو من مكاسب إسرائيل في ساحة المعركة، فإنه يجد نفسه يقاتل من أجل البقاء السياسي.

وخلال الحرب، وعد نتانياهو بتحقيق "نصر كامل" ضد حماس، ولكن وقف إطلاق النار لم يحقق هذه الأهداف. 

وقد أوضح إطلاق سراح الرهائن الأول مدى صعوبة تحقيق النصر الكامل. فبعد لحظات من سريان وقف إطلاق النار، خرج مسلحون من حماس من مخابئهم وعادوا إلى الشوارع. 

كما وافقت إسرائيل على إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك العشرات المتورطين في هجمات قاتلة، مما أثار غضب قاعدة نتانياهو المتشددة. 

وقد دفعت شروط الصفقة الوزير المتطرف إيتامار بن غفير، إلى سحب حزبه من ائتلاف نتانياهو، مما ترك رئيس الوزراء بأغلبية ضئيلة في البرلمان.
ويوم الإثنين، تعهد متشدد ثان، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، باتباع نفس النهج إذا لم يستأنف نتانياهو الحرب. 

بعد بن غفير..سموتريتش يهدد بإسقاط حكومة نتانياهو إذا لم تحتل قطاع غزة - موقع 24طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش باحتلال قطاع غزة، وتنصيب حكومة عسكرية هناك، مهدداً بإسقاط الحكومة إذا لم تفعل.

وإزاء هذه الضغوط تعهد نتنياهو بتجديد الحرب إذا لم تستجب حماس لمطالبه في المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

ولكن القيام بذلك قد لا يكون سهلاً، خاصة بعد أن استحوذت المشاهد العاطفية للرهينات الثلاث اللواتي أفرجت عنهن حماس وهن يجتمعن مع أسرهن على انتباه كل الإسرائيليين، حتى بات وقف هذه العملية دون العودة الكاملة للرهائن أمراً مستحيلاً في إسرائيل، حيث يحظى ملف المحتجزين في غزة بأولوية، إضافة لسئم الجيش من القتال مدة 15 شهراً دون جدوى.

تغير ساحة المعركة

كما أن ساحة المعركة في غزة تتغير أيضاً، فتسمح المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لنحو مليوني نازح في غزة بمغادرة المخيمات المزدحمة والعودة إلى ما تبقى من منازلهم، وهذا من شأنه أن يسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها وسط حشود من المدنيين.
كذلك فإن إسرائيل، ونتانياهو نفسه، متهمون بالفعل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أعلى محاكم العالم بسبب الخسائر المدنية في غزة، مما يجعل استئناف الهجوم العسكري تحدياً خاصاً.

ومع اقتراب موعد انتهاء ولاية نتانياهو، قد يكون ترامب عاملاً حاسماً، فحتى قبل توليه منصبه، ضغط ترامب على نتانياهو للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ويبدو أن مشاركة مبعوثه الجديد إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كانت حاسمة في إبرام الاتفاق.  

في خطاب تنصيبه، وصف ترامب نفسه بأنه "صانع سلام وموحد". لكنه قال لاحقاً إنه غير واثق من أن وقف إطلاق النار سيصمد.
وبعد إغضاب ترامب قبل أربع سنوات بتهنئة جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020، يعمل نتانياهو بجد لحشد دعم ترامب. 

رؤى مختلفة

وكان نتانياهو من بين أوائل زعماء العالم الذين هنأوا ترامب بعد أدائه اليمين. وفي رسالة حماسية، شكر ترامب على مساعدته في تحرير الرهائن وقال إنه يتطلع إلى العمل معاً لتدمير حماس. 

Prime Minister Benjamin Netanyahu spoke this evening with US President-elect Donald Trump and thanked him for his assistance in advancing the release of the hostages and for helping Israel bring an end to the suffering of dozens of hostages and their families. pic.twitter.com/nSkK6Emfk8

— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) January 15, 2025

وقال "أنا متأكد يا سيدي الرئيس من أن أفضل أيام تحالفنا تحت قيادتك لم تأت بعد"، لكن رؤاهم قد لا تكون هي نفسها.
وفي حديثه إلى قناة فوكس نيوز هذا الأسبوع، قال ويتكوف إن ترامب يريد نجاح المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حتى يتمكن الجانبان من مواصلة محادثات المرحلة الثانية. وقال "هذه توجيهاته، وهذا ما سنفعله".

مقالات مشابهة

  • نتانياهو أمام مستقبل سياسي هش مع تزايد سطوة ترامب وضغوط الداخل
  • شاهد | قلق صهيوني من تصاعد العمليات البطولية في الداخل المحتل
  • “داربي الجزائر” تحديات داخل الميدان و المدرجات
  • الناتو: بوتين لا يملك حق الاعتراض على عضوية أوكرانيا
  • المرداس: 17 فبراير المقبل قد يكون آخر ظهور للدبيبة على منصة الاحتفالات
  • في الميدان والشهوان.. وحش داعش يُطارد السُكان (صور)
  • «المصريين الأحرار»: كلمة الرئيس في عيد الشرطة تضمنت رسائل وطنية عظيمة 
  • الاستخبارات العسكرية تطيح بمبتز ومنتحل صفة مدير مكتب وزير الدفاع بمحافظة الانبار
  • هل هناك تفاهمات سرية؟
  • «المراسل التلفزيوني من الميدان إلى الشاشة».. كتاب جديد لـ علاء فياض بمعرض الكتاب