جهاد بقرادوني والقوات: دق الخطر ع البواب
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
كتبت رلى ابراهيم في" الاخبار": كان لافتاً اختراق النائب جهاد كريم بقرادوني، نجل الرئيس السابق لحزب الكتائب، مشهد الأشرفية عبر جمعية Be Beirut التي أسّسها بعد انفجار المرفأ، وشكّلت بطاقة عبوره إلى لائحة القوات اللبنانية في الدائرة رغم حيازته بطاقة حزبية كتائبية، ورغم استهدافه جرّاء اسمه الثلاثي والخطّ السياسي الذي انتهجه والده.
استطاع بقرادوني أن يفرض نفسه في المنطقة عبر المال والخدمات، حتى بات يشكّل خطراً على زميله على اللائحة نفسها غسان حاصباني...
بدأ بقرادوني مشواره السياسي أواخر عام 2020 متحصّناً بالخدمات التي قدمتها جمعيته للمتضررين من الانفجار، وانتقل بعدها إلى منافسة أنطون الصحناوي على التقديمات المالية عبر ابتكار بطاقة ائتمان تحتوي على مبلغ من المال يجدد شهرياً يمكن صرفه في دكاكين معيّنة في الأشرفية. ويقول بقرادوني لـ«الأخبار» إن عدد العائلات التي يساعدها «يصل إلى نحو 1500، غالبيتها تسكن الأشرفية، و20% منها لا تنتخب في دائرة بيروت الأولى». وفي الوقت نفسه، يعمل على خط الخدمات الاستشفائية والمدرسية، ويستنسخ تجربة مسعود الأشقر بزيارة الأهالي في منازلهم والتجوّل بينهم ومشاركتهم لعب الطاولة في ساسين.
عمّا إذا كان نشاطه هذا يثير استياء حاصباني وقد يزيد من أصواته الانتخابية على حساب الأخير، يجيب بقرادوني: «بالعكس ما دام أنّ في ذلك إفادةً للمنطقة والأهالي، فضلاً عن أنّ الشرط الأول خلال التفاوض مع القوات قبل ترشّحي كان ألّا أسعى إلى اجتذاب أي صوت قواتي، وقد التزمت بذلك.
وفي الانتخابات المقبلة، ستصوّت القوات اللبنانية لحاصباني، لأنّ الحزبيين يلتزمون بقرار الحزب». وعن سبب عدم استحصاله على بطاقة قواتية؟ يقول: «أنا منيح متل ما أنا وهني مبسوطين فيي هيك، علماً أني ملتزم نهائياً مع القوات ولو من دون بطاقة».
وقد تكون تجربة بقرادوني الحزبية وراء جعله يفكر ملياً قبل الانخراط مجدداً في أي حزب، فهو الكتائبي، ابن رئيس حزب الكتائب السابق، وأحد عرّابي المصالحة الكتائبية. انكفأ عن النشاط الحزبي مع استشهاد الوزير السابق بيار الجميل إلى أن «رماه» الانفجار في شوارع الأشرفية. هناك تعرّف إلى منسق القوات السابق سعيد حديفة الذي كان أحد من توسّطوا لترشيحه على لائحة القوات، فطُرد من الكتائب من دون تبليغه بالقرار
ورغم كل «التطمينات» التي يقدّمها بقرادوني لدى سؤاله عن تأثير نشاطه على حزب القوات، ثمة مشكلتان سيواجههما لاحقاً حاصباني أو أيّ مرشح قواتي. الأولى، دخول بقرادوني إلى قلب القاعدة القواتية عبر ترؤّسه مجلس أمناء نادي الحكمة ودعم الفريق مادياً، ما أسهم في بقائه على قيد الحياة، مع ما يعنيه هذا النادي للأشرفية ولجمهور القوات. والثانية، قدرته على جذب القاعدة القواتية وتلك التي تدور في فلك 14 آذار بالخدمات والمال، مقابل «صفر خدمات» للحزب ونائبه.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حزب الله والقوات المسلحة اليمنية يُعيدان رسم خريطة الصراع الإقليمي
تشهد المنطقة العربية تحولات جذرية في المشهد العسكري والسياسي، حيث أطلق حزب الله والقوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات النوعية التي تُعيد رسم خريطة الصراع الإقليمي. فمن جهة، أعلن حزب الله عن بداية فصل جديد من المقاومة، بعد أن وجه ضربة موجعة لإسرائيل باستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية وهيئة أركانها في تل أبيب بصواريخ متطورة. ومن جهة أخرى، أظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرة استثنائية على إحباط أي عدوان على أراضيها، مستهدفة حاملة طائرات أمريكية ومدمرات حربية في البحر الأحمر.
عملية حزب الله غير المسبوقة في تل أبيب تُمثل تحولًا جذريًا في موازين القوى في المنطقة. فرسائل حزب الله، التي عبر عنها الأمين العام الشيخ معين قاسم، تؤكد أن لا مكان آمن للكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، مهما بلغت قدراته العسكرية من تطور.
هذه العمليات ليست ردود فعل عابرة، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى فرض واقع جديد على الصراع مع إسرائيل. فإطلاق الصواريخ من القرى التي ادعى نتنياهو سيطرته عليها يُظهر زيف ادعاءاته ومهزلة زعمه بالسيطرة على قرى جنوب لبنان.
تُعاني إسرائيل من حالة قلق وتصدعات في جبهتها الداخلية، حيث تواجه الحكومة انتقادات لاذعة بسبب فشلها في مواجهة التحديات المتصاعدة. يزداد قلق المواطنين الإسرائيليين من عجز حكومتهم عن حماية أراضيهم، مما يثير تساؤلات جدية حول قدرة المؤسستين العسكرية والسياسية على مواجهة التحديات الراهنة.
أظهر حزب الله، من خلال استخدام صواريخ متطورة كـ”فادي 6″ و”قادر 2″، تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية، مما يُشكل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل. ويؤكد الشيخ معين قاسم على استمرار الضربات وعدم وجود ملاذ آمن لجنود العدو، مما يعزز معنويات مقاتلي المقاومة في ظل تراجع معنويات جيش الاحتلال المُثقل بالخسائر.
فشل الحملة البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، ودخولها في مناورة برية ثانية، يُظهر ضعف قدراتها العسكرية ويُفضح أكاذيب نتنياهو حول احتلاله لقرى لبنانية. فقد أطلق حزب الله صواريخه من تلك المناطق، مُثبتًا زيف ادعاءاته أمام الرأي العام العالمي.
وليس فشل إسرائيل في لبنان وحده ما يُثير القلق، بل تُضاف إليه العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، والتي استمرت لثمان ساعات واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لنكولن” ومدمّرتين حربيتين، باستخدام مسيرات وصواريخ مجنحة وبالستية. تُظهر هذه العملية قدرة اليمن على إحباط أيّ عدوان على أراضيها، وتُؤكّد على تصاعد قدرات المقاومة في المنطقة، مُرسلةً رسالةً قويةً حول قدرة المقاومة على مواجهة القوى العظمى.
تطرح هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مستقبل المنطقة: هل تُشير هذه العمليات إلى بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين المقاومة وإسرائيل؟ وهل ستُؤدّي إلى تصعيدٍ أكبر في التوتر الإقليمي؟
من الواضح أن المقاومة في المنطقة، ممثلةً بحزب الله والقوات المسلحة اليمنية، تزداد قوةً وقدرةً على مواجهة أيّ عدوان، مُفضحةً في الوقت ذاته ادّعاءات إسرائيل حول سيطرتها وفاعليتها العسكرية.