عربي21:
2024-11-25@20:25:12 GMT

تداعيات السابع من أكتوبر

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

دخلت حرب الكيان الإسرائيلي على غزة شهرها الخامس، ولا يزال الكيان المجرم يواصل مجازره ضد الشعب الفلسطيني الغزاوي. والعالم كله دون استثناء؛ لم يتجاوز موقفه حدود الشجب والاستنكار والتحذير، على مدار كل هذه الأشهر التي تشهد ذبح الشعب الفلسطيني بالأسلحة والذخائر الأمريكية. مفاوضات تلو مفاوضات، لم ينتج عنها ما يشير إلى قرب وضع حد لحرب الإبادة هذه؛ حد نهائي ومستدام وشامل، وليس مرحليا وجزئيا.

الأمّرُ هنا والأدهى؛ أن القائمين على هذه المفاوضات؛ وضعوا الضحية والجلاد على طرفين متساويين؛ بما يتقاطع كليا مع الواقع على الأرض. وفي رأيي أن الأيام المقبلة ستشهد وقفا محددا زمنيا لهذه المذابح؛ فتصريح بايدن؛ بأن إسرائيل سوف توقف عملياتها في شهر رمضان؛ يثير الشك في احتمالية؛ التوقيع على اتفاق هدنة مؤقتة.

ومن المهم الإشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية حتى هذه اللحظة رفضت أن تكون الهدنة مؤقتة، كما رفضت الطلب الإسرائيلي بإخراج قيادات المقاومة من قطاع غزة. هذا الوقف المحدد زمنيا، إذا ما تم الاتفاق عليه سيكون بحد ذاته؛ دليل إدانة، لا العكس، ومع أن هذا الوقف للمجازر الصهيونية مهم جدا كي يتنفس الناس الصعداء، في ظروف مأساوية وكارثية ودموية وإجرامية لا نظير لها في كل تاريخ البشرية، لكن هذا الوقف المحدد زمنيا يحمل في ثناياه الكثير من الأسئلة.. والكثير من التداعيات.. والكثير من الخدع.

نتنياهو وضع خريطة طريق لما بعد الحرب؛ وفي كل الأحوال؛ لن تقبل بها المقاومة، كما أنها رفضت حتى من قبل أمريكا الدولة العظمى والمشاركة فعليا في حرب إسرائيل هذه، وهذا الرفض في رأيي؛ ما هو إلا لتبييض وجهها أمام شعوب العالم، وليس الأنظمة الرسمية، إلا بعض الاستثناءات منها؛ كما هو موقف الرئيس البرازيلي. هذه الخريطة يعرف نتنياهو قبل غيره أنها غير قابلة للتطبيق بخطوطها العريضة العامة كما طرحها، لكنه يعرف أيضا أنها ستكون على منضدة التفاوض الخفي بينه وبين الإدارة الأمريكية، لجهة الإخراج الناعم لها بإطار مقبول ومحتوى قابل للتفاوض، إنما في تفاصيل المحتوى تكمن الشياطين. أما من الجهة الثانية؛ فهذه الخريطة تشكل سقفا عاليا؛ كما هو الحال في أسواق البيع والشراء؛ أي كلما خُفِضَ منها، هنا وهناك؛ تظل إسرائيل حاصلة على ما تريد منها، ولكن هذا لن يحصل، لن تقبل به المقاومة الفلسطينية مهما كان الوضع، ومهما كانت الضغوطات عليها، سواء من الجوار العربي، أو من أمريكا، أو حتى من السلطة الفلسطينية والأخيرة بطريقة أو بأخرى. طوفان الأقصى رغم ما لحق بالفلسطينيين من مجازر يومية طيلة خمسة أشهر، ولم يزل الكيان الصهيوني يستمر في ارتكابها؛ انتجت تداعيات كثيرة ومهمة واستراتيجية، سواء ما كان منها على صعيد ضخ دماء الحياة بالقضية الفلسطينية، أو على الصعد الأخرى إقليميا وعربيا ودوليا، كما أنها عرّت بصورة لم يسبق لها مثيل؛ الأنظمة العربية المهادنة، ومعاونة البعض منها الكيان الإسرائيلي في التغلب على الحصار البحري الذي فرضته عليه؛ حركة أنصار الله في اليمن. ومن الجانب الثاني كشفت لشعوب العالم كم أن الكيان الصهيوني مجرم ويواصل إجرامه بحق الفلسطينيين؛ ما أدى وسيؤدي مستقبلا أكثر إلى عزل هذا الكيان من المحيط الدولي، شعبيا وإنسانيا وتعريته أخلاقيا.

لن يتخلى الفلسطينيون عن حقهم في الحياة تحت ظلال دولة مستقلة وذات سيادة كاملة، وليس حكما ذاتيا يحمل زورا وبهتانا مسمى الدولة وبالعودة إلى الهدنة المرحلية المرتقبة؛ التي من المحتمل جدا، أو بالقناعة الشخصية وبسبب هول جرائم إسرائيل التي يندى لها جبين الإنسانية، سوف يتم الموافقة عليها وبتحفظ من قبل المقاومة الفلسطينية؛ لحفظ أرواح الناس والتخفيف عن كاهلهم، وما لحق بهم من قتل ودم ودمار. إن المقاومة سوف تستمر بالمقاومة، أشد وأقوى مما كانت عليه في الأشهر المنصرمة، بعد الهدنة، إن تم الاتفاق عليها، وبالذات حين يعاود الكيان الصهيوني بعدها، الحرب بطريقة أخرى مغايرة تماما للحرب قبل الهدنة؛ ستستمر المقاومة بدعم كامل وتام من الشعب الفلسطيني، كما هو تاريخيا ديدن هذا الشعب. أمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي يعولان كثيرا وكثيرا جدا؛ على خلق ظروف بديلة وإحداث خلخلة وهزة في الداخل الفلسطيني، وفي غزة تحديدا وليس في الرأي العام العربي والإقليمي والدولي؛ فهو مع الضحية كليا، وضد المجرم والجلاد؛ باستغلال واستثمار نتائج هذا الدمار الهائل لصالح أرباب القتل والتجويع والدمار في تل أبيب، وتحميل إسقاطاته على المقاومة الفلسطينية، كما هو حاصل للبعض من المأجورين، وهم أقل من القليل، لكنهم موجودون في الساحة إعلاميا وسياسيا. هذه الهزة والخلخلة التي يعول عليها الثنائي الأمريكي الصهيوني؛ سوف تكون هامشية، وفي زاوية ميتة حتى قبل أن تولد، هذا لا يعني وبكل الظروف وتبدلاتها، سواء الواقعية التي خلقها إجرام دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو التي يتم توليدها قصديا من قبل العراب الأمريكي وذيوله في المنطقة العربية، أو في جوارها، كما حدث في أزمان أخرى؛ قريبة وبعيدة؛ لن يتخلى الفلسطينيون عن حقهم في الحياة تحت ظلال دولة مستقلة وذات سيادة كاملة، وليس حكما ذاتيا يحمل زورا وبهتانا مسمى الدولة.. كما كانوا في الأزمان السابقة، لن يتخلوا عن نضالهم وكفاحهم وجهادهم من أجل حياة حرة وكريمة؛ هم فيها سادة أنفسهم، وسادة مصائرهم.


ما في جعبة الغول الأمريكي والصهيوني وذيولهما في المنطقة العربية وربما في جوارها؛ يتركز حول النقاط التالية، أو الأسئلة التالية أولا: كيف تتم إدارة غزة بعد الحرب؟ ثانيا: هل تكون إدارة محلية من الناحية الواقعية، بإشراف إسرائيلي أمني كما يريد نتنياهو؟ كما هو حاصل مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي لم يبق منها سوى أقل من 18%. ثالثا: سوف يتم إعمار غزة (هذا هو المعلن..) بأموال عربية؛ لكن بإشراف من؟ رابعا: كيف يتم التعامل مع طروحات نتنياهو والتي تتلخص في منطقة عازلة والسيطرة على المعابر؟ كيف يتم التعامل أيضا مع طروحات نتنياهو في ما يخص نزع سلاح المقاومة، وأن لا تكون لحركة المقاومة في غزة أي مشاركة في الإدارة؟ المقاومة الفلسطينية لن تقبل بتلك الشروط، حتى إن جرى تخفيفها مع الإبقاء على جوهرها ومحتواها؛ هنا تكمن خطورة مرحلة ما بعد الحرب، أو الأصح مرحلة ما بعد المجازر الصهيونية. هذه الخطورة تتمحور حول؛ ألا تنسحب دولة الاحتلال الإسرائيلي من المدن والأماكن التي احتلتها خلال هذه المحارق، وتظل تطوق المدن التي توجد قواتها على حافاتها، بقوات قليلة، لا تشكل ثقلا على الاقتصاد الإسرائيلي، مدعومة جويا واستخباراتيا بمختلف الوسائل والطرق الاستخباراتية، ومن الأرض ومن وسائل الاختراق الخسيسة، مع ممارسة عمليات الاغتيالات لقيادات المقاومة الفلسطينية؛ لأشهر مقبلة أخرى، وربما تتجاوز الأشهر إلى أمد أبعد من حساب الأشهر. الخطورة الثانية؛ هي وفي هذه الظروف أن لا يتم القيام بالإعمار الواسع والجدي، أو يتم، وهذا هو الأرجح، جزئيا.. بحجة أن الأوضاع لم تستقر بعد. في ظل مناورات قصدية؛ حوارات ومفاوضات وجولات مكوكية يقوم بها الراعي الأمريكي لهذه العاصمة العربية أو تلك. الخطورة الثالثة وهي الأهم والأخطر في المستقبل ما بعد المنظور؛ كبداية وعلى مراحل بلا ضجة وصخب وضجيج؛ هو التهجير الناعم وليس بالقوة العسكرية المكشوفة، بل بالقوة العسكرية غير المرئية، لكنها فاعلة ومؤثرة جدا. هذه الخطط لا تنفصل أبدا عن الذي جرى ويجري وسيستمر يجري في السر والعلن؛ لبعض الدول العربية وأعني مخطط الأقلمة لهذه الدول التي تتمتع بموقع جيوستراتيجي في المنطقة العربية وفي جوارها، وثروة هائلة من النفط والغاز؛ وهذا له علاقة عضوية وتكاملية بالتهجير الناعم، وهذا موضوع آخر لا يسع هذه السطور الخوض فيه، إنما سيصاحب كل هذا؛ إعلام واسع وقوي ومؤثر جدا، وهو إعلام أمريكي وغربي وإسرائيلي، كما هو حاصل قبل عدة سنوات من الآن، والأخير (الإعلام الإسرائيلي) يختفي وراء أسماء إعلامية عربية وإقليمية، من الذين باعوا الضمائر لقاء أجر معلوم، يتركز في مسارين؛ أولا: إن العالم المتحضر، أو أن التطورات والتحولات في العالم تفرض؛ أن تكون للفلسطينيين دولة (دولة كارتونية وتحت الوصاية الإسرائيلية، أي حتى أقل من حكم ذاتي). ثانيا: العالم وبالذات أمريكا والغرب بدأوا يدركون؛ أن السلام في المنطقة لا يتم إلا بإقامة دولة فلسطينية؛ وكأن أمريكا والغرب والعالم لم يدرك أهمية ذلك إلا الآن. إنها لعمري خدع ليس إلا..

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني الاحتلال فلسطين حماس غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة فی المنطقة ما بعد کما هو

إقرأ أيضاً:

قرار تاريخي من محكمة الجنايات الدولية ضد الكيان الصهيوني ..متى يحاكم بقية المجرمون ؟

إن أثر ووقع القرار القضائي الدولي الصادر اليوم في دولة الكيان الإسرائيلي الصهيوني ، كان بمثابة الصدمة النفسية الهائلة لقادة الكيان لأنها تحدث لأول مرة في تاريخ الكيان منذ نشأته في العام 1947 م ، بل نقول وقع أثرها كالزلزال المدوِ والمدمر على الطبقة السياسية والثقافية والإعلامية وحتى الأكاديمية في المجتمع الصهيوني، بشقيها لمن هم في سُدّة الحكم ، أو من يمثلون المعارضة ( في إطار اللعبة الديمقراطية الرأسمالية الكاذبة )  ، اي بين قوى وأحزاب اليمين الصهيوني ، وقوى احزاب اليسار المتصهين ، و اللذان اتحدى بموقفهما في تكتل جبهوي عصبوي عنصري مقيت واحد .

لقد كاد الرأي العام العالمي كله ان يعتقد ويؤمن بان هذه المحاكم الدولية التي تأسست بعد الحرب العالية الثانية ، لم تنشأ ولم تُنصب إلا لتكون مخصصة لمحاكمة شعوب بعينها ، بل إنها نُصبت بشكل خاص لشعوب

أفريقيا السوداء وأمريكا اللاتينية والشعوب السلافية الشرقية و الأمم من الشعوب والأقوام ذي اللون الأصفر ، والأقوام العربية والإسلامية ، وهذا

الاعتقاد السائد جاء نتاج ما حدث من جرائم مروعة اقترفتها الدول

والحكومات الأوروبية البيضاء والأمريكية ومخرجاتهما النظام العنصري المقيت وهو الكيان الإسرائيلي الصهيوني اليهودي العنصري المزروع عنوة في أرض فلسطين.

إن محكمة الجنايات الدولية هذه بالتحديد تم التشريع لها وتأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية في مدينة لاهاي الهولندية كي تحمي الإنسانية جمعاء و كي لا تكرر مأساة الفعل المشين والإرهابي للدولة النازية الديكتاتورية الألمانية والحكومة الفاشية الإيطالية والعسكرتارية اليابانية العدوانية ، وكانت محاولة ظاهرها إنساني بحت ، وجوهرها هو في حماية مصالح الدول الغربية وأفعالها العسكرية والأمنية المُشينة.

وبالمناسبة هنا فقد دفعت جرائم الكيان الصهيوني اليهودي وجيشه النازي الفاشي كل حدود المنطق والسلوك السوي بين الجيوش ، والأخلاق

الإنسانية المتوارثة بين الشعوب أثناء الحروب التي تنشأ بينهما ، بل إنه قد فاض الكيل إلى منتهاه لدى القضاة العدليين في محكمة الجنايات الدولية ، حينما شاهدوا ويشاهدون عبر القنوات التلفزيونية الفضائية ، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي القتل للفلسطينيين بالجملة ، قتل

للأطفال والنساء والشيوخ بلا شفقة ولا رحمة ، والقتل بواسطة الحصار والتجويع ، والقتل بواسطة تدمير المستشفيات والمراكز الصحية وفي خيام اللجوء وفي مدارس الأنروا وفي أماكن دور العبادة وفي الطرقات

والأسواق وغيرها ، ماتحقق للقضاة بأن ما يحدث هي جرائم حرب جرّمها القانون الدولي الإنساني ، وهي حرب إبادة جماعية أيضاً يرتكبها الجيش الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين العُزل ، بل هو ما عرف بالتطهير العرقي لإادة أهلنا في فلسطين المحتلة.

كل تلك الشواهد المثبتة بالصوت والصورة والدليل الثابت من كل تلك الجرائم ، جعل القضاة جميعهم دون أن يعترض أو يتحفظ أي أحد منهم ، جعلهم ينحازون للقانون والنص القانوني الفقهي المحايد ، ويحكموا بما

أملته ضمائرهم الفقهية القانونية تجاه مجرم الحرب وقاتل أطفال فلسطين .

لكن تعالوا معنا للننظر في موقف الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة الرئي/ جو بايدن والمنتهية ولايته ، وإدارة الرئيس الجديد القديم / دونالد ترامب ، وجميعهم قالوا ، وبصوت واحد بأنهم ضد القرار من محكمة الجنايات الدولية ولن يطبقوه وسيُخضعون القضاة للمساءلة وربما للتحقيق والمحاكمة والعزل ، أية وقاحة سياسية هذه ؟ ، وأية بلطجة حكومية سافلة من رأس النظام الغربي الأمريكي ؟ ، الذي يدعي بأنه يلتزم بالقانون الدولي الإنساني ، ويحمي حقوق الإنسان والطفل والمرأة وحقوق البشرية في وجه الطغاة ، هذا النظام الديمقراطي الذي يتشدق بكل تلك

الأقاويل والترهات والخزعبلات سقط سقوطاً مروعاً وهم يحمون القتلة من مجرمي الحرب من قادة العدو الصهيوني.

إن الجريمة البشعة للتطهير العرقي للفلسطينيين في قطاع غزة لها أركان وشركاء لفعل الجيش الإسرائيلي وهم : -

جميع حكومات الولايات المتحدة الأمريكية المتعاقبة ، وجميع حكومات حلف شمال الأطلسي ، وجميع الحكومات الصديقة للكيان الإسرائيلي الصهيوني العربية منها والإسلامية والأجنبية.

وللمقارنة المنصفة بين نتائج قرار محكمة الجنايات الدولية الصادر ليومنا هذا ، وبين نتائج قراري مؤتمر القمة العربي والإسلامي الاستثنائي اللذان انعقدا في مدينة الرياض عاصمة السعودية الأول بتاريخ 11/نوفمبر / 2023 م ، والثاني بتاريخ /   11/ نوفمبر / 2024 م ، وقد خرج القادة العرب والمسلمين في كلا القمتين ، خرجوا بقرارات أشبه ما تكون بقرارات هزيلة فقيرة هابطة وربما شبه ميتة ، هنا تاتي قيمة القرارات والتوصيات التي سيسجلها التاريخ بأنها قرارات تاريخية ولها قيمة ووزن ، وقرارات تافهة لأشخاص تافهين لاقيمة ولا وزن ولا أثر لقراراتهم بالمطلق.

وحينما نقارن بشيءٍ من الموضوعية والإنصاف بين قرارات مؤتمرات القمة العربية الإسلامية المتوالية تحت سقف مؤتمرات الرياض التي لا قيمة لها ولافائدة منها ، وبين قرارات التنسيق والمشورة بين قادة محور الجهاد

والمقاومة العربية والإسلامية نجد بأن هناك بون شاسع بين الجهتين ، وبين المؤسستين، المقاومة والجهاد والنظام الرسمي العربي والإسلامي .

هكذا تشاهد وتحكم الشعوب العربية والإسلامية جمعاء ، والشعوب من حول العالم أجمع والرأي العام العربي ، يعيشان بين موقفين متناقضين بل شديد التناقض بينهما ، بين موقف محور الجهاد والمقاومة العربية

الإسلامية وبين موقف النظام العربي الإسلامي الرسمي المتخاذل.

نموذج محور المقاومة والجهاد في تقديم الإسناد للشعب الفلسطيني ، و المكون من : -

المقاومة في الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء ، المقاومة في فلسطين المحتلة ، المقاومة في جمهورية لبنان ، المقاومة في الجمهورية العربية السورية ، المقاومة في جمهورية العراق ، وبدعم وإسناد لوجستي سخي من الحرس الثوري في جمهورية إيران الإسلامية البطلة ، هذا المحور المجاهد الصلب قد أمطر الكيان الصهيوني الإسرائيلي بصواريخه السكود وصواريخه الفرط صوتية والطيران المسير والطيران الانقضاضي

وصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون وبرصاص الكلاشنكوف ، أمطرهم في البر والبحر وفي داخل عمق الكيان وفي عمق معسكراته ووزارة دفاعه حتى وصل القصف المسير إلى غرفة نوم مجرم الحرب / بنيامين نتنياهو ، بالإضافة إلى الدعم العسكري بإغلاق الملاحة البحرية على الكيان

الإسرائيلي في البحرين الحمر والعربي وباب المندب وصولاً إلى

أطراف المحيط الهندي ، إضافة إلى الإسناد المعنوي الهائل عبر القنوات

الإعلامية الرسمية والقنوات المقاومة والمسيرات التضامنية

والاحتجاجية والندوات والمؤتمرات …….إلخ من أشكال الدعم المادي واللوجستي وغيرها.

نموذج محور دول التطبيع العربي الصهيوني ( النظام العربي الإسلامي الرسمي ) وما قدموه للشعب الفلسطيني : -

، ومحور النظام العربي الرسمي الذي اصطف معظمه إلى جانب المعتدي ، أي إلى جانب الكيان الإسرائيلي وجيشه العدواني ، بل إنهم طلبوا من وزير الخارجية الأمريكية / انتوني بلينكن أن يتم القضاء السريع على حركة المقاومة الفلسطينية ، كما ورد وجاء في كتاب الحرب للكاتب الأمريكي ذائع الصيت والشهرة/ بوب ودوورد ، وطلبوا منه سحق رؤوس المقاومة في قطاع غزة بشرطين هما : ــــ

الشرط الأول /

أن تُسرع أجهزة الكيان الإسرائيلية القمعية بالقضاء على خلايا و

نموذج محور دول التطبيع العربي الصهيوني ( النظام العربي الإسلامي الرسمي ) .

الشرط الثاني /

أن لا يتم إظهار المشاهد المزعجة إعلامياً لمقتل الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في وسائل الإعلام ، لكي لا يغضب الرأي العام العربي المحلي.

هكذا هي الرؤية الوقحة والمستهترة والتافهة لمن يسمون أنفسهم بالقادة

الأشاوس( العرب أو الأعراب ) الذين خصهم وزير الخارجية الأمريكي اليهودي المتصهين / أنتوني بلينكن بزيارات متكررة خلال عام طوفان

الأقصى .

كما أن هؤلاء القاده الأعراب فتحوا أراضيهم البرية والجوية والبحرية لجميع وسائل النقل والتنقل لخدمة الكيان الصهيوني أثناء فترة الحصار الخانق على أهلنا في قطاع غزة ، على سبيل المثال تُنقل البضائع بأنواعها الغذائية والاستهلاكية والعسكرية في كل ساعات الليل والنهار من ميناء رأس جبل علي في الإمارات مروراً بأراضي المملكة السعودية والمملكة الهاشمية وصولاً إلى الجيش الإسرائيلي بفلسطين المحتلة ، السؤال هنا هل يوجد سقوط أخلاقي وإنساني وديني أكثر من هكذا سقوط وانحطاط مريع ؟.

وفي أثناء المجازر اليومية بحق أهلنا في فلسطين المحتلة ولبنان واليمن نجد بأن الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني تقيم حفلات الزواجات الملكية الفارهة ، والترفيه والتعري والسقوط والانحطاط

الأخلاقي في مدنهم وقنواتهم ووسائل إعلامهم .

الخلاصة : -

أثبت يوم الـ7 من أكتوبر  2023 م ، وبدء حرب طوفان الأقصى وثبات

أهلنا في فلسطين على حقهم المشروع في المقاومة والجهاد من أجل استعادة الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني ، أثبت بأن كيان العدو

الإسرائيلي ما هو إلا كيان استيطاني مؤقت ، وثبت فشل وخطأ  تقدير النظام العربي والإسلامي الرسمي لمستقبل فلسطين ، وأن محور المقاومة والجهاد هو الضامن الأوحد لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر .

وفوق كل ذي علمٍ  عليم

 

*عضو المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية اليمنية /صنعاء

مقالات مشابهة

  • قرار تاريخي من محكمة الجنايات الدولية ضد الكيان الصهيوني ..متى يحاكم بقية المجرمون ؟
  • المقاومة الفلسطينية توقع 10 من جنود الاحتلال الإسرائيلي بين قتيل ومصاب خلال اشتباك معهم وسط مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة
  • خامنئي: جرائم الكيان في لبنان وفلسطين ستعزز قدرات المقاومة
  • المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفين صهيونيين جنوب الأراضي الفلسطينية
  • خلاف داخل الجيش الإسرائيلي
  • مقتل 10 جنود إسرائيليين في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية في غزة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بصواريخ “107 ” مرابض مدفعية الاحتلال الإسرائيلي في موقع “فجة” العسكري شرق مدينة غزة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون مقر قيادة وسيطرة للعدو الإسرائيلي في منطقة التوام شمال مدينة غزة
  • عاجل- الصحة الفلسطينية: حصيلة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى 44176 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر 2023
  • المقاومة الرقمية للسردية الفلسطينية