لحظة إنقاذ سائقة تعلقت 120 دقيقة بين السماء والأرض.. ماذا حدث لها؟
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
تطل علينا من شرفة التاريخ حكايات بطولية، تنسج خيوطها من شجاعة وإنسانية ونكران ذات، ومن بين ثنايا تلك الحكايات، تبرز قصة مثيرة من قلب مدينة لويزفيل، حيث تحدى رجل إطفاء شجاع الموت لينقذ حياة سائقة علقت بين عوارض جسر شاهق.
بينما تخيم سحب كثيفة على نهر أوهايو، فجأة وبدون سابق إنذار، يمزق صراخ هائل الصمت الذي كان يسود المكان، ليُعلن عن حادث مروع على جسر جورج روجرز كلارك التذكاري، يظهر خلاله أحد العمال معلقًا بين السماء والأرض، لدقائق تصل إلى ساعات، بسبب تعلق مقطورة ضخمة على حافة الجسر.
مقطورة ضخمة على حافة الجسر، تتأرجح فوق نهر أوهايو، لكن اللافت للنظر ليس المقطورة، بل السائقة التي كانت تقودها، والتي ظلت عالقة لفترة طويلة، قبل تدخل رجل شجاع من أجل إنقاذها، يُدعى برايس كاردين، وهو رجل إطفاء جسد خلال هذا المشهد معنى البطولة والتضحية، وذلك بحسب القصة والتفاصيل التي أبرزتها صحيفة «theguardian».
في أقل من دقائق وعندما شاهد هذا المشهد، لم يتردد كاردين في خوض مغامرة محفوفة بالمخاطر، لينزل من أعلى الجسر بحبل رفيع، من أجل التقاط السائقة المعلقة بين السماء والأرض، ورغم كونه بكل تأكيد يتجه نحو مصير مجهول قد يعصف به والسائقة في آن واحد، إلا أنه استطاع أن يحقق الهدف ويخرج سالمًا دون إصابات بالغة.
كاردين ربط السائقة بحزام الأمان، من أجل أن يبدأ عملية التقاطها من الهواء، ليرفعها بأمان إلى سطح الجسر، في مشهد إنساني من الدرجة الأولى، جعل الحشود تنفجر بالتصفيق والهتاف، بينما تُعانق السائقة مُنقذها، مُمتنة لمن أعادها من عتبات الموت.
استغرق الأمر حوالي 40 دقيقة لإعداد نظام الحبال وتجهيز كاردين للنزول إلى الكابينة، ربط السائق بحزام الأمان ورفعه بأمان إلى سطح الجسر، وسرعان ما تم نقلها إلى المستشفى كإجراء احترازي، وإعادة فتح حركة السير في الجسر بشكل طبيعي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نهر جسر أوهايو نهر أوهايو بین السماء والأرض
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: نتنياهو يمدد الحرب ويخاطر بالأسرى من أجل إنقاذ حكومته
بعد نحو سنة ونصف من الفشل الاستخباراتي والأمني الواسع في "إسرائيل" جراء عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اختارت حكومة الاحتلال الخروج إلى هجوم مفاجئ ضد حركة حماس، بدلا من إتمام صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الخبير الاستراتيجي في صحيفة "معاريف" أفرايم غانور: إنه "لا يوجد إسرائيلي لا يريد أن يرى نهاية حكم منظمة الإرهاب في القطاع مثلما لا يوجد إسرائيلي لا يريد أن يرى مخطوفين يعودون إلى الديار، لكن بدلا من عمل شيء ما حقيقي في هذا الشأن، تلقينا مرة أخرى القرارات ذاتها لحكومة عديمة الشخوص والقدرات، اختارت أن تخوض حربا لا نهاية لها وهجوما لا غاية له".
وأضاف غانور في مقال له أنه "لا حاجة لأن يكون المرء خبيرا في شؤون الإرهاب كي يفهم بأن الحرب ضد حماس هي مثل مكافحة الأعشاب الضارة ذات قدرة البقاء العالية، التي يصعب إبادتها، ويكفي أن نرى الصراع الذي لا ينتهي ضد حماس في الضفة الغربية".
واعتبر أنه "لأجل التخلص من حماس في قطاع غزة ينبغي اقتلاعها من الجذور، ولأجل اقتلاعها من الجذور يجب قبل كل شيء التخلص منها كجسم سلطوي وكمن تدير الحياة في قطاع غزة، هذا للأسف، لم تتمكن هذه الحكومة من تنفيذه بشللها الكبير".
وأكد أن "الهجوم المفاجيء لن يؤدي إلى القضاء عليها، فهو يستهدف أساسا إجازة ميزانية الدولة، التي يجب أن تقر حتى نهاية الشهر وإلا يكون التوجه إلى الانتخابات، وهذا الهجوم استهدف تلبية نزوات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير الذي عاد إلى الائتلاف وسيساهم الآن في نصيبه الهام في إجازة الميزانية".
وأوضح أنه "فضلا عن ذلك، هذا الهجوم المفاجيء يفترض أن يشتت الانتباه، في ضوء الغضب الشديد الذي نشأ في هذه الأيام في أوساط جمهور غفير جدا في إسرائيل في أعقاب بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نيته إقالة رئيس الشباك رونين بار".
وبيّن أنه " في هذا الهجوم أيضا ما يشتت الانتباه عن المطلب لاقامة لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر وعن المحاولة لإجازة قانون التملص من الخدمة.. وبكلمات أخرى نوع من المخدر الذي تعطيه هذه الحكومة للجمهور في لحظات الازمة فيما تهتز أساساتها".
واعتبر أنت "الأفظع من كل شيء هو أن هذا الهجوم يعرض للخطر بشكل حقيقي مخطوفينا الأحياء الذي نجوا حتى اليوم من عذابات الأسر في أنفاق حماس، والسؤال الكبير الذي يجب أن يُسأل هنا هو هل أعطت هذه الحكومة الرأي في ذلك؟ فضلا عن ذلك كيف يساهم هذا الهجوم في إعادتهم؟ فقد سبق أن تعلمنا بأن بالقوة لن يكون ممكنا إعادة المخطوفين. وحتى مئات القتلى من حماس والتصفية المركزة لكبار المسؤولين في قيادة المنظمة لن يعيدوا لنا المخطوفين، حين يكون واضحا أن حماس لن تحرر كل المخطوفين دون اتفاق يضمن استمرار وجودها في القطاع، في مثل هذه المكانة أو تلك".
وأكد أنه "من يوهم نفسه بأن في هجوم مفاجيء جوي أو في مناورة برية متجددة ما، سننهي حماس ونعيد مخطوفينا، يبدو أنه لم يتعلم بعد من هي حماس، والأكثر إقلاقا هو أن نتنياهو بدلا من أن يحرر المخطوفين وبعد هذا يهاجم حماس، يفضل ببساطة تمديد الزمن.
وختم بالقول: "لقد سبق لهذا أن قيل وكتب من الكثيرين مرات عديدة، لكن في أعقاب هذا الهجوم المفاجيء يجب أن نعود لنكرر هذا المرة تلو الأخرى: الزمن يعمل بشكل واضح ضد مخطوفينا، وعليه، قبل كل شيء يجب إعادتهم، وكل ساعة تمر وكل هجوم كهذا يزيد الخطر على حياتهم، غير أن الاستنتاج البشع، وهذا أيضا ليس جديدا، هو أن بقاء الحكومة أهم لنتنياهو من المخطوفين".