نشر موقع "هارفارد غازيت"، تقريرا للصحفية كريستي ديسميث، قالت فيه إن دراسة توصلت إلى أن الكدمات تتلاشى بشكل أسرع لدى المرضى الذين يعتقدون أن وقتا أطول مما مضى قد مر بالفعل.
  
وأضافت في التقرير الذي ترجمته "عربي21": نسمع دائما أن الوقت يشفي كل الجروح. ولكن ماذا لو تم دفع المريض إلى الاعتقاد بأن وقتا أطول مما مضى بالفعل قد مر؟.



وفقا لدراسة جديدة أجراها الباحثان في جامعة هارفارد بيتر أونغل وإلين لانغر، فإن إدراك الفرد لمقدار الوقت المنقضي يؤثر بشكل كبير على سرعة تلاشي الكدمات الطفيفة. دراستهما، التي نشرت مؤخرا في مجلة Nature Scientific Reports، هي أول دراسة تثبت هذا التأثير النفسي على عملية الشفاء الجسدي. 

قام أونغل، المؤلف الرئيسي للورقة ويدرس الدكتوراه في علم النفس في كلية كينيث سي غريفين للدراسات العليا للفنون والعلوم، بتصميم الدراسة بإلهام من مجموعة متنوعة من المصادر. في المقام الأول كانت مستشارته الأساسية لانغر، أستاذة علم النفس المخضرمة والخبيرة في وحدة العقل والجسم، وفقا للتقرير.


وذكر التقرير أن كتاب لانغر الأكثر مبيعا عالميا بعنوان "اليقظة الذهنية" (1989) بالإضافة إلى ورقتها البحثية التي نشرتها عام 1977، والتي تتعلق بصحة المقيمين في دور رعاية المسنين والذين يُطلب منهم رعاية النباتات المنزلية، من الكتب المشهورة. ومن الكلاسيكيات الأخرى دراستها التي أجرتها في الثمانينيات على مجموعات من الرجال الأكبر سنا الذين أظهروا تحسنا بدنيا بعد قضاء خمسة أيام في دير بعيد تم تجهيزه لاستحضار سنوات شبابهم. 

وقال أونغل في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "لا أعتقد أن هناك أي شخص مثل إلين لانغر"، وهو يشير إلى إحدى لوحاتها التجريدية المعروضة على الحائط خلفه، "إنها شخص مبدع بشكل عام".

كما صاغ أونغل بحثه بناء على مجموعة من الدراسات السابقة المتعلقة بإدراك الوقت المنقضي، والتي أجراها باحثون في الدراسات العليا في مختبر لانغر. أظهرت الدراسة الأولى، التي نُشرت في عام 2016، أن مستويات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2 تتقلب وفقا للوقت المتصور وليس الوقت الحقيقي. 

ونظرت الدراسة الأخرى، من عام 2020، في كيفية تأثر الأداء في الاختبارات المعرفية بمقدار النوم الذي اعتقد المتطوعون أنهم حصلوا عليه في الليلة السابقة. أثبتت أوقات رد الفعل أنها حادة بعد خمس ساعات فقط من النوم، عندما اعتقد المشاركون في الدراسة أنهم ناموا ثماني ساعات كاملة. وفي الوقت نفسه، تم تسجيل ردود أفعال أبطأ لدى أولئك الذين ناموا ثماني ساعات ولكنهم اعتقدوا أنها خمس ساعات. 

وبتوجيه من لانغر، افترض أونغل أن الجروح الجسدية سوف تلتئم بشكل أسرع عندما يتم التلاعب بالوقت ليشعر الشخص أن فترة أطول قد انقضت. ولاختبار هذه الفكرة، خطرت له فكرة استخدام علاج لتدفق الدم عمره قرون، والذي خلف للمتطوعين كدمات طفيفة في الساعد. 

يتذكر أونغل قائلا: "لقد تم طرح هذا الأمر في اجتماع معملي. كان لدى الطالب الذي لعب الهوكي بعض الخبرة في الحجامة". 

تم بعد ذلك التلاعب بالوقت المدرك من خلال ما أسماه أونغل "مؤقت بسيط للغاية مكون من رقمين صغيرين على شاشة المتصفح". الوقت المنقضي الفعلي كان 28 دقيقة. تم تقليل الوقت المدرك إلى النصف إلى 14 دقيقة في جلسة واحدة وتضاعف إلى 56 في جلسة أخرى. اختبرت جلسة التحكم الشفاء الجسدي مع ضبط المؤقت بدقة. تم إكمال كل حالة تجريبية من قبل جميع المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 33 شخصا على مدار أسبوعين تقريبا. 

أخيرا، تم تعيين 25 مراقبا محايدا لمقارنة الصور قبل وبعد الحجامة لكدمات المتطوعين. كانت مهمتهم هي تقييم الشفاء على مقياس مكون من 10 نقاط (حيث تشير 10 إلى "الشفاء التام")، وفقا للتقرير.

وتم تسجيل معدلات شفاء أعلى في الجلسات التي يعتقد فيها المتطوعون أن المزيد من الوقت قد مر. كان متوسط معدلات الشفاء 7.5 للمشاركين الذين اعتقدوا أن 56 دقيقة قد مرت. قارن ذلك بمتوسط 6.17 في حالة 14 دقيقة و6.43 في مجموعة التحكم. 


وكما لخص أنجل ولانغر في البحث: "لقد شفي ما يزيد قليلا عن ثلث المشاركين تقريبا بشكل كامل في حالة مدتها 56 دقيقة - أي أكثر من ضعف النسبة المئوية للمشاركين الذين شفوا تماما تقريبا في حالة مدتها 14 دقيقة". 

وأوضح التقرير أنه كان يُفهم تقليديا التأثيرات النفسية على صحة الإنسان من حيث العاطفة (على سبيل المثال، غياب أسبوع عمل مرهق بسبب نزلة برد) أو التأثيرات على السلوك (تناول الخضروات الطازجة، وحضور دروس اليوغا). وكما قال أونغل، فإن النتائج التي توصل إليها تشير إلى أنه حتى "المعتقدات القائمة على مفاهيم مجردة يمكن أن تشكل بشكل هادف كيفية عمل أجسادنا". 

ويجري التخطيط بالفعل لإجراء دراسة ميدانية حيث يمكن التلاعب بالتجربة النفسية للوقت لأولئك الذين يتعافون من جروح أكثر خطورة بعد الجراحة. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة العقل الدراسات صحة صحة دراسات العقل المزيد في صحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

دراسة: ضعف الحوكمة يُعيق إصلاح التعليم في المغرب رغم ارتفاع الميزانية

كشف تقرير بحثي حديث، صادر عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن إصلاح منظومة التربية والتعليم في المغرب يواجه تحديات حوكمة تعيق تحقيق أهدافه، رغم الميزانيات الكبيرة المرصودة لهذا القطاع.

وأظهرت الدراسة، التي أعدها الخبير الاقتصادي العربي الجعايدي، عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أن هناك “عجزاً حقيقياً في فعالية الإنفاق الوطني على التعليم”، وهو ما ينعكس على ارتفاع معدلات الفشل الدراسي، والهدر المدرسي، وبطالة الخريجين.

وأكد التقرير، الصادر تحت عنوان “إصلاح التعليم في المغرب يواجه معضلة ضعف الحوكمة”، أن النظام التعليمي، الذي يستقبل أكثر من تسعة ملايين تلميذ وطالب سنوياً، بحاجة إلى إصلاح شامل لا يقتصر فقط على زيادة الإنفاق، بل يشمل تحسين الحوكمة وتعزيز المشاركة المجتمعية.

وأبرزت الدراسة مفارقة لافتة، حيث أوضحت أن ميزانية التعليم في المغرب تنمو بوتيرة أسرع من الميزانية العامة للدولة، كما أن الإنفاق على القطاع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي يفوق العديد من الدول، لكن الأداء التعليمي يظل أقل.

ورصد التقرير تقلبات السياسة التعليمية في المغرب، مشيراً إلى أنها “تتأرجح تبعاً للظروف والتغيرات السياسية”، مما يؤدي إلى فترات تُثار فيها جميع الإشكاليات التعليمية، وأخرى تُتخذ فيها قرارات متسرعة كرد فعل على أزمات مالية أو اجتماعية، وهو ما يعرقل تنفيذ الإصلاحات بشكل مستدام وفعال.

كما استعرضت الدراسة أبرز محطات إصلاح التعليم في المغرب خلال الـ25 سنة الأخيرة، بدءاً من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي حظي بإجماع وطني، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة رغم بعض التقدم، مروراً بـ المخطط الاستعجالي (2009-2011)، الذي وُصف بـ”الجريء” لكنه اصطدم بضعف الدعم المؤسسي وغياب الفعالية في استثمار الموارد، وصولاً إلى الرؤية الاستراتيجية للإصلاح (2015-2030)، التي تواجه صعوبات في تحقيق مبدأي الإنصاف والمساواة على أرض الواقع، خاصة في إدماج أطفال المناطق القروية وذوي الاحتياجات الخاصة.

وخلص التقرير إلى أن تحسين جودة التعليم في المغرب لا يرتبط فقط بزيادة الموارد المالية، بل يتطلب إصلاحات عميقة على مستوى الحوكمة، وضمان استقرار السياسات التعليمية بعيداً عن التقلبات السياسية، مع تعزيز إشراك المجتمع في عملية الإصلاح لضمان استدامته وفعاليته.

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة تكشف تأثير الصيام المتقطع على صحة القلب والأوعية الدموية
  • النائبة نهى زكي تستعرض دراسة حول آفاق الطاقة المتجددة في مصر
  • مجلس الشيوخ يستعرض دراسة حول آفاق الطاقة المتجددة في مصر
  • دراسة: الرياضة تُطيل عمر مرضى سرطان القولون
  • دراسة: النساء يتحدثن يوميا بآلاف الكلمات أكثر من الرجال
  • دراسة حديثة تكشف العلاقة بين النظام الغذائي وجودة النوم
  • دراسة جديدة تزف بشرى لمرضى السكري من النوع الثاني
  • دراسة: ضعف الحوكمة يُعيق إصلاح التعليم في المغرب رغم ارتفاع الميزانية
  • دراسة تكشف تأثير تناول البرتقال على الاكتئاب
  • مصادر تكشف لـCNN معلومات استخبارية أمريكية حديثة عن روسيا والصين وما تحاولان فعله تحت إدارة ترامب