مسوؤل أممي: إسرائيل تشن حرب تجويع على غزة ويجب معاقبتها
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
مع استمرار حرب التجويع المتزامنة مع العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة، تتلاحق تحذيرات هيئات إنسانية أممية ودولية من اتساع المجاعة، وتهديدها حياة مئات آلاف الفلسطينيين في القطاع المحاصر، خاصة مع تسجيل مزيد من الوفيات جراء سوء التغذية وفقدان المواد الغذائية.
واتهم المقرر الأممي الخاص للحق في الغذاء مايكل فخري في مقابلة مع الجزيرة إسرائيل بتعمد قصف القوافل الإنسانية في غزة رغم معرفة مساراتها.
كما اتهم خبراء في الأمم المتحدة إسرائيل بممارسة حملة تجويع في قطاع غزة، ودعَوْها إلى وقفها فورا. وأكد الخبراء أن إسرائيل تتعمد تجويع الشعب الفلسطيني في القطاع منذ الثامن من أكتوبر.
وأشاروا إلى أن إسرائيل تستهدف المدنيين الذين يبحثون عن المساعدات الإنسانية وقوافل الإغاثة، وطالبوها بوضع حد لما قالوا إنها حملة تجويع واستهداف للمدنيين في القطاع.
وقال الخبراء إن إسرائيل لا تحترم التزاماتها القانونية الدولية ولا تمتثل للتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية وترتكب جرائم وحشية، وحذر الخبراء الأمميين من استخدم المساعدات الإنسانية كورقة مساومة في المفاوضات لوقف الحرب.
من جانبه قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الاحتياجات الهائلة من غذاء ودواء في غزة تجعل ما يصل إلى القطاع محدوداً للغاية. وقال المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة- اليونيسف سليم عويس إنّ الأطفال في قطاع غزة يدفعون الثمن الأكبر للحرب، ودعا عويس في مقابلة مع الجزيرة، إلى تحرك دولي عاجل، مشيرا إلى أنّ ما يجري في غزة اختبار للضمير الإنساني.
من ناحيتها قالت المتحدثة باسم منظمة أوكسفام فطومة شيدا للجزيرة، إنه إزاء الوضع كارثي في قطاع غزة فإن إسقاط المساعدات جوا لا يمثل حلا، ودعت إلى فتح المعابر وإيصال المساعدات لشمال غزة.
واتهمت شيدا إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب وأضافت "سكان غزة للأسف يعانون من الجوع. والاستهداف المباشر للمدنيين الذين يسعون إلى الحصول على مساعدات إنسانية هو نمط مستمر، كما شاهدنا اليوم والأسبوع الماضي. الوضع خطير بالنسبة لتسعين في المائة من سكان القطاع الذين يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي".
إحصائيات المجاعة
ووفق آخر الإحصائيات بشأن المجاعة في قطاع غزة بعد اقتراب الحرب الإسرائيلية من شهرها السادس فإن جميع سكان القطاع -البالغ عددهم 2.4 مليون- يواجهون مستويات "أزمة أو أسوأ" من انعدام الأمن الغذائي، وفق منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
ويواجه 576 ألف شخص، أي ربع سكان قطاع غزة، مستويات كارثية من انعدام الغذاء، وفق الأمم المتحدة.
كما يعاني واحد من كل 6 أطفال تحت سن الثانية ، من سوء التغذية الحاد في شمال غزة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وعبر البيان الختامي لاجتماع منظمة الفاو عن القلق الشديد إزاء الأوضاع الكارثية للسكان في غزة، والتي قد تؤدي إلى المجاعة.
وكان عبد الحكيم الواعر الممثلُ الإقليمي والمديرُ العام المساعد للفاو قد قال في مقابلة مع الجزيرة، إن أغلب السكان في قطاع غزة يعَدون حالياً ضمن المرحلة الرابعة والخامسة من تصنيف مراحلِ الأمن الغذائي، أي أنّهم بين مرحلتي الكارثة والمجاعة
وأضاف المدير العام المساعد بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو، أن كلّ الأطفال والنساء في غزة تقريبا مصابون بسوء التغذية بسبب نقص الإمدادات والعناصر الغذائية وعلى رأسها البروتينات
من جانبه قال الدكتور جاد الله الشافعي مسؤول قسم التمريض بمجمع الشفاء الطبي، إن الوضع في غزة كارثي. وأضاف في مقابلة مع الجزيرة، أن الحرب التي تُشن على غزة غيرُ مسبوقة مشيرا إلى موت كثير من المرضى بسبب المجاعة.
وقد قضى جوعاً في قطاع غزة 16 طفلا في يوم واحد، نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الدواء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن ألف شاحنة يوميا، مطلوبٌ إدخالها إلى جميع المحافظات، خصوصا شمال القطاع، لوقف حرب الإبادة الجماعية، حسب بيان المكتب.
خيارات أميركية للمساعدات
وإزاء هذه التطورات الإنسانية الكارثية قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن واشنطن تدرس عددا من الخيارات العسكرية والتجارية لنقل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر. وحث كيربي في مؤتمر صحفي، إسرائيل على فتح مزيد من المعابر، وزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تصل إلى غزة.
وأضاف كيربي أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفذت صباح أمس الثلاثاء عملية إنزال جوي أخرى للمساعدات الإنسانية إلى غزة،. مع انضمام عدة طائرات أردنية ي هذه الجهود.
وقالت القيادة الوسطى الأميركية في وقت سابق إنها نفذت مع القوات الجوية الملكية الأردنية عملية إنزال جوي مشتركة للمساعدات الإنسانية في شمال غزة.
وأفاد بيان للقيادة الوسطى بأن بأن طائرات من طراز سي 130 شاركت في عملية إنزال المساعدات تضمنت أكثر من 36 ألف وجبة. موجهة للمدنيين في شمال القطاع. وأضاف البيان أن البنتاغون يواصل التخطيط لتنفيذ عمليات إضافية، مشيرا إلى أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية تساهم في الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة وحكومات الدول الشريكة لتوفير المساعدة لسكان غزة.
من جانبه قال الجيش الأردني إنه نفذ 8 إنزالات جوية مشتركة مع دول صديقة وشقيقة، وصفها بالأكبرِ منذ بدء عمليات الإنزال.
وفي السياق قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بعض المساعدات الإنسانية التي تم إنزالها جواً شمال غزة أمس الثلاثاء، لم تصل إلى وِجهتها وسقطت على شاطئ زيكيم جنوبي إسرائيل.
ويجد السكان في مناطق شمال قطاع غزة صعوبات في الحصول على الطعام والمياه الصالحة للشرب، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.
وفي الطريق للحصول على بعض ما يسد رمقهم، وثق مواطنون فلسطينيون كانوا ينتظرون المساعدات عند دوار الكويت شرق مدينة غزة، استهداف قوات الاحتلال -بالقذائف والرصاص الحي- الأهالي أثناء وقوفهم في طوابير للحصول على المساعدات؛ ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة، على قطاع غزة المحاصر، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی قطاع غزة شمال غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حرب على الإنسانية.. الأردن: لا لـ التهجير التوطين الوطن البديل
عرضت قناة القاهرة الإخبارية ، خبرا عاجلا يفيد بأن رئيس وزراء الأردن، قال نؤكد مجددا ثوابتنا القوية والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، ولا للتهجير.. لا للتوطين.. لا للوطن البديل، وأن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، صباح اليوم الثلاثاء، باستشهاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عصام الدعاليس، برفقة عائلته في غارة جوية شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام بارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 330 شهيدا وأكثر من 1000 مصاب، وذلك نتيجة الغارات الجوية العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومرافق مدنية في قطاع غزة، إضافة إلى مخيمات اللاجئين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، في ظل وجود العديد من الإصابات الخطيرة واستمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن النظام الصحي في القطاع في حالة انهيار كامل، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أزمة وقود خانقة تؤثر على تشغيل المولدات وأقسام العناية المركزة.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية استئناف العمليات العسكرية ضد حركة "حماس"، متهمة الأخيرة برفض مبادرات التهدئة واحتجاز رهائن، وهو ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربات وصفتها بـ"الموسعة" على مواقع الحركة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
من جانبها، حمّلت حركة حماس إسرائيل المسئولية الكاملة عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف "العدوان المستمر" على الشعب الفلسطيني.