تستمر حرب التصريحات الرئاسية بين كلاً من الرئيس الديمقراطي الحالي للولايات المتحدة جو بايدن، والرئيس الجمهوري الأسبق دونالد ترامب، في ظل سعي كلاً منهم للوصول إلى البيت الأبيض في الخامس من نوفمبر المقبل، حيث يشكك كل طرف منهم في كفاءة الطرف الأخر للحصول على دعم الناخبين الأمريكيين، وذلك من خلال استغلال الأوضاع الحالية داخل قطاع غزة، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية.

وهو ماظهر في أخر تصريح للرئيس السابق دونالد ترامب، لوسائل الإعلام الأمريكية، بأن سبب الحرب الحالية على غزة يعود لضعف بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، وعدم احترام كلاً من حكومة الاحتلال والفصائل الفلسطينية له، مؤكدا عدم حدوث ذلك لو كان مستمرا في منصبه، وذلك وفقًا لما نقله موقع «آي 24».

ترامب يشكك في إدارة بايدن، ويقترب من 5 نوفمبر

وخلال حديثه اتهم ترامب، الإدارة الأمريكية الحالية بإهمال المصالح الأمنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كما حذر من احتمالية تصعيد الصراع أكثر من ذلك داخل قطاع غزة، مؤكدا أن قيادته  كانت ستمنع الخسائر في الأرواح والدمار الذي شهدته مناطق مختلفة، أبرزها قطاع غزة، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن أعداد الشهداء بلغت ما يزيد عن 30 ألف فرد منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، وهو الأعلى في فلسطين منذ نكبة 1948، وفقا للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.

وتشتعل المنافسة بين كلاً من ترامب وبايدن، في سباق الإنتخابات الرئاسية المرتقب إقامتها في الخامس من نوفمبر المقبل، حيث تشهد إنتخابات الحزب الجمهوري تقدم واضح لترامب، يؤكد حتى الأن تمثيله للحزب عن أقرب منافسيه نيكي هايلي، بينما حظي بالفعل بايدن باختيار الديمقراطيين له ليكون مرشح عن الحزب، ويحظى كل مرشح منهم بفرصة للفوز في الانتخابات النهائية في الخامس من نوفمبر 2024، وبذلك يكون هو المتحكم الأول في أهم الملفات العالمية خاصة الحرب على غزة والحرب الروسية الأوكرانية.

وهو ما يستغله ترامب للتدليل على فشل بايدن، في إدارة هذه الأزمات ووضع حد لها، حيث علق في ديسمبر الماضي على إدارة بايدن، قائلا: استراتيجية جو بايدن أصبحت أكثر جنونا، العالم كله يراقب الولايات المتحدة كيف تتحول إلى «جمهورية موز».

وفي السابع من يناير الماضي وصف ترامب، الرئيس الحالي بايدن بأنه «أسوأ رئيس للولايات المتحدة»، وأن البلاد تشهد تراجعا غير مسبوق على يده، كما دعاه لإقامة كشف طبي لاختبار القدرات العقلية، قائلا: «ربما بهذه الطريقة سنكتشف لماذا يتخذ مثل هذه القرارات السيئة».

بايدن يرد على الاتهامات ويسخر من ترامب

وعلى الجانب الأخر لا يكف بايدن عن السخرية من منافسه المحتمل ترامب، حيث رد بايدن خلال مشاركته في برنامج «ليت نايت وذ سيث مايرز»، على سؤال بشأن تقدمة في العمر وقلق الناخبين من ذلك، قال ينبغي النظر إلى الرجل الآخر«ترامب»، إنه تقريبا في مثل عمري، لكنه لا يستطيع تذكر اسم زوجته، كما اتهمه بالسعي لإعادة أمريكا للوراء، وقال: إن الأمر يتعلق بعمر أفكارك، أقصد هذا الرجل الذي يريد إعادتنا إلى الوراء، كما اتهمه بالخضوع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما صرح ترامب أنه سيشجع روسيا على فعل كل ما تريده لأي دولة عضو في الناتو لا تدفع ما يكفي لميزانية الحلف، وهو ما اعتبره بايدن بمثابة الخضوع لروسيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جو بايدن دونالد ترامب الإنتخابات الأمريكية الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بين بدايات “بايدن” ووعود “ترامب”..هنا المقاومة!

قبل أي حديث عن خطط إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سواء تجاه القضية الفلسطينية أو ملفات المنطقة الأخرى، لنتفق على حقيقة مفادها إن الثابت في المشهد هو أصحاب الأرض والحق ورجال القضية، وبرتم إراداتهم وسواعدهم وعزمهم وثباتهم تتغير الرهانات وتتبدل المعادلات، وترسم الخيارات على طاولات التفاوض، وبأن الوعود التي اطلقتها إدارة ترامب للكيان الصهيوني يبقى من السهل اطلاقها في الإعلام والسياسات، لكن الصعب هو تطبيقها في الميدان وهذا هو المهم.
لنتساءل وفي أذهاننا سلسلة الأحداث التي عشناها في العشرين عاما الأخيرة، قبل الحديث عن الفارق وتضخيمه، ذلك الذي نتوقع انه سيحدث بين إدارتي بايدن ترامب: ما الذي لمسناه من اختلاف أو تباينات في السياسة الأمريكية وانعكاسها على المشهد والملفات الجوهرية في المنطقة في ظل تناوب الإدارات أيا كانت ديمقراطية أو جمهورية، والإجابة المتأملة أن لا فرق، وبأن تصاعد الأحداث لا يرسم باختلاف الفائز ولونه الانتخابي، بل بمتطلبات المرحلة وظروف المشهد العالمي، أي أن المعيار الأمريكي واحد وثابت لدى الحزبين ، بتوحشه وإجرامه ونزعات الهيمنة الصهيونية التي تحكمه وتوجهه وتضبط إيقاعه.
إذن، دعونا نعود إلى الواقع ونقرأ الخيارات ، فالملفات التي ستتركها إدارة بايدن وستلقي بها في وجه دونالد ترامب ملفات ثقيلة، وهي التي أشعلت ودعمت الحروب في المنطقة، سواء على صعيد الحرب مع أوكرانيا، أو في العلاقة بإيران، أو حتى الحرب في لبنان وغزة ، يضاف إلى هذه الملفات وعود ترامب بضم الضفة الغربية تحت السيادة “الإسرائيلية”، وهو ما يعني النية إلى توسيع النار وضرب الطلقة الأخيرة على مشروع السلطة الفلسطينية وتقويض مشروعها السياسي، والترتيب لمعطيات جديدة على الأرض تجاه البدء في تنفيذ مشروع التهجير للأردن وفق الخطة الإسرائيلية المعلنة، في ظل العمل على تفريغ قطاع غزة من سكانه على طريق إتمام صفقة القرن والمقايضة مع السعودية لاستكمال مشروع اتفاقيات التطبيع، وهي جاهزة لذلك.
المسار الأمريكي واضح ومعلن، وما سيدفع هذه الإدارة إلى اتمامه أو تأجيله أو المراوغة حياله هي المعادلة المناوئة لهذه المشاريع في المنطقة، اقوى وأبرز أطرافها حزب الله الذي يخوض حرب الدفاع عن لبنان وفلسطين ويدير المعركة بحكمة واقتدار وتحكم في الميدان والأهداف، وقادر على توسيع الحرب وضرب أهدافه بدقة إذا أراد، مجددا ايصال رسالته التي مفادها: إذا كانت الإدارة الأمريكية المنتخبة ترغب في خفض التوترات فإنه تقع عليها مسؤولية الضغط على “إسرائيل” لإنهاء الحرب في لبنان وغزة..
وعودة إلى توطئة المقال، فأن جذوة المقاومة وروحها في لبنان وقطاع غزة، ونذر اشتعالها في الضفة الغربية الذي يزداد تصاعداً، وفي ظل العجز الأمريكي الإسرائيلي عن إخماد الحرب برسم الخيارات التي طرحوها في بداياتها، وبعد مرور أكثر من عام من المكابرة واحتراق الأوراق العسكرية والاقتصادية والسياسية التي في متناولهم، واحدة تلو الأخرى، كل ما سبق حاضرا ويعترض هذا المسار الأمريكي، فلمن الغلبة، لنتابع ونشهد.

مقالات مشابهة

  • هل يسعى بايدن لتوريط بلاده عسكريا قبل تسليمها لترامب
  • البابا: علينا إعادة هيكلة نظام صندوق المعاشات التقاعدية الإدارة الحالية تولِّد العجز
  • مصادر فرنسية: الملك يحضر حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام إلى جانب ترامب وبايدن
  • قبیل تسلّم ترامب.. لماذا سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى؟
  • الكرملين: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا
  • عينه ترامب وفصله بايدن.. من هو أول مسلم في الإدارة الأمريكية الجديدة؟
  • بايدن.. أول رئيس أمريكي يبلغ 82 عامًا وهو في السلطة
  • بين بدايات “بايدن” ووعود “ترامب”..هنا المقاومة!
  • بعد فوز ترامب.. نتنياهو يفتح النار على بايدن
  • من لبنان إلى أوكرانيا.. هذا ما يفعله بايدن في الوقت الضائع