«الجيش» يكرّم «شبح» الوسائط الذي يهين قائده العام
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
قوبل تكريم الجيش السوداني لـ” الانصرافي” وهو شخصية مجهولة تدعم الجيش في حربه على قوات الدعم السريع، وتُتهم ببث خطاب الكراهية، قوبل بانتقادات لاذعة، في وقت طالب فيه قانونيون بضرورة تقديمه للمحاكمة
التغيير: الخرطوم
“الكلام ده واضح يا برهان وأمور الراقصات البتعمل فيها دي نازل من الطيارة لابس لي نضارة، وتتمسخر وعامل لي شغل المغارز ده انت ما ترجل يا زول ارجل يا زول”.
هذه هي اللغة، والعبارات المحددة التي استخدمها صاحب صفحة “الانصرافي” على اليوتيوب موجها حديثه للقائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان.
لم تكن هذه اللغة لتثير دهشة الناس بسبب ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من غرائب.
“لكن الذي فاجأ الناس هو تكريم الجيش السوداني، لشخصية ” شبحية” تجرد قادة الجيش من رتبهم، وتوجه لهم الحديث بلغة استعلائية تصل لدرجة السب والإهانة والاحتقار”، بحسب وصف المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء السابق، فائز السليك، الذي تحدث لـ “التغيير”.
شبح معلوم
ظهرت شخصية “الانصرافي” مع اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل الماضي، مثله ومثل الكثير من الشخصيات التي اصطفت إلى جانب أحد طرفي الصراع، الجيش والدعم السريع.
بعض هذه الشخصيات تستخدم أسماء مستعارة والبعض الآخر ستخدم اسمه وصورته. لكن “الانصرافي” اختار هذا الاسم ذا الدلالة غير المبالية اسماً له ووضع بدلاً عن صورته رسماً كرتونياً.
لكن تكريم الجيش لشخصية “الانصرافي” يعني أنه شخص معروف بالنسبة لهم، بحسب المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء، كما يعني أنه يمارس نشاطه تحت رعاية الجيش الذي يمده بالمعلومات.
“هذه الحقائق تضع القوات المسلحة في دائرة الاتهام لتسترها على أحد مروجي خطاب الكراهية، يضيف السليك.
وتابع: أن ما يصدر عن تلك الأصوات المحرضة على الكراهية يمكن التعامل معها كبينات لجرائم حرب.
وقال السليك، إن منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” جزءاً من المسؤولية؛ لأنها منحت مساحات لنشر الفتنة عن طريق الخطاب الشعبوي المبتذل”.
مساحات فارغة
انطلاق الرصاصة الأولى لحرب أبريل أعلنت إيقاف كافة الصحف الورقية والعديد من المؤسسات الإعلامية، القنوات، الإذاعات.
وحول دوافع تكريم الجيش السوداني لـ”الانصرافي) حاولت “التغيير” التواصل مع الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، إلا أنها لم تتلق رداً بهذا الخصوص.
صعوبة الحصول على المعلومات الموثوقة وسيطرة الدعاية الحربية من قبل طرفي النزاع، تحل بسهولة محل الإعلام المهني والموضوعي.
لم يكن توقف المؤسسات الإعلامية هو المشكلة الوحيدة فحتى الآن يتعرض الإعلاميون للاستهداف من طرفي الصراع، الجيش والدعم السريع.
“من ينقل الحقيقة يُصَنَّف” هكذا يقول الكاتب والصحفي، طاهر المعتصم، في حديث لـ “التغيير” الذي أشار إلى مقتل ستة صحفيين من أعضاء النقابة، بسبب الحرب.
كما أشار إلى الاعتقالات والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون بشكل متواصل، الأمر الذي اعتبره سبباً رئيس في غياب الإعلام المهني عن نقل معاناة المواطنين السودانيين جراء الحرب.
إعلام الكراهية
سيطرت تلك الأسماء المستعارة، المحرضة على خطاب الكراهية واستمرار الحرب على منصات التواصل الإعلامي يسمح بتنامي العنف وريما انتقال الحرب لمرحلة الحرب القبلية، بحسب وصف الكاتب الصحفي طاهر المعتصم.
وأشار المعتصم إلى حادثة اعتقال شيخ الأمين وإخفائه قسريا بعد أن تنامي خطابات الكراهية الموجهة ضده.
وحذر من تكرار حوادث تاريخية مثل مجازر رواندا التي راح ضحيتها أكثر من (800) ألف شخص في ثلاثة أشهر فقط. واضح بقوله: “هذا النموذج يجب أن يكون رادعاً لنا”
وبالإشارة إلى المجازر التي وقعت في راوندا، فقد لعبت عدد من وسائل الإعلام الرواندية دورا كبيراً في بث خطاب الكراهية والتحريض على قتل المواطنين من إثنية “التوتسي” وكانت إذاعة الألف تلة لها النصيب الأكبر في
بث خطاب الكراهية بين المواطنين.
كما يُشار إلى أن فيليسيان كابوغا وهو أحد مؤسسي إذاعة ” الألف تلة” وأحد مموليها، حُوكِم أمام المحكمة الدولية في لاهاي بتهمة اشتراكه في الإبادة الجماعية.
ويجد عدد من المراقبين أن زيارة قائد الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار لمتاحف الإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية كيجالي، وتلقي قائد الجيش دعوة من الرئيس الكيجالي لحضور ذكرى الإبادة الجماعية في أبريل المقبل أمراً مثيراً للسخرية.
عدالة ناجزة
من جهتها، قالت المحامية الجنائية، ليندا بور، إن القانون الدولي يتيح محاسبة الأفراد الذين يحرضون الآخرين على ارتكاب جرائم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت في حديث لـ” التغيير” أن المحكمة الجنائية الدولية، تتمتع بسلطة قضائية لمحاكمة الأفراد الذين يحرضون على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
وأضافت: كما يمكن أيضاً محاكمة الجرائم الدولية في دول ثالثة، بغض النظر عما إذا كان الجاني أو الضحية من مواطني الدولة، واُرْتُكِب الجرائم في مكان آخر.
وتابعت: يقع ذلك ضمن مفهوم ما يسمى بالولاية القضائية العالمية؛ لأن العدالة قد تعمل ببطء، لكن الذراع الطويلة للقانون يمكن أن تصل إلى الأفراد حتى بعد سنوات؛ بسبب الجرائم التي ارتكبوها في الماضي.
غياب العدالة
وبالعودة إلى قضية تكريم “الانصرافي” من قبل الجيش السوداني، يقول الخبير القانوني، المعز حضرة، إنه كان من الأحرى أن يقوم النائب العام بفتح بلاغات ضده عوضا عن تكريمه.
وأبدى الخبير القانوني، المعز حضرة، استغرابه من قيام القوات المسلحة السودانية بتكريم شخصية مجهولة.
وأكد حضرة، في حديث لـ”التغيير” على ضرورة مواجهة المدعو “الانصرافي” بالعديد من البلاغات تحت عدد من مواد القانون الجنائي للعام 1991.
ووصف حضرة بأن “الانصرافي” يعمل على نشر الأكاذيب، كما أنه يحرض ضد الشعب السوداني، ويدعو إلى تقويض النظام الدستوري بالبلاد.
وتابع: “يجب فتح بلاغ تحت المادة (58) من القانون الجنائي، والتي تشمل التحريض على التمرد.إلى جانب المواد (186، 187، 188) التي تقع تحت الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
ولفت إلى أن “الانصرافي” عبر خطاب الكراهية الذي درج على بثه، حرض على كل هذه الجرائم. مشيراً إلى أن الشخص الذي يقوم بالتحريض المحرض يحاكم أيضاً.
وأضاف الخبير القانوني، بضرورة فتح بلاغات تحت قانون جرائم الحرب ضد “الانصرافي” الذي ظل يدعو إلى قطع المواد الغذائية من أماكن سيطرة الدعم السريع.
كما أكد أن ” الانصرافي” ظل يدعو إلى تفجير مناطق الدعم السريع، بما في ذلك المناطق التي يوجد بها معتقلون، مما يوجب المساءلة القانونية.
وأتهم الخبير القانوني، “الانصرافي” بنشر خطاب الكراهية، واتهام الأشخاص بتهم كاذبة، لافتاً إلى أن كل هذه الجرائم تستعى المساءلة القانونية.
غرف منظمة
وأكد الخبير القانوني، المعز حضرة، أن هذه الاتهامات لا تقتصر على شخصية “الانصرافي” وحدها؛ بل تشمل الصحفيين جميعهم الذين يمارسون ذات الأفعال.
واتفق حضرة مع ما ذهبت إليه المحامية الجنائية الدولية ليندا بور؛ حول إمكانية محاكمة المتهمين الذين يحرضون على القتل، وبث خطاب الكراهية في عدد من الدول حول العالم.
وأشار إلى أن عدداً من القانونيين السودانيين سبق وفتحوا بلاغات ضد كل من مدير جهاز الأمن في حكومة البشير صلاح قوش والقيادي في النظام البائد نافع علي نافع في دولة بريطانيا.
الوسومآثار الحرب في السودان الجيش الدعاية الحربية المؤسسات الاعلامية حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الجيش المؤسسات الاعلامية حرب الجيش والدعم السريع الإبادة الجماعیة الخبیر القانونی الجیش السودانی خطاب الکراهیة الدعم السریع تکریم الجیش إلى أن عدد من
إقرأ أيضاً:
كيف تشكل الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب؟
يشهد مشهد الحرب الحديثة تحولا زلزاليا، مدفوعا بالتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار. إن دمج هذه التقنيات لا يؤدي إلى تعزيز القدرات العسكرية التقليدية فحسب؛ بل إنه يحول بشكل جذري طبيعة الصراع نفسه. مع تسابق الدول لتطوير ونشر أنظمة طائرات بدون طيار أكثر تطورا، فإن الآثار المترتبة على الاستراتيجية العسكرية والأخلاق والأمن العالمي عميقة.
تطور حرب الطائرات بدون طيار
تم استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية لعقود من الزمن، في المقام الأول للمراقبة والاستطلاع. ومع ذلك، فقد أظهرت الصراعات الأخيرة، وخاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط، قدراتها الهجومية. ولقد سلطت الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا الضوء على فعالية طائرات بيرقدار TB2 التركية الصنع، والتي لعبت دورا حاسما في مواجهة الهجمات المدرعة. وعلى نحو مماثل، استخدمت حماس طائرات بدون طيار لاستهداف الدفاعات الإسرائيلية، مما أظهر تنوعها كأسلحة هجومية.
الذكاء الاصطناعي في طليعة هذا التحول، ومن خلال تعزيز قدرات معالجة البيانات، يسمح الذكاء الاصطناعي للطائرات بدون طيار بتحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات سريعة في ساحة المعركة. هذه القدرة حاسمة بشكل خاص في البيئات عالية المخاطر، حيث قد تتعرض هياكل القيادة والتحكم التقليدية للخطر
مع تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، تطورت أيضا تطبيقاتها في الحرب. تم تجهيز الطائرات بدون طيار اليوم بأجهزة استشعار متقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تسمح بمعالجة البيانات في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات المستقلة. وتمكن هذه القدرة الطائرات بدون طيار من تنفيذ مهام معقدة بأقل قدر من التدخل البشري، مما يمثل خروجا كبيرا عن دورها الأصلي كمجرد أدوات استطلاع.
دور الذكاء الاصطناعي في حرب الطائرات بدون طيار
الذكاء الاصطناعي في طليعة هذا التحول، ومن خلال تعزيز قدرات معالجة البيانات، يسمح الذكاء الاصطناعي للطائرات بدون طيار بتحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات سريعة في ساحة المعركة. هذه القدرة حاسمة بشكل خاص في البيئات عالية المخاطر، حيث قد تتعرض هياكل القيادة والتحكم التقليدية للخطر.
وأدى دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطائرات بدون طيار إلى ابتكارين رئيسيين: ذكاء السرب والاستهداف المستقل. وتمكن استخبارات السرب طائرات بدون طيار متعددة من العمل بشكل تعاوني، مما يؤدي إلى التغلب على دفاعات العدو من خلال الهجمات المنسقة. وقد لوحظ هذا التكتيك في صراعات مختلفة، حيث نجحت أسراب من الطائرات بدون طيار في اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.
علاوة على ذلك، يتم تطوير أنظمة الاستهداف المستقلة التي تسمح للطائرات بدون طيار بتحديد الأهداف والاشتباك معها دون إشراف بشري. ويثير هذا مخاوف أخلاقية بشأن المساءلة واحتمال حدوث عواقب غير مقصودة في سيناريوهات القتال. ومع استمرار الدول في تحسين هذه التقنيات، فإن احتمالات الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل -والتي يشار إليها غالبا باسم "الروبوتات القاتلة"- تصبح واقعية بشكل متزايد.
التطبيقات والتطورات الحالية
توضح التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الوتيرة السريعة للابتكار. على سبيل المثال، أدخلت شركات مثل هيلسينج طائرات بدون طيار هجومية تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي قادرة على العمل بفعالية في بيئات بها تشويش إلكتروني، وهو تحد شائع في الحرب الحديثة. وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار بالقدرة على الحفاظ على اشتباكها مع الهدف حتى بدون اتصال مستمر بالبيانات، مما يوفر ميزة تكتيكية كبيرة.
في أوكرانيا، قام الجيش بتكييف هيكله لدمج وحدات حرب الطائرات بدون طيار في جميع الفروع. وبفضل استخدام طائرات بدون طيار قادرة على الرؤية من منظور الشخص الأول (FPV)، تمكنت القوات الأوكرانية من تنفيذ ضربات دقيقة ضد الدبابات والتشكيلات العسكرية الروسية. ويوضح هذا التغيير كيف يمكن للطائرات بدون طيار أن تساعد في المعارك التي يمتلك فيها أحد الجانبين أسلحة أقل قوة من الجانب الآخر.
ويعزز استخدام الخوارزميات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أيضا قدرات الطائرات بدون طيار على جمع المعلومات الاستخباراتية والاستطلاع. ويمكن للطائرات بدون طيار الآن التنقل بشكل مستقل في البيئات المعقدة، وتحديد أنماط الحياة بين قوات العدو، والتنبؤ بالتهديدات المحتملة بناء على تحليل البيانات التاريخية. ويعد هذا المستوى من الوعي الظرفي ذا قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة للجيوش الحديثة التي تسعى إلى الحفاظ على التفوق على الخصوم.
التأثيرات الاستراتيجية
مع تزايد تطور الطائرات بدون طيار، أصبح تأثيرها على الاستراتيجية العسكرية عميقا. وإن القدرة على نشر أسراب من الطائرات بدون طيار ضد أهداف العدو تعمل على تغيير المفاهيم التقليدية للقوة الجوية والحرب البرية. ويجب على المخططين العسكريين الآن التفكير في كيفية الدفاع ليس فقط ضد ضربات الطائرات بدون طيار الفردية، ولكن الهجمات المنسقة التي تشمل مئات أو آلاف الطائرات بدون طيار.
علاوة على ذلك، فإن فعالية تكلفة الحرب باستخدام الطائرات بدون طيار تقدم حجة مقنعة لزيادة استخدامها. وتعتبر الطائرات بدون طيار أرخص في الإنتاج بشكل عام من الطائرات المأهولة، ويمكن نشرها بأعداد أكبر دون المخاطرة بحياة البشر. وقد تشجع هذه الميزة الاقتصادية الدول على الاستثمار بكثافة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار باعتبارها مكونا أساسيا في ترساناتها العسكرية.
ويثير انتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أيضا أسئلة أخلاقية مهمة فيما يتعلق بالسلوك الحربي.
إن إمكانية تشغيل أنظمة الأسلحة المستقلة دون إشراف بشري تشكل تحديا للقوانين الدولية الحالية التي تحكم النزاعات المسلحة. وطالبت جماعات حقوقية بفرض حظر استباقي على الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل بسبب المخاوف بشأن المساءلة والخسائر المدنية.
التدابير المضادة والتطورات المستقبلية
مع استمرار تطور هذه التقنيات، فإنها ستعيد تعريف كيفية خوض الحروب والانتصار فيها. وفي حين أنها تقدم مزايا غير مسبوقة في ساحة المعركة، فإنها تطرح أيضا معضلات أخلاقية تتطلب دراسة متأنية من قبل صانعي السياسات والقادة العسكريين على حد سواء
مع تقدم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، تتقدم أيضا الإجراءات المضادة المصممة لتحييد تهديدات الطائرات بدون طيار. وتستثمر الدول في قدرات الحرب الإلكترونية القادرة على تشويش أو تعطيل اتصالات الطائرات بدون طيار، مما يجعلها غير فعالة أثناء العمليات. بالإضافة إلى ذلك، يتم استكشاف التطورات في أسلحة الليزر كحلول محتملة لاعتراض الطائرات بدون طيار المحتشدة قبل أن تصل إلى أهدافها.
بالنظر إلى المستقبل، فمن المرجح أن يشهد مستقبل حرب الطائرات بدون طيار مزيدا من التكامل مع تقنيات أخرى مثل الروبوتات والتعلم الآلي، وإن تطوير أنظمة هجينة تجمع بين الروبوتات الأرضية والطائرات بدون طيار من الممكن أن يخلق قدرات تشغيلية متعددة المجالات تعمل على تعزيز فعالية ساحة المعركة.
وعلاوة على ذلك، ومع قيام دول مثل الصين وروسيا بتكثيف استثماراتها في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، فإن سباق التسلح العالمي المحيط بالطائرات بدون طيار سوف يشتد. ولن تشكل هذه المنافسة الاستراتيجيات العسكرية فحسب، بل ستؤثر أيضا على الديناميكيات الجيوسياسية حيث تسعى الدول إلى تأكيد هيمنتها من خلال التفوق التكنولوجي.
يمثل التقاطع بين الذكاء الاصطناعي وحرب الطائرات بدون طيار أحد أهم التحولات في التاريخ العسكري. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، فإنها ستعيد تعريف كيفية خوض الحروب والانتصار فيها. وفي حين أنها تقدم مزايا غير مسبوقة في ساحة المعركة، فإنها تطرح أيضا معضلات أخلاقية تتطلب دراسة متأنية من قبل صانعي السياسات والقادة العسكريين على حد سواء.