1000 صقر من مختلف الأنواع بشمال المملكة.. «الصقارة».. تراث يستهوي عشاق الصيد
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
البلاد – سكاكا
مع اقتراب نهاية موسم الصيد بالصقور، يبدأ “صقارة الجوف” الاستعداد لفترة “المقيض” التي تتيح فترة استراحة طويلة للصقور؛ لحين بدء موسم الصيد الجديد مع بواكير الشتاء المقبل.
وتعد “الصقارة” هواية ورياضة تجمع نحو 500 من الصقارين في منطقة الجوف، يشرفون على تربية أكثر من 1000 صقر من مختلف الأنواع، حيث تعد صحاري الجوف وشمال المملكة من المناطق المفضلة – كطريق- لهجرة الطيور من آسيا وشرق أوروبا نحو أفريقيا والشرق الأوسط في موسم الشتاء، وتجذب هواة القنص والصيد بالصقور.
ويقول الصقار خالد عبدالرحمن الربيع: ” تمتد فترة “المقيض” نحو 7 أشهر من مارس إلى أكتوبر، ويستبدل الصقر خلالها الريش القديم عبر عملية تسمى “القرنسة”، ويحتاج خلال هذه الفترة للعناية والتغذية والعيش في مكان مناسب، ليبدأ الاستعداد لموسم الصيد مع مطلع شهر أكتوبر من كل عام، وهي مرحلة تسمى “نقلة الطير”.
ويكمل الربيع حديثه: تكمن أهمية فترة نقلة الطير في تجهيز الصقر لموسم الصيد واستعادة لياقته؛ كونه يمضي في المقيض بضعة أشهر من الخمول دون تدريب أو خروج للصيد، وينطلق موسم الصيد في بداية نوفمبر ويستمر حتى نهاية يناير فيما تتخلل الفترة ما بين فبراير ومارس بعض الأنشطة والمسابقات الداخلية والدولية، إلا أن بعض الصقارة يواصل النشاط مع طيوره لعدة أشهر؛ حرصاً على الاستمتاع بممارسة هوايته لأطول فترة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: موسم الصید
إقرأ أيضاً:
على قائمة اليونسكو.. «الصّقارة» إرث عريق
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
«الصقارة»، إرث عريق تتوارثه الأجيال في الإمارات، رياضة تقليدية تعتمد على اصطياد الطريدة بوساطة طائر جارح مدرّب، حيث يتم إطلاق الصقر لاصطياد طريدته في بيئتها الطبيعية، ومع مرور الوقت عمل الصقارون على تعزيز علاقاتهم بالطيور وأساليب تدريبها، مما أدى إلى ظهور لغة خاصة بين الصقر والصقار، وبروز أدب شعبي تمثل في الشعر والأمثال والأغاني والقصص والحكايات، كما تطورت أدوات «الصقارة» المصنوعة يدوياً.
تقاليد وطقوس
انتشرت «الصقارة» في المجتمعات كتراث ثقافي غير مادي، وممارسة اجتماعية ترفيهية، ووسيلة للتواصل مع الطبيعة، ومع أنها كانت في الأصل وسيلة للحصول على الغذاء، إلا أنها أصبحت بمرور الزمن تحمل الكثير من الدلالات والقيم والمعاني الاجتماعية، فقد أصبحت رمزاً من رموز الصداقة والمشاركة والتعبير عن الحرية، إذ يمتلك الصقارون مجموعة خاصة من التقاليد والطقوس ذات الطابع الثقافي على الرغم من أنهم يأتون من بيئات اجتماعية مختلفة، ويحرصون على نقل هذه الرياضة التراثية إلى أبنائهم وأحفادهم وفئات المجتمع الشابة.
تراث ثقافي
قال سعيد علي المناعي، مستشار تراثي بهيئة أبوظبي للتراث، إن «الصقارة» تراث إنساني حي تتوارثه الأجيال، مارسه الأجداد وحافظ عليه الأبناء وانتقل إلى الأحفاد، لترتبط بالذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، كرياضة اجتماعية ترفيهية تجذب الكبار والصغار.
وأكد المناعي، أن «الصقارة» تعد إحدى أقدم العلاقات التي تربط الإنسان بالطير، وتعود ممارستها إلى آلاف السنين، وأن هذه الرياضة التراثية تميز الصقارين وتعزز لديهم القيم الثقافية المبنية على المشاركة والتعاون والدعم المتبادل، وتتجلى هذه الروابط في الصداقة والمشاركة المتساوية في المهام والتكاليف والمسؤوليات أثناء رحلة الصيد للمجموعات والذين يستغرقون من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع في ممارسة هذه الرياضة التراثية، والتي تتخللها جلسات السمر حول مواقد النيران المشتعلة في المخيمات التي يقيمونها في مناطق الصيد، وتتبادل الأحاديث والنوادر التي عاشوها خلال رحلتهم اليومية في تتبع طرائدهم، وتغرس هذه الرياضة في ممارسيها فضائل الصبر وقوة الإرادة والأخوة، وهي قيم مهمة في حاضرنا كما كانت من قبل على مر الأجيال.
رمز حضاري
وأشار المناعي إلى أن نشاط «الصقارة» من الرموز الحضارية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، تتوارثها الأجيال للتعريف بالثقافة المحلية ودورها في تحقيق التواصل بين دول العالم، ووجدت في البداية لتوفير الغذاء، حيث كان يُقال «من جاور صاحب الطير ما يجوع»، لأنه كان من المتعارف عليه أن صاحب الطير يوفر الأكل من الطرائد لمرافقيه.
محطات عدة
وأورد المناعي أن تسجيل «الصقارة» في «اليونسكو» جاء بعد عدة محطات، من جمع معلومات وحضور ورش على مستوى الإمارات، والتقاء بالصقارين، كما قامت الإمارات بإنتاج أفلام تمهيدية ضمن خطة طويلة الأمد للحفاظ على رياضة الصيد بالصقور، وتم تأسيس العديد من الجهات المعنية بهذه الرياضة كنوادي الصيد بالصقور والمراكز الخاصة بهذه الرياضة، ومستشفى الصقور، وتقديراً لهذه الرياضة وهذا الموروث الإنساني الأصيل تم تصميم «متحف زايد الوطني» على شكل جناح الصقر، كما أن الصقر كان حاضراً في الطوابع البريدية منذ عام 1965.
قيم نبيلة
ولفت المناعي إلى أن الصقارة أو ما يعرف محلياً بالقنص «الصيد بالصقور»، رياضة مارسها العرب منذ القِدم، وتعكس العديد من العادات والتقاليد والصور المجتمعية، وترسخ القيم النبيلة كالشجاعة والحفاظ على الطبيعة، وقد مارسها البدو لاسيما في صحراء دولة الإمارات وشبه الجزيرة العربية باعتبارها أحد أشكال الصيد المهمة في أرض شحيحة بالموارد الطبيعية، إلا أن دور الصقارة في المجتمع قد تغير مع الزمن، فأصبحت اليوم من أهم الرياضات التقليدية التي يتم الاحتفاء بها في مختلف المناسبات والفعاليات، خاصة خلال احتفالات العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تظهر أهمية الصقارة في الأدب والموسيقى والشعر والغناء.
مبادرة ناجحة
أشار سعيد علي المناعي، مستشار تراثي بهيئة أبوظبي للتراث، إلى أن عراقة رياضة الصيد بالصقور في الإمارات، كانت وراء المبادرة الناجحة التي تبنتها الإمارات وبلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وكوريا الجنوبية ومنغوليا والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا وسوريا، والتي أسفرت عن تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو عام 2010.