صحيفة البلاد:
2025-04-08@07:43:13 GMT

السبعون وأنا

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

السبعون وأنا

أستيقظ على رسالة تصلني صباح كل إثنين من صحيفة “البلاد”، تذكّرني بإرسال المقال لينشر الأربعاء.
كنت حقاً بين موضوعين لا ثالث لهما: إمّا الحديث عن رحلتي الأخيرة ،والتي قضيتها مع زملاء الدراسة من الصف الأول الإبتدائي ، ونحن سوياً منذ أكثر من ستين عاماً ،ولا زالت تربطنا علاقة طيبة حتى اليوم ،والذي اخترت أن أتحدث فيه عن دور الأمازيغ في التاريخ الإسلامي.

والرسالة الأخرى التي استوقفتني ،وأظنها مهمة أيضاً ،وهي من إبني هتّان ، تحمل تأكيداً لحجز المكان ، الذي اتفق فيه مع العائلة بفروعها ، على موعد اللقاء للعشاء سوياً ،بمناسبة بلوغي السبعين.

فوجدتني متأثراً برسالة إبني أكثر من الحديث عن الأمازيغ، والرحلة مع زملاء العمر، الموضوع الذي يستحق أن اكتبه لاحقاً.
خرجت في عجل ، وكانت الساعة قاربت العاشرة صباحاً ،إلى مكتبتي محاولاً أن أضع مادار في خاطري لحظتها.

إنها حقاً السبعون التي تحدث عنها الكثيرون ، منهم من اعتبرها المرحلة الذهبية من العمر، ومنهم من قال إنها شمس الغروب ، ومنهم من استخفّ بها ،ووصفها بأنها سلسلة إخفاقات، وكثير شعر أنها عادية ، لم توثر في مصير أحد ، ولم تغير في الكون شيئاً، ومنهم الذين صوّروا حياتهم على أنها سلسلة من النجاحات ،والأحرى أنهم كاذبون ،ولكن من الطبيعي أن ما يتوقعه الناس ،أن يؤلف الآخرون قصصاً عن أنفسهم تمتع القراء.

قد تكون ذكرياتنا عن الحياة بعد السبعين ،هي جملة هذا كله . وإن كنا نستطيع عدَّها أياماً واسابيع وشهوراً ، ولكن نعجز أن نتذكّرها بتفاصيلها على مدى هذه السبعين عاماً.
وعندما أحاول أن أبحث تاريخ ميلادي، أجد أن هويتي تحمل الرقم ٧/١ ( الأول من رجب) كغيري من أبناء جيلي ، وكان هذا مخرجاً تقنياً للتاريخ الهجري ( وعندما أنظر إلى جواز سفري ،أجده السادس مارس ، وقد يكون أفضل مقاربة للأول من رجب حينها ، ولكن والدتي -يرحمها الله- ،تقول إن ميلادي كان في اليوم الأربعين بعد وفاة الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ، أعلم أن هذا لا يعني أحداً، فأنا لست من وضَعَ النسبية ،ولا من اخترع المصباح الكهربائي، أو حتّى تسلّق جبلاً أو غاص في بحر.
كنت في حديثي مع همام ابني ،عن ماهية مفتاح النجاح ،حيث قال إنه العلم فقلت مضيفاً إن النجاح توفيق من الله نصله بالإحسان إلى الناس و حسن الخلق، ولا شك أن العلم بكافة تخصصاته ،مطلوب شرعاً ،وهو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، و عسى الله أن يلهمنا أن نحسن استخدام ما تعلمناه.

وكما يقول كاتبي المفضّل عندما بلغ السبعين : هذه السنوات السبعون التي طويتها على الأرض حتّى الآن ،كانت حقبة عجيبة بما تمخّضت عنه من اختراعات هائلة ، تفتّق عنها عقل الإنسان ضمن حيز ضيق من الزمان، حتّى ليبدو لإنسان اليوم، أن العالم الذي ولد فيه هو غير العالم الذي يعيش فيه اليوم،

وإن كنت لا أتفق مع ميخائيل نعيمة في وصفه السبعين ،أنها شمس الغروب، فلا زال أمامنا الكثير من الكتب التي لم نقرأها ، والكثير من المدن التي لم نزرها ، والكثيرمن المناسبات التي لم نحضرها، وكثير من الأعياد والأفراح التي ننتظرها ،داعين الله أن يمتّعنا بما بقي لنا ،وأن يصلح أعمالنا ويغفر لنا.

عندما أعود للوراء ،لا أنسى ذلك الطفل الذي لم يقارب السادسة من العمر ،يمشي بين خالته وأمه عندما انتقلا من بيتهما إلى البيت الجديد ، يستعد أن يدخل المدرسة ، حيث بدأت حياته الحقيقية في
معرفة العالم والإنطلاق بنفسه إلى آفاقه مختلطاً بزملاء ، لازال أكثرهم رفاقه حتى اليوم، وكذلك اليوم الذي تقدم فيه لاختبار العمل ، وكان انطلاقة أخرى في حياته المليئة بالعجائب ، يحلو له اليوم أن
يستعيدها مبتسماً ، ولكن أجملها ،كان اليوم الذي رزقه الله فيها بمولوده الأول ،لقد كان شعور الأبوة لحظتها يفوق كل شعور .
أشعر أني بهذا الحديث ، لم أضف شيئاً يهم أحداً، وإنما هو شيئ من حديث النفس راودني، أردت التنفيس عنه ،مدركاً بعد كل هذه السنوات ،أن العمر رقم للسجلات ليس إلا ،وأن الحياة تعامل ،وأن المفتاح هو الإحسان ، والنجاح في العمل هو الإخلاص فيه، وأن التوفيق بعد ذلك بيد الله سبحانه وتعالى القائل في كتابه:( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين
فيها لا يبغون عنها حولا )-ياسين ١٠٧- ١٠٨- صدق الله العظيم

sal1h@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«نكرة مش هعمله سعر».. ندى رحمي تتحدث عن انفصالها عن خطيبها

تصدرت الفنانة ندى رحمي، مؤشرات البحث عبر تريند «جوجل» ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بالتزامن مع إعلانها انفصالها عن خطيبها، وتعرضها لأزمة نفسية مزمنة.

ومع تصاعد عمليات بحث الجمهور عن تفاصيل انفصال ندى رحمي عن خطيبها، تستعرض «الأسبوع» للقراء والمتابعين كل ما يحتاجون معرفته عن انفصال ندى رحمي عن خطيبها، وأسباب تعرضها لأزمات نفسية.

تفاصيل انفصال ندى رحمي عن خطيبها

وكانت ندى رحمي، كشفت عبر حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن تفاصيل انفصالها عن خطيبها، قائلة: «الفترة اللي فاتت حصلتلي حاجات كتير أوي، وحصلتلي إصابة قبل ما أسافر الإمارات بشهرين».

عرض هذا المنشور على Instagram

تمت مشاركة منشور بواسطة Nada Rahmy (@nadarahmyofficial)

وأضافت: «حد كان بيمرني أون لاين من باب التماحيك وطلب مني أني أجري وركبتي طقت وعملت إشاعة ولقيت أن عندي قطع جزئي في الرباط الهلالي للركبة، طبعًا رقدت ووقفت تمرين لمدة شهر، ووقتها كنت مبسوطة أو مغيبة ولكني كنت بغرس وأنا مش واخدة بالي، ومكنتش حاسة أني بأكل كتير، وقعدت فترة طويلة وبعدين سافرت الإمارات والحمد لله خدت إقامة ذهبية».

وأتابعت: «في الفترة دي انفصلت عن الشخص اللي كنت مرتبطة بيه، هو كان نكرة مش هعمله سعر واتكلم عليه، وأنا لما بخلص علاقة بزعل على طاقتي ووقتي مش الشخص، كل علاقة بتاخد من قلبك وطاقتك والعلاقة دي طفتني بطريقة مش طبيعية، رجعت اتمرن في الجيم علشان محسش إني لوحدي والزعل ياكل من عمري».

اقرأ أيضاًياسمين رحمي من كواليس «قرض شخصي»: كنت سعيدة بوجودي في الحكاية

«طبطب وشرشر والعصافير».. عرض فني لقصر ثقافة فارسكور

تقلد عدة مناصب أمنية.. من هو اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية الجديد

مقالات مشابهة

  • اليوم.. ما الذي ناقشته واشنطن ولندن مع “السعودية” بشان “البحر الأحمر” 
  • أحمد موسى: مصر دفعت ثمنا غاليا من أجل الاستقرار الذي نشهده اليوم
  • مصدر مسؤول: مقتل مراهق أمريكي-فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في رام الله
  • هل صيام 6 أيام من شوال ثوابه يعادل صوم العمر كله؟.. الإفتاء: بشرط
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • “يوم الرحمتات”
  • «نكرة مش هعمله سعر».. ندى رحمي تتحدث عن انفصالها عن خطيبها
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • وفاة شقيق الفنانة نهال عنبر في أمريكا