صحيفة البلاد:
2025-03-16@07:59:43 GMT

الجمعات الرمضانية

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

الجمعات الرمضانية

إن لتيار التحوُّل السريع في رتم الحياة ،آثاره التي لم تمر على شيء ،وبقي على حاله ،و أعتقد أن ذلك التيار ،طال بعض العادات السائدة في مجتمعنا ،وخاصةً المصاحبة لشهر رمضان المبارك، وغيَّر من خصائصها البيولوجية المتعارف عليها ،حتّى فقدت رونقها الخاص والبسيط في رمضان، إلى الحد الذي جعلها موضو عاً تثار حوله المشاكل ، وحِملاً يتم التهرب منه ،

فبعدما كان تجمع أفراد العائلة و الأقارب في شهر رمضان على مائدة واحدة باختلاف توقيتها، سواء على مائدة الإفطار أو السحور،
له نكهته الخاصة في الشهر الكريم، وداعمًا قويًا للترابط الإجتماعي ، و استمرارًا للودّ والألفة والمحبة ،أصبحت تلك العادة من المنغِّصات الرمضانية عند البعض ، التي قد تفقدهم لذة الاستمتاع بروحانية الشهر الكريم وبركاته ، حين يتم استقباله بخلافات ومناوشات ،وقد تصل في بعض العوائل إلى المقاطعة والتفكّك ، التي تأتي دائماً على شكل اختلاف في الآراء والتعصُّب لها، وهذا ما يجعل حلقات المشاورة ،تتحوّل إلى حلقات صراع ومشاجرات لترتيب جدول الزيارات العائلية ، و اختيار المواعيد المناسبة للإستضافة في كل بيت ، أو قد ينشأ الخلاف على حجم المنزل ،إن كان لايتسع لجميع أفراد العائلة ،ومن ضمن الأسباب أيضاً دعوة جميع العائله في بيت الوالدين و امتناع الأبناء عن ذلك ، فتتعدَّد الأسباب ويظل الخلاف قائمًا ، مالم يكن هناك تبادلًا سلميًا للآراء ، و نبذًا للخلافات بفضيلة العفو والتسامح في هذا الشهر المبارك ،فما أحوجنا لتلك الفضيلة ،ومقت البغضاء والشحناء في هذا الشهر ، الذي تتضاعف فيه الحسنات وتمحى السيئات ،و لما في صلة الرحم من الأجر العظيم في الدنيا وفي الآخرة ، فهي من الأسباب الجالبة للرزق ، وطيب العيش وطول العمر، فجمعات الأهل والأقارب هي الوسيلة التي تقوِّي علاقتهم ببعضهم بعضاً ،و تعزّز من إسدامتها بكل حب.

Wjn_alm@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

رمضان.. جسر تواصل وتلاحم مجتمعي

خولة علي (أبوظبي) 
مع حلول شهر رمضان، تنبض القلوب دفئاً، وتضاء البيوت بروحانية تجمع بين الطمأنينة والتآلف والسكينة في هذا الشهر الكريم، لتتلاشى المسافات بين الأفراد، ويبدأ الجميع اكتشاف قيمة العائلة وروعة اللمّة على مائدة واحدة، ليس فقط لتناول الطعام، بل لتبادل المشاعر والذكريات التي تترك أثراً لا ينسى، فالشهر الفضيل فرصة عظيمة لتعزيز الروابط الأسرية، وترسيخ قيم التكافل والتآزر، ليصبح المجتمع أكثر تماسكاً وتلاحماً لتتجدد العلاقات بكل حب ووئام في محيط لا يخلو من الروحانية. 

فرصة ثمينة 
تقول فاطمة الحمادي، مستشارة تربوية، إن شهر رمضان الفضيل، يزخر بالفرص الثمينة لتوطيد أواصر العلاقات الأسرية في المجتمع، فعلى سبيل المثال وجبة الإفطار فيها الكثير من غرس القيم والسنع والأخلاقيات الحميدة، فهذه الوجبة لها طابعها الفريد والمتميز عن بقية الوجبات، فهي تجمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة يسودها الحب والوئام والسعادة والضحكات مع روحانية الدعاء، وقبلها يتم تحضير المائدة بمعرفة الأم والزوجة والابنة لإعداد أشهى الأطباق، وهذه فرصة لتتعلم الفتيات الطبخ والسنع في تقديم الوجبات والضيافة. 
وتضيف الحمادي أن أهمية الشهر الفضيل تتضح في تهذيب الأطفال خلال فترة الصيام وتعليمهم ما يلزمهم من معرفة وثقافة دينية خاصة في هذا الشهر، من خلال الجلسات الحوارية الخاصة بالأسرة أو الجلسات العائلية العامة، التي تغرس أجمل قيم البذل والعطاء والتسامح والتراحم والخير والتطوع، وغيرها، مع التركيز على تلاوة القرآن الكريم وأداء العبادات. 

محبة وأُلفة
وتؤكد الحمادي أن ليالي رمضان لا تكتمل إلا بزيارة الأهل والأرحام والأحباب، فتزيد العلاقات الاجتماعية قوة وصلابةً وترابطاً، ومن ثم تزيد المحبة والأُلفة بين الأسر والعوائل، بالإضافة إلى بعض العادات الرمضانية ذات الرونق الخاص مثل تبادل وجبات الإفطار مع الجيران وزياراتهم، كما أن المبادرات الرمضانية المميزة لها دور كبير في تنشئة الصغار بشكل متزن ومتسامح، خاصة مبادرات إفطار صائم، وتوزيع المير الرمضاني على الأسر المتعففة، وزكاة الفطر والصدقات، وغيرها.

أخبار ذات صلة حمدان بن زايد يستقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك هيئة الأعمال الخيرية العالمية تدعم 60 ألف يتيم في رمضان رمضانيات تابع التغطية كاملة

حوار وتسامح 
ويرى د. علي سالمين الهميمي (إعلامي)، أنه لا يمكن إنكار مدى تأثير عادات وتقاليد شهر رمضان على واقع حياة الأفراد في المجتمع، حيث تسهم في ترسيخ القيم وتعزيز العلاقات الاجتماعية من خلال الأجواء الروحانية والأنشطة الجماعية التي تميزه، حيث يجمع العائلات على موائد الإفطار في أجواء مليئة بالمحبة والتآلف، لافتاً إلى أن الاجتماع اليومي حول مائدة الإفطار يعزز التواصل بين أفراد الأسرة، مما يخلق مساحة للحوار والتقارب النفسي، وهو أمر قد يغيب في زحمة الحياة اليومية، موضحاً أن التعاون في تحضير وجبات الإفطار والسحور يعزز الشعور بروح الفريق داخل الأسرة، مما يقوي العلاقات بين الأجيال المختلفة.
ويشير الهميمي قائلاً «تسهم الصلوات الجماعية، خاصة التراويح، في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الجيران والأصدقاء، إذ يجتمعون بروح واحدة في أجواء إيمانية، ما يعزز روح التكافل والتآزر، إضافة إلى ذلك، يشجع الشهر الكريم على صلة الرحم وزيارة الأقارب، مما يعيد الدفء إلى العلاقات العائلية ويزيل أي خلافات قد تكون نشأت مع مرور الوقت».

زيارات عائلية
أكد د. علي الهميمي أهمية تبادل الزيارات العائلية خلال رمضان؛ لكونها تعكس قيم المحبة والتراحم، وتعزز الشعور بالانتماء العائلي والاجتماعي، موضحاً أن الزيارات تتيح فرصة لتبادل الذكريات، ومشاركة الأحاديث الودية، وتقوية أواصر القربى، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر ترابطاً وتوازناً، كما أن تقديم الهدايا الرمضانية وتبادل الأطباق التقليدية يعكس روح الكرم والمودة بين الأسر، فهو شهر التسامح والتواصل الاجتماعي، حيث تتجلى فيه معاني الأخوة والتلاحم، مما يجعله محطة سنوية لإعادة بناء جسور العلاقات الأسرية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • كنز غذائي على مائدة الإفطار.. فوائد تناول التمور في رمضان
  • وزير الرياضة يلتقي شباب المطرية بعد حفل إفطار ١٥ رمضان
  • رمضان.. جسر تواصل وتلاحم مجتمعي
  • قافلة غازي الرمضانية تحطّ رحالها في صور
  • رمضان كريم
  • مائدة رمضان.. طريقة عمل بطاطس بالبشاميل بمذاق لا يقاوم
  • التأمل والعبادات ولا أتابع الدراما.. الفنانة نورهان تكشف عن طقوسها الرمضانية
  • رمضان بين صحون الطعام وعدسات التصوير .. كيف نسترجع روح الشهر؟!
  • بعد تصدره محركات البحث في 11 دولة.. حبر سري الأعلى مشاهدة ببرامج رمضان حتى الآن
  • هذه الأسباب تجعلك عصبيا في رمضان.. تجنبها