إن لتيار التحوُّل السريع في رتم الحياة ،آثاره التي لم تمر على شيء ،وبقي على حاله ،و أعتقد أن ذلك التيار ،طال بعض العادات السائدة في مجتمعنا ،وخاصةً المصاحبة لشهر رمضان المبارك، وغيَّر من خصائصها البيولوجية المتعارف عليها ،حتّى فقدت رونقها الخاص والبسيط في رمضان، إلى الحد الذي جعلها موضو عاً تثار حوله المشاكل ، وحِملاً يتم التهرب منه ،
فبعدما كان تجمع أفراد العائلة و الأقارب في شهر رمضان على مائدة واحدة باختلاف توقيتها، سواء على مائدة الإفطار أو السحور،
له نكهته الخاصة في الشهر الكريم، وداعمًا قويًا للترابط الإجتماعي ، و استمرارًا للودّ والألفة والمحبة ،أصبحت تلك العادة من المنغِّصات الرمضانية عند البعض ، التي قد تفقدهم لذة الاستمتاع بروحانية الشهر الكريم وبركاته ، حين يتم استقباله بخلافات ومناوشات ،وقد تصل في بعض العوائل إلى المقاطعة والتفكّك ، التي تأتي دائماً على شكل اختلاف في الآراء والتعصُّب لها، وهذا ما يجعل حلقات المشاورة ،تتحوّل إلى حلقات صراع ومشاجرات لترتيب جدول الزيارات العائلية ، و اختيار المواعيد المناسبة للإستضافة في كل بيت ، أو قد ينشأ الخلاف على حجم المنزل ،إن كان لايتسع لجميع أفراد العائلة ،ومن ضمن الأسباب أيضاً دعوة جميع العائله في بيت الوالدين و امتناع الأبناء عن ذلك ، فتتعدَّد الأسباب ويظل الخلاف قائمًا ، مالم يكن هناك تبادلًا سلميًا للآراء ، و نبذًا للخلافات بفضيلة العفو والتسامح في هذا الشهر المبارك ،فما أحوجنا لتلك الفضيلة ،ومقت البغضاء والشحناء في هذا الشهر ، الذي تتضاعف فيه الحسنات وتمحى السيئات ،و لما في صلة الرحم من الأجر العظيم في الدنيا وفي الآخرة ، فهي من الأسباب الجالبة للرزق ، وطيب العيش وطول العمر، فجمعات الأهل والأقارب هي الوسيلة التي تقوِّي علاقتهم ببعضهم بعضاً ،و تعزّز من إسدامتها بكل حب.
Wjn_alm@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مفاوضات لبنان وإسرائيل.. الكشف عن نقطة "الخلاف الأساسية"
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن "الخلاف الأساسي" في المفاوضات بين لبنان واسرائيل يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق.
وأوضحت هيئة البث أن الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن إسرائيل تفضِّل انضمام "الدول الأوروبية الجادة" إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج إسم دولة عربية واحدة على الأقل.
هذا وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه تم الاتفاق على معظم تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار مع لبنان مع بقاء نقاط عالقة قد تفشل الاتفاق.
ولفتت إلى أن التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما للتوصل إلى اتفاق مع لبنان.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بحرية التحرك العسكري لإسرائيل في حال حدوث خروقات من قبل حزب الله.
وأشارت إلى أن إسرائيل تصر على مطلبها بتثبيت حقها في الرد على أي خرق وتطلب رسالة تعهد جانبية من واشنطن وبدعم من دول غربية.
ويواصل المبعوث الأميركي آموس هوكستين محادثاته في إسرائيل التي وصلها مساء الأربعاء، لاستكمال مناقشة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
وفور وصوله التقى هوكستين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، على أن يبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاقتراح الأميركي للتهدئة.
وقالت مصادرنا إن هوكستين سيطرح على إسرائيل ورقة أميركية تؤكد تفهم واشنطن لحق إسرائيل بالإنفاذ الصارم في حال أي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان.