صحيفة البلاد:
2024-09-17@08:47:38 GMT

التسامح.. كيف تسامح دون أن تنسي؟

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

التسامح.. كيف تسامح دون أن تنسي؟

الغضب هو شعور بأحداث ماضية سلبية تجاه شخص ما أو شيء ما.
أمّا التسامح فهو مشاعر تجاوز لتلك الصدمات أو المشاعر السلبية المؤذية.
التسامح له مميزات للصحة العقلية ،حيث مشاعر التسامح ، تسمح بالمزيد من تدفق مشاعر السعادة وتقّليل مشاعر الغضب والحزن ، كما أنه يساعد على التخّفيف من القلق والإكتئاب ،ويحسِّن علاقاتك مع الآخرين ،ويجعلك أكثر وعيًا بذاتك وقيمتك، ولكن المسامحة لا تعني بالضرورة النسيان ، فقد يمكنك أن تسامح شخصًا ما وتزيله من حياتك، دون أن تنسي ما فعله ، حتي تجعل هناك دائماً حدوداً له تقيم علاقتكما فيما بعد ،ومن المهم أن لا يعرف بالضرورة الشخص المسئ أنك سامحته ،بل يمكنك فقط أن تسامحه من أجلك ،ومن أجل أن تستمر في حياتك.

المغزى من هذا ،هو القول بأن المغفرة عملية نفسية بحتة ، ليست بالضرورة أن تكون لها أي تداعيات داخلك أو مع علاقاتك مع الآخرين فالبشر لا تتشابه، وبالتالي عندما تحمل داخلك الإستياء وتتمسّك بالغضب تجاه نفسك وتجاه الآخرين طوال الوقت ، فإن ذلك يثقل كاهلك مثل سلسلة معلّقة على كتفيك تستنزف طاقتك، وتزيد من حدِّة التوتر النفسي داخلك وعلي علاقاتك بالمحيطين بك، ولذلك فإن تطوير القدرة على التخلُّص من الإستياء والتسامح ،هو أداة أساسية لأدوات سلامة العقل، فمشكلة الإستياء هي : أنه يجبرك على العيش في الماضي أغلب الوقت، وبنفس الطريقة يتسبّب الندم في جعلك عالقاً في تلك اللحظة المؤلمة التي حدث فيها الشيء الفظيع، وهنا عدم القدرة على مسامحة نفسك أو الآخرين ، يؤدي إلى تدّمير ذاتك بشكل دائم منذ تلك اللحظة الماضية.

لقد سامحت من قبل بعض الأشخاص في الماضي، لكن لا يزال بإمكاني الشعور من وقت لآخر بعدم الارتياح والغضب عند التعامل معهم، ولكن بالنسبة للأمور الصغيرة المتعلِّقة بالعلاقات، فإن القدرة على المسامحة ، والمضي قدمًا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على علاقة صحية وسعيدة مع الأشخاص الذين نهتم بهم، حتى لو كنا غاضبين والغضب بداخلنا لا يزال قائمًا ، ما يهم هو ألا نسمح لأنفسنا أو لتلك اللحظة بتحديد علاقتنا بالآخرين، لأننا إذا قمنا بذلك، فهذا بمثابة القطار السريع الذي يوصلنا إلي أرض الذكريات والعلاقات السامة.

أعلم أن التسامح يمكن أن يكون أمرًا صعبًا خاصة لمن يحمل طبيعة عاطفية ،فمن السهل أن تقول يجب أن أسامح أحداً ،ولكن عندما تحاول تطبيق الأمر ،وعندما يحين الوقت الفعلي للشعور بالتخلي أو المسامحة ، تجد الغضب متحكِّماً ويبدو الأمر مستحيلاً ، وهنا يجب أن تفصل الفعل عن الشخص، فليس الجميع بنفس الصورة المؤذية ،مع فهم دوافع هؤلاء للإساءة ،وإبعادهم مع وضع حدود للتعامل، والتخلص من التعلق بهم.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«استشاري»: عدم التقدير من الآخرين يهز الثقة بالنفس.. ويسبب خوفا من المجهول

قالت الدكتور شيرين شوقي، استشاري الطب النفسي، إنّ هناك الكثير من الأشخاص لديهم شعور دائم بالخوف من المجهول، حتى يصل بهم الأمر إلى «الفوبيا» خاصة عند التقديم لوظيفة جديدة تجعلهم في توتر بالمجهول، والخوف من التعامل مع أشخاص جدد، موضحة أنّ الخوف الشديد من المجهول وغير المبرر، يكثر عند الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة النفسية.

الشعور بالخوف من المجهول

أضافت «شوقي»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «DMC»، أنّ الإنسان يجب عليه مواجهة شعوره بالخوف الدائم من المجهول، وعليه أن يدرك مشاعره وسلوكياته جيدا، ومعرفة آثارها على مكان العمل أو الأسرة، مشيرة إلى أنّ هناك شعور بعدم الثقة في النفس ينتاب البعض، وهو ما يسمى بمتلازمة «المحتال»، وهي مجموعة من الأعراض لها علاقة بالثقة بالنفس.

الآثار الناتجة عن عدم التقدير

واصلت أنّ الخوف من تجربة الوظيفة الجديدة وعدم الثقة بنفس قد يكون ناتجا عن عمله في وظيفة سابقة دون الحصول على التقدير المناسب، أو من خلال التنشئة في المنزل على عدم التقدير، مما أدى إلى تنمية الشعور بعدم الثقة في النفس والاضطراب النفسي، لافتة إلى وجود أسباب أخرى لشعور الشخص بالخوف من وظيفة جديدة مثل حصوله عليها بالوساطة رغم معرفته أنّه لا يستحقها.

وتابعت، أنّ هناك أشخاص يعانون من نوبات الهلع التي تصاحبها رعشة الجسم أو عدم القدرة على التنفس عن طريق انخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع الأدرينالين نتيجة الشعور بالخوف.

مقالات مشابهة

  • 9 نصائح للسيطرة على الغضب..حفاظًا على صحتك النفسية والجسمانية
  • حقيقة مفاوضات الأهلي لضم البانوبي وإسماعيل من زد
  • «استشاري»: عدم التقدير من الآخرين يهز الثقة بالنفس.. ويسبب خوفا من المجهول
  • لماذا لم تخسر إسرائيل أوروبا حتى اللحظة؟
  • تونس والآفروسنترك … الغضب من قيس سعيد
  • حظك اليوم الاثنين| توقعات الأبراج النارية.. حياتك موضع حسد الآخرين
  • التسامح
  • هل للأسماك مشاعر؟.. دراسة جديدة تقترب من الإجابة على السؤال
  • العلماء يقتربون من الإجابة على السؤال الأصعب: هل للأسماك مشاعر؟
  • العلماء يقتربون من الإجابة على السؤأل الأصعب: هل للأسماك مشاعر؟