طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، الحوثيين في اليمن إلى وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر بعد غرق السفينة "روبيمار" التي هاجمتها الجماعة نهاية الأسبوع الماضي.

وقال بلينكن، في تصريحات بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، إن "هناك هجمات يومية من قبل الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، والسفينة التي هاجموها غرقت الآن في القاع"

وأضاف: "النتيجة هي أن هناك تسربا كبيرا للوقود من تلك السفينة، وهذا يخلق كارثة بيئية محتملة.

وتابع: "وفي الوقت نفسه، رأينا الحوثيين يهاجمون السفن التي تنقل الغذاء والحبوب إلى الشعب اليمني، وهم نفس الأشخاص الذين يزعم الحوثيون أنهم يمثلونهم بطريقة ما، وبالطبع، كان له تأثير كبير على الشحن حول العالم، وسيكون لذلك تأثير على الكثير من الناس في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار الطاقة

وذكر: "لكن في اليمن نفسه، وفي المنطقة نفسها، هناك كارثة بيئية وتأثير كبير على القدرة على إيصال الغذاء إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه في اليمن.

وقال: "لذا، إذا كان الحوثيون يهتمون بمكانتهم، وسمعتهم، والطريقة التي ينظر بها العالم إليهم، فسوف يوقفون هذه الهجمات ويوقفون الضرر الفادح الذي تلحقه بالناس في المنطقة، وفي اليمن وفي جميع أنحاء العالم .

يذكر أن السفينة روبيمار، التي أصيبت بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون عليها، غرقت السبت.

وكانت السفينة التي ترفع علم بيليز والمُسجلة في المملكة المتحدة والمملوكة للبنانيين تحمل 41 ألف طن من الأسمدة، عندما أصابها صاروخ من صاروخين باليستيين أُطلقا من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، قبل ما يقرب من أسبوعين.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة

عبدالوهاب حفكوف

من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.

منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.

كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:

• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.

• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.

• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.

وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.

لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.

ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.

في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.

هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.

أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!

* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية
  • كش ملك لـ”أمريكا”في شطرنج البحر
  • معهد واشنطن يدعو لدعم عملية برية ضد مليشيا الحوثي في اليمن والتنسيق مع الرياض وأبوظبي ..ودعم مجلس القيادة الرئاسي
  • إقــــرار أمــريــكي بـالـفـشل
  • رسالة حاسمة من مصر وجيبوتي بشأن أمن البحر الأحمر وحركة الملاحة
  • صفقة البحر الأحمر.. السفير الأمريكي يفجّر مفاجأة بشأن التسوية الشاملة في اليمن
  • اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
  • بصواريخ مجنحة.. الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر
  • عاجل| الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر والخليج العربي
  • تحليل أمريكي: الحوثيون يرسخون وجودهم في ساحل البحر الأحمر بالسودان والصومال كقواعد انطلاق مستقبلية (ترجمة خاصة)