أجرت "عربي21" حوار مع ريتشارد غوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة، والذي أكد أن أي عملية عسكرية إسرائيلية لاقتحام رفح ستؤدي لخسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وأشار غوان خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية في رفح قد أزعجت حتى بعض حلفاء إسرائيل سواء في واشنطن أو غيرها من العواصم الموالية لتل أبيب، وقد يؤدي ذلك لانقطاع جوهري في العلاقات.



وحول التناقض في الموقف الأمريكي بين قضية أوكرانيا والحرب على غزة، يرى غوان أن هذا التناقض هو سمة مشتركة بين جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولا يقتصر فقط على واشنطن.

وتاليا نص الحوار كاملا:
ما رأيك بالتهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح؟
أعتقد أن احتمال شن عملية إسرائيلية في رفح، والتي من المؤكد أنها ستؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، قد أزعج بشدة مسؤولين وسياسيين في الولايات المتحدة وفي عواصم أخرى موالية لإسرائيل، ويمكن أن ينطوي هذا الهجوم على مستوى من الموت والدمار أسوأ مما شهدناه حتى الآن في غزة.

لذا يبدو أن الكثير من الدبلوماسية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة ركزت على تجنب الهجوم على رفح، وأعتقد أنه إذا شنت إسرائيل عملية توغل واسعة النطاق في رفح الآن، فإن ذلك من شأنه أن يتسبب في انقطاع جوهري في العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث أوضحت واشنطن مخاوفها بشكل واضح للغاية.

هل تعتقد أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية قاموا بما يلزم لحماية المدنيين؟
لا أعتقد أن الأمم المتحدة كانت في وضع جيد للدفاع عن المدنيين في غزة، على الرغم من أن دورها الإنساني لا يزال مهماً، أيضا كان استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن أمراً متوقعاً بعد 7 أكتوبر.

وحتى لو لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض، أعتقد أن الإسرائيليين كانوا سيتجاهلون دعوات وقف إطلاق النار الصادرة عن الأمم المتحدة لأطول فترة ممكنة، كما أن الإسرائيليون يعتقدون بأن الأمم المتحدة منحازة ضدهم بشكل أساسي.


ومن المؤسف في نظري أن مجلس الأمن والجمعية العامة لم يتحركا بسرعة في تشرين أول/أكتوبر لإدانة الفظائع التي ارتكبتها حماس، ولو أنهم فعلوا، لكان ذلك أعطى قرارات المجلس والجمعية العامة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار تأثيراً أعظم، حيث كانت إسرائيل ستجد صعوبة أكبر في رفض الأمم المتحدة.

كيف ترى التناقض بين دفاع واشنطن عن حق أوكرانيا بالدفاع عن نفسها ضد روسيا، بالمقابل تهاجم وترفض حق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم؟
جميع أعضاء الأمم المتحدة يتبعون معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأزمات، فمثلا أدانت روسيا استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو بشأن غزة، ولكنها في ذات الوقت سعيدة للغاية باستخدامه بشأن قضية أوكرانيا.

أيضا استخدمت الصين بهدوء التهديدات باستخدام حق النقض لمنع الأمم المتحدة من القيام بأي شيء جدي بشأن الحرب في ميانمار، لكنها بالمقابل لا تزال تشكو من استخدام الولايات المتحدة حق النقض بشأن غزة، لذا فإن الولايات المتحدة ليست فريدة "وحيدة" من نوعها في اتخاذ مواقف متناقضة بشأن الأزمات المختلفة.


لكن صحيح أن موقف الولايات المتحدة بشأن غزة أضر بقدرتها على حشد الدعم لأوكرانيا في تصويتات الأمم المتحدة المستقبلية، وقد أشار الكثير من أعضاء الأمم المتحدة، بما في ذلك الدول العربية، الذين دعموا أوكرانيا في الجمعية العامة عام 2022، إلى أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى قريبًا لأنهم غاضبون بشأن غزة.

هل تعتقد أنه لو كانت كلمة الدول العربية لكانت الحرب على غزة استمرت كل هذه المدة، أم كانت لتنتهي بسرعة؟
كانت المجموعة العربية موحدة إلى حد ما في الأمم المتحدة بشأن الحرب، على الرغم من وجود انقسامات واضحة إلى حد ما بين بعض الدول العربية التي ترغب في اتباع خط متشدد باستمرار مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تفضل نهجا أكثر تصالحية مع واشنطن.

ولا أعتقد أن المجموعة العربية كانت لديها استراتيجية بديلة في الأمم المتحدة كان من الممكن أن تنهي الحرب بشكل أسرع، لكن من الجدير بالملاحظة أن بعض الدول العربية التي تدين إسرائيل في نيويورك وجنيف لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية ثنائية مع إسرائيل، وفي بعض الأحيان تستخدم الدول التصريحات الغاضبة في الأمم المتحدة كذريعة لاتخاذ إجراءات حاسمة حقا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات رفح غزة امريكا فلسطين غزة الاحتلال رفح المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الأمم المتحدة الدول العربیة أعتقد أن بشأن غزة حق النقض

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة

أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زالت مستمرة، في حين تعرضت شاحنة مساعدات للنهب بوسط القطاع، وذلك بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة حراسة كانت ترافقها.

وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي -مساء أمس الاثنين- إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأوضحت -في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية- أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.

من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن قطاع غزة حاليا المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.

وأوضح فليتشر، في بيان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في القطاع، "حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة".

وقال إن الحصار الإسرائيلي على شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية "مما يخلق ظروفا معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".

إعلان

وأشار إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة منذ نحو عام، ومع ذلك فإن وتيرة العنف المستمرة "تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، لقد تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".

تدهور مستمر بالضفة

وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، قال المسؤول الأممي إن الوضع هناك مستمر في التدهور، وإن عدد القتلى في الضفة هو أعلى عدد تسجله الأمم المتحدة.

وأكد أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن تدمير البنية الأساسية مثل الطرق وشبكات المياه، وخاصة في مخيمات اللاجئين"، مضيفا أن عنف المستوطنين المتزايد وهدم المنازل أدى إلى زيادة النزوح والاحتياجات، وأن قيود الاحتلال المفروضة على الحركة تعيق سبل عيش المواطنين الفلسطينيين ووصولهم إلى الخدمات الأساسية وخاصة الرعاية الصحية.

وشدد على أن "الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني يواصلان محاولة البقاء وتقديم الخدمات في مواجهة هذه التحديات والصعوبات المتزايدة"، داعيا المجتمع الدولي إلى الدفاع عن القانون الإنساني الدولي، "والمطالبة بحماية جميع المدنيين، والإصرار على إطلاق سراح جميع الرهائن، والدفاع عن عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الحيوي، وكسر دائرة العنف".

استهداف ونهب

في سياق متصل، أفادت وكالة أسوشيتد برس بتعرض شاحنة مساعدات كانت تحمل شحنة من الدقيق للنهب في وسط قطاع غزة، وذلك بعد استهداف سيارة كانت تحرسها بغارة إسرائيلية.

وأدت الغارة الإسرائيلية لاستشهاد 4 من رجال الأمن كانوا داخل سيارة الحراسة، وفق شهود عيان ومسؤولين في القطاع الطبي بغزة.

وقالت الوكالة إن مراسلها رصد أشخاصا يبتعدون عن المكان، وهم يحملون أكياس دقيق، بعضها كان ملوثا بالدماء، عقب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حراس شاحنة المساعدات.

إعلان

وقالت مصادر من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إنهم يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات، بما في ذلك الإمدادات الشتوية الضرورية إلى غزة، جزئيا بسبب عمليات النهب وغياب الأمن لحماية القوافل.

وغالبا ما تستهدف إسرائيل حراس شحنات المساعدات، بدعوى انتمائهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين تؤكد السلطات في غزة أن ذلك يأتي في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تستخدم التجويع سلاحا ضد سكان غزة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ستوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي إلى قطاع غزة بسبب تهديدات العصابات المسلحة التي تنهب القوافل. وألقت الوكالة باللوم في انهيار النظام القانوني إلى حد كبير على السياسات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي يكشف عن تحسن العلاقة بحكومة التغيير بصنعاء وينتقد مغادرة البعثات الدبلوماسية
  • تحذير أممي من خطر المجاعة في السودان
  • الأمم المتحدة تعتمد اتفاقية تاريخية تتعلق بـ"الجرائم الإلكترونية"
  • تحرك إيراني أممي بعد اعتراف إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية
  • الأمم المتحدة تعتمد اتفاقية عالمية جديدة بشأن الجرائم الإلكترونية
  • مسؤول أممي: الدعوات لإيقاف الأنشطة الأممية في “شمال اليمن” “غير مقبول” 
  • مسؤول أممي: بات من المستحيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • مسؤول أممي: أصبح من المستحيل تقريبا توصيل المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة
  • محتجون في بنما يحرقون علم الولايات المتحدة وصور ترامب