وزير خارجية فلسطين: 80 بالمئة من جائعي العالم في غزة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
فلسطين – أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، امس الثلاثاء، أن إسرائيل دمرت أكثر من 85 بالمئة من قطاع غزة، الذي يعيش فيه اليوم 80 بالمئة من الأشخاص الأكثر جوعا في العالم.
حديث المالكي تضمنته كلمة ألقاها في اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة غربي السعودية؛ لبحث “العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني”.
وقال: “أمام أعيننا وبالبث الحي والمباشر، دمرت إسرائيل أكثر من 85 بالمئة من قطاع غزة، وقتلت الأطفال قصفا ومرضا وجوعا وحرمت الجرحى والمرضى من أبسط حقوقهم في العلاج”.
وتابع أن “80 بالمئة من الأشخاص الأكثر جوعا في العالم اليوم يعيشون في غزة”.
المالكي شدد على أنه “لم تبق مخالفة للقانون الدولي لم ترتكبها سلطات الاحتلال حتى الآن بحق شعبنا، الذي يتعرض لأبشع مظاهر الإبادة الجماعية”.
وعلى الرغم من مثولها، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل تواصل حربها على غزة؛ مما خَّلف عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وأردف المالكي أن “مجزرة الطحن جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية (…) وإثبات للمجتمع الدولي والدول التي تدعم إسرائيل أنه لا بديل عن الوقف الفوري لإطلاق النار كسبيل وحيد لحماية المدنيين وإغاثتهم”.
وفي 29 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت قوات إسرائيلية النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم بالقرب من منطقة دوار النابلسي جنوبي مدينة غزة للحصول على مساعدات إنسانية، لا سيما “طحين” (قمح)، مما خلَّف 118 قتيلا و760 جريحا، بحسب وزارة الصحة.
وقال المالكي إن إسرائيل فرضت “سلسلة حقائق كارثية على 2.3 مليون فلسطيني في غزة، بينها استخدام سياسة التجويع المعلنة كوسيلة حرب، والتي أودت بحياة 20 طفلا جوعا في الأيام القليلة الماضية”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال في براثن المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.
وحذر المالكي من أن إسرائيل “عازمة على الاستمرار في حملتها القاتلة لتدمير الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الفاسدة اللازمة”.
وبشأن ما يُنشر عن خلافات داخل إسرائيل، قال: “لا يغرّن أحد الحديث عن الخلاف الداخلي المزعوم في إسرائيل، فهو ليس خلافا على استمرار قتل الفلسطيني وتدمير حياته وتهجيره خارج أرضه (…) بل خلاف حول كيفية إدارة حرب الإبادة”.
واعتبر أن “أي قراءة خلاف ذلك هي وهمٌ لا يقود إلا لشراء مزيد من الوقت لمواصلة نكبة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ 76 عاما”.
ومضى قائلا إن “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة لا يشكل أزمة للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية فحسب، بل أزمة للإنسانية والبشرية جمعاء، وإذا سمح لهذه المخططات التدميرية بالمرور فنتائجها ستكون وخيمة على العالم أجمع”.
وأكد أنه “بدلا من السماح بدخول المساعدات الغذائية إلى غزة، خفَّضت إسرائيل المساعدات الواردة إلى النصف في تجاهل تام لأوامر محكمة العدل الدولية”.
ودعا المالكي دول العالم الإسلامي إلى “مواجهة الدول التي تواصل تسليح وحماية العدوان”.
وتابع: “تحتاج الحكومات (التي تدعم إسرائيل) رسالة قوية لا لبس فيها من الأمة مجتمعة ومن كل دولة عضو بشكل منفرد، مفادها أن التواطؤ في الإبادة الجماعية والمعايير المزدوجة التي يتبعونها سيكون لها عواقب دبلوماسية وسياسية واقتصادية وخيمة”.
ومناشدا الدول الإسلامية “استخدام كافة الوسائل المتاحة لوقف الإبادة الجماعية”، قال المالكي: “لدينا القوة والنفوذ لجعل استمرار الإبادة أمرا لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا وسياسيا بالنسبة للدول التي تدعم الحرب (…) الاتفاقيات التجارية والعسكرية وغيرها هي نفوذ تحت تصرفكم”.
وشدد على أنه “يجب على الدول المتواطئة في هذه الإبادة أن تفهم أن مصالحها وعلاقتها مع العالم الإسلامي معرضة للخطر”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی بالمئة من
إقرأ أيضاً:
فلسطين تختتم مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعرض فلكلوري
اختتمت دولة فلسطين برنامج فعالياتها الفكرية والثقافية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، حيث هدفت مشاركة دولة فلسطين هذا العام إلى تسليط الضوء على شهداء وخسائر القطاع الثقافي الفلسطيني على وجه الخصوص، وتنظيم فعاليات ثقافية وفكرية بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين وجموع المثقفين والمبدعين والفنانين الفلسطينيين والعرب للإعلاء من صوت السردية الفلسطينية في ظل محاولات تزييفها المستمرة من القوة القائمة بالاحتلال، وفي ظل تعمد القوة القائمة بالاحتلال اغتيال رموز الثقافة والإبداع من الكتاب والفنانين والمثقفين الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الجماعية لطمس الوجود الفلسطيني والهوية الثقافية والذاكرة الجمعية.
مشاركة دولة فلسطين هذا العاموتعد مشاركة دولة فلسطين هذا العام هي الأكبر والأكثر تفاعلا داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بتنظيم 47 فاعلية ثقافية وفكرية، شارك بها الكتاب والشعراء والمبدعون الفلسطينيون وكذلك إصدارات وإبداعات الذين استشهدوا إبان حرب الإبادة، وجاءت المشاركة الفلسطينية ضمن إطارين رئيسيين، الأول داخل «الجناح الرسمي لدولة فلسطين» الذي اشتمل على إصدارات أدبية وتاريخية وفكرية ومجموعات الكتب التي تسلط الضوء على قضايا القدس واللاجئين والأسرى والجغرافيا السياسية ومختلف الفنون الفلكلورية والتراثية الفلسطينية، حيث استقبل الجناح مئات المتضامنين من مختلف الجنسيات للإعراب عن تضامنهم ومساندتهم ووقوفهم صفا إلى عدالة الحقوق الفلسطينية، ورغبتهم في التعمق حول مكونات الثقافة والهوية الفلسطينية عن قرب.
ونظمت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، برنامجا تفاعليا ثقافيا يومي داخل الجناح- بعنوان «لقاء مع كاتب»- استهدف فيه عقد 15 لقاء تفاعليا مع كل من كتب عن فلسطين من الأدباء والشعراء والمفكرين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وحرصت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة على المشاركة في عقد الندوات الثقافية والفكرية والفنية في اطار البرامج الثقافية المنعقدة بالمعرض، حيث شارك المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بالقاهرة الكاتب ناجي الناجي، فعاليات ندوة الصالون الثقافي - أيام عربية؛ متطرقا للحديث حول الأبعاد والتحديات التي تواجه الثقافة والمثقفين الفلسطينيين، بمشاركة المفكر اللبناني الكبير عباس بيضون، حيث حرص الناجي التأكيد على أن المثقف الفلسطيني قدم الكثير لتوثيق سرديته بمنتجه الثقافي وكذلك روحه التي دفع ثمنها مقابل نقل الحقيقة؛ خاصة في ظل تعمد استهداف القطاع الثقافي إبان حرب الإبادة الجماعية واستشهاد 88 من شهداء القطاع الثقافي الفلسطيني، مؤكدا أنه يتبقى استكمال دور المثقفين الأحرار في تكوين جبهة ثقافية مقاومة للدفاع عن الحقوق العربية لتكون صوت الحقيقة حاضرة بكل المحافل الفكرية، وضرورة مجابهة الدعايا المضادة بتكريس مفهوم التكامل الثقافي كمتطلب أساسي وتكوين جبهة ثقافية حقيقية للاتفاق على رواية موحدة بكل لغات العالم لمجابهة الهيمنة الفكرية ضد القضية الفلسطينية؛ ويتم ذلك عبر إعادة التأطير بتكوين جبهة عربية مثقفة قادرة على الوقوف أمام محاولات التشكيك في الرواية والسردية الفلسطينية.
وفي ذات السياق، عقدت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة الدورة الثالثة من صالون فلسطين الثقافي تحت شعار «سلام لغزة»؛ في مقر المركز الثقافي الفلسطيني بسفارة دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية، حيث عقدت فعالية إشهار و توقيع 9 إصدارات فكرية وأدبية للكتاب والأدباء الفلسطينيين والمصريين والعرب الذين كتبوا عن فلسطين خلال الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وفيها تم إشهار ومناقشة رواية «قناع بلون السماء» للأسير الروائي باسم خندقجي، كتاب «تطور وحيازة الأراضي الزراعية في فلسطين» للكاتبة د. هند البديري، ديوان «على راح القلب» للشاعرة نهى عمر، ديوان «رماد للظلال» للشاعر ناصر عطا الله، رواية «على يمين القلب» للكاتبة ليالي بدر.
وكذلك حرص الكتّاب والأدباء المشاركون في الصالون الثقافي على تقديم قراءات لـ19 من الكتاب الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة والذي استشهد بعضهم إبان حرب الإبادة الجماعية، وكذلك شهدت الفعاليات افتتاح معرض رسوم فنية لأطفال من قطاع غزة من ذوي شهداء حرب الإبادة الجماعية من إعداد وجدان دياب مديرة مركز ميرا لتنمية المهارات، وعرض فيلم «حي فلسطين» لأول مرة في جمهورية مصر العربية من إنتاج أكاديمية الشروق بحضور صناع الفيلم، والذي يحاكي معاناة فتاة فلسطينية خلال حرب الإبادة الجماعية .
كما نظمت السفارة أمسيتين شعرية وسردية تحت عنوان «قراءات من وإلى فلسطين» في أتيليه العرب للثقافة والفنون بجاليري ضي بالزمالك؛ لتسليط الضوء على جهود المبدعين والأدباء الفلسطينيين ودورهم في نقل السردية الفلسطينية الحقيقية باستخدام أدوات القوى الناعمة ونجاحهم في نقل الرواية وتصحيح الصورة الذهنية التي تعمدت فيها القوة القائمة بالاحتلال وأعوانها تشويه الصمود والمعاناة والجلد الفلسطيني في سبيل الحفاظ على حقه وأرضه ووطنه.
عرض للفلكلور الشعبي الفلسطينيواختتمت مشاركة دولة فلسطين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعرض للفلكلور الشعبي الفلسطيني من خلال مشاركة فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية في البرنامج الفني للمعرض ؛ والذي شهد حضورا لافتا وتفاعلا كبيرا بين الجمهور والدبكة الفلسطينية على الأهازيج واللوحات الفنية الوطنية .
ووجه المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بالقاهرة ناجي الناجي الشكر والتقدير لدور الشقيقية الكبرى مصر بكافة مكوناتها الرسمية والفكرية، خاصة وزارتي الخارجية والثقافة المصرية والهيئة العامة للكتاب، لدعمهم المتفاني من أجل توطيد أواصر العلاقة بين البلدين الشقيقيين من خلال القوى الناعمة وتعميد جسور الثقافة والتي تعد رافدا هاما وأساسيا في تشكيل وعي الشعوب وترسيخ الهوية الوطنية .