وثائقي الذاكرة الأبدية.. الحب على خلفية ألزهايمر
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
ناضل أوغوستو غونغورا كصحافي لكشف تفاصيل الدكتاتورية العسكرية في تشيلي، لكن معركته مع زوجته أثناء فقدان ذاكرته هي التي جعلته موضوع فيلم وثائقي رشح لجائزة الأوسكار بعنوان "الذاكرة الأبدية" La Memoria infinita أو The Eternal Memory.
ويتناول هذا الفيلم، الذي أخرجته التشيلية مايتي ألبيردي، تطور مرض ألزهايمر في حياة زوجين يكافحان يوماً بعد يوم لإبقاء شعلة حبهما متقدة، بينما بلدهما يحاول عدم نسيان جروح الماضي.
وأوضحت ألبيردي (40 عاما) أن "الفيلم، من خلال ما يحدث لغونغورا، أصبح تعبيراً مجازياً يرمز إلى فقدان ذاكرة بلد بأكمله".
وأضافت "إنه أيضاً تذكير مهم بأن الذاكرة العاطفية تتولى زمام الأمور عندما يفقد المرء ذاكرته العقلانية. وهذه الشحنة التاريخية تظل قائمة حتى لو اضمحلت ذاكرة الشخص".
الترشح لجائزة الأوسكارويتناول الفيلم -الذي رُشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل وثائقي- 5 سنوات من الحياة اليومية لغونغورا وزوجته الممثلة ووزيرة الثقافة السابقة بولينا أوروتيا التي كرّست نفسها لرعايته.
وأوضحت المخرجة أنها وجدت في قصة الفيلم "طريقة مميزة جداً للتحدث عن مرض ألزهايمر من خلال الحب، فلا يُنظر إلى المرض من زاوية كونه مأساة، بل كسياق".
وقالت ألبيردي -التي سبق أن رُشحت لجائزة الأوسكار عام 2021 عن فيلم وثائقي بعنوان "وكيل الخلد" The Mole Agent عن الوحدة التي يعانيها كبار السن- إن تصوير فيلمها الجديد "لم يكن بالغ الصعوبة لأنه درس عظيم في الحب".
وستكون المخرجة التشيلية في 10 مارس/آذار الجاري في لوس أنجلوس بين المتنافسين على جائزة الأوسكار لأفضل وثائقي، وتسعى إلى الفوز بهذه الفئة أيضا ً4 أفلام أخرى هي "بوبي واين: رئيس الشعب" Bobi Wine: The People’s President و"بنات ألفة" (Four Daughters) و"أن تقتل نمرا" To Kill a Tiger و"20 يومًا في ماريوبول" 20 Days in Mariupol.
"لا هوية"كان غونغورا عضواً في إحدى وسائل الإعلام السرية أثناء دكتاتورية أوغستو بينوشيه، ثم أصدر كتاباً عن السنوات الأولى من هذه المرحلة المظلمة في تاريخ بلده بعنوان "تشيلي: الذاكرة المحرّمة" ثم عمل في التلفزيون بعد نهاية الدكتاتورية عام 1990.
وهذا الرجل -الذي كان لسنوات يدخل بيوت الناس ليتمكن من سرد قصصهم- فتح لألبيردي" باب بيته وعالمه الحميم في لحظة ضعفه.
وقالت المخرجة "كان يعلم أنه يريد أن يروي قصة ضعفه، وألقى وزوجته نفسيهما من دون تردّد" في هذا المشروع الذي تتخلله مشاهد من حياتهما اليومية التي طبعها ألزهايمر، مع صور أرشيفية لحياتهما قبل ذلك.
وفي أحد هذه المشاهد، تقرأ أوروتيا لزوجها إهداءً كتبه لها في نسخة من كتابه، عندما كانا في بدايات علاقتهما.
وما كتبه في هذا الإهداء يومها بدا شديد التعبير في وضعه كمريض "من دون الذاكرة، لا نعرف من نحن.. ومن دون الذاكرة، لا هوية".
وخلال مرحلة جائحة "كوفيد-19" عهدت المُخرجة بكاميرا للزوجين حتى يتمكنا من مواصلة تسجيل وقائع يومياتهما، مع أنها لم تكن تتوقع أن تعطي هذه الخطوة النتيجة المتوخاة.
لكنها لاحظت اليوم أن المشاهد التي صوراها بهذه الطريقة "كانت ذات عمق كبير" بحيث أصبحت هذه المشكلة نهاية المطاف نعمة، وأوضحت ألبيردي أن قرار التوقف عن التصوير فرض نفسه.
وقالت "ثمة مشهد في الفيلم يصرح فيه (غونغورا) ويقول (لم أعد هنا). وأضافت "كانت المرة الأولى منذ 5 سنوات أشعر بأنه غير مرتاح تجاه نفسه. هذه اللحظة التي رأى فيها نفسه يفقد هويته، كان هذا هو الحد الأقصى بالنسبة لي".
وتوفي غونغورا عن عمر ناهز 71 عاما في مايو/أيار 2023، بعد 4 أشهر من العرض الأول لفيلم "ذاكرة أبدية" في مهرجان صاندانس السينمائي، حيث فازت قصته بالجائزة الكبرى للأفلام الوثائقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لجائزة الأوسکار
إقرأ أيضاً:
مكملات البروتين والبريبايوتيك تعزز الذاكرة لدى كبار السن
مارس 13, 2025آخر تحديث: مارس 13, 2025
المستقلة/- كشفت دراسة حديثة، هي الأولى من نوعها على التوائم، أن تناول مكملات البروتين والبريبايوتيك يوميًا قد يساعد في تحسين الذاكرة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ما يفتح بابًا جديدًا لفهم العلاقة بين صحة الأمعاء وصحة الدماغ.
نتائج مشجعة على الذاكرة
بحسب ما نشره موقع “ساينس أليرت”، فقد أظهرت الدراسة أن المكملات الغذائية لم تؤثر فقط على صحة الأمعاء، بل انعكست إيجابيًا على نتائج اختبارات الذاكرة البصرية والتعلم، وهي اختبارات تُستخدم للكشف المبكر عن الزهايمر وأمراض الذاكرة المرتبطة بالتقدم في العمر.
العلاقة بين الأمعاء والدماغ
لطالما ربطت الأبحاث بين الميكروبيوم المعوي والصحة العقلية، حيث تؤثر البكتيريا النافعة في الأمعاء على إنتاج الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين، ما يساهم في تحسين الإدراك والذاكرة. وتؤكد الدراسة أن دعم صحة الأمعاء عبر مكملات البريبايوتيك قد يكون وسيلة واعدة للحفاظ على الوظائف العقلية مع التقدم في العمر.
غذاء الفكر ومستقبل الأبحاث
تشير هذه النتائج إلى أهمية التغذية في دعم الصحة الإدراكية، ما قد يدفع العلماء لإجراء مزيد من الدراسات حول تأثيرات النظام الغذائي والمكملات الغذائية على الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية. ومع استمرار الأبحاث، قد تصبح مكملات البروتين والبريبايوتيك جزءًا من استراتيجيات تحسين الذاكرة والإدراك لكبار السن في المستقبل.