نشرت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” صورة مذهلة لكثبان رملية زرقاء في جنوب شرق المغرب، التقطتها أقدم مركبة فضاء تعمل على كوكب المريخ.

وبعد دراسة عمر هذه الكثبان الرملية النجمية في منطقة نائية بالمغرب، تمكن فريق علماء من كشف تفاصيل بشأن تكوينها وكيفية تحركها عبر الصحراء، وفقا لما ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية.

والكثبان النجمية تعرف أيضا باسم “الكثبان الهرمية” بسبب أشكالها المميزة، ويبلغ ارتفاعها 100 متر وعرضها 700 متر في واحة عرق الشبي المعروف باسم “لالا عالية”، وهو ما يمكن ترجمته من اللغة الأمازيغية بأنه “أعلى نقطة مقدسة”.

وتنتشر هذه الكثبان في قارة آسيا وأميركا الشمالية وأفريقيا، كما يوجد شبيه لها في كوكب المريخ. ولم يتمكن العلماء سابقا من تحديد الزمن الذي استغرقته تلك الكثبان حتى تتشكل.

واكتشف العلماء أن قاعدة الكثبان الرملية يبلغ عمرها 13 ألف عام، لكنهم فوجئوا بأن الجزء العلوي منها لم يتشكل إلا في الألف عام الماضية أو نحو ذلك.

وأوضح البروفيسور، جيف دولر، من قسم الجغرافيا وعلوم الأرض في جامعة أبيريستويث بويلز: “إنها أشياء غير عادية، وهي واحدة من عجائب الدنيا الطبيعية في العالم”.

وتابع: “من الأرض تبدو تلك الكثبان مثل الأهرامات، لكن من الجو ترى قمة تتفرع منها أذرع مشعة في 3 أو 4 اتجاهات بحيث يصبح شكلها مثل النجوم”.

وقال دولر إن الكثبان الرملية تشكلت لأن الرياح تهب في اتجاهين متعارضين – من الجنوب الغربي والشمال الشرقي – مما يؤدي إلى تراكم الرمال، لافتا إلى أن هناك رياح ثالثة ثابتة تهب من الشرق وتحول الكثبان الرملية ببطء إلى الغرب بمعدل حوالي 50 سم في السنة.

ونوه إلى قاعدة الكثبان استمرت في التشكل حتى حوالي 9000 سنة مضت. وتابع: “يمكننا أن نرى آثارًا لجذور النباتات القديمة، مما يشير إلى أن الكثبان الرملية كانت مستقرة بسبب النباتات. ويبدو أنها بقيت على هذا الحال لمدة 8000 سنة تقريبًا،  ثم بدأ المناخ يتغير مرة أخرى وبدأت هذه الكثبان النجمية في التشكل”.

واستخدم العلماء تقنية تسمى “التأريخ التلألؤي” لتحديد عمر الكثبان النجمية، وذلك عبر حساب آخر مرة تعرضت فيها حبيبات الرمل لضوء النهار.

وشبه دولر الحبوب المعدنية الموجودة في الرمال بأنها “بطاريات صغيرة قابلة لإعادة الشحن تعمل على تخزين الطاقة داخل البلورات، والتي تأتي من النشاط الإشعاعي في البيئة الطبيعية”.

وأوضح أنه كلما طالت مدة دفن الرمال تحت الأرض، فإنها تتعرض لمزيد من النشاط الإشعاعي وازدياد الطاقة التي تتراكم فيي داخلها.

ونبه دولر إلى أنه عندما تُكشَف الحبيبات في المختبر، فإن الطاقة تنطلق على هيئة ضوء، مما يمكننا من معرفة عمرها.

آخر تحديث: 5 مارس 2024 - 22:15

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الكثبان الرملية المغرب وكالة ناسا الامريكية الکثبان الرملیة

إقرأ أيضاً:

شجرة في غامبيا تتحول لوجهة سياحية لعشاق الطبيعة والتصوير

في حي لاتريكوندا جيرمان بمنطقة سيريكوندا الواقعة جنوب غربي العاصمة الغامبية بانجول تقف شجرة الكابوك الضخمة -التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "الشجرة الكبرى"- شاهدا على عراقة الطبيعة وصمودها عبر الزمن.

يبلغ طول هذه الشجرة المعمرة 30 مترا، وتتميز بساق عريضة وضخمة، مما يجعلها واحدة من أكبر مصادر الظل الطبيعية في المنطقة.

وتحظى هذه الشجرة بمكانة خاصة في الثقافة المحلية، إذ يعتقد السكان أنها مقدسة، ويتّبع البعض تقاليد قديمة تتضمن التوجه إليها بالدعاء والتبرك.

رمز للمقاومة في وجه التوسع العمراني

ووفقا لخبراء، كانت أشجار الكابوك منتشرة في غابات غرب أفريقيا الاستوائية، لكنها تضاءلت بسبب التوسع العمراني، ومع ذلك ظلت الشجرة الكبرى صامدة، لتصبح رمزا للهوية المحلية وشاهدا على قرون من التاريخ.

شجرة الكابوك العملاقة تجذب السياح وهواة التصوير (الأناضول)

ويشير مؤرخون محليون إلى أن عمر الشجرة يتراوح بين 200 و300 عام، وأنها لعبت في الماضي دورا اجتماعيا وثقافيا مهما، إذ كانت ظلالها مكانا لاجتماع شيوخ القرى واتخاذ القرارات المهمة.

ملتقى للتجار والمسافرين

وتقول روايات شعبية إن التجار والمسافرين اعتادوا الاحتماء في ظل الشجرة خلال رحلاتهم، إذ شكّلت على الدوام محطة استراحة على الطرق التجارية القديمة.

إعلان

واليوم، لا تزال الشجرة الكبرى مركزا للحياة اليومية، إذ تحيط بها أسواق صغيرة لبيع الفواكه الاستوائية مثل الموز والمانغو والبطيخ، وتعد محطة استراحة للمارة والسائقين.

لا تزال شجرة الكابوك مركزا للحياة اليومية (الأناضول) رمز ثقافي وروحي

وبالإضافة إلى كونها موقعا تجاريا تعد الشجرة الكبرى رمزا ثقافيا يحمل أهمية روحية في معتقدات بعض المجتمعات المحلية، مثل الماندنغ والولوف والفولاني.

ويؤمن البعض بأن هذه الشجرة تحتضن أرواح الأجداد، وأن جذورها العميقة توفر ملجأ روحيا، في حين يأتيها آخرون للتضرع بالدعاء وطلب الأمن والرخاء، تاركين تحت ظلالها نذورهم.

وبفضل حجمها الضخم وأهميتها الثقافية تحولت الشجرة الكبرى إلى وجهة جذابة للسياح، خاصة عشاق الطبيعة والمصورين الذين يقصدون "لاتريكوندا جيرمان" لالتقاط صور للشجرة المهيبة التي لا تزال تتحدى الزمن وتحمل أسرار الأجيال الغابرة.

مقالات مشابهة

  • مانشستر يونايتد يعمق جراح ليستر سيتي في البريميرليغ
  • بارسيلو الإسبانية تعزز استثماراتها في المغرب استعدادًا لكأس العالم 2030
  • طائرة خاصة .. موعد سفر منتخب مصر إلى المغرب لمواجهة إثيوبيا
  • شجرة في غامبيا تتحول لوجهة سياحية لعشاق الطبيعة والتصوير
  • اكتشاف أقدم ديناصور سيرابودي في المغرب
  • فيديو. مضران : نهضة بركان الفريق الوحيد في العالم الذي إحتفلت الطبيعة بفوزه بلقب البطولة
  • وداد برطال تمنح المغرب ذهبية بطولة العالم للملاكمة
  • بالأرقام.. المغرب أول مستورد للشاي الصيني في العالم
  • موعد سفر منتخب مصر إلى المغرب لمواجهة إثيوبيا في تصفيات كأس العالم
  • بالمنطق.. صلاح الدين عووضه : عجائب!!…