ماذا بقيٌ من تاثيرات للراي العام في عالمنا المعاصر…؟
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
ماذا بقيٌ من تاثيرات للراي العام في عالمنا المعاصر…؟
“الحرب على غزة انموذجا”
ا.د #حسين_محادين*
(1)
هذا الرصد والتحليل الاكاديمي من منظور علم اجتماع السياسة، لا يرمي للانتقاص من اهمية وادوار #الراي_العام_العالمي التاريخي ابتداء؛ ولكنه محاولة هادفة لتشخيص واقع ومآلات المستجدة ممثلة في تغير مكانة كل من:-
الراي العام و #الشرعية_الدولية من حيث اهميتهما وادوارهما المفترضة علميا وتنظيميا في عمليات الرقابة التأثير في وعلى سياسات واعمال الدول الغربية المعولمة الآخذة في التطرف /الجشع الصاعق في دعمه للدموية ترابطا مع تنامي تجارة السلاح والتكنولوجيا كاهداف استراتجية لها، وبالتالي جني ارباحها بالنسبة له كجزء من ايدلوجيتها الراسمالية التي تعولمت بعيدا عن قيم ومضامين الانسانية النبيلة خصوصا في ظل الحروب التي تؤججها وتدعم استمرارها في غزة/ فلسطين والعالم بشكل ما
(2)
لأن كان “الراي العام” ومنذ انطلاقه كمصطلح جماهيري عام من حيث كونه اداة جمعية للتاثير والرقابة الضاغطة على مواقف واداء الحكومات في العالم منذ الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر تقريبا؛
فأن التساؤل الواخز هذه الايام هو؛ هل بقيّ الوزن التأثيري للرأي العام كما إعتادنا عليه عبر التاريخ البشري بالمعنى العلمي والسياسي عبر القرون السابقة؛ وتحديدا بعد سيادة القطب العولمي الغربي بقيادة امريكا وحلفاؤها في دول المركز منذ تسعنيات القرن الماضي.
(3)
الاحظ كمتخصص اكاديمي انه ومنذ بدء حرب الابادة في فلسطين/ غزة التي تقودها إسرائيل المحتلة لفلسطين واستمرار الدعم الرسمي الغربي لها، بقيادة اميركا ممثلا في الاصرار على ايقاف اطلاق النار وإفشال اية حوارات او مفاوضات التي جرت في فرنسا،قطر، مصر، انما هو الرغبة الثأرية لديها في عدم نجاح اي حل سياسي، بدليل احباط “القائدة”اميركا لثلاث قرارات بهذا الخصوص في مجلس الامن ، مع التذكير هنا بان الدول الغربية هي التي لطالما تشدقت اعلاميا باهمية نشر وسيادة مضامين حقوق الانسان وكل من العدالة والشرعية الدولية في التعاملات بين دول وشعوب العالم واهمية التعامل مع البشر في ظل العولمة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق منذ تسعنيات القرن الماضي كما تزعم ؛الا ان الواقع الهستيري الراهن يشير الى عدم اعطاء اي اعتبار للراي العام الشعبي العالمي عندما يتعلق الامر في عدوانية اسرائيل فكرا وممارسات في غزة وغيرها ضمن هذا الاقليم الجيوسياسية والعقدي الاهم في العالم .
(4)
اقول ؛ نلاحظ علميا وعمليا وكما تؤكد ايضا كُثرة التظاهرات الشعبية والإعلامية الرافضة لاستمرار العدوان والمطِالبة بوقف القتال وهي واحدة من ابرز العوامل المؤثرة في تشكيل الراي العام العالمي ازاء العدوان ومبررات استمراره على اهلنا في غزة للآن. تؤكد بأن الراي العام بكل ادواته ولغاته لا قيمة له في نظرهم بدليل انه رغم كِبر حجم واعداد المشاركين في رفضهم للعدوان؛ لذا نلمس بجلاء بان هذا الراي العام لم يُفلح ياللوجع في تطبيق او الضغط لانجاح هدنه منصفة لحياة الشعب الفلسطيني ولو هدنة مؤقتة في غزة رغم هول جرائم الحرب والاعداد الهائلة من الضحايا ترابطا مع ذبول اسباب الحياة لاهلنا فيها كأبسط حقوق الانسان في الحصول على الطعام والأدوية ولو في حدهما الادنى، مُسجلة بهذه الوقائع الدامية المنحازة والمهددة للشرعية الدولية وقيم العيش للانسان رغم إقرارنا الضمني بهشاشة ادوار تلك المنظمات الدولية للأسف، وكأننا في هذا العالم المتعولم ايدلوجيا قد عدنا لنعيش في شريعة الغاب رغم كل مظاهر المدنية والتكنولوجية معا.
اخيرا..
ان هذه المعطيات المرفوضة انسانيا انما تمثل سابقة خطرة عبر التاريخ البشري بما في ذلك “اخلاقية” الصراعات بين اي طرفين على وجه البسيطة. وبالتالي لابد من الاعتراف بأن الوزن التأثيري الذي كان ضاغطا عبر الاجيال على صناع السياسية العالمية قد أخذ في الضمور بكل ما يحمل من اوجاع ونكوص انساني نحو مفاهيم العدالة في التعاملات البشرية بالمجمل….فهل نحن مدركون..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الراي العام العالمي الشرعية الدولية الرای العام فی غزة
إقرأ أيضاً:
المملكة تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتعزيز مبادئ الإدارة المتكاملة للحفاظ على الموارد المائية
دعت المملكة العربية السعودية إلى تعزيز التعاون الدولي، وتكثيف الجهود بين الدول والمنظمات لمواجهة تحديات المياه حول العالم، وضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال إتاحة وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي للجميع.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي في اللقاء التحضيري الأول للمنتدى العالمي للمياه 2027، الذي عقد اليوم بالرياض، بمشاركة عددٍ من المختصين والخبراء لمناقشة أبرز قضايا المياه حول العالم، ورسم خارطة طريق لاستضافة المملكة أعمال الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي للمياه 2027م لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.
ودشّن معاليه بمشاركة رئيس مجلس المياه العالمي لويك فوتشون الشعار الرسمي لمنتدى المياه العالمي 2027م.
وأكد الوزير الفضلي أن المملكة أولت قطاع المياه أهمية قصوى، وعملت على الاستفادة المثلى من موارد المياه كافة، من خلال تبني إستراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة، تبدأ بإنتاج المياه، مرورًا بنقلها، وتخزينها، وتوزيعها، ومعالجتها، وانتهاءً بإعادة استخدامها، عبر هيكلية مؤسسية شاملة، مشيرًا إلى قيامها بتطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، للمحافظة عليها، وتحقيق استدامتها، من خلال حوكمة سلاسل الإمداد، وإصدار وثيقة لدراسة الطلب على المياه حتى عام 2050م، إلى جانب اهتمامها بالجوانب البيئية والاجتماعية، واقتصاديات المياه، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى جهود المملكة الإقليمية والدولية، ودورها الرائد في دعم قضايا المياه، وأعلنت عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه، التي تهدف إلى تعزيز تكامل الجهود بين الدول والمنظمات المختصة، لمعالجة تحديات المياه حول العالم، مبينًا أن جهودها الدولية تواصلت بإنشاء مركزٍ دولي لأبحاث المياه ليكون منصة عالمية رائدة للأبحاث التطبيقية في مجالات اقتصاد المياه، والأمن المائي، والتلوث المائي، إضافةً إلى التقنيات المتقدمة، والتحول الرقمي.
ودعا الوزير الفضلي المشاركين في تدشين فعاليات منتدى المياه العالمي إلى الاستفادة من تبادل الخبرات العالمية في مجال الإدارة المتكاملة لموارد المياه، وتطوير الممارسات التقنية في القطاع، مشيرًا إلى أهمية تكاتف الجهود، والعمل معًا من أجل غدٍ أفضل للوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهته أوضح رئيس مجلس المياه العالمي لويك فوتشون أن المجلس والجهات المعنية في المملكة قاموا بإعداد إطار عمل يشتمل على المكونات المواضيعية والإقليمية والسياسية لوضع خارطة طريق لأعمال الدورة الحادية عشرة للمنتدى، مؤكدًا أهمية أن يعمل الجميع على جعل المياه قضيةً ذات أولوية على قدم المساواة مع الطاقة والاتصالات والنقل، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء سيقوم بوضع الأسس لسياسات المياه في السنوات المقبلة.
وقال: “إن الطريق لا يزال طويلًا لكننا مقتنعون بأننا نسير على الطريق الصحيح لوضع الحلول، لتغيير حياة الكثيرين، من خلال الاضطلاع بمسؤوليتنا تجاه مليارات البشر حول العالم، وتقييم القضايا، وتحديد الأهداف، لاتخاذ الإجراءات ومشاركتها، وضمان الوصول الآمن إلى موارد المياه، وتحقيق التنمية البشرية، وحماية الطبيعة.
وأشار فوتشون إلى أن هناك الكثير من الأولويات أمام هذا الاجتماع، وسيسلط الضوء على ثلاثة محاور مهمة، هي: الماء للصحة، والماء للطعام، والتوازن الأفضل بين الماء للناس والماء من أجل الطبيعة، مبينًا أن تنفيذ هذه الأولويات يعتمد على ثلاثة أعمدة رئيسة، هي الابتكار، والحوكمة، والتمويل، مبينًا أن التسارع العالمي لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة يجب أن يركز على المعرفة والابتكار، وإيجاد التوازن الصحيح بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ونقل المياه إلى مسافات طويلة، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وغيرها من التقنيات الأخرى، مثل استمطار السحب، وغيرها، معددًا القضايا الرئيسة التي يتم النقاش حولها فيما يتعلق بالمياه، وهي، الأمن، والصحة، والغذاء، والطبيعة، والقانون، والابتكار، والحوكمة، والمالية، والسياسة، والدبلوماسية.
بدوره أوضح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه الدكتور عبدالعزيز الشيباني أن هذا الاجتماع يأتي بمثابة دعوة للعمل الجاد والفوري، والبناء على أنجز في مجال المياه، والمضي قدمًا نحو بلورة الأولويات من خلال الاتساق والاندماج بشكلٍ أوسع بين جميع القطاعات، وتوحيد الجهود كافة للوصول إلى إيجاد حلول حقيقية لمشاكل المياه حول العالم، وتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن إيجاد حلول ناجحة يجب أن يرتكز على العديد من المحاور، من أهمها، التمويل، والابتكار، والدبلوماسية، والبيئة، وغيرها.
يُشار إلى أن منتدى المياه العالمي 2027، الذي ينظمه المجلس العالمي للمياه بالمملكة، ويقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط يُعد منصة دولية مهمة، لتبادل الأفكار والتجارب في مجال إدارة المياه، وفرصة للتعاون بين الدول والمنظمات، لمناقشة وتطوير أبرز الممارسات الدولية في مجال المياه حول العالم، والتعاون على تحقيق الإدارة المستدامة لموارد المياه، وتنميتها، والحفاظ عليها.