ماذا يحدث في هايتي؟.. فتح السجون واقتحام المطار وزعيم عصابة يطرح نفسه رئيسا للبلاد
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تشهد دولة هايتي حالة من الانفلات الأمني الكبير حيث هاجمت عصابات مسلحة مطار البلاد الدولي وأطلقت سراح أكثر من 3800 سجين فيما يبدو أنه جهد منسق للإطاحة برئيس الوزراء أرييل هنري، حسبما ذكرت صحيفة «الجارديان».
إعلان حالة الطوارئ في البلاد.. ماذا يحدث في هايتي؟وأعلن المسؤولون في هايتي حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أيام وفرضوا حظر التجول ليلاً في محاولة لتهدئة الاضطرابات المتزايدة، في الوقت الذي تعاني فيه الشرطة الوطنية من النقص في الأسلحة، وبالرغم من ذلك تعهدت قوات الأمن باستخدام جميع الوسائل القانونية لصد العصابات، لكن قوة الشرطة في البلاد أقل تسليحًا وعددًا، في حين أن رئيسها غير منتخب، ولا يحظى بشعبية كبيرة وهو غائب الآن في محاولة لجلب ضباط شرطة من كينيا.
ويبلغ عدد قوات الشرطة في هايتي حوالي 9000 ضابط فقط، ولديها مشكلة في تعيين مجندين وضباط جدد بينما قتل أربعة ضباط على الأقل في الأسبوع الماضي.
القائم بأعمال الرئيس ذهب لمحاولة جلب ضباط شرطة من دول أخرىويتواجد كبار المسؤولين خارج البلاد بما فيهم القائم بأعمال الرئيس والذي توجه الأسبوع الماضي جواً إلى العاصمة الكينية نيروبي في أحدث جهوده لجلب قوة قوامها 1000 ضابط شرطة كيني لاستعادة السيطرة على البلاد من الفصائل المسلحة التي تسيطر الآن على ثلاثة أرباع العاصمة.
ولكن في غيابه، بعثت العصابات في هايتي إلى الحكومة والمجتمع الدولي برسالة صارخة من خلال شن هجمات منسقة على المطار الدولي الرئيسي في العاصمة، ومراكز الشرطة والسجون الكبرى.
وجاءت هذه الإجراءات بعد عطلة نهاية الأسبوع القاتلة التي شكلت مستوى منخفضاً جديداً في دوامة العنف في هايتي، والتي دفعت الولايات المتحدة إلى نصيحة مواطنيها بالمغادرة في أقرب وقت ممكن ودعت كندا إلى إغلاق سفارتها مؤقتاً.
وشن مسلحون مدججون بالسلاح هجوما جديدا على المطار الرئيسي في البلاد أمس الاثنين، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود.
زعيم أحد العصابات يرفض عودة الرئيس المؤقت ويطرح نفسه كرئيس للبلادبينما أعلن جيمي شيريزر، ضابط الشرطة السابق المعروف باسم باربيكيو والذي يدير الآن تحالفًا من العصابات، مسؤوليته عن الهجمات ، قائلًا إن الهدف كان القبض على رئيس شرطة هايتي ووزراء الحكومة ومنع عودة الرئيس المؤقت أرييل هنري البالغ من العمر 74 عام.
وقتل تسعة أشخاص على الأقل منذ يوم الخميس، من بينهم أربعة ضباط الشرطة وشملت أهداف العصابات مراكز الشرطة والمطار الدولي في البلاد والملعب الوطني لكرة القدم، حيث تم احتجاز أحد الموظفين كرهينة لساعات.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 15 ألف شخص أجبروا على الفرار من العنف بين يومي الخميس والسبت، بما في ذلك أولئك الموجودون بالفعل في مخيمات مؤقتة للنازحين أقيمت في المدارس والمستشفيات والساحات المحيطة بالعاصمة «بورت أو برانس».
قال محللون إن الهروب الجماعي للمجرمين المدانين وزعماء العصابات البارزين كان استعراضًا وقحًا للقوة من قبل عصابات الشوارع في البلاد ويمثل لحظة حاسمة للجهود الدولية لدعم الحكومة واستعادة النظام في الدولة الكاريبية.
العصابات توحد قواها للإطاحة بالحكومة وتخويف السياسيينونقلت صحيفة «الجارديان» عن محلل شؤون هايتي في مؤسسة الأزمات الدولية دييجو دا رين قوله «ربما نشهد نقطة تحول الآن، حيث يبدو أن العصابات توحد قواها للإطاحة بالحكومة وإرسال رسالة تخويف إلى السياسيين الذين غابوا عن البلاد حتى لا يعودوا».
وأضاف «لقد سقطت هايتي في حالة من الفوضى والخروج على القانون أعمق من أي وقت مضى منذ اغتيال رئيسها جوفينيل مويز على يد مرتزقة كولومبيين في يوليو 2021، مما جعل أرييل هنري زعيمًا مؤقتًا».
وقال دا رين إن الهجوم المنسق من قبل العصابات التي تحارب بعضها البعض عادة من أجل الأرض هو استعراض كبير للقوة ومحاولة لإثبات أنه يجب التفاوض معهم لحل الأزمات العميقة والمطولة في هايتي، وان هذه العصابات تستعرض أن بإمكانها أن تجعل هايتي تقف على قدميها وقتما تشاء.
عدد كبير لضحايا العنف في هايتيووقع أكثر من 8400 شخص ضحايا لعنف العصابات الوحشي في هايتي العام الماضي وفقًا للأمم المتحدة، وقد وصل الجوع في الدولة التي مزقتها الصراعات إلى مستويات كارثية غير مسبوقة.
بينما يعتقد أن أكثر من 3800 سجين، بينهم قتلة وخاطفون، فروا من السجن الوطني يوم السبت، كما هرب عدد من السجناء من سجن كروا دي بوكيه، وهو منشأة تقع على أطراف المدينة تضم حوالي 1500 شخص.
وتُرك السجن الرئيسي المكتظ عادة في بورت أو برنس والذي كان يضم أكثر من ربع مجموع السجناء في هايتي خالياً بشكل مخيف يوم الأحد، مع عدم وجود حراس على مرمى البصر، وكانت ثلاث جثث مصابة بطلقات نارية ملقاة عند مدخل السجن، وفي حي آخر كانت جثتا رجلين ملطختين بالدماء وأيديهما مقيدة خلف الظهر ملقاة على وجهيهما بينما كان السكان يسيرون أمام حواجز الطرق التي أقيمت بإطارات مشتعلة.
وطلبت السفارة الأمريكية في بورت أو برنس من مواطنيها يوم الأحد مغادرة هايتي في أسرع وقت ممكن بينما قالت السفارة الفرنسية إنها ستغلق خدمات التأشيرات.
الرئيس المؤقت يدعو الدول لمساعدة البلاد بضباط شرطةدعا هنري مرارًا وتكرارًا الدول الأجنبية إلى مساعدة الشرطة في استعادة السيطرة على البلاد وتخفيف الأزمات الإنسانية الأليمة عن طريق إرسال قوات أجنبية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في هايتي، أولريكا ريتشاردسون، للصحفيين الأسبوع الماضي، إن العنف المتصاعد في هايتي غير إنساني، حيث يواجه 4.4 مليون شخص يمثلوا ما يقرب من 40٪ من السكان انعدامًا كبيرًا للأمن الغذائي.
وعرضت دولة بنين الواقعة في غرب إفريقيا إرسال 2000 جندي إلى منطقة البحر الكاريبي الأسبوع الماضي، ووقع هنري اتفاقا في نيروبي لإرسال قوة عمل قوامها حوالي 1000 ضابط شرطة بعد أن عرقلت المحكمة العليا في كينيا ذلك في البداية.
مخاوف من عدم عودة الرئيسومن غير المؤكد ما إذا كان هنري سيعود الآن إلى هايتي أو سيحاول السيطرة على الفوضى من بعيد نظرا للمخاطر الأمنية المتزايدة داخل البلاد.
لم تشهد هايتي أي مسؤول سياسي منتخب لأكثر من عام ، حيث فشلت حكومة هنري مراراً وتكراراً في إجراء انتخابات جديدة.
في غياب الرئيس المؤقت، عقد زعيم العصابة سيئ السمعة جيمي شيريزر، المعروف أيضًا باسم باربيكيو، مؤتمرات صحفية لطرح مطالبته بالسلطة، حيث ادعى زعيم العصابة أنه يرأس الآن ائتلافاً مما أطلق عليه الفصائل الهايتية التي وحدت قواها للإطاحة بالنخبة الهايتية الفاسدة على حد زعمه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هايتي ماذا يحدث في هايتي العنف في هايتي أعمال عنف في هايتي عصابات هايتي رئيس هايتي الأسبوع الماضی الرئیس المؤقت فی البلاد فی هایتی أکثر من
إقرأ أيضاً:
بعد استهدافها تل أبيب | ماذا يحدث بين إسرائيل واليمن ؟
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مسؤول، السبت، أن إسرائيل تسعى لبناء تحالف في المنطقة ضد الحوثيين، في خطوة تهدف إلى التصدي للنشاطات العسكرية التي تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل.
وفي ذات السياق، أفادت الهيئة بأن إسرائيل تدرس إمكانية إطلاق حملة اغتيالات ضد قادة الحوثيين في المستقبل القريب، ضمن استراتيجية ردع تستهدف تقويض القدرة العسكرية للمجموعة المدعومة من إيران.
وصباح السبت، أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن استهداف تل أبيب بصاروخ باليستي فجر اليوم.
لا تستطيع أن تقف أمام إرادة المقاومفي هذا الصدد قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية إن منظومة الدفاع الجوي منظومات شديدة التطور والحداثة ولكنها لا تستطيع ان تقف امام ارادة المقاوم ، مشيرا إلى أنه لن تتمكن كل المنظومات من انها تعمل بكفاءة مئة بالمئة بل من الممكن ان ينفلت بعضها ، ولفت إلى أن اسرائيل وان كانت مدعومة من الجانب الامريكي باحدث انواع الاسلحة لكن هناك مقاومة على جبهات كثيرة .
واضاف طارق البرديسي خلال تصريحات لــ"صدى البلد "ولكن الاستعلاء والقوة المفرطة من الجانب الاسرائيلي لن تجلب له في نهاية المطاف الامن الشامل والكامل والنجاح الاستراتيجي النهائي، فلابد من حدوث تسوية.
وتابع البرديسي: أسوأ السيناريوهات هي أن اليمن يتلقى ضربات من الجانب الاسرائيلي، ويبقى هنا السؤال الكبير هل استطاع الموساد ان يصل ويخترق الحوثي كما اخترق حزب الله.
بعد يومين من قصف إسرائيل لصنعاءمن جانبه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، بأن الحل في اليمن يكمن في إيران، مشيرًا إلى أن على إسرائيل عدم الاكتفاء بالرد على الحوثيين فقط، بل يجب أن يكون هناك تحرك شامل في المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد.
كما نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن تصاعد الصراع مع الحوثيين يتطلب تجنيد كامل للإدارة الأميركية، من أجل زيادة الهجمات على اليمن.
وقال العميد يحيى سريع المتحدث باسم الحوثيين إن الاستهداف تم بواسطة «صاروخ باليستي فرط صوتي، من نوع فلسطين2، حيث أصاب الصاروخ هدفه بدقة، ولم تنجح المنظومات الدفاعية والاعتراضية الإسرائيلية في التصدي له»، مؤكدا أن الحوثيون مستمرون في دعمهم وإسنادهم لغزة حتى وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي ارتفاع عدد الإصابات جراء الصاروخ الذي أطلق من اليمن على تل أبيب إلى 16 مصابا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية فشلت في اعتراض الصاروخ، مضيفا أنه يجري التحقيق في الواقعة فيما أظهرت مقاطع مصورة سقوط الصاروخ في منطقة حيوية في تل أبيب.
وجاء هذا الاستهداف اليمني لتل أبيب بعد يومين من قصف إسرائيل لصنعاء.
أمس الأول، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت ضربات جوية استهدفت «أهدافًا إرهابية حوثية» في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الساعات الأولى من صباح الخميس، حيث كانت 14 طائرة في الجو أثناء إطلاق اليمن صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل.
وزعم الجيش أن المواقع التي تم استهدافها كانت تستخدم من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية، بما في ذلك تهريب الأسلحة الإيرانية إلى داخل اليمن.
وأشار إلى أن الموانئ والبنية التحتية للطاقة في صنعاء تعرضت للضربات خلال العملية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الهجمات المستمرة من الحوثيين دفعت إسرائيل إلى تنفيذ هذه العملية كـ«هجوم مضاد».
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ باليستي وما يزيد على 170 طائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل.
وعلى الرغم من أن معظمها تم اعتراضه من قبل الدفاعات الأميركية والإسرائيلية، إلا أن 22 منها نجحت في اختراق الأجواء الإسرائيلية.
وخلال الفجر، استهدفت الموجة الأولى من الهجوم الساحل اليمني، بينما ضربت الموجة الثانية العاصمة صنعاء.
وأكد الجيش أن عشرات الأهداف في خمس مناطق رئيسية تعرضت للقصف، بما في ذلك الحديدة، رأس عيسى، ومناطق ساحلية أخرى، إلى جانب العديد من الموانئ الصغيرة مثل الصليف.
وأوضح الجيش أن الضربات استهدفت منشآت حيوية مثل الكهرباء والنفط التي يعتمد عليها الحوثيون في تمويل عملياتهم العسكرية.
ماذا يحدث بين إسرائيل واليمن ؟أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في الـ7 من أكتوبر 2023.
ووفقا للصحيفة فإن "الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية اعترضوا معظم الصواريخ والمسيرات التي أطلقت من اليمن".
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت فشله في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وسقط في تل أبيب، وسط تقارير عن وقوع عدد كبير من الإصابات.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن أطباء، بأن ما لا يقل عن 14 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة، معظمهم بسبب الزجاج المكسور، نتيجة الهجوم، مشيرة إلى أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا أثناء هروبهم إلى الملاجئ.
ولاحقا، أفادت نجمة داود الحمراء بأن 16 شخصا أصيبوا بشظايا الزجاج عقب الهجوم الصاروخي الباليستي من اليمن، تم نقلهم إلى مستشفيات وولفسون وإيخيلوف، وأصيب 14 شخصا آخرين في طريقهم إلى المنطقة المحمية وتم تحديد 7 إصابات بصدمة نفسية.
وأمس الجمعة، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين اليمنية، أنها نفذت عمليتين عسكريتين بعدد من الطائرات المسيّرة ضد "أهداف حيوية" جنوب ووسط إسرائيل، إحداهما بالاشتراك مع جماعة عراقية مسلحة.
وسبق أن أعلن الحوثيون يوم الخميس الماضي تنفيذ 3 عمليات عسكرية على مواقع إسرائيلية، بالتزامن مع غارات إسرائيل على صنعاء والحديدة.