تشهد دولة هايتي حالة من الانفلات الأمني الكبير حيث هاجمت عصابات مسلحة مطار البلاد الدولي وأطلقت سراح أكثر من 3800 سجين فيما يبدو أنه جهد منسق للإطاحة برئيس الوزراء أرييل هنري، حسبما ذكرت صحيفة «الجارديان».

إعلان حالة الطوارئ في البلاد.. ماذا يحدث في هايتي؟

وأعلن المسؤولون في هايتي حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أيام وفرضوا حظر التجول ليلاً في محاولة لتهدئة الاضطرابات المتزايدة، في الوقت الذي تعاني فيه الشرطة الوطنية من النقص في الأسلحة، وبالرغم من ذلك تعهدت قوات الأمن باستخدام جميع الوسائل القانونية لصد العصابات، لكن قوة الشرطة في البلاد أقل تسليحًا وعددًا، في حين أن رئيسها غير منتخب، ولا يحظى بشعبية كبيرة وهو غائب الآن في محاولة لجلب ضباط شرطة من كينيا.

ويبلغ عدد قوات الشرطة في هايتي حوالي 9000 ضابط فقط، ولديها مشكلة في تعيين مجندين وضباط جدد بينما قتل أربعة ضباط على الأقل في الأسبوع الماضي.

القائم بأعمال الرئيس ذهب لمحاولة جلب ضباط شرطة من دول أخرى

ويتواجد كبار المسؤولين خارج البلاد بما فيهم القائم بأعمال الرئيس والذي توجه الأسبوع الماضي جواً إلى العاصمة الكينية نيروبي في أحدث جهوده لجلب قوة قوامها 1000 ضابط شرطة كيني لاستعادة السيطرة على البلاد من الفصائل المسلحة التي تسيطر الآن على ثلاثة أرباع العاصمة.

ولكن في غيابه، بعثت العصابات في هايتي إلى الحكومة والمجتمع الدولي برسالة صارخة من خلال شن هجمات منسقة على المطار الدولي الرئيسي في العاصمة، ومراكز الشرطة والسجون الكبرى.

 وجاءت هذه الإجراءات بعد عطلة نهاية الأسبوع القاتلة التي شكلت مستوى منخفضاً جديداً في دوامة العنف في هايتي، والتي دفعت الولايات المتحدة إلى نصيحة مواطنيها بالمغادرة في أقرب وقت ممكن ودعت كندا إلى إغلاق سفارتها مؤقتاً.

وشن مسلحون مدججون بالسلاح هجوما جديدا على المطار الرئيسي في البلاد أمس الاثنين، وتبادلوا إطلاق النار مع الشرطة والجنود.

زعيم أحد العصابات يرفض عودة الرئيس المؤقت ويطرح نفسه كرئيس للبلاد

بينما أعلن جيمي شيريزر، ضابط الشرطة السابق المعروف باسم باربيكيو والذي يدير الآن تحالفًا من العصابات، مسؤوليته عن الهجمات ، قائلًا إن الهدف كان القبض على رئيس شرطة هايتي ووزراء الحكومة ومنع عودة الرئيس المؤقت أرييل هنري البالغ من العمر 74 عام.

وقتل تسعة أشخاص على الأقل منذ يوم الخميس، من بينهم أربعة ضباط الشرطة وشملت أهداف العصابات مراكز الشرطة والمطار الدولي في البلاد والملعب الوطني لكرة القدم، حيث تم احتجاز أحد الموظفين كرهينة لساعات.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 15 ألف شخص أجبروا على الفرار من العنف بين يومي الخميس والسبت، بما في ذلك أولئك الموجودون بالفعل في مخيمات مؤقتة للنازحين أقيمت في المدارس والمستشفيات والساحات المحيطة بالعاصمة «بورت أو برانس». 

قال محللون إن الهروب الجماعي للمجرمين المدانين وزعماء العصابات البارزين كان استعراضًا وقحًا للقوة من قبل عصابات الشوارع في البلاد ويمثل لحظة حاسمة للجهود الدولية لدعم الحكومة واستعادة النظام في الدولة الكاريبية.

العصابات توحد قواها للإطاحة بالحكومة وتخويف السياسيين

ونقلت صحيفة «الجارديان» عن محلل شؤون هايتي في مؤسسة الأزمات الدولية دييجو دا رين قوله «ربما نشهد نقطة تحول الآن، حيث يبدو أن العصابات توحد قواها للإطاحة بالحكومة وإرسال رسالة تخويف إلى السياسيين الذين غابوا عن البلاد حتى لا يعودوا».

وأضاف «لقد سقطت هايتي في حالة من الفوضى والخروج على القانون أعمق من أي وقت مضى منذ اغتيال رئيسها جوفينيل مويز على يد مرتزقة كولومبيين في يوليو 2021، مما جعل أرييل هنري زعيمًا مؤقتًا».

وقال دا رين إن الهجوم المنسق من قبل العصابات  التي تحارب بعضها البعض عادة من أجل الأرض هو استعراض كبير للقوة ومحاولة لإثبات أنه يجب التفاوض معهم لحل الأزمات العميقة والمطولة في هايتي، وان هذه العصابات تستعرض أن بإمكانها أن تجعل هايتي تقف على قدميها وقتما تشاء.

عدد كبير لضحايا العنف في هايتي

ووقع أكثر من 8400 شخص ضحايا لعنف العصابات الوحشي في هايتي العام الماضي وفقًا للأمم المتحدة، وقد وصل الجوع في الدولة التي مزقتها الصراعات إلى مستويات كارثية غير مسبوقة.

بينما يعتقد أن أكثر من 3800 سجين، بينهم قتلة وخاطفون، فروا من السجن الوطني يوم السبت، كما هرب عدد من السجناء من سجن كروا دي بوكيه، وهو منشأة تقع على أطراف المدينة تضم حوالي 1500 شخص.

وتُرك السجن الرئيسي المكتظ عادة في بورت أو برنس  والذي كان يضم أكثر من ربع مجموع السجناء في هايتي  خالياً بشكل مخيف يوم الأحد، مع عدم وجود حراس على مرمى البصر، وكانت ثلاث جثث مصابة بطلقات نارية ملقاة عند مدخل السجن، وفي حي آخر كانت جثتا رجلين ملطختين بالدماء وأيديهما مقيدة خلف الظهر ملقاة على وجهيهما بينما كان السكان يسيرون أمام حواجز الطرق التي أقيمت بإطارات مشتعلة.

وطلبت السفارة الأمريكية في بورت أو برنس من مواطنيها يوم الأحد مغادرة هايتي في أسرع وقت ممكن بينما قالت السفارة الفرنسية إنها ستغلق خدمات التأشيرات.

الرئيس المؤقت يدعو الدول لمساعدة البلاد بضباط شرطة

دعا هنري مرارًا وتكرارًا الدول الأجنبية إلى مساعدة الشرطة في استعادة السيطرة على البلاد وتخفيف الأزمات الإنسانية الأليمة عن طريق إرسال قوات أجنبية.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في هايتي، أولريكا ريتشاردسون، للصحفيين الأسبوع الماضي، إن العنف المتصاعد في هايتي غير إنساني، حيث يواجه 4.4 مليون شخص يمثلوا ما يقرب من 40٪ من السكان  انعدامًا كبيرًا للأمن الغذائي.

وعرضت دولة بنين الواقعة في غرب إفريقيا إرسال 2000 جندي إلى منطقة البحر الكاريبي الأسبوع الماضي، ووقع هنري اتفاقا في نيروبي لإرسال قوة عمل قوامها حوالي 1000 ضابط شرطة بعد أن عرقلت المحكمة العليا في كينيا ذلك في البداية.

مخاوف من عدم عودة الرئيس

ومن غير المؤكد ما إذا كان هنري سيعود الآن إلى هايتي أو سيحاول السيطرة على الفوضى من بعيد نظرا للمخاطر الأمنية المتزايدة داخل البلاد.

لم تشهد هايتي أي مسؤول سياسي منتخب لأكثر من عام ، حيث فشلت حكومة هنري مراراً وتكراراً في إجراء انتخابات جديدة.

في غياب الرئيس المؤقت، عقد زعيم العصابة سيئ السمعة جيمي شيريزر، المعروف أيضًا باسم باربيكيو، مؤتمرات صحفية لطرح مطالبته بالسلطة، حيث ادعى زعيم العصابة أنه يرأس الآن ائتلافاً مما أطلق عليه الفصائل الهايتية التي وحدت قواها للإطاحة بالنخبة الهايتية الفاسدة على حد زعمه.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هايتي ماذا يحدث في هايتي العنف في هايتي أعمال عنف في هايتي عصابات هايتي رئيس هايتي الأسبوع الماضی الرئیس المؤقت فی البلاد فی هایتی أکثر من

إقرأ أيضاً:

إخلاء سكان قرى جنوب لبنان.. ماذا يحدث على الحدود مع إسرائيل؟

وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذرًا للبنانيين المقيمين في قرى جنوب لبنان لإخلاء منازلهم، وحذرهم من التحرك نحو الجنوب، وطالبهم بعدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني. 

الاحتلال يطالب بإخلاء هذه القرى

وطالب جيش الاحتلال في بيان وفق ما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» من اللبنانيين المقيمين في قرى  يارون، عين ابل، مارون الراس، طيري، حداثا عيتا الجبل الزط، جميجيمة، تولين، دير عامس، برج قلويه، البياضة، زبقين جبال البطم، صربين، الشعيتية، كنيسة، الحنية، معركة، غندورية، دير قنون - مالكية الساحل، برج الشمالي، ابل السقي، صريفا، دير قنون النهر، العباسية، الراشيديه، بنت جبيل، عيترون، بالإخلاء الفوري.

وطلب جيش الاحتلال من سكن تلك القرى التوجه فورًا إلى شمال نهر الأولي، مضيفًا: «أنقذوا حياتكم وقوموا بإخلاء بيوتكم فورا»،‏ محذرًا من التوجه جنوباً «أي توجه جنوبا قد يعرض حياتكم للخطر‏ سنعلمكم بالوقت الآمن للعودة إلى بيوتكم».

قوات الاحتلال تبدأ هجوم بري على لبنان

وتحركت فجر اليوم، قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب السياج الحدودي مع لبنان، واستدعت الفرق الهندسية لتعمل على فتح السياج وإزالة العوائق أمام تقدم القوات، وأعلن جيش الاحتلال إقامة منطقة عسكرية مغلقة في المطلة ومسكاف عام وكفر جلعادي في ما بدا تمهيداً لبدء التوغل البري في لبنان.

مقالات مشابهة

  • تُرى ماذا قال هيقل في فلسفة التّاريخ عن القحّاتة ومليشيات الجنجويد؟
  • برلماني لبناني: مسؤولية ما يحدث في البلاد تقع على عاتق المجتمع الدولي
  • إخلاء سكان قرى جنوب لبنان.. ماذا يحدث على الحدود مع إسرائيل؟
  • الرئيس الإيراني يعلق على تعامل الشرطة مع قضية الحجاب في إيران
  • عاجل - بيان جديد من "حزب الله".. ماذا يحدث الآن؟
  • حرب١٥/ابريل هي بداية النهاية لأخطاء كثيرة ارتكبتها قيادة البلاد منذ الاستقلال
  • الرئيس السيسي يمنح أنواط الطبقة الثانية لأوائل الخريجين الوافدين بكلية الدراسات العليا
  • رئيس أكاديمية الشرطة: الرئيس السيسي رمز مخلص وزعيم صادق يدافع عن الحق (تفاصيل)
  • رئيس أكاديمية الشرطة: الرئيس السيسي زعيم صادق ويقود مسيرة البلاد نحو التنمية
  • رئيس أكاديمية الشرطة: الرئيس السيسي يقود مسيرة البلاد نحو التنمية والتقدم