“مبادرة محمد بن زايد للماء”
ارتكزت “رؤية الإمارات للعالم” منذ تأسيسها في السبعينيات من القرن الماضي على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” على خدمة الإنسانية وتقديم يد العون له، والعمل على الوصول إلى إيجاد حل لتلك التحديات والأزمات التي يواجهها والتخفيف من تبعاتها وتداعياتها عليه، حتى أصبح المعيار “القيمي” الأول لتحركات الدبلوماسية الإماراتية ولأبعادها الاستراتيجية التي تضعها هو الإنسان، لذا تتكثف كل الجهود الداخلية والخارجية حول خدمته كما يتم تسليط كل المبادرات لتصب في النهاية لإسعاده.
وقد ارتبطت الدبلوماسية الإماراتية الخارجية بهذه الرؤية، فنجد أن ملف المساعدات الخارجية مرتبط بوزارة الخارجية وهي من حيث الأرقام فإنها تسجل مراكز متقدمة من بين دول العالم في تقديم المساعدات، وهي ضمن العشر الكبار في تقديم المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، كما تجدها تستضيف مقرات عالمية لها علاقة بخدمة الإنسان.
الإمارات كانت دائماً وأبداً في خدمة الإنسان، فحيثما كانت كارثة أو أزمة ومعاناة، نجد الناس يتطلعون إلى دولة الإمارات وإلى قيادتها الرشيدة، بأن تمثل الأمل وتصنع السعادة، وللتأكيد على هذا الأمر فما زلنا نتداول مقطع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون وهو يصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ومواقفه الإنسانية النبيلة ومبادرات سموه العظيمة التي تخدم البشرية جمعاء، كما لازلنا نعيش احتفالات تكريم “صناع الأمل” الذي تم قبل أيام في إمارة دبي، ونحن نتذكر نجاحات “كوب 28” في نهاية العام الماضي ومنحه الأمل في احتواء تداعيات التغير المناخي ومخاطره على الكوكب والبشرية وغيرها من القصص.
أما عن أحدث المواقف والمبادرات الإنسانية لهذه الدولة فهي: “مبادرة محمد بن زايد للماء”، التي أطلقت في بداية مارس الجاري بالشراكة مع مؤسسة “إكس برايز” الأمريكية وتهدف إلى البحث عن معالجة أزمة ندرة المياه والعمل على تجنب عواقب هذه المشكلة المتنامية في العالم، والتي تمثل تحدياً حقيقياً لجهود المنظمات الدولية وحكومات العالم.
“مبادرة محمد بن زايد للماء” تبين ثقافة مجتمع الإمارات ونهج حكومتها الرشيدة في مواجهة التحديات ومعالجتها حيث تنطلق من خلال إشراك الجميع في مسئولية البحث عن الحل، وهو النهج الذي تؤكده كل النظريات الفكرية وفلسفات مواجهة التحديات المشتركة في البحث عن أفضل الطرق للحل وإلا ستبقى المعالجة ناقصة.
كما ترسخ المبادرة الكريمة فهم قيادة الإمارات للعمل الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية كون أن العالم يمثل “المجتمع الإنساني” من خلال العمل الجماعي كما هو الحال في مواجهة التطرف والإرهاب أو البحث عن مواجهة أزمة التغير المناخي وغيرها من القضايا الكبرى التي تحتاج إلى الجهود الجماعية، لذا فإن محاور المبادرة الابتكارية يتفرع منها محوريين استراتيجيين لتحقيق أهدافها وهي:
المحور الأول، إشراك مؤسسات عالمية: فكرة الشراكات باعتبارها نهج إماراتي للتعاون من أجل مواجهة التحديات التي تعترض الإنسانية هي مسألة ليست جديدة أو أنها دخلت حديثاً في قاموس العمل الإماراتي فهي قديمة بل إن التجارب التنموية في باقي دول المنطقة تستعين بشركات كونت خبرتها في العمل مع دولة الإمارات، فكرة نهج الشراكات يعني الاستفادة المشتركة للجميع لتحقيق هدف واحد مع التأكيد على الجودة في المنتج النهائي لأن البصمة الإماراتية لا بد أن تكون عالية وبقدر مكانة الإنسان في نهجها.
المحور الثاني، تحفيز المبتكرين حول العالم: وهذا نوع آخر من الأفكار التي تسعى إليها دولة الإمارات وهي تفعيل دور أفراد المجتمع باعتبارهم الحاضنة الحقيقية لإنجاح أي مبادرة لأسباب تضمنتها مبادرة “مبادرة محمد بن زايد للماء” وتشترطها وهي قدرة هؤلاء الأفراد على:
1- تقديم حلول فاعلة لمواجهة شح المياه من منطلق أن أفراد المجتمع هم جزء من الحل كما أنهم جزء من المشكلة من خلال الاستهلاك وبالتالي فسوف يقدمون حلول قابلة للتطبيق وسوف يساهمون في نشر الوعي.
2- أن يقدموا حلول مستدامة ومستمرة، وفي هذا الأمر يتضح النهج الإماراتي من خلال أن جهودها في معالجة أي أزمة ترتكز على آلا تكون حلول وقتية، وإنما مستدامة.
نستطيع القول إن المبادرة تستهدف في بعدها العالمي على تأكيد رؤية الحكيمة لقيادة الإمارات، وهي أن الإنسان هو أساس تعمير الكون وأنه الفاعل والمحرك الأول في مواجهة التحديات والأزمات التي يعاني منها.
“مبادرة محمد بن زايد للماء” تستند على منظومة من قيم دولة الإمارات لتخاطب بها المجتمع الدولي وهي خدمة الإنسان ومساعدته على العيش الكريم وهذا كما جاء في مقدمة المقال أنها الأساس الدبلوماسي لهذا الوطن من تأسيسه.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مبادرة محمد بن زاید للماء مواجهة التحدیات دولة الإمارات فی مواجهة البحث عن من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير الطاقة التركي: 99% من المعدات الألمانية لن تستخدم في محطة “أكويو” التي تبنيها “روساتوم”
تركيا – أشار وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إلى أن شركة “روساتوم” الروسية استغنت عن معدات “سيمنس” بمشروع محطة “أكويو” النووية واستبدلتها بمعدات صينية بعد تأخير من الشركة الألمانية.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار لصحيفة “ميليت” إن “المستشار الألماني (أولاف شولتس)، خلال زيارته الأخيرة لاسطنبول، أبلغ رئيسنا (رجب طيب أردوغان) أن شركة “سيمنس” ستورد المعدات إلى تركيا، وبعد ذلك خاطبت الشركة “روساتوم” لكن الجانب الروسي قال: لقد فات الأوان وقد أتت اللحظة الحاسمة، لقد تحولنا إلى المعدات الصينية”.
وأضاف الوزير التركي أن 99% من المعدات الألمانية التي كان يتوجب توريدها إلى مشروع محطة “أكويو” لن تستخدم بسبب التأخير من شركة “سيمنس”.
وفي وقت سابق، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأنه تم توريد معدات إلى محطة “أكويو” النووية في تركيا من دول صديقة لروسيا بعد انتهاك “سيمنس” التزاماتها التعاقدية.
ومحطة “أكويو” هي أول محطة ذرية في تركيا، ويضم المشروع، الذي تنفذه شركة “روساتوم” 4 مفاعلات، تبلغ طاقة كل واحد منها 1200 ميغاواط. وبدأت أعمال البناء في أبريل عام 2018.
وتبلغ تكلفة المشروع الضخم نحو 20 مليار دولار ومن شأنه أن يسهم في تعزيز أمن الطاقة في تركيا وخلق فرص عمل جديدة.
المصدر: نوفوستي