بوابة الوفد:
2024-10-02@03:53:59 GMT

استهداف التضخم واستنهاض المواطن

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

ربما كانت الكلمة الأكثر تكرارًا فى الأخبار الاقتصادية وحتى العادية خلال عام 2023 هى التضخم، ويظل هذا المصطلح مهيمنًا على الأخبار فى العام الجديد 2024 حتى مع بدء بعض الدول فى تشديد السياسة النقدية للحد من ارتفاع معدلات التضخم. وتظل البنوك المركزية المسئولة عن وضع السياسات النقدية فى بؤرة الضوء خلال العام الجديد، وسط عدم يقين، والسعى لإعادة رسم مسارات الاقتصادات العالمية والمحلية.

وبالتالى فإن الاهتمام بهذه الظاهرة أصبح أمرًا ضروريًا هذه الفترة، حيث تعكس هذه الظاهرة، اختلالًا يشهده الاقتصاد بما قد يعكس ارتفاع مستوى النقود فى المجتمع مقارنة بمستوى المعروض للسلع، كما قد يعكس ضغوطات تتعرض لها قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وبالتالى ارتفاع كبير فى أسعار السلع المستوردة، لذا فإن السياسات المصرية يجب أن تسعى إلى تبنى إصلاحات هيكلية تساعد على تجاوز التشوهات الاقتصادية التى تسببت فى ارتفاع معدلات التضخم، فيمكن استخدام أدوات السياسة النقدية للتأثير على مستويات المعروض النقدى. كذلك يمكن خفض معدل التضخم من خلال استخدام أدوات السياسة المالية، وهى الإنفاق الحكومى، والضرائب عن طريق زيادة حجم الضرائب بما سيؤدى لاقتطاع جزء من دخل الأفراد، وهذا ينعكس على انخفاض الطلب على السلع فتنخفض الأسعار، كما يمكن الاعتماد على الإنفاق الحكومى بتخليص هذا الإنفاق خاصة الانفاق الاستهلاكى مما يؤدى إلى خفض الطلب ومن ثم تراجع معدل التضخم.
خاصة أن الدولة تدعم خمسة بنود بنحو 342 مليار جنيه، بينما كانت تكلفة دعمها قبل عامين فقط أقل من 100 مليار جنية. كما يمكن خفض التضخم من خلال تبنى سياسات جانب العرض التى تشمل مجموعة السياسات لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة الإنتاجية، والقدرة التنافسية بحيث يمكن زيادة مستويات الإنتاج واحتواء ارتفاع معدلات التضخم. وهو ما نأمل أن تتم مناقشته فى جلسات الحوار الوطنى للسيطرة على غلاء الأسعار وسبل التحكم فى معدلات التضخم، والرقابة على الأسواق، وحماية المستهلك وتشجيع المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وذلك بمشاركة عدد من ممثلى الوزارات المختلفة وذوى الخبرة والمعنيين مع مراعاة تمثيل وجهات النظر وإحداث التوازن الاقتصادى، واستهداف لمعدل التضخم إلى ما دون 10% فى 2025. وهو ما قد يبدو ممكنًا فى ظل ما حققته اتفاقية الشراكة الاستثمارية الضخمة التى وقعتها مصر مع الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالى الغربى، من أصداء واسعة لدورها فى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التى تواجهها مصر، فقد كان لها تأثير فورى على الاقتصاد، حيث انهارت السوق السوداء للعملة الأجنبية، مع تراجع أسعار الذهب، الأمر الذى يطرح تساؤلات حول آليات تعظيم الاستفادة من التدفقات الدولارية التى تتضمنها الاتفاقية بحيث يصبح لها تأثير مباشر على المواطن البسيط. فأداء النمو الاقتصادى فى مصر خلال الفترة الأخيرة، شهد تذبذبًا فى معدلات النمو، وعدم استقراره، مما يجعل استدامة وشمولية النمو أمرًا صعبًا، نتيجة تباطؤ الاستثمار الخاص وارتفاع معدلات التضخم، والاعتماد على القروض والمساعدات الخارجية، والعجز المزمن فى الموازنة العامة للدولة. لذا نتمنى أن يكون لدى الحكومة القادمة رؤية اقتصادية واضحة فى ظل أرضية ناجحة قائمة على عقد المؤتمر الاقتصادى وجلسات الحوار الوطنى والذى يشارك فيه مئات الخبراء، لذا نحتاج اهتمام الحكومة بالمواطن المصرى، هذا المواطن الذى دائمًا فى عقل وقلب الرئيس السيسى، ولكن حزمة الحماية الاجتماعية التى تأتى بتكلفة 180 مليارًا تستوجب إجراءات شديدة فى الرقابة والمتابعة الحقيقية على الأسواق، حتى ننهض بالمواطن.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الحوار الوطني د علاء رزق ارتفاع معدلات التضخم

إقرأ أيضاً:

معدل التضخم في منطقة اليورو يسجل 1.8% خلال سبتمبر

سجلت معدلات التضخم في منطقة الاتحاد الأوروبي ما بلغت نسبته 1.8%، بحسب بيانات شهر سبتمبر الماضي من العام الجاري الصادرة عن بيانات المكتب الأوروبي للإحصاء.

وجاءت تلك النسبة مخالفة لمستهدفات البنك المركزي الأوروبي من تراجع لمعدلات التضخم بنسبة لا تقل عن 2%، لتخالف معدلات التضخم ذلك بفارق لا يتجاوز الـ 0.2%.

و رغم أن نسبة التضخم جاءت مخالفة لما استهدفه البنك المركزي الأوروبي من وصول لمعدلات تضخم بنسبة معينة، إلا أن تلك النسبة لاقت استحسانا بما يتوافق مع توقعات خبراء المال والاقتصاد داخل منطقة اليورو وفقا لمركز الإحصاء الأوروبي.

وانخفض معدل التضخم في قطاع الخدمات في منطقة اليورو إلى 4% في سبتمبر الماضي، مقارنة بـ 4.1% في أغسطس، وفقا لمركز الإحصاء الأوروبي.

وتأتي هذه الأرقام بعد أن انخفض التضخم في سبتمبر الماضي دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% في عدة اقتصادات رئيسية داخل منطقة اليورو بما في ذلك فرنسا وألمانيا.

ولفتت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي عن سياسة البنك الفترة المقبلة بشأن أسعار الفائدة، مشيرة إلى أن صانعي السياسات النقدية أصبحوا أكثر ثقة بشأن عودة التضخم إلى هدف 2%.

اقرأ أيضاًرئيسة البنك المركزي الأوروبي تحذر من انقسامات الاقتصاد العالمي وتحديات مشابهة لكساد العشرينيات الكبير

ترقب لأسعار الفائدة بالبنك المركزي الأوروبي والمصري والناتج المحلي في الصين

البنك المركزي الأوروبي يقترب من تخفيض الفائدة اليوم

مقالات مشابهة

  • رئيس «الثروة الحيوانية» الأسبق: استهلاك المواطن من الألبان لا يزيد على 25 كيلو سنويا (حوار)
  • كيف يمكن للتعلــيم أن يصبــح محركا للنمــو الاقتصـــادي؟
  • معدل التضخم في منطقة اليورو يسجل 1.8% خلال سبتمبر
  • ارتفاع أسعار الأغذية بالأردن 2.8%
  • مدبولي: متوسط نمو الاقتصاد المصري 4.3% خلال الفترة من 2020 إلى 2023
  • ارتفاع أسعار خام الحديد عالمياً لأكثر من 10% منذ 5 سنوات
  • أسعار صرف الدينار الكويتي اليوم الأحد 29-9-2024 في البنك المركزي المصري
  • «التعبئة والإحصاء»: القاهرة وأسوان أعلى المحافظات في معدلات الزواج
  • بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة أكبر المعوقات أمام الشركات بالسوق المحلي
  • نشاط مُكثف لوحدة السكان بالديوان العام بالشرقية