بوابة الوفد:
2025-04-17@09:58:14 GMT

استهداف التضخم واستنهاض المواطن

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

ربما كانت الكلمة الأكثر تكرارًا فى الأخبار الاقتصادية وحتى العادية خلال عام 2023 هى التضخم، ويظل هذا المصطلح مهيمنًا على الأخبار فى العام الجديد 2024 حتى مع بدء بعض الدول فى تشديد السياسة النقدية للحد من ارتفاع معدلات التضخم. وتظل البنوك المركزية المسئولة عن وضع السياسات النقدية فى بؤرة الضوء خلال العام الجديد، وسط عدم يقين، والسعى لإعادة رسم مسارات الاقتصادات العالمية والمحلية.

وبالتالى فإن الاهتمام بهذه الظاهرة أصبح أمرًا ضروريًا هذه الفترة، حيث تعكس هذه الظاهرة، اختلالًا يشهده الاقتصاد بما قد يعكس ارتفاع مستوى النقود فى المجتمع مقارنة بمستوى المعروض للسلع، كما قد يعكس ضغوطات تتعرض لها قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وبالتالى ارتفاع كبير فى أسعار السلع المستوردة، لذا فإن السياسات المصرية يجب أن تسعى إلى تبنى إصلاحات هيكلية تساعد على تجاوز التشوهات الاقتصادية التى تسببت فى ارتفاع معدلات التضخم، فيمكن استخدام أدوات السياسة النقدية للتأثير على مستويات المعروض النقدى. كذلك يمكن خفض معدل التضخم من خلال استخدام أدوات السياسة المالية، وهى الإنفاق الحكومى، والضرائب عن طريق زيادة حجم الضرائب بما سيؤدى لاقتطاع جزء من دخل الأفراد، وهذا ينعكس على انخفاض الطلب على السلع فتنخفض الأسعار، كما يمكن الاعتماد على الإنفاق الحكومى بتخليص هذا الإنفاق خاصة الانفاق الاستهلاكى مما يؤدى إلى خفض الطلب ومن ثم تراجع معدل التضخم.
خاصة أن الدولة تدعم خمسة بنود بنحو 342 مليار جنيه، بينما كانت تكلفة دعمها قبل عامين فقط أقل من 100 مليار جنية. كما يمكن خفض التضخم من خلال تبنى سياسات جانب العرض التى تشمل مجموعة السياسات لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة الإنتاجية، والقدرة التنافسية بحيث يمكن زيادة مستويات الإنتاج واحتواء ارتفاع معدلات التضخم. وهو ما نأمل أن تتم مناقشته فى جلسات الحوار الوطنى للسيطرة على غلاء الأسعار وسبل التحكم فى معدلات التضخم، والرقابة على الأسواق، وحماية المستهلك وتشجيع المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وذلك بمشاركة عدد من ممثلى الوزارات المختلفة وذوى الخبرة والمعنيين مع مراعاة تمثيل وجهات النظر وإحداث التوازن الاقتصادى، واستهداف لمعدل التضخم إلى ما دون 10% فى 2025. وهو ما قد يبدو ممكنًا فى ظل ما حققته اتفاقية الشراكة الاستثمارية الضخمة التى وقعتها مصر مع الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالى الغربى، من أصداء واسعة لدورها فى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التى تواجهها مصر، فقد كان لها تأثير فورى على الاقتصاد، حيث انهارت السوق السوداء للعملة الأجنبية، مع تراجع أسعار الذهب، الأمر الذى يطرح تساؤلات حول آليات تعظيم الاستفادة من التدفقات الدولارية التى تتضمنها الاتفاقية بحيث يصبح لها تأثير مباشر على المواطن البسيط. فأداء النمو الاقتصادى فى مصر خلال الفترة الأخيرة، شهد تذبذبًا فى معدلات النمو، وعدم استقراره، مما يجعل استدامة وشمولية النمو أمرًا صعبًا، نتيجة تباطؤ الاستثمار الخاص وارتفاع معدلات التضخم، والاعتماد على القروض والمساعدات الخارجية، والعجز المزمن فى الموازنة العامة للدولة. لذا نتمنى أن يكون لدى الحكومة القادمة رؤية اقتصادية واضحة فى ظل أرضية ناجحة قائمة على عقد المؤتمر الاقتصادى وجلسات الحوار الوطنى والذى يشارك فيه مئات الخبراء، لذا نحتاج اهتمام الحكومة بالمواطن المصرى، هذا المواطن الذى دائمًا فى عقل وقلب الرئيس السيسى، ولكن حزمة الحماية الاجتماعية التى تأتى بتكلفة 180 مليارًا تستوجب إجراءات شديدة فى الرقابة والمتابعة الحقيقية على الأسواق، حتى ننهض بالمواطن.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الحوار الوطني د علاء رزق ارتفاع معدلات التضخم

إقرأ أيضاً:

اليوم.. "اقتصادية النواب" تُراجع معدلات أداء الحكومة خلال الربع الأول من عام 2024-2025

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعقد لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، اجتماعين اليوم الثلاثاء، عقب انتهاء الجلسة العامة برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، لمناقشة عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها.

فتناقش اللجنة في اجتماعيها المقرر عقدهما طلب الإحاطة المقدم من النائب عمرو حسين هندي، بشأن عدم الأخذ بمقترح خاص بمبادرة عقارية للمصريين بالخارج.

كما تناقش اللجنة ما يدخل في اختصاص اللجنة مما ورد في تقارير المتابعة ربع السنوية المقدمة من رئيس مجلس الوزراء لمجلس النواب عن معدلات أداء الحكومة خلال الربع الأول من عام 2024-2025 (العام الأول من تنفيذ برنامج عمل الحكومة).

ويواصل مجلس النواب عقد جلساته العامة برئاسة المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إذ أنه من المقرر أن يلقي البيان المالي الدكتور وزير المالية عن مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025 / 2026، إلى جانب بيان الدكتورة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن مشــروع خطـة التنمـية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025 / 2026.

مقالات مشابهة

  • ترقب قرار المركزي المصري بشأن الفائدة اليوم.. أبرز التوقعات
  • المظالم: معدلات الإنجاز فاقت 46 ألف دعوى
  • تراجع معدلات التضخم في منطقة اليورو خلال مارس الماضي.. وفرنسا الأدنى
  • زيادة معدلات التبادل التجاري بين مصر وتونس عام 2024
  • خبيرة مصرفية: معدلات التضخم هبطت خلال الشهور الماضية بشكل كبير
  • هل يمكن لمشروبك اليومي أن يزيد خطر إصابتك بالسرطان؟ دراسة جديدة تجيب
  • خبيرة مصرفية تتوقع خفض البنك المركزي للفائدة بنسبة 2% الخميس المقبل
  • ديوان المظالم يرفع معدلات الإنجاز القضائي بأكثر من 46 ألف دعوى
  • اليوم.. "اقتصادية النواب" تُراجع معدلات أداء الحكومة خلال الربع الأول من عام 2024-2025
  • معدلات إنتاج «النفط والغاز والمكثفات» خلال الساعات الماضية