تجمعت حمائم السلام على أطلال غزة، فلم يعد لها أوكار، حيث تهدمت بفعل وحشية قوات الاحتلال، ولم تعد تصدح هذه الحمائم على أغصان شجر الزيتون التى اقتلعتها قوات الاحتلال وجرفت الكثيرمنها وما تبقى فقد ذبل على عوده، حيث انعدم الماء وتشققت الأرض فلم تعد تقوى على حمل الزرع، هذا هو المشهد الحزين فى غزة، وهنا تساءلت حمائم السلام: كيف يحدث كل هذا فى الأرض المقدسة أرض الانبياء؟ هل فقد الإنسان إنسانيته وأصبح يفسد فى الأرض ويسفك الدماء؟ أمام كل هذا تجمعت حمائم السلام على أطلال غزة وعقدت جلسة حوار.
- فى جلسة الحوار التى عقدتها حمائم السلام تساءلت: هل يمكن أن يكون هذا الذى يحدث فى غزة عودة إلى شريعة الغاب؟ هنا أجمع الكل بالنفى، وبرر ذلك أن شريعة الغاب لها قواعد حاكمة، فمن قال ذلك فقد ظلم شريعة الغاب، وذهب البعض فى تساؤله، فقال هل يمكن أن يكون ذلك عمل من أعمال الشياطين؟، الكل انتفض قائلًا إن الشيطان يقوم بالدعوة بلا سلطان على من يدعوه فمن استجاب له فلا يلومن إلا نفسه، إن ما يحدث فى غزة فاق كل تصور.
- وفى جلسة الحوار التى عقدتها حمائم السلام اندهش الكل وتساءل كيف يحدث كل هذا فى أرض السلام أرض الأنبياء؟ وأقر الجميع أن قوة الاحتلال جاءت من الشتات وهى صنيعة قوى الشر لتحقيق أهدافها واندهش الكل قائلًا إن قوى الشر والاحتلال تحارب وتقتل فى أرض فلسطين وحركت أساطيلها وطائراتها وإعلامها ضد هؤلاء المرابطين فى أرضهم، وهؤلاء أصحاب الأرض لم يتحركوا من أرضهم لكى يعتدوا على أرض قوى الشر وعلى الرغم من كل هذا يصفون اعتداءهم على أنه دفاع عن النفس ويصفون مقاومة أصحاب الأرض على أنه إرهاب، ولقد أجمع الجمع من حمائم السلام أن هذا هو الظلم والافتراء بعينه.
- وفى جلسة الحوار التى عقدتها حمائم السلام تساءل الجميع عن دور محكمة العدل الدولية التى تنظر القضية التى رفعتها دولة جنوب أفريقيا أمام المحكمة بشأن ما يحدث فى غزة على أنه أعمال إبادة جماعية، ومر أكثر من شهر ولم تتخذ المحكمة قرارها فى هذا الشأن،وتعجب الجمع كيف يحدث هذا على الرغم من سطوع شمس الحقيقة وتساءل الجمع هل اختفت شمس الحقيقة كما اختفت شمس غزة وراء الغيوم التى امطرت غزة؟، إن هذا الأمر يحتاج إلى إجابة من محكمة العدل الدولية.
- وفى جلسة الحوار التى عقدتها حمائم السلام اجمع الكل قائلا لقد اشتقنا إلى سماع صوت الأذان على مأذن الأقصى واشتقنا إلى سماع اجراس الكنائس تدق، إننا نتمنى أن نستبدل هذه النغمات التى تعبر عن السلام بدلًا من أصوات القنابل والصواريخ التى دمرت كل شيء، ولقد أجمع الكل فى حوارهم عن اشتياقهم لأن تصدح حمائم السلام كما كانت فى أركان الأقصى وعلى صوت أجراس الكنائس، هذا هو مؤتمر حمائم السلام لعلنا نأخذ منه العبرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قوات الاحتلال غزة کل هذا فى غزة
إقرأ أيضاً:
كشف إسرائيلي لمداولات سرية عما يحدث في مناقشات صفقة الأسرى.. تفاؤل حذر
في الوقت الذي ما زال اليأس والاستنزاف يحيط بقضية المختطفين الإسرائيليين في غزة، بسبب سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يواصل الإصرار على مواصلة الحرب، ويعارض التنازلات، ويعد بـ"النصر المطلق"، فإن هناك تفاصيل جديدة عرفت طريقها إلى النشر خلال الأيام الأخيرة حول ما يحدث في مباحثات الأجهزة الإسرائيلية، والمداولات التي يعقدها نتنياهو حول الصفقة الموعودة.
آنا بارسكي مراسلة الشؤون الحزبية بصحيفة "معاريف" العبرية، أكدت أنه "إذا كان لابد من أن نحدد بكلمتين فقط المزاج السائد لدى الجمهور بشكل عام، وفي النظام السياسي بشكل خاص حول قضية المختطفين، فإنهما اليأس والإرهاق، فنتنياهو يواصل التمسك بروايته، رغم أنه لا أحد يشتري كلمة واحدة مما يقوله، فهو يردد شعارات حرب النهضة، النصر الكامل، وهذه شروط تعاني من تضخم شديد، وليس هناك الكثير من هم مستعدون لرؤية هذه التصريحات على أنها نوايا جدية".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو ظهر قبل أيام في الكنيست مرتين في يوم واحد، أحدها ظهرا في لجنة الشؤون الخارجية والأمن، وفي المساء، أثناء خطابه في الجلسة العامة، وفي كلتاهما تحدث عن عودة المخطوفين، والمفاوضات من أجل التوصل لصفقة، ولعله الوحيد الذي رأى شيئاً يدعو للتفاؤل، لأنه ترك معظم الحاضرين محبطين تماماً، مع انطباع بأن خطته لغزة في اليوم التالي هي "غياب الخطة"، ويبدو أن حالة الحرب التي لا تنتهي أبدًا مثالية بنظره".
وأشارت إلى أن "استطلاعات الرأي تزيد من تشدده، فالليكود في صعود، والوضع على الأرض تحت السيطرة، وليس لديه ما يجعله مندفعا باتجاه الصفقة، لكنه ربما ينتظر وصول دونالد ترامب والفرص التي قد تنشأ نتيجة لذلك، رغم أنه خاطب أهالي المختطفين الذين استمعوا إليه من على منصة الكنيست، زاعما أن مساعي إعادتهم لا تتوقف لحظة واحدة، وأنه لن يتخلى عن أحد منهم، لأنه كلما عملنا أكثر، وتحدثنا أقل، تقدمنا أكثر".
وكشفت أنه "بالتزامن مع هذه الخطابات، فإن هناك الكثير من الأشياء تحدث تحت الرادار بشأن الصفقة، فتصريح نتنياهو الغامض حول الجهود المتواصلة لضم عودة المختطفين ليست مجرد تغيير شعار سياسي، لأنها تجري هذه المرة دون تسريبات".
وذكرت أن "هذا الأسبوع شهد إشارة غير مباشرة من عضوي الكنيست سيمحا روتمان ويوليا مالينوفسكي، اللذان يروجان لمشروع قانون لمحاكمة مقاتلي حماس الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر، لكنهما فجأة تلقيا مكلمة من وزير القضاء ياريف ليفين، القريب من نتنياهو، الذي أبلغهما أن الأخير يعارض حاليًا هذه المحاكمات، لأنها قد تضرّ بمفاوضات التوصل للصفقة".
وأضافت أن "تغيرا إضافيا حدث يتمثل بتغيير في موقف حماس بشأن المضي قدما في المحادثات من خلال الوسطاء، رغم أن ما يتم تداوله اليوم في الغرف المغلقة هو تسوية مؤقتة تمهّد للمرحلة المقبلة المتمثلة بالتسوية الكاملة والنهائية، ناقلة عن مصادر سياسية وعسكرية، أننا أمام مفاوضات جدية، مع وجود فرص كبيرة للتحقق، خاصة عندما ينضج اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان".
وأوضحت أنه "وفقا للخطوط العريضة التي تم بحثها في المفاوضات، كجزء من التسوية المؤقتة في غزة، فسيتم إعلان وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما، خلالها تطلق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين، وتطلق حماس سراح عدد من المختطفين في المقابل تحت عنوان "مسألة إنسانية"، رغم أن القضية المعقدة في المخطط هي انسحاب قوات الجيش من عدة نقاط داخل القطاع، مع أن محور فيلادلفيا مذكور أيضا كأحد النقاط التي سيغادرها الجيش".
وأكدت أن "إسرائيل طلبت خلال المحادثات، وحصلت أيضا، على تأكيدات الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه في حال عدم التوصل لتسوية دائمة في نهاية الـ42 يوما، فسيعود الجيش لمواصلة العمل كما كان قبل إبرام الصفقة الإنسانية، وكذلك الأمر مع الرئيس دونالد ترامب، الذي لا يمكنه حتى 20 يناير، تقديم التزامات إلا باسمه، وليس باسم الحكومة الأمريكية، فإن رسالة إسرائيل هي أن نحصل على كلمة من فم ترامب، لأن كلمته الشفوية تكفيها".
وأضافت أن "ما يحدث في الكواليس يشير أن الجزء الصامت من المفاوضات يبعث تفاؤلا منضبطا وحذرا، وهو الحد الأدنى المتوقع من أي عامل متفائل في ظل خيبات الأمل الماضية، وهي نقطة لا تقل إثارة للاهتمام عن الادعاء بأن حماس يُظهر بوادر مرونة، رغم تصريحاتها العلنية".
ووضعت الكاتبة يدها على "عامل تفاؤل آخر بشأن إبرام الصفقة يتمثل في تجاوز عقبة الائتلاف الحكومي، لاسيما إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش، اللذان أوضحا في عدة مناسبات أنهما يعارضان صفقة تؤدي لإنهاء الحرب في غزة، مما يدعونا للتساؤل عما تغير، إن حصل تغير فعلا، لكن طلب نتنياهو من واشنطن تعهدا بالعودة للقتال في حال فشل المحادثات المؤقتة بشأن التسوية النهائية خلقت تغييرا يجعل سموتريتش وبن غفير يسحبان اعتراضهما".
وختمت بالقول إنه "بعد أن رأينا للحظة ضوءً في نهاية النفق، لكننا مطالبون بالعودة للواقع وحالة التشكيك السائدة منذ العام الماضي، بعد أن تبين أن الكثير من الآمال كانت مجرد أوهام، لكن نجاحها اليوم يعتمد على عوامل وشروط كثيرة جداً، على أمل أن تكون مفاجأة سارة، لأننا هذه المرة أمام المرحلة النهائية".