البون شاسع بين النظر إلى الاكتئاب بأنه نقمة.. وبأنه نعمة! فالنظر إليه كمرض يحتاج لعلاج وضرورة التخلص منه، هنا نكون أمام مشكلة علينا إيجاد السبيل للقضاء عليها.. وهنا يكون الاكتئاب بمثابة أزمة تواجه الذات.. وعلينا أن نجد المخرج للخروج من تلك الأزمة أو أنه بمثابة عار علينا أن نتحاشاه ونهزمه وننتصر عليه.
على الذات الإنسانية عندما تدخل فى حالة الاكتئاب أن تثير الكثير من الأسئلة فى محاولة جادة على الإجابة عنها، تتركز تلك الأسئلة حول الواقع الذى تعيشه.. هل هناك تغيرات قد حدثت؟ هل تتجاهل الذات مثل تلك التغيرات؟ وما أسباب ذلك التجاهل؟ ولماذا تهرب الذات من المواجهة؟ وهل للذات القدرة على المواجهة؟ أم أنها ضعيفة لدرجة أنها لا تريد أن تعترف بذلك؟ مثل تلك التساؤلات هى بمثابة رؤية ما هو قائم أو الواقع بشكل دقيق.. وعليه نجد الذات نفسها أمام أشياء وأشياء لم تكن تراها ولم تعطها أدنى أهمية.
فى مقال قرأته فى مجلة الثقافة العالمية التى تصدر من الكويت العدد 219 قرأت موضوع (الوهم النافع) بقلم: جستن غار سن. ترجمة: يامن صابور.. ونقتبس تلك السطور.
(لقد طرح نيسى ووليامز فى كتابهما (لماذا نمرض: العلم الجديد للطب الداروينى) 1994 فرضية مفادها بأن بعض الاضطرابات العقلية، مثل الاكتئاب،لها وظيفة تطورية..لكن ما وظيفة الاكتئاب التطورية؟ من الحالة المزاجية المنخفضة للغاية، مرورًا بقلة النوم، والمشاعر المزمنة بانعدام القيمة أو الذنب، وصولًا إلى التفكير بالانتحار أو الإقدام عليه، يبدو الاكتئاب وكأنه يقع بوضوح على جانب الخلل الوظيفى من القسمة هذه.
جادل نيسى فى كتاب لاحق بأن الاكتئاب يكون فى بعض الأحيان الإشارة التطورية، التى يبعث بها الدماغ كى ينبه الإنسان إلى أن جانبًا ما فى حياته يحتاج إلى التغيير،مثل علاقة ضارة،أو خطة مهنية غير واقعية، أو هدف يحتاج إلى إعادة تقييم. ما يعنيه ذلك عمليًا هو أنه ليس من الأفضل معالجة الاكتئاب بالأدوية على الدوام، بل إنه فى بعض الأحيان، يكون من الأفضل اكتشاف ما يحاول الاكتئاب قوله).
معنى ذلك ووفق ما يشير إليه ووليامز من الضرورى أن نعيد النظر فى مسألة علاج الاكتئاب.. علينا ألا نقتصر ونظن أن الأدوية هى السبيل الأوحد والفاعل لمشكلة الاكتئاب.. وإنما هناك (الوعى الذاتي) للمشكلة، وذلك الوعى هو الذى يتيح أو توجد درجة من درجات التعافى إلى جانب ما هو دوائى.. لذلك نقول إن فرصة إعادة الوعى تعد مهمة وأمر إيجابى لذلك ربما آن الأوان أن نعيد النظر إلى مرض الاكتئاب.
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاكتئاب أكاديمية الفنون الكويت
إقرأ أيضاً:
الأطعمة الحمراء تساعد في تخفيف الاكتئاب
اكتشف العلماء أن الليكوبين، المركب الذي يجعل الطماطم حمراء، قد يساعد في تخفيف الاكتئاب من خلال تحسين التواصل بين خلايا المخ.
واستخدم الباحثون جرعات مركزة أعلى مما هو متاح من خلال النظام الغذائي وحده، لدراسة الأثر في المختبر على الفئران.
ووجدت الدراسة أن الليكوبين يزيد من مستويات بروتين يدعم نمو خلايا المخ والتواصل.
ووفق "ستادي فايندز"، أظهرت الفئران المعالجة بالليكوبين تحسناً في السلوك الاجتماعي، واهتماماً أكبر بالأنشطة الممتعة.
وركز فريق البحث من جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين، على كيفية تأثير الليكوبين على اللدونة المشبكية، وهي التي تسهم في قدرة المخ على تعديل الاتصالات بين الخلايا العصبية.
وتسمح اللدونة المشبكية لخلايا المخ بتكوين وتعديل اتصالاتها، على غرار الطريقة التي يصبح بها المسار أكثر تحديداً كلما زاد عدد مرات السفر.
وأثناء الاكتئاب، يمكن أن تضعف هذه المسارات العصبية، وخاصة في منطقة الحُصين بالدماغ، وهي منطقة مهمة لمعالجة العواطف والذكريات.
ويذكر أن الليكوبين في الطماطم يحتاج إلى الطبخ ليتم تنشيطه، وأن طهي الطماطم في الزيت يعزّز من امتصاص الجسم لهذا العنصر الغذائي الهام.
ويوجد الليكوبين أيضاً في: البطيخ، والجريب فروت، والبابايا، والفلفل الأحمر، والجزر الأحمر.