على مدار أكثر من 10 أشهر لم تهدأ الحرب الأهلية في السودان، ومنذ 15 إبريل من العام الماضي لم تهدأ وطأة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أزهقت فيها أرواح السودانين، ودمرت فيها المباني والمؤسسات الوطنية وهجر بسببها الملايين فرارا من آلة القتل والتخريب.. وسط جهود عربية واسعة قادتها جامعة الدول العربية لوقف القتال والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان.

 

وخلف القتال والحرب في السودان حتى الأن نحو أكثر من 13 ألفا و900 قتيل منذ اندلاعها في 15 إبريل من العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة في بيان لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في حين نزح نحو 8.1 ملايين شخص فروا من منازلهم في السودان، ويشمل ذلك حوالي 6.3 ملايين داخل السودان و 1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد.

 

ومنذ اندلاع الحرب في السودان لم تتوقف الجهود العربية لوقف القتال، وفي مقدمتها جهود جامعة الدول العربية والتي لم تتوقف عن مطالبة طرفي النزاع من أبناء الوطن الواحد لوقف القتال والحفاظ على ممتلكات الدولة ومؤسساتها الوطنية، والعودة للحوار حقنا للدماء، وعقدت اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في السابع من مايو من العام الماضي بعد اشتعال الأزمة لبحث تداعياتها وخطوات التحرك العربي لوقف القتال.

اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري 

وخلال أعمال القمة العربية للقادة والزعماء العرب 32 التي عقدت بالمملكة العربية السعودية في 19 مايو من العام الماضي كانت الأزمة السودانية حاضرة وبقوة على جدول أعمالها ومتضمنة في قرار القمة بالعديد من الخطوات، كذلك الحال في خلال أعمال العادية لمجلس الجامعة العربية 160 على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت في شهر سبتمبر الماضي، كانت الأزمة السودانية حاضرة وبقوة بحثا عن حل لها.

تحركات واسعة لـ أبو الغيط لوقف الحرب في السودان

واليوم وقبل انعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية للدورة العادية 161 والمقرر لها غدا الأربعاء، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان التابعة للاتحاد الافريقي برئاسة محمد بن شمباس وعضوية سبيسيوسا وانديرا كازيبوي، نائب رئيس أوغندا الأسبق، و فرانسيسكو ماديرا الممثل الخاص السابق لرئيس المفوضية الإفريقية إلى الصومال حيث بحث الجانبان جميع جوانب الأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من ١٠ أشهر.

أبو الغيط يلتقي اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان

وخلال اللقاء بن شمباس قدم شرحاً وافياً حول طبيعة عمل اللجنة والخطوات التي تنوي القيام بها لمساعدة السودان للخروج من أزمته، وطالب السيد بن شمباس والسادة أعضاء اللجنة بالتعاون الوثيق مع الجامعة العربية في هذا الشأن، واطلع الأمين العام على نتائج لقائه مع الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في بورسودان.

وأكد أبو الغيط للجنة رفيعة المستوى على ضرورة الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار بشكل سريع، وذلك لإنقاذ الدولة السودانية التي لحق ببنيتها التحتية دمار كبير  خاصة في العاصمة الخرطوم بسبب القتال الدائر، وكذلك لإنقاذ الوضع الانساني المتردي، والذي أدى إلى تحويل ملايين السودانيين الى لاجئين ونازحين، مستعرضا الجهود التي تقوم بها الجامعة في هذا الخصوص مع الشركاء الدوليين وعلى رأسهم الاتحاد الأفريقي، مؤكدا على ضرورة التعاون والتنسيق مع حكومة جمهورية السودان لإنجاح هذه المساعي.  

نداء عاجل من أبو الغيط لحقن دماء السودانيين 

كما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط نداء عاجلا للفرقاء في دولة السودان لحقن دماء الشعب السوداني تعظيما لحرمة شهر رمضان الكريم، قال فيها: على أعتاب شهر رمضان المعظم الذي يحل بعد أيام قليلة لازالت الدماء السودانية الغالية تراق وجرح الوطن ينزف بسبب الحرب الدائرة في ربوع البلاد على مدار عام كامل تقريباً مهددة معها أحلام ملايين السودانيين وآمالهم المشروعة في حياة آمنة ومستقرة في وطن يسعهم.

أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية 

وتابع أبو الغيط: وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك فإنني أدعو الأشقاء السودانيين إلى عدم ادخار أي جهد في البحث عن كل ما يقرب من خيارات السلام والحوار وإيثار الوطن على واتخاذ كل خطوة جادة تسكت المدافع وتضمد الجروح وتعيد الأمل في المستقبل.. لقد شردت هذه الحرب الضروس ملايين السودانيين من منازلهم وقراهم، وضربت العاصمة القومية للبلاد، وعرضت أسر وقرى بأكملها إلى جرائم يندى لها الجبين، وبذرت الخوف والرعب في قلوب الأبرياء بعد أن فقدوا أحبتهم وممتلكاتهم، ونشرت خطابات الكراهية والثأر والانتقام فيما بين أبناء الوطن الواحد.

 

وأضاف أبو الغيط في رسالته: أذكر جميع السودانيين بأن التسامح وصفاء القلب من صفاتهم المشهورة التي عرفوا بها وسط جيرانهم، وأن المساهمات القيمة للأجيال السابقة في الدفاع عن أمتهم وقارتهم وبناء نهضتها لم تمح من الذاكرة، وأن لهم أن يستذكروا هذه الصفات وهذه الجهود في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها بلادهم ومؤسساتهم القومية.

 

وتابع قائلا: على أعتاب شهر التسامح الذي يتسابق فيه المسلمون إلى الخير والعفو وإيثار الغير أدعو الأشقاء السودانيين إلى حقن دمائهم تعظيماً لحرمة الشهر، وحرمة الوطن، وحرمة أعراضهم ودمائهم.. وستظل يد جامعة الدول العربية ممدودة لكل مسعى يرنو نحو استعادة السلام والاستقرار والأمل في السودان ولصالح السودانيين.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الجامعة العربية الدول العربية الحرب في السودان العاصمة الخرطوم المملكة العربية السعودية جامعة الدول العربية جهود جامعة الدول العربية قوات الدعم السريع جامعة الدول العربیة الجامعة العربیة من العام الماضی لوقف القتال فی السودان أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

بعد القمة العربية..التعاون الإسلامي تتبنى الخطة المصرية لإعمار غزة

قال وزيرا خارجية مصر والسودان، اليوم السبت، إنّ منظمة التعاون الإسلامي تبنّت في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بعد الاجتماع: "بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية، أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية، التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية". وأضاف أن "الخطوة المقبلة تتمثّل في أن تكون الخطة خطة دوليّة، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية مثل اليابان، وروسيا، والصين وغيرها للخطة، هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأمريكي".

لمقرر الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والدعوات إلى تهجيره من أرضه بشأن استئناف عضوية الجمهورية العربية السورية في المنظمةhttps://t.co/i7KLU2iuW8 pic.twitter.com/NTWi4opOys

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025

وأكد نظيره السوداني علي يوسف الشريف أن "هناك اتفاقاً تاماً بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية".

وأثار ترامب صدمة وغضباً عندما اقترح في الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإعادة بنائه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد ترحيل سكانه وعددهم 2.4 مليون، خاصةً إلى مصر والأردن، دون خطة لإعادتهم.

وتبنّى القادة العرب في قمة طارئة في القاهرة، الثلاثاء الماضي، خطة طرحتها مصر لإعادة إعمار غزة تتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكنّ وزارة الخارجية الأمريكية قالت أول أمس الخميس، إن الخطة المصرية لغزة "لا تلبّي تطلّعات" ترامب.

القرار الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات الضم والتهجير من أرضه، مقر الأمانة العامة للمنظمة، جدة، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 7 مارس 2025https://t.co/vY7ysOOi88 pic.twitter.com/hEqS5cNYK9

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025

وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في كلمته الافتتاحية "دعم الخطة العربية".

وأعلن طه "دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين"، بحسب بيان صحافي لمكتبه.

وحذر طه من "خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".

ومن جهته، دعا رئيس وزراء ووزير خارجية فلسطين محمد مصطفى "الأشقاء لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال". ولم يصدر بيان نهائي عن الاجتماع بعد.

القرار الصادر عن الدورة ال20 الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومخططات الضم والتهجير من أرضه، مقر الأمانة العامة للمنظمة، جدة، المملكة العربية السعودية، الجمعة، 7 مارس 2025. للمزيد:… pic.twitter.com/FnyXwUeNIf

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 8, 2025 فترة حاسمة

وقال محللون إن منظمة التعاون الإسلامي، مستعدة لدعم الخطة العربية على نطاق واسع، بدل اقتراح ترامب القاضي بالسيطرة على غزة.

وقالت دبلوماسية باكستانية في الاجتماع إنّ "الهدف الرئيسي للاجتماع هو تبني الخطة العربية". وتابعت "إنها فترة حاسمة، والعالم الإسلامي في حاجة إلى أن يظهر متّحداً قدر الإمكان لمواجهة الخطة الأمريكية".

ويُتوقّع أن تعطي القمة التي تجمع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الـ 57، زخماً للخطة العربية التي "تحتاج مصر إلى دعم واسع النطاق لها"، حسب الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، رابحة سيف علام.

وقالت إنّ "القمة تهدف لبناء تحالف موسع يرفض التهجير"، مضيفة أن الدعم الواسع أمر بالغ الأهمية للترويج لمثل هذا الحل أمام "الأمريكيين والمجتمع الدولي". ووَحدت خطة ترامب الدول العربية في شكل نادر، إذ استضافت السعودية أيضاً زعماء عرباً قبل أسبوعين لمناقشة البدائل.

وأشار عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، إلى أنّ اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة، سيؤكد الدور السعودي ويعبر بشكل أكبر عن الوحدة داخل العالم الإسلامي. وأضاف "ستكون الدول الإسلامية الأكبر مثل إندونيسيا، وتركيا وإيران حاضرة هناك، وتأييدها سيضيف مزيداً من  الزخم إلى الخطة العربية".

وأعلن القادة العرب في القاهرة إنشاء صندوق ائتمان لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع العملية.

مقالات مشابهة

  • ممثلة الاتحاد الأوروبي لأبو الغيط: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • ما هو ترتيب الدول العربية على مؤشر الإرهاب العالمي 2025؟
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • 4 دول أوروبية: ندعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الأحد بسبب الأمطار - عاجل
  • إدانات ودعوات.. الجامعة العربية تحدد موقفها من دماء الساحل السوري
  • نقابة الصحفيين السودانيين: لا مساواة ولا تمكين للمرأة دون وقف الحرب 
  • بعد القمة العربية..التعاون الإسلامي تتبنى الخطة المصرية لإعمار غزة