جراح عماني يصل إلى غزة تحت قصف الاحتلال لعلاج المصابين
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
خاض طبيب من سلطنة عمان مغامرة واجه الموت خلالها لينقذ أرواحا أخرى من ذلك المصير، هكذا بدأت رحلة الطبيب العماني أيمن السالمي الذي اتجه إلى قطاع غزة دون أن يخبر أحدا من أجل إنقاذ أرواح بريئة ومظلومة.
وتبدو ملامح السالمي، التي تعرضها صحيفة عمان، في مقطع فيديو عبر موقعها الإلكتروني، محملة بأوجاع، فيما يرى صاحبها أن دواء تلك الأوجاع استمراره في علاج الجرحى في القطاع، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
ترميم الأوجاع
"يحاول أن يرمم ما يشوهه الاحتلال"، عنوان تقدمه الصحيفة العمانية للقارئ، حول حكاية الطبيب العماني المثيرة للتساؤلات عن سبب مجيئه إلى غزة، وسط القصف والدمار.
إلا أن السالمي أجاب عن كل هذه التساؤلات بالقول: "سبب قدومي لغزة مبدأ إنساني، بعدما رأيت البشاعة التي تحدث في غزة".
وأضاف: "رأيت حربا ظالمة ضد غزة، ورأيت أطفالا يقتلون هناك، فتواصلت مع منظمة عالمية (لم يسمها)، ولم أبلغ أحدا أني أتجه لغزة، وبعد عبوري معبر رفح (المنفذ الوحيد مع القطاع الموجود بمصر)، أبلغت الجميع أني في غزة".
ويُجري السالمي، بين 10 إلى 11 عملية جراحية بمساعدة طاقم طبي، لحالات مصابة لا تتوقف تأتي يوميا جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
أيمن السالمي، وفق ما تقول صحيفة الرؤية العمانية، يعمل في "مستشفى خولة بالعاصمة مسقط، ووصل إلى معبر رفح بعد رحلة طويلة وشاقة، وبدأ في ممارسة دوره الإنساني بمعالجة المصابين الفلسطينيين".
أيقونة من قلب غزة
حساب الجراح العماني، أيمن السالمي، عبر منصة "إكس"، تحول منذ وصوله للقطاع في 20 فبراير/ شباط الماضي، لأيقونة تبث حقائق وواقعا أليما يعيشه أطفال غزة حينا، وواقعا مبشرا بقدراتهم حينا آخر.
والثلاثاء، نشر السالمي عبر حسابه صورا لأطفال غزة، بعضها يحمل تحديا، وأخرى تحمل أحزانا، وكتب: "عسى الله أن يفك كربتهم".
تلبية لنداء الإنسانية.. جراح التجميل العماني الدكتور أيمن السالمي في #غزة.. محاولا ترميم ما تشوهه همجية الاحتلال#جريدة_عمان #المستشفى_الأوربي pic.twitter.com/8Dj83a2mK5 — جريدة عمان - الرسمي (@OmanEPress) March 4, 2024
فيما نشر الاثنين، صورا صادمة، قال إنها "بعض من نتائج قصف اليوم"، مضيفا: "قصف عشوائي بدون معنى، هدفهم فقط أن يشعر الفلسطيني أنه بدون أمان".
وعن البشريات بقدرات الغزيين، كتب السالمي: "دمروا مستقبلهم لكنهم قادمون"، و"ما ألطفهم"، و"لا تقلقوا عليهم، بإمكانهم تدبر أمرهم".
إشادة كبيرة
وبذلك أصبح الجراح أيمن السالمي أول طبيب عماني، يصل لقطاع غزة، مخاطرا بحياته، من أجل علاج الجرحى، وهو ما كان محل إشادات واسعة لا تتوقف.
مفتي عمان، أحمد بن حمد الخليلي، غرد عن السالمي، ووصف خطوته بأنها "جريئة في إسعاف إخوانه في أرض غزة العزة".
وتمنى الخليلي، في منشور سابق، بأن "يحذو حذوه الأطباء في بلادنا وسائر الدول الإسلامية، ممن تسمح لهم أحوال عملهم، وتتوفر لهم الأسباب الميدانية هناك لخدمة المرضى والمتضررين من هذا العدوان الغاشم".
وعلق السالمي على إشادة مفتي بلاده بمنشور قال فيه: "إنه لشرف كبير (ما قلته)، وأنت خير من يمثل عمان على كل الأصعدة، أهلنا في غزة يوجهون لك التحية والسلام ويقدرون مواقفك الإنسانية ضد هذا الاحتلال الغاشم".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتا غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سلطنة عمان غزة جراحية غزة الاحتلال الإسرائيلي سلطنة عمان جراح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أیمن السالمی
إقرأ أيضاً:
هل التزمت إسرائيل بإدخال المساعدات الضرورية إلى غزة؟
غزة- ينص البروتوكول الخاص بزيادة المساعدات الواردة إلى قطاع غزة خلال اتفاق وقف إطلاق النار على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود بشكل كاف، والمقدرة بـ600 شاحنة يوميا، منها 50 شاحنة وقود، على أن تذهب 300 شاحنة منها إلى شمال غزة بناء على الاحتياجات العامة للسكان.
بدأ سريان تنفيذ البروتوكول الإنساني يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025 مع دخول المرحلة الأولى للاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال بوساطة قطرية مصرية، حيز التنفيذ. فهل التزمت إسرائيل بتنفيذ بنود البروتوكول؟
حصلت الجزيرة نت على إحصائية خاصة صادرة عن الجهات الحكومية في قطاع غزة، تكشف عدد الشاحنات التي تدخل يوميا إلى القطاع.
شاحنات مساعدات تدخل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (رويترز) عجزتُظهر أولى الملاحظات دمج قوات الاحتلال بين عدد الشاحنات المخصصة للمساعدات والأخرى التجارية الواردة للقطاع الخاص.
وينص الاتفاق على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا دون احتساب التجارية، إلا أن عددها خلال 15 يوما (من 19 يناير/كانون الثاني الماضي حتى الثاني من فبراير/شباط الجاري) بلغ 6089 شاحنة فقط، في حين كان من المفترض أن يرتفع عددها إلى 9000، أي أن مجموع ما وصل من شاحنات مساعدات في هذه الفترة بلغ 67.6% فقط، بنسبة عجز بلغت 32.4%.
وتشير الإحصائية ذاتها إلى أن قوات الاحتلال سمحت بإدخال 178 شاحنة سولار فقط و122 شاحنة غاز خلال الفترة المذكورة، بمجموع 300 شاحنة من مجمل 850 كان يفترض أن تصل للسكان في تلك الفترة، أي بمعدل 50 شاحنة يوميا، وذلك حسب نص الاتفاق.
إعلانويشكل مجموع ما وصل من شاحنات السولار والغاز 35% من إجمالي الكمية، في الوقت الذي يتعطش فيه قطاع غزة لمشتقات الوقود بعد انقطاع دام لأشهر.
وبلغ عدد الشاحنات التجارية الخاصة التي وصلت القطاع خلال الفترة المذكورة 1052 بمتوسط 70 شاحنة يوميا، في حين كان يدخل القطاع قبل الحرب ما بين 350 و400 شاحنة يوميا، رغم أن أكثر من مليوني فلسطيني فيه يحتاجون 700 شاحنة يوميا.
مصادر بغزة تؤكد منع الاحتلال إدخال كرفانات والسماح بإدخال عدد محدود من الخيام (رويترز) انتهاك البروتوكولوحسب المادة 4 من البروتوكول الإنساني، الذي اطلعت الجزيرة نت على نسخة منه والموقع بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني الماضي، فإن المساعدات تشمل الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة، وإدخال معدات الدفاع المدني، وأخرى مخصصة لإزالة الأنقاض وصيانة البنية التحتية.
ويضمن الاتفاق إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة لاستيعاب النازحين داخل القطاع، لاسيما العائدين إلى منازلهم في محافظتي غزة وشمالها.
وقال مسؤول حكومي في غزة إن قوات الاحتلال لم تسمح بدخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء رغم مرور 18 يوما على سريان المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار. وأكد للجزيرة نت أن جهاز الدفاع المدني لم يتلق أي معدات إنقاذ بهدف انتشال آلاف جثث الشهداء تحت الأنقاض، في حين لم تصل معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض وصيانة البنية التحتية.
وشدد على أنه لم يدخل أي كرفان للمواطنين الذين فقدوا منازلهم، في حين اقتصر عدد الخيام التي وصلت القطاع على 3 آلاف فقط من بين 200 ألف خيمة ينص البروتوكول الإنساني على إدخالها.
ووفق المسؤول ذاته، فإن محافظتي غزة والشمال فقط بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان بشكل عاجل، بعدما بلغت نسبة الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الاسرائيلي فيهما أكثر من 90%.
مصادر بغزة تتهم الاحتلال بتعمد إغراق السوق بالكماليات دون السلع الأساسية (رويترز) تداعيات خطيرةوفيما يتعلق بالقطاع التجاري الخاص، أشار مسؤول حكومي إلى أن الاحتلال يتعمد حاليا إغراق السوق الفلسطيني بالكماليات دون السلع الأساسية، ويحرص على أن يظهر وكأنه يسمح بدخول عدد أكبر من الشاحنات دون عراقيل.
إعلانمن جهته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من التداعيات الخطيرة الناجمة عن عدم التزام الاحتلال بتعهداته، ومماطلته في تنفيذ البروتوكول الإنساني، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة. ودعا الدول والجهات الدولية الضامنة للاتفاق إلى تحمل مسؤوليتها، والضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات دون قيد أو شرط.
كما دعا الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إلى إعطاء أولوية لإرسال الخيام ومستلزمات الإيواء ضمن قوافلهم الإغاثية القادمة.
وكان المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم قال في تصريح له إن الاحتلال "يواصل مراوغته في تنفيذ المسار الإنساني ويتعمد تأخير دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحا، وإن ما تم تنفيذه في هذه الجوانب أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه".