قال الفنان محمود حميدة، إنه أسس مجلة الفن السابع، بناء على نصيحة صديق صحفي، ووافق على إنتاجها بعدما انسحب الشركاء الخمسة الذين بدأوا المشروع قبله.

وأشار حميدة، خلال اللقاء الفكري "الإعلام وصناعة السينما: سؤال الهوية وتحديات المستقبل"، إلى أن فكرة المجلة ليست له، والمغامرة كانت كبيرة بتمويله المجلة، ورفض إغراء بعض الاعلانات في ضمها إلى المطبوعة، حيث رفض نشر إعلانات المشروبات الكحولية والسيجار في المجلة مقابل 40 الف دولار، لرغبته في الحفاظ على الموقف الفكري للمجلة كمطبوعة تعليمية.

وتابع: الكاتب الراحل" أنيس منصور" صُدم عندما عرف أنني أقوم بالتمويل من حسابي الخاص.

وينعقد اللقاء الفكري الثالث ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للمعهد العالي للنقد الفني، بعنوان "الإعلام وصناعة السينما: سؤال الهوية وتحديات المستقبل"، بإدارة هالة أبو علم، ومشاركة كل من الفنان محمود حميدة، والسيناريست ناصر عبد الرحمن، وعمرو محسوب النبي رئيس قطاع بالهيئة العامة للاستعلامات.

يتناول اللقاء موضوعات متعددة تتعلق بالعلاقة بين الإعلام والسينما، ودورهما في تشكيل الهوية الثقافية والوطنية، والتحديات التي تواجه الإبداع السينمائي في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية الراهنة. كما يتطرق اللقاء إلى أهمية النقد الفني في تقييم وتحليل الأعمال السينمائية، والمساهمة في رفع مستوى الوعي النقدي لدى الجمهور.

اللقاء هو جزء من المؤتمر الدولي الثالث للمعهد العالي للنقد الفني، الذي يستمر من 3 إلى 6 مارس، ويحمل شعار "الوعي النقدي وتحولات الإبداع"، ويهدف إلى استكشاف آفاق جديدة في النقد الأدبي ومستقبل المعرفة. 

ويشارك في المؤتمر عدد من الباحثين والأكاديميين والنقاد والفنانين من مختلف الدول العربية والأجنبية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفنان محمود حميدة المشروبات الكحولية صناعة السينما ناصر عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

النظام ساقط… ولكن الظل قائم: في طقوس الإنكار وانفجارات الكذب الوجودي عند إبراهيم محمود

هل يمكن للظل أن يُلقي بنفسه في النهر ظانًّا أنه سينجو؟
هذا ما يفعله إبراهيم محمود، الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني، حين يقف على شاشة الجزيرة ليحاور الأستاذ أحمد طه، ليس بصفته مسؤولًا سياسيًا سابقًا، بل كممثل بارع لمدرسة “الإنكار العالي”، حيث الحقيقة ليست إلا مؤامرة، والوقائع ترف ذهني، والثورات… تجلٍ هوسي، و هلوسة جماعية لشعب مخدوع.

لقد جلس الرجل، في قشرة مدنية صقيلة تحاكي هيئة النظام لا جوهره، ونبرة لا تخلو من يقين أن العالم ما يزال يدور حول “المشروع الحضاري”، ليقول لنا ببساطة: “نحن لم نربِّ الوحش، لم نغذّيه بمكر سياسي حتى تضخمت مخالبه، لم نحرق دارفور، ولم نرَ ديسمبر أصلًا، بل رأينا سحابة صيف عبرت من الخارج، ثم غرّرت ببعض القُصّر.و الحالمين”

أيها الإله الذي نفاك المؤتمر الوطني ثم أعاد استيرادك بشروطه: قل لنا، هل هذا هو التجسيد الحداثي الجديد لسياسة “عليّ الطلاق ما حصل”؟ هل هذه المقابلة كانت درسًا في محو التاريخ أم إملاءً في بنية معماريّة دقيقة لتشويه المعنى؟

إبراهيم محمود لم يُجب، بل ناور، دار، لفّ، وحوّل كل سؤال إلى متاهة. بدا كأنه يفاوض الحقيقة على شاشة البث المباشر، كأنها صفقة سياسية قابلة للتأجيل.

هل المؤتمر الوطني مسؤول عن تضخيم الدعم السريع؟
“لا، قوى الحرية والتغيير فعلت ذلك.”
ومن الذي شرعن له برلمانيًا؟
“البرهان، تحت الضغط الخارجي.”
ومن الذي أوجد البرهان؟
“القدر، ربما… أو إحدى المعجزات السياسية.”

هكذا يجيب من لا يملك شجاعة القول، ومن ما زال يعتقد أن الناس قطيع، وأن الزمن يمكن إعادة تطويعه بدهاء السوقة وشطارة المكر السياسي، وأن الكذب مهارة إدارية.

يا سيدي، إنكم أنتم من نصبتم خيمتكم على مفاصل الدولة، حوّلتم الإسلام إلى سلعة، والوطن إلى غنيمة، والجيش إلى شركة أمن خاصة. ثم جئتم بعد السُكر الطويل، وأنتم تترنحون في محراب الإعلام، لتقولوا: لم نكن هناك.

لا أحد منكم يريد أن يعترف، لأنكم – وكما قال إريك فروم – “لا تحتملون الحرية”، أنتم أبناء الطاعة، تخافون من الحقيقة لأنها تفكّك السلطة، وأنتم عبدة السلطة.

إن إبراهيم محمود، في تلك المقابلة، لم يكن يمثل حزبه فقط، بل جسّد بأمانة كاملة عقلية الإسلام السياسي حين يُستدعى للمساءلة:
أولًا ينكر،
ثم يتّهم الآخر،
ثم يتذكّر أن الله معه،
ثم يختم بابتسامة مُرّة توحي بأنه يعلم أنه يكذب، لكنه قرر أن لا يختشي.

أي نقد يُقدَّم لهؤلاء يُقابل بتهمة “الحرب على الإسلام”، وكأن الإسلام وُكِّل إليهم دون سواهم، وكأن الله نفسه عقد معهم اجتماعًا مغلقًا، ووقّع على بيان رسمي قال فيه: هؤلاء وكلائي الحصريون.

ياللمفارقة التراجيدية! كيف تؤول النصوص، وتُسرق القيم، وتُختطف الأخلاق، ليُقال إن من اختلف مع حزب سرق السلطة لثلاثين عامًا، ونهب الوطن، ودفع به إلى حرب أهلية، إنما هو “عدو للإسلام”!

لقد قدم إبراهيم محمود درسًا في الاستبداد الديني المغلّف: ليس في ما قال، بل في كيف قال. بنبرة فوقية لا تعترف بالمُحاوِر، ولا بالشعب، ولا بالتاريخ، بل تُخاطب جمهورًا متخيّلًا، جمهورًا مخصيًا ذهنيًا، يصفّق لكل شيء، حتى لو قال لهم إن الشمس تشرق من دار المؤتمر الوطني.

لقد خرجت الثورة، يا سيدي، لا من مؤامرة، بل من رحم الغضب.
من دم الشهداء في عطبرة، و نيرتتي من ليل المعتقلات، من جوع الأحياء الطرفية، من حنجرة حميد، من صمت الأمهات، من دعاء أولئك الذين رأوا أطفالهم يُدفنون في خيام النزوح باسم المشروع.

ولكنك، كاهنٌ آخر في معبد الإنكار لا يصغي حتى لصدى خطواته في الخراب.

فلا بأس، سنكتب.

وسنضحك، ساخرين من “الرئيس المكلف” لحزب منحل، يجلس على طاولة الكلام وكأنه ما زال يحكم.

zoolsaay@yahoo.com

   

مقالات مشابهة

  • توصيات بسَن تشريعات تحفظ الهوية العُمانية وتُعزز الولاء والانتماء الوطني
  • تعرف على فعاليات الملتقى الثالث لأطلس المأثورات الشعبية "سوهاج.. الهوية والاستدامة"
  • النظام ساقط… ولكن الظل قائم: في طقوس الإنكار وانفجارات الكذب الوجودي عند إبراهيم محمود
  • ماذا جرى؟ ولماذا ألغى البيت الأبيض المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو؟
  • غدا.. قصور الثقافة تطلق الملتقى الثالث لأطلس المأثورات الشعبية سوهاج.. الهوية والاستدامة
  • جامعة الأميرة نورة تُنظِّم المؤتمر الثالث للمرصد الوطني للمرأة “المرأة السعودية في التنمية”
  • جامعة الأميرة نورة تنظم المؤتمر الثالث للمرصد الوطني للمرأة 10 أبريل
  • اغلاق قاعة للعب القمار ومخزن لبيع المشروبات الكحولية في الرصافة
  • 140 باحثًا يشاركون بمؤتمر الاتصال الرقمي بجامعة المؤسس
  • بعد غد الثلاثاء.. مؤتمر عن الأمن الفكري بجامعة البريمي