عقد الصالون الفريقي في مقر الجمعية الأفريقية بالقاهرة، امس الإثنين، ندوة نقاشية لكتاب «جنوب السودان.. شاهد على ميلاد الدولة» للكاتب الصحفي أحمد إمبابي، والباحث السياسي في الشأن الأفريقي، وذلك ضمن برنامجه الدوري «نادي الكتاب»، وذلك بحضور نخبة من الباحثين والكتاب والمتخصصين والدارسين من مصر والسودان وجنوب السودان ومختلف الدول الإفريقية.

وخلال الندوة النقاشية، تحدث الكاتب الصحفي احمد إمبابي، وقال أن الكتاب يوثق لمرحلة مهمة وفاصلة في تاريخ الدولة السودانية، وهو حدث انفصال منطقة الجنوب في 2011، وذلك من خلال البحث في أوراق التاريخ عن أصل وجذور مشكلة جنوب السودان عبر عقود طويلة، وتطورها على مرّ الأنظمة التي حكمت السودان.

وقال أن الكتاب يقدم شهادات خاصة من خلال لقاءات خاصة مع رموز النخبة السودانية، مثل حسن الترابي والصادق المهدي وإبراهيم الغندور وزير الخارجية الأسبق، وعدد من قادة الجنوب مثل جيمس هوث ماي قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان وقت الإنفصال، وبرنابا بنجامين وزير شؤون الرئاسة الحالي وجيمس وان إيجا النائب الأول لرئيس جنوب السودان ، وأيضا من شخصيات دولية عاصرت حدث انفصال الجنوب مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ووزير الخارجية الأمريكي الاسبق جون كيري، والنجم العالمي جورج كلوني، وكوفي أنان سكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق.

وأضاف خلال حديثه في الندوة، أن الكتاب لا يقف عند حدود إعلان إنفصال الجنوب، وإنما يُقيم واقع تجربة دولة الجنوب على مدى إثني عشر عاما، وكيف تعايش شعب جنوب السودان مع دولته؟ وكيف كانت تجربة الحكم، وتعاطي الحكومة مع إرث المشكلات التي طالما عانى منها الجنوب، على مدى أكثر من عقد من الزمان؟، وأبرز التحديات التي تواجه دولة الجنوب، كما يقدم الكتاب قراءة لمسار العلاقات المصرية مع جنوب السودان، وشكل التعاطي المصري مع قضية الجنوب.

واعتبر الكاتب الصحفي أحمد إمبابي أن أهمية الكتاب في هذا التوقيت تحديدا، كونه يقدم واحدا من دروس الماضي في السودان للحاضر حاليا، حتى لا تعيد النخبة السودانية المسببات التي أدت لإنفصال الجنوب وأهمها غياب الإندماج الوطني، خصوصا في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها السودان في الفترة الحالية بسبب كثرة الانقسامات والخلافات بين نخبته السياسية والحاكمة وغياب التوافق منذ ثورة ديسمبر 2019، والإطاحة بنظام عمر البشير.

وفيما يتعلق بالأزمة التي يشهدها السودان حاليا، قال الكاتب أحمد إمبابي أن الاهتمام المصري أصيل، ومخلص، وقائم على اعتبارات الأمن القومي والأخوة الصادقة، ومصر تنظر دائما للسودان الموحد حيث تقف دائما مع وحدة الأراضي السودانية وترفض النزاعات الإنفصالية، وحاليا السودان يمر بأكبر أزمة وكارثة في تاريخه، فهو يشهد أكبر حركة نزوح، بجانب وجود 25 مليون سوداني في مواجهة المجاعة، وهذا الوضع قد يعطي الفرصة للتنظيمات الإرهابية للتواجد داخل الأراضي السودانية والاستفادة من خيرات وثروات السودان.

وفي كلمته تحدث الباحث الأكاديمي تيكواج فيتر، اشاد بمشروع الكتاب، وقال إن الكتاب يقدم توثيق موضوعي لقضية جنوب السودان من واقع تجربة ومعايشة لحدث انفصال الجنوب، واشاد بتوصيات قدمها الكتاب حول مستقبل الدولة، وقال إن الكتاب اضافة مهمة لمكتبة السودان وجنوب السودان.

وخلال الندوة امتد النقاش لنحو ثلاث ساعات بمشاركات متعددة من نخبة من الدارسين والباحثين من مصر وجنوب السودان والسودان، حيث اشاد الحضور بمشروع الكتاب وتوثيقه لقضايا السودان، واوصى المشاركون بتكرار الحلقات النقاشية حول قضايا السودان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصالون الأفريقي الأزمة السودانية السودان الجمعية الأفريقية جنوب السودان أحمد إمبابی

إقرأ أيضاً:

«ابن قلاقس.. سلني عن الحب يا من ليس يعرفه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب

أصدرت وزارة الثقافة، متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة ديوان الشعر المصري، كتاب «ابن قلاقس.. سلني عن الحب يا من ليس يعرفه»، من اختيار وتقديم الشاعر أحمد الشهاوي.

ويقول أحمد الشهاوي في تقديمه للكتاب: «يكاد يكون ابن قلاقس شاعرًا مجهولا في ثقافتنا العربية، على الرغم من أن خليل مطران قدم في بدايات القرن العشرين الميلادي منتخبات من شعره، لكنها للأسف لم يعد طبعها، كما لا توجد دراسات أكاديمية كافية حول شعره وحياته الغامضة الغريبة الملأى بالعجائب، إذ إنه ابن السفر والرحلة، وأيضًا هو لم يعش حياة طويلة مثل غيره من شعراء عصره، ولا أحد يذكره، ولا أحد يطبع شعره الذي كان شهيرًا في زمانه؛ كي يكون متاحا أمام قارئ الشعر خصوصا، والقارئ بشكل عام، هو عندي شاعر غريب في سلوكه وحياته، مات ولم يبلغ الأربعين من عمره في "عيذاب" على شاطئ البحر الأحمر شوال سنة سبع وستين وخمسمائة هجرية، وهو المكان نفسه الذي مات ودفن فيه القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي بعد ابن قلاقس بنحو مئة سنة، حيث توفي الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب، وكان متوجها إلى مكة في أوائل ذي القعدة ٦٥٦ هجرية، عاش ابن قلاقس - (وقلاقس : بقافين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبينهما لام ألف وفي آخره سين مهملة، وهو جمع قلقاس بضم القاف وهو معروف فريدا سائحا جوالا، جواب آفاق، كان كثير الترحال، محبا لركوب البحر، وزاد من ذلك اشتغاله بالتجارة، وعبر عن هذا الحب بقوله: (والناس كثر ولكن لا يقدر لي.. إلا مرافقة الملاح والحادي)».

وأضاف: «كان ابن قلاقس شاعرًا مُكثرًا ، نشر ديوانه في سنة ١٩٠٥ ميلادية بتحقيق الشاعر خليل مطران في مصر، وكان مخطوط ديوانه في خزانة الشيخ علي الليثي بمصر، وفي المكتبة الأهلية بباريس، مخطوطة (رقم (۳۱۳۹)، ولابن نباتة المصري مختارات من ديوان ابن قلاقس، كما تُنسب إليه كتب أخرى من أشهرها: (الزهر الباسم في أوصاف القاسم "القائد الصقلي"، وروضة الأزهار في طبقات الشعراء، ومواطر الخواطر)، وقال عنه الزركلي هو : شاعر نبيل من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض».

مقالات مشابهة

  • بمشاركة ليبيا.. البرلمان الإفريقي يناقش مستجدات الوضع في السودان والكونغو
  • مرافعة الطبقة الوسطى في الحرب السودانية
  • شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تتفاجأ بأصدقائها يقيمون لها حفل عيد ميلاد داخل “شقة”
  • ما هي أبرز المناطق التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من حركة الحلو
  • مجلس النواب يشارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «البرلمان الإفريقي»
  • «الموت ولا المذلة».. السوريون ينتفضون لأول مرة ضد إسرائيل بعد شنها غارات على جنوبي دمشق (فيديو) / عاجل
  • زينب فرغلي: كتاب "في النظرية الأدبية" يناقش تحوّل الموضوع إلى موضوع
  • أتيليه القاهرة يناقش كتاب "في النظرية الأدبية" للدكتور منير فوزي
  • «ابن قلاقس.. سلني عن الحب يا من ليس يعرفه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • الخارجية السودانية تكشف عن إجراءات تصعيدية تجاه كينيا