تستبق “أنفوبيب”، المنصة العالمية للاتصالات السحابية، التطور الجاري في اتجاه مسارات زبون تحادثية مندمجة، بينما تبدو سنة 2024 كلحظة أساسية سانحة لإنجاز تطورات نوعية في مجال تجربة الزبون.

وإدراكا منها للأهمية المتنامية للمحادثة في المبادلات بين الزبناء والعلامات،فمن جهة، يتطلع المستهلكون أكثر فأكثر إلى تفاعلات تعكس الطابع البسيط والطبيعي للمبادلات الشخصية، مع إعطاء الأفضلية لقنوات تواصل واسعة الانتشار مثل WhatsApp.

من جهة ثانية، تتخلى العلامات عن المقاربات التواصلية المتشظية لفائدة تجارب تحادثية منسجمة ومندمجة.

في نفس الوقت، يعرف الذكاء الاصطناعي تطورا مهما من حيث قدرته على التفاعل مع الزبناء. ففيما وراء الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يعمل إلى حدود الآن على تسهيل إنتاج المحتوى والرد على طلبات المعلومات البسيطة، يبدو أن المستقبل صار منفتحا على مصراعيه أمام الذكاء الاصطناعي التفاعلي. ويرتقب أن يؤدي هذا التطور إلى إحداث ثورة فعلية في مجال التزام الزبون، وذلك من خلال تمكين الروبوتات من إنجاز مهام معقدة وتوفير تفاعلات أكثر دقة وأكثر قربا من التفاعلات البشرية. ومن شأن إدماج هذه الأدوات من الذكاء الاصطناعي في مختلف نقاط الاتصال التي تتخلل مسار الزبون، أن يترتب عنها إجراء مبادلات أكثر نجاعة وجاذبية، مشكلة تطورا مهما في الطريقة التي تتفاعل بها العلامات مع زبنائها.

« بل أكثر من ذلك، فبينما تسعى الشركات بجد لإحداث توازن بين توجهات تجربة الزبون وتجويد الآليات المهنية، أصبح من البديهي أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والتفاعلي صار ضروريا من أجل تحسين مُعامِلات تكلفة الخدمة »، يقول أندرو إجان، المدير الإقليمي للمبيعات لدى أنفو بيب. « يعتبر تحديد أنواع العمل التي يمكن أتْمَتَتُها أمرا ضروريا من أجل تخفيض أعباء مراكز الدعم وتجويد نفقات الاستثمار والتشغيل، إضافة إلى فهم سلوك الزبناء وتفضيلاتهم فيما يخص الالتزام. فتجربة الزبون تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد التفاعل بين القنوات أو تقييم ما بعد المكالمة؛ بل تهدف إلى ضمان ولاء الزبناء وفهم سلوكهم الرقمي على جميع المنصات ». وأضاف: « غالبا ما يترتب عن تحسين الآليات التشغيلية بمساعدة أدوات من قبيل الذكاء الاصطناعي التوليدي أو التفاعلي، حصول امتيازات في السفح، خصوص فيما يتعلق بتحسين تجربة الزبون. وبالتالي، فمن الضروري إذن العمل على رفع التحديات التجارية الأساسية قبل الشروع في معالجة المشاكل المرتبطة بتجربة الزبون ».

من جانب آخر، تجدر الإشارة إلى أن مفهوم “التطبيق الخارق” يتجه إلى اكتساب شعبية أكبر والتأثير على الطريقة التي تُقَدِّمُ بها العلامات خدماتها. في هذا السياق، تحولت تطبيقات مثل Telegram  إلى منصات “الكل-في-واحد”، عبر اقتراح فضاء فريد حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى مجموعات واسعة من الخدمات. ويندرج هذا التوجه في إطار الاستمرارية وتعدد الاستخدامات التي تمت ملاحظتها مع تطبيقات أخرى على غرار WeChat، فاتحة بذلك سبلا جديدة بالنسبة للعلامات الهادفة إلى الالتزام اتجاه المستهلكين داخل منظومات بيئية واسعة.

يمثل استغلال تكنولوجيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قطاعا في طور التوسع. فبفضل الابتكارات المذهلة، مثل النظارات المتصلة بالأنترنيت من Meta و Ray-Ban، أوخوذة Vision Pro من Apple، شرع الواقع الافتراضي والواقع المعزز في التأهب إلى تجاوز وضعهما كأدوات لكي يصبحا روافع لتجارب معززة وأخاذة. ومن شأن هذه الخطوات الواعدة أن تفتح إمكانيات غير مسبوقة، من خلال دمج العالم الرقمي بالعالم المادي بطريقة ثورية. ويَعِدُ هذا التطور ببزوغ فجر جديد لهذه التكنولوجيات، التي أصبحت موجهة نحو تطبيقات ملموسة ومستعملة بشكل يومي.

من جهة أخرى، فإن إدماج التجارب المادية والرقمية، التي أطلق عليها “phygitales“، أعادت تحديد قطاعي تجارة التقسيط والتجارة الإلكترونية. فقد أصبح التجار يعتمدون بشكل متزايد على التكنولوجيا الرقمية داخل محلاتهم للبيع المادي، بينما شرعت منصات البيع على الأنترنيت في استكشاف إمكانيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز من أجل اقتراح مسارات شراء غامرة. ويجد هذا الانصهار تجسيدا له في المبادرات المبتكرة، على غرار تطبيق Marks & Spencer للواقع المعزز، الذي يعطي صورة استباقية عن مستقبل تجارة التقسيط حيث ستغني التكنولوجيا كل جانب من جوانب تجربة الشراء لدى المستهلكين.

تؤكد أنفوبيب، صاحبة المكانة الريادية بقوة في مجال تكنولوجيات التزام الزبون، على التزامها القوي لفائدة تحسين تجربة الزبون من خلال تبني هذه التوجهات الحديثة.فعبر التركيز على واجهات المستخدم التحادثية، والابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي، وانصهار العالمين الرقمي والمادي، تتوجه أنفوبيب صوب مستقبل حيث تتميز التفاعلات مع الزبون بسلاستها وعمق التزامها وتخصيصها. وفي غضون سنة 2024، تَعِدُ هذه التطورات بإحداث تحول في طرق الاتصال والخدمة بين العلامات وزبنائها.

كلمات دلالية أنترنت اقتصاد المغرب تكنولوجيا خدمات شركات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أنترنت اقتصاد المغرب تكنولوجيا خدمات شركات الذکاء الاصطناعی التی ت

إقرأ أيضاً:

ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟

رغم أن العالم يشهد تقدما تقنيا مذهلا في ظل الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الثورة تأتي بجانبها المظلم الذي يهدد سلامة الأنظمة المالية والشخصية. فما بين الفوائد الكبيرة التي يقدمها هذا الذكاء، وبين مخاطر الاحتيال المتزايدة، تزداد الحاجة إلى التأهب لمستقبل أكثر تعقيدا.

لقد شهدنا عام 2024 لمحات عن قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق، واستنساخ الصوت، وعمليات الاحتيال، لكنها كانت مجرد عجلات تدريب للمحتالين أثناء اختبارهم للأوضاع.

ومع دخولنا عام 2025، المليء بالتطورات التقنية المثيرة، يظهر الذكاء الاصطناعي كسلاح ذي حدّين. ففي حين يعزز من قدراتنا، يضعنا أمام خطر داهم قد يجعل من هذا العام نقطة تحول، حيث تصبح العمليات الاحتيالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قوة مهيمنة تهدد الأنظمة المالية والبنوك العالمية، إضافة إلى سمعة البشر ومصداقية الأحداث ومن أبرز هذه العمليات الجديدة عمليات "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).

تهديدات مالية غير مسبوقة.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاحتيال

وفقا لتقرير مركز "ديلويت للخدمات المالية" (Deloitte Center for Financial Services)، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق خسائر قد تصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2027، بزيادة ملحوظة عن 12.3 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 32%.

إعلان

وقد جذب هذا الارتفاع الملحوظ في الخسائر انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي حذر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي من أن المجرمين يستغلون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات احتيال على نطاق أوسع، بهدف تعزيز مصداقية مخططاتهم.

الاحتيال كخدمة.. كيف انتقلت الجرائم الإلكترونية إلى مستوى جديد؟

في عالم الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة "هاوتيان إيه آي" (Haotian AI) التي تقدم برامج تغيير الوجه عبر "تليغرام"، في إعلان يظهر أن فريقهم جادّ في عمله، حيث صرحوا علنا: "لدينا فريق بحث وتطوير مكون من مئات المبرمجين وعشرات الخوادم لخدمتكم".

حيث يروج الإعلان لبرامج تغيير الوجه العميقة التي يصعب تمييزها بالعين المجردة، والمصممة خصيصا للمكالمات الخارجية، وهو ما يتناسب تماما مع المحتالين الذين يرغبون في جعل عمليات الاحتيال الرومانسية أكثر مصداقية.

ومع ازدهار هذه التكنولوجيا، شهدت القنوات المخصصة للجريمة الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على "تليغرام" نموا ملحوظا في المحادثات، وهو ما يعكس انتشار هذه الظاهرة.

ووفقا لتحليل أجرته شركة "بوينت برودكتيف" (Point Predictive) في عام 2023، كان هناك حوالي 47 ألف رسالة في تلك القنوات، بينما تجاوز عدد الرسائل عام 2024 أكثر من 350 ألف رسالة، مسجلا زيادة بنسبة 644%.

هجمات الاختراق الإلكتروني للأعمال التي تستخدم التزييف العميق ستصبح تهديدا كبيرا في عام 2025 (شترستوك) عمليات "ذبح الخنازير".. الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الاحتيال الجماعي

تخيل جدارا من الهواتف المحمولة، يدير آلاف المحادثات الوهمية لخداع ضحايا من جميع أنحاء العالم في كل دقيقة.

إنه ليس مشهدا من فيلم خيال علمي، بل واقع تكشفه مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل "تليغرام". بل إنها تقنية جديدة تستخدم لتوسيع نطاق عمليات الاحتيال بشكل غير مسبوق.

أحد الأمثلة البارزة هو برنامج ذكي يعرف باسم "معجبو إنستغرام التلقائيون" (Instagram Automatic Fans)، الذي يرسل آلاف الرسائل في الدقيقة لإيقاع المستخدمين في مصيدة عمليات احتيال "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).

إعلان

حيث تبدأ الرسائل عادة بجمل بسيطة مثل "صديقي أوصاني بك. كيف حالك؟"، ويتم إرسالها بشكل متكرر لإغراء الضحية.

ومع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن تستفيد العصابات الإجرامية المتورطة في عمليات "ذبح الخنازير" من تقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مكالمات الفيديو، واستنساخ الصوت، والدردشة الآلية لتوسيع نطاق عملياتها.

لكن ما عمليات احتيال "ذبح الخنازير"؟

وفقا لـ"مكتب المفتش العام" (Office Of Inspector General – OIG) -وهو هيئة مستقلة تشكل داخل الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة، مسؤولة عن مراقبة نزاهة وكفاءة العمليات داخل هذه الوكالات- فإن عمليات "ذبح الخنازير" هي نوع من الاحتيال يتعلق بالثقة والاستثمار.

حيث يتم استدراج الضحية تدريجيا لتقديم مساهمات مالية متزايدة، عادة في شكل عملات مشفرة، لصالح استثمار يبدو موثوقا، قبل أن يختفي المحتال بالأموال التي تم تقديمها.

حوالي 53% من المحترفين في مجال المحاسبة تعرضوا لهجمات بالذكاء الاصطناعي المزيف العام الماضي (شترستوك) كيف يستهدفك هذا النوع من الاحتيال كمستهلك؟ قد يتواصل المحتالون معك عشوائيا عبر الرسائل النصية، أو تطبيقات المواعدة، أو منصات التواصل الاجتماعي، ثم يتحولون لاحقا إلى استخدام تطبيقات الدردشة عبر الإنترنت "في أو آي بي" (VOIP). يحاولون بناء علاقات ذات مغزى معك لكسب ثقتك، ثم يعرضون عليك فرصا استثمارية ذات عوائد عالية في أصول افتراضية مثل العملات المشفرة. يطلبون منك فتح حسابات على مواقع استثمار عبر الإنترنت، ويوجهونَك لتحويل الأموال عبر الحوالات المصرفية إلى شركات وهمية، أو عن طريق التحويل المباشر إلى مقدمي خدمات الأصول الافتراضية "في إيه إس بي إس" (VASPs) الشرعيين أو منصات تداول العملات المشفرة. يمارسون ضغوطا عليك للاستثمار بمبالغ أكبر، مهددين بأن العلاقة معهم ستنتهي إذا لم تقم بذلك. إذا نجح الاحتيال، من المحتمل أن يتم خداعك، وسينتهي الأمر بفقدان أموالك. عندما تحاول سحب أموالك، قد تطالبك المواقع بدفع رسوم إضافية لإتمام السحب، أو قد يتم حظر حسابك بالكامل من دون أي استجابة من المحتالين. وفي النهاية، يختفي المحتالون ومعهم جميع أموالك. إعلان

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الرعاية الصحية الرقمية في السعودية
  • الأهلي يسخر من قرعة الذكاء الاصطناعي
  • إنفينيكس تكشف عن تقنيات الشحن بالطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي خلال MWC 2025
  • خبراء ومتخصصون لـ(أ ش أ): الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة لحماية التراث الثقافي المتنوع وحفظه وترسيخ قيمته
  • شركة “كيرنو” تعقد شراكة استراتيجية مع DDN لتطوير الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء في الإمارات
  • ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
  • فتح باب التقدم لاستقبال مقترحات بحثية لإنشاء مركز لسلامة الذكاء الاصطناعي
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • مدير تعليم الفيوم يفتتح البرنامج التدريبي"الذكاء الاصطناعي في التعليم"
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي