أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التمسك بالأخلاق هو السبيل لنهضة الأمم ورقيها، مشيرًا إلى أن الإنسان مرهون بحسن خلقه، وصلاح الأمم مرهون بصلاح الإنسان. 

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة الذي يقام تحت عنوان: (الأخلاق... وآليات بناء الوعي الرشيد) برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبرئاسة الدكتورة شفيقة الشهاوي، عميدة الكلية رئيس المؤتمر.

وقدم رئيس الجامعة التهنئة إلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى المشاركين في المؤتمر من داخل جمهورية مصر العربية وخارجها بقرب حلول شهر رمضان المبارك.

كما قدم  الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لرعايته الكريمة للمؤتمر وحرصه الدائمة على تحقيق النهضة العلمية بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن الجامعة بدأت العام الدراسي الجديد بتربعها على عرش الجامعات الحكومية وفوزها بالمركز الأول في تصنيف التايمز العالمي للتعليم العالي.

وأشاد بجهود كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة التي تعدل جامعة وحدها؛ حيث يدرس فيها الآن ما يقرب من 25 ألف طالبة، منهن خمسة آلاف طالبة وافدة من مختلف أنحاء العالم.

وثمن رئيس الجامعة عنوان المؤتمر الدولي الخامس: (الأخلاق... وآليات بناء الوعي الرشيد) خاصة وأن الأخلاق هي حجر الزاوية في بناء الأمم، وهي الموجه للسلوك الإنساني، لافتًا أن الأخلاق في الإنسان بمثابة القلب من الجسد، وما أحسن قول أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
 فقوم النفس بالأخلاق تستقم

والنفس من خيرها في خيرعافية
والنفس من شرها في مرتع وخم

وأوضح: أنه لعظم مكانة الأخلاق صارت علمًا مستقلًّا له أصوله ومؤلفاته، وهو علم دراسة النفس الإنسانية من جهة ما يصدر عنها من الأفعال الحميدة أو الذميمة، وقد شبه أهل العلم النفس وما يعتريها من الأخلاق بالبدن وما يعتريه من الصحة والمرض؛ لذلك من أراد الشفاء عليه بالمجاهدة؛ مصداقًا لقوله تعالى في سورة العنكبوت:  ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾.
وقالوا: المشاهدات مواريث المجاهدات.

وبين رئيس جامعة الأزهر أن علم الأخلاق هو سبيل النهضة والرقي والتقدم والإصلاح في كل أمة وفي كل جيل؛ لأن إصلاح الإنسان مرهون بحسن خلقه، وصلاح الأمم مرهون بصلاح الإنسان، فإذا صلح الإنسان صلح كل شيء، وإذا فسد الإنسان أفسد كل شيء، وما أروع قول شوقي أمير الشعراء حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وهذا ليس من فراغ، خاصة وأن الإنسان هو أصل الحضارات وبانيها ولا تقوم الحضارة بغير الإنسان، مشيرًا إلى أن كل عمل يهذب سلوك الإنسان ويقوم نفسه ويصلح روحه وجسمه يصب في النهاية في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه، وفي خدمة الأمة والإنسانية كلها؛ لذا قال صاحب الإحياء: «إن ذرة من تقوى وخلق واحد من أخلاق الأكياس أفضل من أمثال الجبال عملًا بالجوارح».

وأضاف  أن للأخلاق الحميدة بهجة وسرورًا على الأمم والمجتمعات، وحين يلقي العبد ربه، وقد روي عن أبي الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن»، فحسن الخلق هو التعريف الجامع للبر كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «البر حسن الخلق» وهو الهادي إلى الجنة، كما قال الرسول الكريم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة»، وأيضًا قال الرسول الكريم: «إن أقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؛ ولذا مدح المولى -عز وجل- رسوله الكريم قائلًا: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

وأختتم رئيس الجامعة كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة برئاسة الدكتورة شفيقة الشهاوي، عميدة الكلية رئيس المؤتمر، وإلى وكلائها، مشيرًا إلى أنه قرر أن يتم حصر الأبحاث العلمية المتميزة في المؤتمرات، وإعداد ملخص بها وترجمة هذه الملخصات إلى اللغات الأجنبية؛ بهدف العمل على رفع تصنيف جامعة الأزهر عالميًّا.

445f1078-22e6-4efb-b580-cb5692a35b7c 4bc3825e-00e0-4c23-891b-b0b80337eeb4 ec579b0a-d9c3-4d96-923b-aeb4485f280f 198491db-df4c-4bb7-98f2-e9437638f6e1 9e35a969-9330-4cd6-ac81-24d02ca6c925

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احمد الطيب الأزهر الشريف الإمام الأكبر كلية الدراسات الاسلامية جامعة الأزهر ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس جامعة الأزهر: الدجالون يخدعون الناس وينهبون أموالهم

قال الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن النجوم التي أودعها الله سبحانه وتعالى في السماء هي من أعظم نعم الله على الإنسان، حيث جعلها زينة للسماء ومشاهد جمالية تزين الكون. 

وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريح، أن الله سبحانه وتعالى لم يترك السماء مجرد فضاء فارغ، بل جعلها مزينة بالنجوم، كما ورد في قوله تعالى: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ".

وتابع: "إن من منافع النجوم، أولًا أنها زينة للسماء، ثم جعلها الله سبحانه وتعالى علامات يهتدي بها السالكون في الليل، كما قال تعالى: "وَعَادَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ"، حيث إن النجوم تضيء السماء ليلاً وتساعد الناس على تحديد الاتجاهات، تمامًا كما يهتدون بالجبال في النهار."

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل النجوم رجوماً للشياطين، موضحًا أن الشياطين كانت قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسترق السمع من السماء وتكذب الأخبار مع الكهنة، ولكن بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل الله النجوم ليرجم من يحاول الاستماع للسماء، كما ورد في القرآن: "وَإِنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلْسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا".

وأكد أنه يجب على المسلمين أن يفهموا أن النجوم لها هذه المنافع فقط، محذرًا من الانشغال بالتنجيم أو التنبؤ بالمستقبل، قائلاً: "لا يعلم الغيب إلا الله، وما اطلع عليه من أنبيائه ورسله فقط، وأي ادعاء معرفة الغيب من غير هؤلاء هو بهتان وكذب."

ودعا الدكتور محمد عبد المالك إلى الحذر من اللجوء إلى الدجالين والمنجمين الذين يهدفون إلى خداع الناس وجني الأموال بطرق غير شرعية، مؤكدًا أن علينا أن نتوكل على الله ونتبع الطريق الصحيح. 

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر يؤم المصلين في صلاة الجنازة على مسئول بـ جاكرتا
  • يستمر لمدة يومين.. افتتاح فعاليات مؤتمر العلاج الطبيعي بجامعة بنها الأهلية
  • رئيس جامعة الأزهر يزور وزير الشئون الدينية الإندونيسي في المستشفى بجاكرتا
  • وكيل الأزهر: الحوار هو السبيل الأوحد والأمثل لتوحيد الصف الإسلامي
  • رئيس جامعة الأزهر يزور الجامعة الإسلامية العالمية الإندونيسية
  • رئيس جامعة الأزهر يحاضر عن بناء التعاون العلمي ويؤكد قوة علاقات مصر وإندونيسيا
  • رئيس جامعة الأزهر يحاضر حول «بناء التعاون العلمي من أجل ازدهار مستقبل الأمة الإسلامية»
  • علماء دوليين في مؤتمر قتيبة حميد لأمراض الجهاز التنفسي
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الدجالون يخدعون الناس وينهبون أموالهم
  • مدير الشئون الدينية في السنغال يشيد بجهود الأزهر الشريف في تعزيز قيم الوسطية