الجزيرة:
2024-11-09@16:08:12 GMT

الاحتلال يتعمد نشر الفوضى وسرقة المساعدات في غزة

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

الاحتلال يتعمد نشر الفوضى وسرقة المساعدات في غزة

غزة- "مولد وصاحبه غايب".. استحضرت سيدة فلسطينية هذا المثل الشعبي، وهي تتحدث بحرقة عما وصفتها بالفوضى وشيوع مظاهر السطو على المساعدات في غزة وطرحها بالأسواق، والتي تشهد ارتفاعا غير مسبوق بالأسعار.

تقول هنادي عبد ربه "أم عمر" إن غياب الرقابة والمساءلة شجّع على تفشي حالة الفوضى التي تظهر في الأسواق والأسعار الجنونية لغالبية السلع ومن بينها أصناف المساعدات الواردة للمتضررين عبر معبر رفح مع مصر، وكرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

وفي الآونة الأخيرة، تتعالى أصوات الغزيين بالشكوى من الفوضى وسرقة المساعدات وبيعها بأسعار خيالية، وشيوع حالات استخدام الأسلحة النارية في شجارات عائلية تسببت في إزهاق أرواح، فضلا عن محاولات تهريب وترويج المخدرات.

سوق النجمة في رفح حيث تُعرض أصناف المساعدات للبيع بأسعار خيالية (الجزيرة) لصوص حرب

ولا تقتصر هذه المظاهر على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، التي نزح إليها نحو نصف سكان القطاع وتؤوي زهاء مليون و400 ألف نسمة حاليا.

وتضج منصات التواصل الاجتماعي والمجالس الشعبية بأحاديث عن حوادث السطو على شاحنات المساعدات في هذه المدينة وعلى طريق الرشيد الساحلي الذي يصلها بمدينة خان يونس ومناطق وسط القطاع وشماله.

وتقول أم عمر (46 عاما)، وهي نازحة مع أسرتها من شمال القطاع لمدينة رفح، إن كل عمليات السطو على المساعدات ليست بدافع الجوع، حيث يتم الاستيلاء على الكثير منها وسرقته وطرحه في الأسواق بأسعار لا تتناسب والحالة المادية لغالبية الناس، وبخاصة النازحون الذين تركوا منازلهم وممتلكاتهم وهربوا جنوبا للنجاة بأرواحهم.

"نهبوا منازلنا، والآن يسرقون قوتنا وقوت أطفالنا"، تضيف أم عمر التي علمت بسطو اللصوص على منزلها ومنزل عائلتها في شمال غزة وسرقة محتوياتهما، وهي حادثة تكررت مع نازحين كُثر من مدينة غزة وشمالها، تعرضت بيوتهم للسرقة والنهب.

وتعيل أم عمر أسرة من 5 أبناء، ويعمل زوجها في الحكومة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، ويتلقى 800 شيكل (حوالي 205 دولارات) منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولا تساعدهما الظروف المعيشية المتردية على توفير احتياجات أسرتهما الأساسية.

وتتساءل: "كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية مطروحة في الأسواق وبأسعار باهظة، فمن أين حصلوا عليها ولماذا لم تصل إلى مستحقيها؟"، وتابعت: "طبعا من الحرامية وقطاع الطرق الذين يعترضون طريق الشاحنات ويستولون على محتوياتها".

فوضى ممنهجة

وساعد غياب دوريات الشرطة المكلفة بحفظ الأمن وتأمين شاحنات المساعدات على تفشي حالات السطو من قبل "لصوص" يقطعون طريقها في محاور عدة بالقطاع، ويستولون على حمولتها بقوة الأسلحة البيضاء والنارية، ومن ثم طرحها للبيع بأسعار خيالية.

وتقول أوساط فلسطينية إن الاحتلال أسهم في خلق الفوضى بعمليات استهداف مركزة وبدت "مقصودة وممنهجة" خاصة في مدينة رفح، أسفرت الشهر الماضي عن استشهاد 12 من قادة وعناصر الشرطة جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت سياراتهم الشخصية وسيارات رسمية مميزة بألوان وعلامات الشرطة.

ويقول الأديب والروائي يسري الغول إن "الاحتلال الذي أمعن فينا قتلا هو الذي يجوع الأطفال، ويحرض الرجال على حمل الأسلحة البيضاء لأجل حفنة طحين، يسوق طريقة العنف عبر عملائه ليقتل بعضنا بعضا".

ويتساءل يسري، الذي رفض النزوح جنوبا ولا يزال مقيما في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، "منذ متى كنا نحمل السكاكين لأجل كيس طحين أو أرز؟!"، وتابع في منشور على منصات التواصل: "يجب محاسبة كل من يحمل الأسلحة قبل أن تصبح آفة".

ويتردد محليا أن "عصابات مسلحة" تشكلت في مدينة غزة وشمالها، تنتظر شاحنات مساعدات قليلة تسمح قوات الاحتلال بوصولها إلى هناك، لكنها لا تصل إلى مستحقيها لغياب جهة مسؤولة تضمن عدالة التوزيع.

وأفاد أبو حمزة، للجزيرة نت، بأنه اشترى لعائلته كيسين من الطحين وزن الواحد 25 كيلو غراما بسعر 4 آلاف شيكل (حوالي ألف دولار)، فيما كان سعرهما قبل الحرب لا يتعدى 100 شيكل فقط. وتقيم عائلته في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، حيث اعتقلته قوات الاحتلال منها لنحو شهر وأطلقت سراحه في مدينة رفح.

ويقول "المساعدات التي تصل للشمال شحيحة جدا ولا تلبي الاحتياجات الكبيرة، والحشود تنتظرها على الطرق والمحظوظ من يحصل على نصيب منها دون أن تصيبه رصاصة من الاحتلال أو من عصابات اللصوص وقطاع الطرق".

استهداف الاحتلال للشرطة أدى إلى تفشي مظاهر استيلاء لصوص على شاحنات المساعدات في غزة (الجزيرة) الحماية الشعبية

وفي محاولة لسد الفراغ مع غياب الشرطة خشية الاستهداف الإسرائيلي، تشكلت مجموعات أُطلق عليها "الحماية الشعبية" تتكون من شبان ملثمين ومزودين بهراوات، انتشروا في الأسواق لضبط الحالة الأمنية والأسعار.

وتعقيبا على ذلك، يقول بسام عبد الله، وهو صحفي من مدينة رفح، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي: "حان الوقت لإنهاء الصورة الظلامية من تجار الدم والاستغلال، ويجب أن تبدأ بكبار لصوص التجار المحتكرين ومن يساندهم من أصحاب القرار، ومحاكمتهم أمام الشعب محاكمات ثورية لاستغلالهم الناس في وقت العدوان وفي صورة أقبح مما يفعله الاحتلال".

وتساءل: "ما الفرق بين عدو يقتل يوميا وتاجر يذبح شعبه؟"، واعتبر أن الحماية الشعبية "خطوة متأخرة، ولكن هي البداية لضبط السوق لعودة كافة السلع لسعرها الطبيعي، خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان الكريم".

لكن بعد بضعة أيام على تشكيل هذه اللجان، لم تلمس أم عمر تغييرا كبيرا في الأسعار أو غياب تجار المساعدات، التي لا تزال تعج بها الأسواق، وقالت: "الأسعار نار، وكلما اقتربنا من شهر رمضان تزداد أكثر، ونستقبل شهر الصيام ونحن في صوم منذ شهور من الجوع والاستغلال والاحتكار".

وبالنسبة إلى فراس عدوان فإن "لعبة التجار القذرة لا تزال مستمرة، والأسعار بعد تشكيل الحماية الشعبية في ارتفاع".

وبرأي أم عمر، فإن هذه الحرب كانت "كاشفة" وأظهرت "أسوأ ما فينا"، فعندما غابت الرقابة ظهرت "طبقة من المنتفعين واللصوص وتجار الدم".

وتساءلت: "أين الضمير من سرقة مساعدات وبيعها لناس يواجهون الموت في كل لحظة، وما مبرر غلاء أسعار كل شيء، فكيلو البصل الذي كان يباع بـ3 شواكل قبل الحرب يباع الآن بـ30 شيكلا".

ويقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون، للجزيرة نت، إن "الاحتلال معني بإحداث فراغ في قطاع غزة والضغط على الحاضنة الشعبية عن طريق الفوضى وزعزعة الأمن من أجل أن يتحول الشعب الفلسطيني من حالة صمود وتماسك وتنظيم، إلى حالة تشتت وتشريد وفوضى".

ويضيف أن الاحتلال "يريد خلق وقائع جديدة يستطيع من خلالها التحكم بشكل ومستقبل قطاع غزة بعد الحرب، ولذلك يحارب كل مظاهر الأمن والاستقرار بكل السبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المساعدات فی فی الأسواق مدینة رفح فی غزة أم عمر

إقرأ أيضاً:

شهيد و5 إصابات في اقتحام الاحتلال لطولكرم

أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، عن استشهاد مواطن في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى نقل 5 مصابين منذ بدء الاقتحام الإسرائيلي لمدينة طولكرم ومخيمها، يأتي هذا التصعيد في إطار العمليات العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية في مناطق متعددة من الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الاقتحام الإسرائيلي لمدينة طولكرم ومخيمها أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة، وقد شهد المخيم مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين، حيث استخدمت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين.

 

وفي قطاع غزة، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 22 شهيداً سقطوا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم، بينهم 14 شهيداً من المناطق الشمالية للقطاع ، وتواصل القوات الإسرائيلية قصف مواقع متعددة في غزة، مستهدفة مناطق سكنية وأحياء مكتظة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا في ظل تصعيد مستمر بين الجانبين.

 

مع تزايد عدد الضحايا في طولكرم وغزة، تتصاعد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، إذ يواجه القطاع الصحي تحديات كبيرة في توفير الرعاية اللازمة للجرحى والمصابين، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

 

وقد دعت جهات فلسطينية ودولية إلى وقف فوري للتصعيد العسكري والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكدت على ضرورة حماية المدنيين من الهجمات وتجنب استهداف المناطق السكنية، محذرةً من عواقب التصعيد العسكري على الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.

 

تتزايد الدعوات من قبل مؤسسات وجمعيات محلية ودولية للتضامن مع الضحايا الفلسطينيين، وتنظيم مسيرات احتجاجية في مدن عدة لدعم الشعب الفلسطيني ورفض الهجمات الإسرائيلية.

 

وصول دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية الروسية إلى لبنان لدعم المتضررين

 

أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، اليوم الخميس، عن إرسال دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى لبنان، تعد الثالثة من نوعها منذ بداية التصعيد الإسرائيلي في المنطقة. تأتي هذه المساعدات ضمن جهود روسية مستمرة لدعم الشعب اللبناني وتخفيف معاناة المتضررين من تبعات الصراع.

 

وفقًا لبيان صادر عن وزارة الطوارئ الروسية، انطلقت طائرة من طراز "إيل-76" متوجهة إلى لبنان، تحمل على متنها شحنة من المساعدات الإنسانية بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتتضمن الشحنة 24 طناً من المستلزمات الأساسية، تشمل مواد غذائية للأطفال، وأدوية، وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي يحتاجها اللبنانيون خلال هذه الفترة الحرجة.

 

تعتبر هذه الشحنة الثالثة من نوعها التي ترسلها روسيا إلى لبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وهو ما يعكس التزام موسكو بتقديم الدعم المستمر للمتضررين من الصراع في المنطقة. وكانت الدفعات السابقة قد تضمنت أيضاً مواد إغاثية متنوعة استهدفت تلبية احتياجات المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى توزيع المستلزمات الأساسية على الأسر المتضررة.

 

يشير هذا الدعم المتواصل إلى موقف روسيا الثابت في الوقوف إلى جانب لبنان خلال الأزمة الراهنة، حيث دعت موسكو إلى التهدئة وتجنب التصعيد في المنطقة، وأكدت استعدادها لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لدعم المدنيين المتضررين من النزاع.

 

تأتي هذه المساعدات الروسية في إطار تعاون دولي يهدف إلى تخفيف الضغط عن لبنان الذي يعاني من آثار الصراع المستمر في المنطقة، ومن المتوقع أن تستمر الجهود الدولية لتقديم المساعدات للبنان في الفترة القادمة، مع تزايد الأوضاع الإنسانية سوءاً في بعض المناطق.

 

تشكل هذه الشحنة الإنسانية الروسية دعماً مهماً للبنان في ظل الظروف الراهنة، إذ تساعد في تخفيف معاناة المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

مقالات مشابهة

  • 5 شهداء وإصابات في قصف الاحتلال شرق مدينة غزة
  • شمال غزة على شفا "مجاعة وشيكة" وسط الحصار الإسرائيلي المستمر
  • الجبهة الشعبية: نُحمّل العدو مسؤولية تجويع شعبنا ونحذر التجار من التماهي مع مخططاته
  • "الشعبية": نُحمّل الاحتلال مسؤولية تجويع شعبنا ونحذر التجار من التماهي مع مخططاته
  • قاضي يمني بارز يتهم ”يمن نت” بالنهب السافر وسرقة المشتركين
  • الاحتلال يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • شهيد و5 إصابات في اقتحام الاحتلال لطولكرم