رئيس جامعة الأزهر: التمسك بالأخلاق هو السبيل لتقدم الأمم ورقيها
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن التمسك بالأخلاق هو السبيل لنهضة الأمم ورقيها، مشيرًا إلى أن الإنسان مرهون بحسن خلقه، وصلاح الأمم مرهون بصلاح الإنسان.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة الذي يقام تحت عنوان: (الأخلاق... وآليات بناء الوعي الرشيد) برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبرئاسة الدكتورة شفيقة الشهاوي، عميدة الكلية رئيس المؤتمر.
وقدم رئيس الجامعة التهنئة إلى الأمتين العربية، والإسلامية، وإلى المشاركين في المؤتمر من داخل جمهورية مصر العربية وخارجها بقرب حلول شهر رمضان المبارك.
كما قدم رئيس الجامعة الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لرعايته الكريمة للمؤتمر وحرصه الدائمة على تحقيق النهضة العلمية بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن الجامعة بدأت العام الدراسي الجديد بتربعها على عرش الجامعات الحكومية وفوزها بالمركز الأول في تصنيف التايمز العالمي للتعليم العالي.
وأشاد رئيس الجامعة بجهود كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة التي تعدل جامعة وحدها؛ حيث يدرس فيها الآن ما يقرب من 25 ألف طالبة، منهن خمسة آلاف طالبة وافدة من مختلف أنحاء العالم.
وثمن رئيس الجامعة عنوان المؤتمر الدولي الخامس: (الأخلاق... وآليات بناء الوعي الرشيد) خاصة وأن الأخلاق هي حجر الزاوية في بناء الأمم، وهي الموجه للسلوك الإنساني، لافتًا أن الأخلاق في الإنسان بمثابة القلب من الجسد، وما أحسن قول أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خيرعافية
والنفس من شرها في مرتع وخم
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أنه لعظم مكانة الأخلاق صارت علمًا مستقلًّا له أصوله ومؤلفاته، وهو علم دراسة النفس الإنسانية من جهة ما يصدر عنها من الأفعال الحميدة أو الذميمة، وقد شبه أهل العلم النفس وما يعتريها من الأخلاق بالبدن وما يعتريه من الصحة والمرض؛ لذلك من أراد الشفاء عليه بالمجاهدة؛ مصداقًا لقوله تعالى في سورة العنكبوت: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا﴾.
وقالوا: المشاهدات مواريث المجاهدات.
وبين رئيس جامعة الأزهر أن علم الأخلاق هو سبيل النهضة والرقي والتقدم والإصلاح في كل أمة وفي كل جيل؛ لأن إصلاح الإنسان مرهون بحسن خلقه، وصلاح الأمم مرهون بصلاح الإنسان، فإذا صلح الإنسان صلح كل شيء، وإذا فسد الإنسان أفسد كل شيء، وما أروع قول شوقي أمير الشعراء حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهذا ليس من فراغ، خاصة وأن الإنسان هو أصل الحضارات وبانيها ولا تقوم الحضارة بغير الإنسان، مشيرًا إلى أن كل عمل يهذب سلوك الإنسان ويقوم نفسه ويصلح روحه وجسمه يصب في النهاية في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه، وفي خدمة الأمة والإنسانية كلها؛ لذا قال صاحب الإحياء: «إن ذرة من تقوى وخلق واحد من أخلاق الأكياس أفضل من أمثال الجبال عملًا بالجوارح».
وأضاف رئيس الجامعة أن للأخلاق الحميدة بهجة وسرورًا على الأمم والمجتمعات، وحين يلقي العبد ربه، وقد روي عن أبي الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن»، فحسن الخلق هو التعريف الجامع للبر كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «البر حسن الخلق» وهو الهادي إلى الجنة، كما قال الرسول الكريم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة»، وأيضًا قال الرسول الكريم: «إن أقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؛ ولذا مدح المولى -عز وجل- رسوله الكريم قائلًا: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.
وختم رئيس الجامعة كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة برئاسة الدكتورة شفيقة الشهاوي، عميدة الكلية رئيس المؤتمر، وإلى وكلائها، مشيرًا إلى أنه قرر أن يتم حصر الأبحاث العلمية المتميزة في المؤتمرات، وإعداد ملخص بها وترجمة هذه الملخصات إلى اللغات الأجنبية؛ بهدف العمل على رفع تصنيف جامعة الأزهر عالميًّا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئیس جامعة الأزهر رئیس الجامعة ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
مستشارة شيخ الأزهر تبحث تعزيز التعاون العلمي مع جامعة الأمانة في جامبيا
قامت مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي بزيارة جامعة الأمانة في جامبيا، حيث التقت برئيس الجامعة، الدكتور باكر جيتي، وعدد من القيادات التنفيذية بالجامعة، وهم: الدكتور حاج سار، وكيل الجامعة ونائب مديرها لشؤون الطلاب، والدكتور أبو بكر ملابس، وكيل الدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور محفوظ دابو، عميد الدراسات العليا. جاء اللقاء لمناقشة سبل التعاون الأكاديمي والثقافي بين الأزهر والجامعة.
ناقش الطرفان آفاق التعاون المشترك في مجالات التبادل العلمي والثقافي بين الأزهر الشريف وجامعة الأمانة، بهدف تطوير مهارات الطلاب وصقل قدراتهم، وتعزيز فرصهم الأكاديمية. كما تناول اللقاء دور الأزهر في دعم التعليم الإسلامي في غرب إفريقيا، خاصة من خلال تقديم برامج أكاديمية متميزة وخدمات تعليمية شاملة.
قدمت مستشارة شيخ الأزهر الدكتورة نهلة الصعيدي شرحًا تفصيليًا عن البرامج التعليمية التي يديرها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، مع التركيز على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والخدمات التي يقدمها المركز لدعم الطلاب الأجانب. كما استعرضت دور كلية العلوم الإسلامية والعربية في إعداد الطلاب وتمكينهم من نشر علوم الدين والشريعة بأساليب حديثة.
وخلال الجولة، زارت مستشارة شيخ الأزهر المبنى الجديد لمركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامبيا، حيث ناقشت مع رئيس الجامعة دعم المركز من خلال التعاون مع الأزهر الشريف، سواء بتوفير المناهج أو تأهيل المعلمين.
تخريج الدفعة الأولى من طلاب المركز
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز دوره التعليمي في غرب إفريقيا، حيث سبق أن افتتح وفد الأزهر مركزًا لتعليم اللغة العربية في جامبيا قبل عامين. وتشهد الزيارة تخريج الدفعة الأولى من طلاب المركز، التي تضم 68 طالبًا وطالبة، إلى جانب متابعة شؤون الطلاب الجدد، البالغ عددهم 400.
على الجانب الآخر أعلِن مجمع البحوث الإسلامية عن انطلاق فعاليات (الأسبوع الثالث للدعوة الإسلامية)، الأحد المقبل بجامعة سوهاج، تحت عنوان: (الدين والعمران.. معطيات ودلالات)، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتكثيف البرامج والفعاليات الدعوية والتوعوية؛ بما يحقِّق دَور الأزهر ورسالته الدعوية والتوعوية، وذلك بإشراف: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.