الحرة:
2024-11-23@14:16:22 GMT

يتصدرون قوائم الإعدامات في إيران.. من هم البلوش؟

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

يتصدرون قوائم الإعدامات في إيران.. من هم البلوش؟

في أعلى حصيلة منذ عام 2015 نفذت السلطات في إيران حكم الإعدام بحق 834 شخصا خلال 2023، وكان اللافت حسبما وثقت منظمتان حقوقيتان، في تقرير حديث، أن القسم الأكبر من المستهدفين هم من أفراد الأقليات العرقية، وبالتحديد البلوش. 

منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النرويج، والتحالف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، ومقره باريس قالا الثلاثاء إن "البلوش يشكلون النسبة الأكبر من الذين تم إعدامهم، لإدانتهم في قضايا مرتبطة بتجارة المخدرات".

وجاء في تقريرهما أن "167 شخصا على الأقل من هذه الأقلية جرى إعدامهم في 2023، أي ما نسبته 20 بالمئة من إجمالي عدد أحكام الإعدام المنفذة".

وعند قياس الرقم الخاص بالإعدامات مع عدد أبناء البلوش سرعان ما تثار التساؤلات عن تفاصيل الحالة التي يعيشيونها. فمن هم؟ ولماذا تستهدفهم السلطات بالإعدامات على نحو أكبر؟

اتهمت المنظمتان طهران باستخدام عقوبة الإعدام "كوسيلة لبث الخوف في الداخل" في أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة من عام 2022، بعد وفاة الشابة مهسا أميني، إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران.

وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران، محمود أميري مقدّم، إن "زرع الخوف المجتمعي هو الوسيلة الوحيدة للنظام للتمسك بالسلطة، وعقوبة الإعدام هي أداته الأكثر أهمية".  واعتبر أن عدد الإعدامات في إيران لعام 2023 "حصيلة هائلة".

من هم البلوش؟ 

مجموعة من القبائل التي يمتد تواجدها بين إيران وباكستان وأفغانستان، بحسب موسوعة "بريتانيكا"، ويعتنقون الإسلام السني ويتحدثون اللغة "البلوشية"، التي تعتبر من أقدم اللغات للمجموعات الهندية الإيرانية.

وتشير الدراسات إلى أنهم كانوا من البدو الرحل ينتقلون مع حيواناتهم لمسافات طويلة ولعدة قرون، واشتهر العديد منهم بالتجارة، وإلى الآن يتوزعون بين الدول الثلاث المذكورة.

ورغم أن قصصهم عابرة للحدود إلا أنها تأخذ صبغة قاسية في إيران، التي يقيمون في جنوبها حيث موطنهم الأصلي في محافظة "سيستان وبلوشستان".

المحافظة تقع قرب الحدود مع أفغانستان وباكستان، وهي واحدة من أفقر المناطق في إيران، التي تسكنها الأقلية السنية.

ولطالما أشار نشطاء ومنظّمات غير حكومية إلى أنّ أبناء البلوش هناك يواجهون تمييزا من قبل السلطة الدينية في طهران، حيث يُقتل عدد منهم في اشتباكات مع سلطات إنفاذ القانون كل عام، أو يُدانون أو حتى يُعدَمون.

ويوضح الخبير في الشؤون الإيرانية، حسن راضي أن "البلوش أحد الشعوب ضمن خارطة إيران السياسية، وإلى جانبهم الكرد وعرب الأحواز والتركمان وغيرهم".

ويقول لموقع "الحرة" إنهم مستهدفون منذ زمن طويل من النظام الإيراني "بسبب حراكهم السياسي القومي وصبغتهم الدينية كونهم يعتنقون الإسلام السني".

"النظام الإيراني ديكتاتوري وقمعي ويمارس الإعدامات والقتل بحق جميع الشعوب غير الفارسية في إيران"، على حد تعبير راضي.

ويضيف: "بالنسبة للبلوش فإن نضالهم من شقين: قومي وديني.. هم يطالبون بحقوقهم في كلا الضفتين.. وكذلك القمع ضدهم بذات الشقّين أي بسبب مطالبهم القومية ونزعتهم الدينية".

"قمع منذ الخمسينيات"

يوضح كتاب "القومية البلوشية: أصولها وتطورها لتاج محمد بريسيك"، أن البلوش في إيران واجهوا قمعا قاسيا منذ خمسينيات القرن الماضي، حظرت خلاله اللغة وحتى ترديد الأغاني البلوشية.

ويشرح أن البلوش الإيرانيين كانوا ينظرون إلى أنفسهم "كأمة مستقلة"، خلال عهد شاه إيران، وحتى بعد سقوطه في 1979، عندما بدأوا تحركا في مواجهة النظام السياسي في طهران، لتبدأ بحقهم سلسلة جديدة من "التمييز والاضطهاد" شملت جميع نواحي الحياة، الاقتصادية والاجتماعية.

وتقول "حملة الناشطين البلوش"، التي تركز على انتهاك حقوق المواطنة البلوشية في إيران في تقرير لها أن حوالي 50 بالمئة من الشعب البلوشي في المحافظة الجنوبية لإيران "ليس لديهم وثائق". 

وتوضح أنه يتعين عليهم إجراء "اختبار الحمض النووي" للحصول على شهادة ميلاد.

ولأنهم لا يملكون "القدرة المالية على دفع الملايين" مقابل الاختبار، يتم إيقاف قضية إصدار شهادة ميلادهم في المراحل الأولى، وفق الحملة الحقوقية.

وتضيف أنه، ورغم فحص إقامتهم الطويلة ولهجتهم وملابسهم الخاصة "فمن السهل التعرف على أنهم إيرانيون.. ولكن يبدو أن حكومة جمهورية إيران الإسلامية تمنح حقوق المواطنة للبلوش السنة أقل من حقوق المواطنة للفرس الشيعة بسبب جنسيتهم ودينهم".

"محطة مهسا أميني"

الحملة ذاتها التي تركز على الانتهاكات التي يعاني منها أبناء الأقلية تشير إلى أن جهاز الأمن والقضاء في إيران، الذي أعدم العديد من الأشخاص البلوش من قبل، اتجه خلال الفترة الأخيرة إلى تسريع إعدام السجناء البلوش بعد الاحتجاجات التي خرج بها أبناء الأقلية.

ومن بين أبرز الاحتجاجات تلك التي خرجوا بها بعد حادثة اغتصاب شابة خلال احتجازها لدى الشرطة في أكتوبر 2022 وفي أعقاب مقتل مهسا أميني في سبتمبر من العام ذاته.

وفي الأولى قُتل 131 شخصا على الأقل في حملة القمع التي شنتها السلطات الإيرانية ضدهم، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران غير الحكومية ومقرها أوسلو.

وسجّلت معظم هذه الوفيات في يوم واحد في زاهدان، فيما أطلق عليه اسم "الجمعة الدامية" حين اتهمت جماعات حقوقية قوات الأمن بإطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين.

ووفق منظمة "العفو الدولية" كانت قوات الأمن الإيرانية قد شنت حملة بلا هوادة ضد المحتجين والمصلين من الأقلية البلوشية المضطهدة في مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان.

ويورد تقرير للمنظمة في مارس 2023 أن قوات الأمن لجأت إلى الضرب المبرح، والاستخدام غير القانوني للغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، ونفذت اعتقالات تعسفية جماعية، ومارست الإخفاء القسري، إلى جانب التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة".

ووجد التقرير أدلة على التعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، لانتزاع "اعترافات" قسرية.

ونقلت المنظمة عن مصادر أن أحد المعتقلين البلوش، إبراهيم ناروي، كان لديه إبر عالقة في أعضائه التناسلية، وورد أن آخر، وهو منصور دحمرده، تعرض للضرب المبرح لدرجة أن أسنانه وأنفه كُسرت.  

"صدامات مسلحة"

ولا يقتصر المسار المرتبط بالبلوش على ما سبق فحسب، بل يذهب في المقابل إلى حد الانخراط في المواجهة المسلحة مع قوات الأمن الإيرانية. 

ويعتقد الباحث الإيراني المعارض حسن راضي أنه "كلما زادت الخلافات بين البلوش والنظام الإيراني والمطالبة بحقوقهم كلما زاد القمع وحملات الاعتقال".

ويشير إلى أن "تصاعد الإعدامات والانتهاكات المستمرة يرتبط بجزء مسلح يوازي الحركة السياسية والدينية"، مضيفا أن "هذه الحركة في بلوشستان تقوم بين فترة وأخرى بتصفية قيادات الحرس الثوري الإيراني".

وفي أكتوبر 2022 كان إقليم بلوشستان شهد اشتباكات مسلحة قُتل فيها 20 شخصا بينهم ضابطان كبيران في الحرس الثوري، وأكدت وكالة تسنيم للأنباء حينها بأن جماعة "جيش العدل" السنية المتمردة أعلنت مسؤوليتها.

و"جيش العدل البلوشي" يعتبر من أبرز التنظيمات المسلحة في بلوشستان غربي إيران"، حسب ما يوضح علي رجب، المتخصص بالشأن الإيراني في حديث سابق لموقع "الحرة".

ويضيف أن هذا التنظيم يسعى إلى "استعادة دولة البلوش التاريخية التي كانت تعرف باسم (خانية كلات)، التي ظلت بمثابة دولة للبلوش حتى عام 1839 عندما أخضعت للسيطرة البريطانية، وتم تقسيمها بين باكستان وإيران وأفغانستان".   

وكانت الجماعة المسلحة قد ظهرت في عام 2012 من رحم تنظيم جند الله، وهي امتداد للتنظيم الذي أسسه عبدالمالك ريغي الذي أعدمته طهران في 2010، وفي 2016 انضم لهذا الجيش ما يعرف بـ "جيش النصر"، بحسب رجب.

وتصنفها الولايات المتحدة الأميركية على قوائم الإرهاب، فيما تتهمها إيران بالارتباط بتنظيمي القاعدة وداعش.

وكشف الباحث رجب سابقا أن التقديرات لعدد أفراد الجماعة تتراوح بين 1000 إلى 2000 مقاتل، وأغلب تسليحها خفيف، ويعتمد على تهريب السلاح من أفغانستان، إضافة للأسلحة التي يحصل عليها في الاشتباكات مع الحرس الثوري وقوات الحدود الإيرانية. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الأمن فی إیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

رسميًا .. إغلاق القنصليات الإيرانية في ألمانيا

سرايا - أُغلقت القنصليات العامة الإيرانية الثلاث في ألمانيا في مدن هامبورغ وميونيخ وفرانكفورت رسمياً أمام الجمهور اعتباراً من أول أمس (الاثنين)، جاء ذلك وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الألمانية، اليوم (الأربعاء)، في ردّ على استفسار من «وكالة الأنباء الألمانية».

وتم إغلاق القنصليات الإيرانية رداً على تنفيذ حكم الإعدام بحقّ المواطن الألماني - الإيراني المزدوج، جمشيد شارمهد، في إيران. ومع ذلك، لا تزال السفارة الإيرانية في برلين مفتوحة، وهي تواصل تقديم الخدمات القنصلية لنحو 300 ألف إيراني مقيم في ألمانيا.

كانت السلطات القضائية الإيرانية أعلنت عن إعدام شارمهد في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان القضاء الإيراني حكم على شارمهد بالإعدام في ربيع عام 2023، لإدانته بتهم تتعلق بالإرهاب، وهي التهم التي نفتها الحكومة الألمانية وأفراد أسرته وناشطون حقوقيون بشدة.


الشرق الأوسط





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 705  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 20-11-2024 11:40 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
بحكم قضائي .. الزوجة الثانية لـ"بيغ رامي" تعلن الخلع بدولار واحد .. منازل إيطالية للمنزعجين من فوز ترامب لعنة "تاريخية" تلاحق قصراً في البندقية أعلى مطار في العالم .. الركاب يستخدمون أقنعة الأوكسجين تركيا ترفض استضافة قادة “حماس” على أراضيها والحركة... بالفيديو .. امانة عمان تبدأ بهدم منازل في مخيم... السجن 5 سنوات لموظفة في دائرة الاثار العامة اختلست... القضاء ينظر في قضية اختلاس كبرى "مليون و 650... وفاة الطالب "عمر جرار" بجلطة قلبية مفاجئة... حرمت مئات الآلاف من الكهرباء وقتلت اثنين .. عاصفة...نتنياهو مستعد لتسوية مع لبنان لهذا السببجيش الاحتلال يحصي خسائره بلبنان وهجمات جديدة لحزب...حماس: لا يوجد تبادل للمحتجزين والأسرى قبل توقف...سوريا : 36 شهيدا في الاعتداء الصهيوني على تدمرترامب يختار سفيره إلى حلف النيتوالمبعوث الأميركي يغادر بيروت إلى إٍسرائيل لبحث...صحف عالمية: العصابات تنهب مساعدات غزة بحماية جيش...الاحتلال يلجأ لمسيرات “سلكية” للتعامل مع أنفاق حماس... أسرار عن حياة فيروز الشخصية في عيد ميلادها فيلم أمنية أخيرة… لمحة عن تعقيدات التعامل مع حتمية... ماجدة الرومي تفتتح حفلها في دبي برسالة مؤثرة للبنان عامر زيان يوجه رسالة أمل إلى اللبنانيين بعد ترشيحها: سيريناي ساريكايا تترقب جائزة... السلط بطلاً لدرع الاتحاد بفوزه على الوحدات بركلات الترجيح أفضل لاعب بالعالم يتحول إلى ممثل في "فيلم مصري" برشلونة يؤجل عودة جماهيره لكامب نو قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من المنتخب الفلسطيني ليفربول يراقب وضع قدوس عن كثب بسبب حادث مفبرك .. دخلت موسكو حربا خسرت بها 500 ألف جندي "ضربه في منطقة حساسة" .. مصرع طفل على يد زميله في مصر مصر .. براءة سائق أوبر متهم بالتحرش بالفنانة هلا السعيد مشهد صادم .. معلمة مصرية تضرب طفلة 3 سنوات على رأسها بعصا خشبية درج كهربائي يسحب امرأة إلى حتفها في متجر بالصين - فيديو أمريكا .. إخلاء طائرة إثر حريق بطارية هاتف أحد الركاب بينها أسد إفريقي ودبّان .. بوتين يتبرع بـ 70 حيوانا لبيونغ يانغ بسبب الوشم .. بريطانية تواجه خطر بتر قدمها مشهد تمثيلي يتحول إلى صدمة بعد مقتل "بطل المسلسل" أصيبت بورم .. الملكة كاميلا تودع كلبتها "بيث"

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • کبیر مستشاري المرشد الإيراني: للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يجب تعويض خسائر إيران
  • المخابرات الإيرانية تفرض 26 شخصية لإدارة الملف الأمني في أهم محافظة خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية
  • ردا على طعن ”الأهنومي” بأعراض اليمنيين.. الإرياني: الحوثيون يسعون لتدمير هوية اليمن وإحلال الثقافة الإيرانية
  • 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران
  • عاجل | الخارجية الإيرانية: تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة ردا على قرار وكالة الطاقة الذرية
  • Spotify تطلق مجموعة من الأدوات الجديدة للكتب الصوتية
  • بقائي: اعتماد قرار ضد إيران في الجمعية العامة خطوة سياسية غير مبررة
  • مفتي عُمان: مغاوير اليمن يتصدرون الإنجازات في خدمة القضية الفلسطينية
  • رسميًا .. إغلاق القنصليات الإيرانية في ألمانيا
  • وزير كندي سابق: إيران تستهدف معارضيها في الخارج بشكل مكثف