مقترح جديد وتشكيك أميركي.. مفاوضات غزة بلا اتفاق قبل رمضان
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
انتهت، الثلاثاء، ثلاثة أيام من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون تقدم، حسبما أفاد مسؤولو مصريون، وذلك قبل أقل من أسبوع على بداية شهر رمضان، الذي يمثل موعدا نهائيا غير رسمي للتوصل لاتفاق.
أمضت الولايات المتحدة وقطر ومصر أسابيع في مسعى وساطة للتوصل لاتفاق تطلق حماس بموجبه سراح نحو أربعين رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهر، والإفراج عن عدد من السجناء الفلسطينيين وتدفق المساعدات لمعالجة الكارثة الإنسانية في القطاع المعزول.
وقال مسؤولان مصريان إن الجولة الأخيرة من المباحثات انتهت، وأشارا إلى أن حماس قدمت مقترحا سيناقشه الوسطاء مع إسرائيل، خلال الأيام المقبلة.
وكانت حماس رفضت إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم، الذين يقدر عددهم بقرابة المئة، وتسليم رفات نحو ثلاثين آخرين، ما لم تنه إسرائيل هجومها، وتنسحب من الأراضي وتطلق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يشككون في أن حماس تريد بالفعل التوصل إلى اتفاق لأن الحركة رفضت عددا مما تعتقد الولايات المتحدة وآخرون أنها طلبات مشروعة، بما في ذلك إعطاء أسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "يقع على عاتق حماس اتخاذ القرارات بشأن ما إذا كانت مستعدة للمشاركة".
وأضاف بلينكن "لدينا فرصة لوقف فوري لإطلاق النار يمكن أن يعيد الرهائن إلى الوطن، ويمكن أن يزيد بشكل كبير من حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، ويمكن أن يهيئ الظروف لحل دائم".
وقال جهاد طه، المتحدث باسم حماس، إن المفاوضات مستمرة ولكن "الكرة في الملعب الإسرائيلي" مضيفا أن إسرائيل رفضت حتى الآن مطالب حماس بالسماح لمن نزحوا من شمالي غزة بالعودة، وترفض تقديم ضمانات بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل.
وأضاف طه أن حماس منفتحة على الطروحات والمبادرات المتسقة مع موقفها الداعي لوقف إطلاق النار والانسحاب وعودة النازحين ودخول قوافل الإغاثة وإعادة الإعمار".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان قد أعلن رفض مطالب حماس وتعهد مرارا بمواصلة الحرب حتى يتم تفكيك الحركة المصنفة إرهابية على قوائم دول عدة، واستعادة جميع الرهائن.
ولم ترسل إسرائيل وفدا للجولة الأخيرة من المحادثات.
وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده ما زالت تنتظر تسليم حماس قائمة الرهائن الأحياء وكذلك نسبة الرهائن إلى السجناء التي تريدها من خلال أي صفقة إطلاق سراح.
ولم يتضح ما إذا كانت تلك المعلومات قد تم إدراجها في المقترح الأخير.
وتحدث المسؤولون الإسرائيليون والمصريون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بإطلاع وسائل الإعلام على مجريات المفاوضات.
واجتمع بيني غانتس، عضو مجلس الحرب في حكومة نتانياهو ومنافسه السياسي الرئيسي، مع مسؤولين أميركيين كبار في واشنطن.
وتلك الزيارة أثارت انتقادا حادا من رئيس الوزراء وكانت أحدث دلالة على الخلاف المتزايد بين صفوف القيادة الإسرائيلية.
كان الوسطاء يأملون في التوصل إلى اتفاق قبل شهر بداية شهر رمضان، الذي يشهد في كثير من الأحيان تصاعد التوترات الإسرائيلية- الفلسطينية المرتبطة بالوصول إلى المسجد الأقصى في القدس.
ويتوقع أن يتم استطلاع هلال رمضان يوم العاشر من مارس الجاري، على أن تكون غرة رمضان يوم الاثنين.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المفاوضات حساسة، مما يحول دون القول إن هناك تفاؤلا أو تشاؤما. وأشار إلى أنه لم يتم الوصول إلى النقطة التي يتحقق من خلالها وقف إطلاق النار.
بدأت الحرب بهجوم شنته حماس على جنوبي إسرائيل يوم السابع من أكتوبر، حيث قتلت عناصر الحركة الفلسطينية نحو ألف ومائتي شخص واحتجزوا قرابة مئتي وخمسين رهينة، جرى إطلاق سراح أكثر من مائة منهم خلال وقف إطلاق نار استمر أسبوعا في نوفمبر الماضي.
وأشعل الهجوم فتيل غزو إسرائيلي للقطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون نسمة، وتقول وزارة الصحة في غزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني.
وتقول الجماعات الإغاثية إن القتال أجبر معظم سكان القطاع على النزوح ودفع ربع السكان إلى حافة المجاعة.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الاثنين أن ما لا يقل عن عشرة أطفال لقوا حتفهم في شمالي قطاع غزة المعزول بسبب الجفاف وسوء التغذية.
وفي بيان، قالت أديل خضر، المديرة الإقليمية ليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "من المرجح أن هناك مزيدا من الأطفال الذين يقاتلون للبقاء على قيد الحياة في مكان ما في واحدة من المستشفيات القليلة المتبقية في غزة، ومن المرجح (أيضا) أن يكون هناك المزيد من الأطفال في الشمال لا يحصلون على الرعاية على الإطلاق".
وأضافت: "هذه الوفيات المأساوية والمروعة من صنع البشر، ويمكن التنبؤ بها ويمكن منعها بالكامل".
قالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن خمسة عشر طفلا لقوا حتفهم جوعا في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، وستة آخرون معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية والجفاف.
وعانى شمالي غزة- الهدف الأول للهجوم الإسرائيلي- من دمار واسع.
وعلق برنامج الأغذية العالمي مؤخرا شحنات المساعدات الموجهة إلى الشمال، نتيجة انهيار الوضع الأمني.
ويعتقد أن نحو ثلاثمئة ألف فلسطيني ما زالوا في شمالي غزة بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء المنطقة بأكملها- بما في ذلك مدينة غزة- في أكتوبر الماضي.
واضطر كثيرون منهم إلى تناول علف الحيوانات من أجل البقاء.
وتقول الأمم المتحدة إن واحدا من كل ستة أطفال دون سن الثانية في الشمال يعاني من سوء تغذية حاد.
ونفذت الولايات المتحدة ودول أخرى عمليات إسقاط جوي في الأيام الأخيرة، لكن جماعات الإغاثة تقول إن هذا الإجراء المكلف، الذي يمثل ملاذا أخيرا، غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وما زالت إسرائيل تشن ضربات في جميع أنحاء قطاع غزة، وهددت بتوسيع هجومها البري إلى مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، والتي لجأ إليها نحو نصف سكان غزة.
وقال غانتس إن عملية رفح يمكن أن تبدأ بحلول شهر رمضان إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن سبعة وتسعين شخصا لقوا حتفهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
بذلك تصل الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين بحسب وزارة الصحة في غزة إلى 30 ألفا و631 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتقول إسرائيل إنها تحاول تجنب إيذاء المدنيين وتنحي باللائمة في ارتفاع عدد القتلى من الفلسطينيين على حماس، بزعم أن عناصر الحركة يعملون من مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة.
غير أن الجيش الإسرائيلي نادرا ما يتحدث عن الغارات الفردية التي يشنها وتقتل نساء وأطفالا في كثير من الأحيان، بحسب أسوشيتد برس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزارة الصحة فی غزة وقف إطلاق النار إطلاق سراح شمالی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تصرح حول مستجدات مفاوضات الصفقة ووقف إطلاق النار.. هل ينجح الاتفاق؟
#سواليف
صرحت حركة المقاومة الإسلامية #حماس، اليوم الأربعاء، عن #المستجدات المتعلقة بمفاوضات #صفقة_تبادل_الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع #غزة، تزامنا مع تواصل مجازر الاحتلال الدموية وعملياته العسكرية البرية في مناطق عدة في القطاع.
وقال القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، في تصريحات صحفية، إنّ “الاتصالات مع الوسطاء لا تزال مستمرة، من أجل الوصول إلى صيغة أو مقترح للخروج من الأزمة الحالية”، مشيرا إلى أن الحركة تتعامل بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة مع أي مقترحات جديدة.
واستدرك نعيم قائلا: “بشرط أن يؤدي أي اتفاق إلى #وقف_الحرب وانسحاب القوات المعادية في النهاية”، مضيفا أنه “لا يقبل أحد أن يكون الاتفاق فترة هدوء مؤقت و #تسليم_الأسرى مقابل الطعام والشراب، ثم العودة للحرب وخطط التهجير بحجج جديدة”.
مقالات ذات صلة هيرست: حلم ويتكوف وترامب في غزة ينقصه شيء واحد فقط 2025/03/26ولفت إلى أنّ ما يحدث في الضفة الغربية من قتل وتهجير وضم للأراضي، خير دليل على أن المشكلة ليست في غزة ومقاومتها، ولكنها بالأساس مخططات العدو لشطب كل الوجود الفلسطيني وحقوقه في وطنه وعلى أرضه.
وفي سياق متصل، قالت حركة حماس في بيان صحفي، إن “العودة للحرب كان قرارا مبيتا عند نتنياهو، لإفشال الاتفاق والرضوخ لابتزاز بن غفير”، مشددا على أن نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال الاتفاق، وعلى المجتمع الدولي والوسطاء الضغط لإلزامه بوقف العدوان والعودة إلى مسار المفاوضات.
وذكرت حركة حماس أنه “كلما جرّب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة، عاد بهم قتلى في توابيت”.
وتأتي هذه التصريحات على ضوء اللقاء الذي عقده وزير الشؤون الاستراتيجية للا رون ديرمر مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الثلاثاء في واشنطن، وذلك بعد أيام من طرح مصر اقتراحا جديدا لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن ديرمر سيناقش أيضا خططا للسيطرة العسكرية الإسرائيلية المستقبلية على قطاع غزة، وذلك في أعقاب استئناف القتال في 18 آذار/ مارس الماضي، عبر هجمات جوية مفاجئة، أنهت فعليا اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة شهرين.
وقبل يومين، نشرت وكالة “رويترز” تفاصيل مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حظي بموافقة من حركة حماس والولايات المتحدة.
وقال مصدران أمنيان لوكالة رويترز، إن “مصر قدمت مقترحا جديدا يهدف إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
ويأتي المقترح الذي طُرح قبل أيام بعد استئناف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر عن أكثر من 700 شهيد.
وذكر مصدران أمنيان أن الخطة المصرية تقترح أن تطلق “حماس” سراح خمسة أسرى من أسرى الاحتلال أسبوعيا، على أن يبدأ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
وهناك 59 أسيرا لا يزالون لدى “حماس” في القطاع يعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.
وقال المصدران إن الولايات المتحدة و”حماس” وافقتا على الاقتراح لكن حكومة الاحتلال لم ترد بعد.