رمضانُ يوشكُ أن يَهُـبَّ هَبوبُهُ ** وتَـذوبَ فـًي نفحاتِـهِ أرواحُــنا
هـذي نسـائمُهُ وتلك طُيــوبُـهُ ** كالأُمنِياتِ البِيـضِ إذ تجتاحُـنا
أيّام قليلة ويحلّ علينا شهر رمضان، من الآن حتى حلول الشهر المُبارك ، ليكُن مشروع كل واحد منكم ترويض نفسه وتعويدها على قراءة القرآن الكريم ، والأعمال الصالحة كالصيام والصدقة ، وبر الوالدين وصلة الأرحام ، وزيارة المرضى ، وإطعام الطعام وطيب الكلام ، وتقديم الخير والمعروف للناس ، والاطلاع على الكتب التي تهتم بالتدبّرات الإيمانية ، والرقائق المُوصلة لفهم القرآن وكيفية التعامل معه.
رمضان شهر الإيمان ، وشهر الرحمة والمغفرة والرضوان ، والعتق من النار ، رمضان شهر تجديد التوبة والإقبال على الله سبحانه وغسل الذنوب والمعاصي ، رمضان فرصة ذهبية يتمناها كل ميت تحت التراب الآن ، أعقدوا العزم من الآن على حسن استقبال رمضان برضى الله وعمل الطاعات ، واجتناب المعاصي والسيئات ، اقترب رمضان واقتربت الخيرات والبركات الكثيرة ، وكلنا شوق وحنين لاستقبال هذا الشهر المبارك.
قال ابن الجوزي رحمه الله: “تاللّهِ لو قيل لأهلِ القبور تمنَّوا، لتمنوا يوماً من رمضان “.
وثبت في الحديث الصحيح أن كل الكتب السماوية نزلت في رمضان ، فهو شهر الجد والاجتهاد.
والصيام مدرسة إيمانية وصحية وتربوية واجتماعية ، مبنية على الصبر ، ومخالفة النفس ، وكسر الشهوة ، واحترام النظام ، والتزام الجماعة ، وتطهير الروح والانشغال بلذة العبادات من صلاة وذكر، وقيام واعتكاف وتلاوة للقرآن الكريم.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، ويكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان بما لا يخص غيره به من الشهور.
تزوّدوا من الصلاة والصدقة ، والصيام والقيام والتلاوة ، تزوّدوا على قدر سفركم ، فخير الزاد ما بلّغ المحل في عافية.
ولكي تدخلوا أجواء رمضان وتذوقوا روحانيات رمضان بكل صدق ، وترق قلوبكم وتدمع أعينكم ، وتخشعوا في الصلوات وتستمتعوا بلذة العبادات عليكم أن تعقدوا النية من الآن على فتح صفحة جديدة مع الله تعالى بالتوبة النصوح ، وترك جميع الذنوب والسيئات كالحقد والغل والحسد والعداوة والبغضاء وغيرها ، وأن لا تحرقوا تعبكم وصيامكم بالذنوب والسيئات في رمضان ؛ فهي تُقسي القلوب وتبعد عن الرب جل وعلا.
سُئِلَ ابنُ مَسعُودٍ رَضِيَ الله عَنهُ: كَيفَ كُنتُم تَستَقبِلُونَ رَمَضَان؟
قَالَ: « مَا كَانَ أحَدُنَا يَجرُؤ عَلَى استِقبَالِ الهِلَالِ وَفِي قَلبِهِ ذَرًّةُ حِقدً عَلَى أخِيهِ المُسْلِم ! ». [(ذكره ابن رجب في لطائفه)].
غيروا حياتكم في هذا الشهر المبارك بالاقبال على الله تعالى ، وكثرة قراءة القرآن الكريم ، وكثرة الاستغفار ، والمحافظة على الأذكار ، وبالصحبة الصالحة ، وصلاة التراويح ، والصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين.
اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا من صوامه وقوامـه يا رب العالمين ، واجعلنا من المكثرين فيه من عبادتك، وتقبل أعمالنا الصالحة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: فی رمضان
إقرأ أيضاً:
مدير أوقاف أسوان يتابع سير العمل بمركز إعداد محفظي القرآن الكريم
قام الشيخ سمير خليل مدير مديرية الأوقاف بأسوان بجولة تفقدية لمتابعة سير العمل بمركز إعداد محفظي القرآن الكريم وذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بدعم التعليم الديني والثقافي.
ورافق فضيلته خلال الجولة الشيخ عادل جودة السيد، مدير الدعوة، والشيخ محمود عبدالرحيم، مدير إدارة الإدارات حيث التقى فضيلته بالدارسين ، وأثنى على الجهود المبذولة في تعليم القرآن الكريم ونشر الوعي الديني الوسطي.
وأكد فضيلة الشيخ سمير خليل خلال زيارته على أهمية دور المراكز الثقافة لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الاسلامية في تعزيز القيم الدينية والتربوية، مشدداً على ضرورة الالتزام بمناهج الأزهر الشريف وأخلاقياته.
حضر الجولة المحاضرين بالمركز، والذين عبّروا عن امتنانهم لزيارة فضيلة الشيخ ودعمه المستمر ، مؤكداً لجميع العاملين في خدمة الدين والوطن .
فيما تواصل مديرية أوقاف أسوان برعاية فضيلة الشيخ سمير محمد خليل مدير المديرية تنظيم فعاليات المسابقة المحلية للقرآن الكريم وذلك من خلال لجنة الاختيار فضيلة الدكتور محمود عبدالرحيم مدير شؤون الإدارات، وفضيلة الشيخ محمد محمود الرفاعي رئيس قسم شؤون القرآن الكريم.
بينما تشهد مقارئ الجمهور التى تقوم بتنظيمها مديرية الأوقاف بأسوان داخل المساجد إقبالًا مميزًا حيث تم تلاوة آيات من القرآن الكريم وسط أجواء إيمانية حيث يأتى هذا النشاط ضمن الجهود المستمرة لوزارة الاوقاف فى نشر الوعى الدينى وتشجيع التدبر فى آيات الله.
من جانبه أشاد الشيخ محمود الرفاعى رئيس قسم شؤون القرآن بالمديرية بحرص الائمة على أداء مقارئ الجمهور، وحرص الرواد على الاستفادة من هذه اللقاءات القرآنية حيث أن مثل هذه الأنشطة تسهم فى بناء مجتمع متماسك ومتمسك بالقيم الإسلامية.
فيما أوضح الشيخ سمير محمد خليل مدير مديرية الاوقاف بأسوان بأن المديرية حريصة على تنفيذ خطة الوزارة وستواصل تنظيم المقارئ بشكل دورى لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة والتعلم، ويأتى ذلك فى إطار تعزيز روحانية المجتمع وتقوية الصلة بالقرآن الكريم.