غانتس يتعرض لانتقادات لاذعة في البيت الأبيض بسبب غزة واستراتيجية الحرب
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
أكد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أن الوزير الإسرائيلي بيني غانتس تعرض لانتقادات شديدة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية الأليمة في غزة واستراتيجية الحرب الإسرائيلية.
صور تقشعر لها الأبدان وتدمي القلب لطفل توفي بسبب سوء التغذية إثر الحصار الإسرائيلي على غزة (صور)ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي قوله إن غانتس الذي يعتبر عضوا أكثر اعتدالا في حكومة الحرب الإسرائيلية، استوعب الكثير من الإحباط الذي يشعر به البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي خلال اجتماعه مع نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك ساليفان يوم الاثنين.
وتشير الرسائل القوية التي تلقاها غانتس على انفراد، والتي صاحبتها انتقادات علنية أقوى من إدارة بايدن خلال الـ 48 ساعة الماضية، إلى أن البيت الأبيض قد فقد صبره ويكثف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
الجدير ذكره، أن زيارة غانتس إلى البيت الأبيض أثارت غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي أمر السفارة الإسرائيلية في واشنطن بتجاهل الزيارة أو مساعدة غانتس بأي شكل من الأشكال.
وكانت كارثة قافلة المساعدات في غزة "مجزرة الرشيد" يوم الخميس الماضي، والتي قتل خلالها أكثر من 100 فلسطيني، بمثابة نقطة تحول بالنسبة لإدارة بايدن، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون لموقع "أكسيوس". ورأى المسؤولون الأمريكيون أن هذا الحدث يجسد كل إخفاقات السياسة الإسرائيلية في غزة، واستغربوا اللامبالاة من الجانب الإسرائيلي إزاء ما حدث.
وقرر بايدن يوم الجمعة الماضي، بدء عمليات إسقاط مساعدات جوية أمريكية في غزة مصحوبة ببيان شديد اللهجة من الرئيس الذي قال إن إسرائيل يجب أن تسهل تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة مشددا: "لا توجد أعذار (لإسرائيل). المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست قريبة بما فيه الكفاية - ولا بالسرعة الكافية".
وأكدت هاريس يوم الأحد على أن "الناس يتضورون جوعا في غزة"، ووصفت الوضع هناك بأنه "كارثة إنسانية" وكررت رسالة بايدن "لا أعذار" لإسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنه بالفعل بعد الاجتماعات التي عقدها غانتس يوم الأحد للتحضير للاجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية، بدأ الوزير الإسرائيلي يدرك أن الحكومة الإسرائيلية "في ورطة عميقة" وترى الولايات المتحدة مسؤولية إسرائيل عن الأزمة الإنسانية في غزة.
وأشار مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إلى أن هاريس وساليفان ضغطا على غانتس الذي أمضى ثلاث ساعات في البيت الأبيض، بشأن الوضع الإنساني وقالا إن هناك حاجة إلى إغراق غزة بالمساعدات وإن من مسؤولية إسرائيل إيجاد حلول تسمح بحدوث ذلك.
وأوضح مسؤول إسرائيلي أن هاريس أبلغت غانتس أن الإدارة تريد مواصلة دعم إسرائيل، لكن على الحكومة الإسرائيلية القيام بدورها، وأضاف المسؤول: "قالت نائبة الرئيس: ساعدونا في مساعدتكم".
وأشار المسؤول إلى أن غانتس لم يتفاجأ بقوة الانتقادات الموجهة للأزمة الإنسانية فحسب، بل أيضا بشأن مدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة حول عملية محتملة في رفح. وسأل هاريس وساليفان غانتس عن المكان الذي تخطط فيه إسرائيل لنقل أكثر من مليون مدني فلسطيني موجودين في رفح، وأعربا عن شكوكهما العميقة في إمكانية ذلك، حسبما قال مسؤولان أمريكيان وإسرائيليان.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "حاول غانتس طمأنة هاريس وساليفان بأن إسرائيل لن تدخل رفح دون إجلاء السكان المدنيين وشدد على أن إسرائيل لديها طرق للقيام بذلك، لكنه أدرك أيضا أن البيت الأبيض لا يصدق التأكيدات السابقة التي تلقاها من نتنياهو بشأن هذه المسألة".
وأضاف المسؤول: "كانت الرسالة المتشائمة الأخرى التي تلقاها غانتس في البيت الأبيض هي أن فرص التوصل إلى الصفقة الضخمة مع المملكة العربية السعودية والتي تتضمن التطبيع مع إسرائيل ضئيلة، طالما استمرت الحرب وطالما أن الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في رسم مسار لتسوية قضية الدولة الفلسطينية".
وتابع: "استنتاج غانتس هو أن زيارته لواشنطن جاءت متأخرة شهرين. وهناك عقبات كبيرة الآن في العلاقات مع الولايات المتحدة وعلينا أن نجد طريقة للتغلب عليها".
ويعاني قطاع غزة بشكل عام ومناطق شمال قطاع غزة بشكل خاص، من حالة مزرية ومأساوية بسبب الانقطاع الكامل للمواد الغذائية ومصادر المياه النظيفة، وسجلت وزارة الصحة بغزة وفاة أكثر من 15 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية.
وأكدت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، أن القوات الإسرائيلية تمنع "بشكل منهجي" وصول المساعدات إلى سكان غزة الذين يحتاجونها، ما يعقد مهمة إيصالها إلى منطقة حرب لا تخضع لأي قانون.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة المجاعة بنيامين نتنياهو بيني غانتس تل أبيب جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كامالا هاريس واشنطن الحکومة الإسرائیلیة البیت الأبیض فی غزة
إقرأ أيضاً:
غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟
يبدو أن الإسرائيليين يريدون وضعاً جديداً في لبنان بعد الحرب، يتيح لهم حرية الحركة، مما يعني إمكانية شن هجمات في أي وقت يشاءونه، وجاء التعبير عن هذا الأمر على لسان وزير سابق وليس عضواً في حكومة بنيامين نتنياهو.
اعلانخلال عدة ساعات، عبر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، عن مواقف يبدو أن تمثل حقيقة موقف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيال شروط وقف الحرب على لبنان.
وكتب غانتس على منصة "إكس"، الاثنين، أن "أي وقف لإطلاق النار مع لبنان يجب أن يتضمن حرية إسرائيلية كاملة ضد أي انتهاك".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت لاحق تصريحات عن غانتس أكثر تفصيلاً بشأن هذا الشرط، إذ قال إنه يجب التعامل مع "مناطق جنوب لبنان بالطريقة ذاتها التي يتم التعامل بها مع مناطق "أ" في الضفة الغربية المحتلة.
وتحدث تقارير إعلامية إسرائيلية في الأيام الأخيرة عن أن تل أبيب تريد تضمين أي اتفاق من لبنان مسألة حرية الحركة لقواتها هناك حتى توقف الحرب.
لكن رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، أكد في تصريحات صحفية أنه تسلم مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار، لا يتضمن أي بند من هذا النوع.
وقال غانتس، وهو زعيم حزب معسكر الدولة المعارض: "هذا يعني أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون له حرية التصرف التام في حال حدوث أي خرق للاتفاق مع لبنان".
وأضاف: "عندما لا تعمل الحكومة اللبنانية في جنوب لبنان، سيكون من واجب الجيش الإسرائيلي العمل هناك بكل قوة".
Relatedورقة بحثية: واشنطن موّلت 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان صور بالأقمار الصناعية.. هل تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة عبر مسار التدمير الممنهج في جنوب لبنانانتهاك صارخ لسيادة لبنان: كوماندوز إسرائيلي ينفذ إنزالا بحريا في البترون ويختطف قبطاناقصة المناطق "أ" في الضفة الغربيةقسّم اتفاق أوسلو الموقع عام 1993، بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية المناطق في الضفة الغربية إلى 3 مناطق، سميت "أ"، و"ب"، و"ج".
المناطق "أ": تخضع أمنياً وإدارياً للسلطة الفلسطينية التي أنشئت بفعل الاتفاق، ويحظر دخول قوات إسرائيلية إليها.المناطق "ب": تخضع إدارياً للسلطة الفلسطينية وأمنياً لإسرائيل.المناطق "ج": تخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.لكن بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية أطلقت عليها اسم "السور الواقي" عام 2002، وأعادت فيها اجتياح كافة مناطق "أ" التي كانت خاضعة للسيطرة الفلسطينية بحجة "مكافحة الإرهاب".
ومنذ ذلك الوقت، احتفظت إسرائيل بحرية الحركة داخل هذه المناطق، بمعنى أن قواتها لا توجد بشكل دائم داخلها، لكن تقتحمها بين الحين والآخر، في عمليات قد تطول أو تقصر، كما يحدث حالياً في شمالي الضفة الغربية.
ورفضت إسرائيل مراراً التوقف عن اجتياح المناطق الفلسطينية، كلما اقتربت من توقيع اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وأصرت على بند "حرية الحركة".
ويبدو أن بيني غانتس يريد الصيغة الثانية التي فرضتها إسرائيل بقوة السلاح بعد عام 2002.
الفكرة مبنية على "استراتيجية جز العشب"ينطلق غانتس من استراتيجية اتبعتها الحكومات الإسرائيلية على مر عقود الصراع العربي مع الدولة العبرية وتحمل اسم "جز العشب".
والمقصود بهذه الاستراتيجية إضعاف قدراته الخصوم العرب ومنعهم من مراكمة عناصر القوة، بما يؤدي في النهاية إلى تقليص قدرتهم على إلحاق الضرر بإسرائيل.
وتتجسد هذه الاستراتيجية في شن ضربات محدودة، تؤدي إلى قضم إمكانيات الخصم دون الذهاب إلى خيار الحرب الشاملة.
اعلانوتخشى إسرائيل من أن يعيد حزب الله بناء قواته العسكرية في لبنان بعد انتهاء الحرب، وكأن شيئاً لم يكن، خاصة إن حظر عليها التحرك ضده.
المصادر الإضافية • وسائل إعلام إسرائيلية، شبكات تواصل اجتماعية
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب على لبنان؟ اغتيال السادات.. من هم القادة العرب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للتقرب من إسرائيل ومن يخشى ذات المصير؟ حرب غزة: حماس تريد ضمانات مكتوبة من الوسطاء بعدم استئناف الحرب ونتنياهو يتعنت في شروطه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنانالسياسة الإسرائيليةلبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. سموتريتش: "لا أخشى من تولي إسرائيل حكم غزة مؤقتا" وغانتس يشترط ضمان حرية التحرك بأي اتفاق مع لبنان يعرض الآن Next بعد الضوء الأخضر الأمريكي بضرب العمق الروسي.. الصين تدعو للتهدئة وفرنسا تتحفظ والكرملين يتوعد يعرض الآن Next محكمة بنغلاديش تمهل المحققين شهراً في قضية الشيخة حسينة يعرض الآن Next مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع وقف إطلاق نار فوري في السودان يعرض الآن Next بعد مكالمة شولتس.. رئيس الوزراء البريطاني يستبعد إجراء محادثات مع بوتين اعلانالاكثر قراءة اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة حب وجنس في فيلم" لوف" 1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددة فضيحة في جهاز الخدمة السرية.. فصل عميل بعد اقتراح إقامة علاقة في حمام ميشيل أوباما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29قطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبضحاياقصفإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا أطفالاعتداء إسرائيلفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024