الجزيرة:
2025-03-19@23:30:54 GMT

غانتس.. استقبال رسمي بواشنطن وصفعة قوية لنتنياهو

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

غانتس.. استقبال رسمي بواشنطن وصفعة قوية لنتنياهو

قال محللون سياسيون للجزيرة نت إن زيارة الوزير في مجلس الحرب بالحكومة الإسرائيلية بيني غانتس -إلى الولايات المتحدة- تمثل صفعة قوية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أصبح عبئا على الإدارة الأميركية، وفشل في تحرير الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكشفت صحف إسرائيلية أمس الاثنين أن نتنياهو رفض منح زيارة غانتس إلى واشنطن "طابعا رسميا" ولم يكتف بذلك بل حاول تقويضها.

كما أشارت إلى أن نتنياهو أمر سفيره لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ بعدم حضور الاجتماعات التي يعقدها غانتس مع المسؤولين الأميركيين، وأنه "تحرك خلال الأيام الأخيرة لمنع غانتس من التوصل إلى أي تفاهمات رسمية مع إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن".

لكن الإدارة الأميركية متمثلة في كامالا هاريس نائبة الرئيس استقبلت أمس غانتس استقبالا رسميا، وذلك غداة انتقادات وجهتها لتل أبيب لعدم سماحها بدخول الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

الجزيرة نت ترصد خلفيات هذه الزيارة، وأسبابها، وتداعياتها على المشهدين الإسرائيلي والأميركي مع عدد من الباحثين والمحللين السياسيين.

خلفيات الزيارة

الكاتب والمحلل السياسي ماجد إبراهيم قال إن هذه الزيارة تأتي "في ظل استمرار فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي إنجاز على الأرض، واستمرار تعثر الاتفاق على هدنة أو وقف إطلاق النار، خاصة مع ما يقوم به نتنياهو من وضع العراقيل على عكس رغبة الإدارة الأميركية.

وأضاف إبراهيم -في حديث للجزيرة نت- أن ذلك ترافق مع عدم إطلاع نتنياهو شركاءه في الائتلاف الحكومي على تفاصيل المفاوضات مع حماس، وكذلك طلبه معلومات عن الأسرى الأحياء لدى المقاومة من دون إعلام الحكومة التي لم تضع هذا الشرط من الأساس، والذي رفضته المقاومة.

وغير بعيد عن ذلك، يقول الكاتب المختص في الشأن الأميركي محمد المنشاوي إن المتنافسين السياسيين في الداخل الإسرائيلي نفد صبرهم تجاه هذه الحرب، وهذا التوجه الذي يدفع إليه رئيس الوزراء.

وأضاف أن غانتس كان يتخيل أن العدوان على قطاع غزة سيستمر أياما أو أسابيع وينتهي الأمر، وبعدها تقام انتخابات مبكرة ويُحاسب المسؤول عن الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن نتنياهو يبدو أنه يريد إطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية.

أما الباحث في أكاديمية روبرت بوش الألمانية محمد دراوشة فيرى أن دعوة غانتس لزيارة الولايات المتحدة تعد صفعة قوية لنتنياهو، الذي انتخب منذ أكثر من عام رئيسا للحكومة ولم تقدم له واشنطن دعوة لزيارتها حتى الآن، وهذه أول مرة في التاريخ أن رئيس حكومة إسرائيلية لا يدعى إلى واشنطن، وهذا يوضح الفجوة الكبيرة والحقيقية في المواقف والثقة بين نتنياهو والإدارة الأميركية.

لماذا يغضب نتنياهو؟

وأضاف دراوشة أن هذا الاحتضان الأميركي لغانتس أمر يدركه نتنياهو سياسيا، ويعلم أنه إضعاف لمكانته وصفعة تجاه مستقبله الانتخابي، ولذلك يمكن القول إن تاريخ الرابع من مارس/آذار الحالي هو بداية المعركة الانتخابية داخل إسرائيل، وسيكون الرأسان المتنازعان غانتس ونتنياهو.

والأخطر من ذلك أن الولايات المتحدة -كما يرى الباحث في أكاديمية روبرت بوش الألمانية- تراهن على "الصوت العقلاني" لغانتس في الحكومة الإسرائيلية، ويمكنها جذب الكثير من دول العالم التي ستراهن على ذلك، بما فيها أيضا دول عربية.

لكن المنشاوي ذهب إلى أن نتنياهو أصبح عبئا على واشنطن وعلى بايدن نفسه، و"من هنا ربما رأت أميركا أن غانتس بديل مناسب عندما يزور البيت الأبيض ويلتقي نائبة الرئيس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان". ومن أجل هذا "عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الزيارة، ووجه تعليمات للسفارة في واشنطن بمقاطعة الزيارة، وعدم التعاون مع غانتس في ترتيب لقاءاته".

أما المحلل السياسي ماجد إبراهيم، فيرى أن الزيارة تهدف إلى معاقبة نتنياهو بسبب إصراره على الاستمرار في الاستهداف المكثف للمدنيين في قطاع غزة على عكس ما طُلب منه قبل بداية المرحلة الثالثة للحرب، بالإضافة إلى ارتكابه المجازر التي تحرج إدارة بايدن، وآخرها مجزرة الطحين في غزة.

الداخل الإسرائيلي

وتعكس هذه الزيارة أيضا التصادم السياسي في الداخل الإسرائيلي، فهناك حكومة ائتلافية جمعت ألوانا شتى من مختلف الطيف السياسي، ومن الواضح أن العدوان على غزة جمعهم في البداية "فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة" كما يقول المنشاوي، لكن زيارة غانتس تكشف عن تغير آخر.

ويقول المنشاوي إنها رسالة كبيرة للداخل الإسرائيلي بأن هناك أصواتا أخرى غير نتنياهو، وأنه يمكنها التواصل مع أركان صناعة القرار في العاصمة الأميركية التي تعد الداعم الأكبر للعدوان الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإن إدارة بايدن -كما يقول المنشاوي- لا تشخّص علاقاتها الخارجية في ملف مهم مثل الملف الفلسطيني الإسرائيلي "وأعتقد أن الإدارة الأميركية ترى نتنياهو اليوم عبئا عليها في إطار تصورها لما بعد انتهاء المعارك في قطاع غزة".

أما دراوشة فاختلف قليلا مع الرأي السابق، وقال إن نتنياهو أصبح فعلا عبئا كبيرا جدا على الحكومة الأميركية، وعبئا كبيرا جدا على المنظومة العسكرية والاقتصاد والشعب الإسرائيلي.

لكنه يستدرك بقوله إنه ليس من السهل التخلص من نتنياهو سياسيا، فهو حتى الآن ما زال يحافظ على نسبة 64 عضوا في الكنيست ضمن الائتلاف الحكومي، مقابل 56. ومن ثم فخصومه بحاجة إلى 5 أعضاء من داخل حزب الليكود لكي يسقط نتنياهو.

وضمن حديث الأرقام الانتخابية، يقول إبراهيم إنه حسب آخر استطلاع للرأي أجري في إسرائيل، فإنه في حال جرت انتخابات اليوم فسيحصل حزب غانتس على 39 مقعدًا، مقابل حصول الليكود برئاسة نتنياهو على 17 مقعدًا فقط.

وأضاف أنه لهذا السبب يريد غانتس استغلال أي فرصة لفك ارتباطه بالائتلاف الحكومي، شريطة أن يؤدي ذلك لسقوطها، مع أنه يربط هذه الخطوة بالتوقيت المناسب الذي لا يؤثر على سير الحرب. في حين يستمر نتنياهو في دفعه لهذه الخطوة عبر محاولات تهميشه والتشدد في مفاوضات الأسرى.

الداخل الأميركي

ولم تبتعد ظلال زيارة غانتس عن الداخل الأميركي، حيث يقول المنشاوي إن الولايات المتحدة تمر بموسم انتخابي ساخن، وهناك رسالة كانت بمثابة الصفعة على وجه الإدارة الحالية، وعلى وجه الرئيس بايدن، في انتخابات ولاية ميشيغان.

وأضاف المختص بالشأن الأميركي أن واشنطن لديها حسابات أخرى غير حسابات تل أبيب، فالولايات المتحدة ترى أن استمرار العدوان الإسرائيلي خلال شهر رمضان سيكون مضرا جدا لسياساتها حول العالم وحلفائها العرب والمسلمين، لما في ذلك من رمزية كبيرة لأكثر من مليار مسلم حول العالم وعيد الفطر الذي يليه.

وأشار إبراهيم إلى أن استطلاعا لقناة فوكس نيوز قال إن 65% من الناخبين الأميركيين غير راضين عن أداء الرئيس في حرب إسرائيل على قطاع غزة، لذلك فإن بايدن يتخوف من فقدان الدعم بين الناخبين المسلمين بالولايات الرئيسية التي تحسم المواجهة المتوقعة مع منافسه المحتمل دونالد ترامب.

ويرجح الكاتب والمحلل السياسي حدوث مواجهة علنية وشيكة بين الإدارة الأميركية ونتنياهو، مع إلقاء اللوم على إسرائيل في فشل مفاوضات الأسرى لدى حماس، وربما تجنب الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرارات المناهضة لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي، أو حتى فرض شروط على توريد الأسلحة للجيش الإسرائيلي.

أما الباحث بأكاديمية روبرت بوش الألمانية فذهب أبعد من ذلك، وقال إن زيارة غانتس تمثل تدخلا أميركيا واضحا في الشؤون الإسرائيلية، وإن الاستقبال الرسمي له، ولقاءاته مع مسؤولي الإدارة الأميركية، بهدف خلق ديناميكية تصل إلى زعزعة الحكومة الحالية في إسرائيل، والدفع باتجاه إقامة حكومة بديلة.

وعاد دراوشة ليشير إلى أن إدارة بايدن تورطت ودفعت ثمنا غاليا جدا نتيجة احتضان نتنياهو وإعطاء إسرائيل مساحة واسعة من الدعم الدبلوماسي في الأمم المتحدة، والدعم المالي الذي وصل إلى 14 مليار دولار، بالإضافة إلى الدعم العسكري الموسع خلال هذا العدوان على غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإدارة الأمیرکیة الولایات المتحدة زیارة غانتس هذه الزیارة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون: الإجراءات الأميركية بحق طلاب مناهضين لإسرائيل غير متكافئة

أكد خبراء مستقلون تابعون للأمم المتحدة أن أفعال السلطات الأميركية بحق ناشطين وطلاب مؤيدين للفلسطينيين هي "غير متكافئة، وتنطوي على تمييز ولا طائل منها"، مطالبين بـ"وقف القمع والانتقام".

وقال الخبراء إن هذه الأفعال "تؤدي فقط إلى مزيد من الصدمات والاستقطاب، الأمر الذي يؤثر سلبا في التعليم داخل الجامعات"، لافتين إلى أنها تطال "بتأثيرها الحق في حرية التعبير والاجتماع وتأليف الجمعيات".

اعتقال محمود خليل

وأشار الخبراء -المفوضون من مجلس حقوق الإنسان لكنهم لا يتحدثون نيابة عن الأمم المتحدة- إلى اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، وهو الأمر الذي أثار استياء الأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

ويعتبر خليل أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة، إذ كان له دور بارز في تحريك الرأي العام الجامعي والعالمي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي التاسع من مارس/آذار 2025، اعتقلته سلطات الهجرة بعد اقتحام منزله، بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.

ويحمل محمود -وفقا لمحاميته- البطاقة الخضراء للإقامة الدائمة، ومع ذلك اعتقلته شرطة الهجرة الفدرالية تمهيدا لإبعاده من البلاد، حيث قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إنه "قام بأنشطة مرتبطة بحماس المصنفة منظمة إرهابية".

إعلان

وكتب الرئيس دونالد ترامب، على شبكته "تروث سوشيال"، "هذا أول اعتقال وسيكون هناك المزيد".

وتابع الرئيس الأميركي "نعلم أن هناك طلابا آخرين في جامعة كولومبيا وجامعات أخرى شاركوا في أنشطة مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأميركا، وإدارة ترامب لن تتسامح مع ذلك (…) سنعثر على المتعاطفين مع الإرهابيين ونعتقلهم ونبعدهم".

إجراءات مرتبطة بأنظمة الاستبداد

ووفقا لعشرات الخبراء المستقلين، فإن عمليات الطرد والترحيل والحرمان من حق إكمال الدراسة والتخرج "ضارة بالطلاب، وتمنعهم من رسم مستقبلهم وتحقيق تطلعاتهم الأكاديمية أو المهنية مستقبلا".

وقالوا إن "هذا النوع من الإجراءات يرتبط في كثير من الأحيان بالأنظمة الاستبدادية" وحثوا الجامعات على مواءمة أنظمتها الداخلية مع معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت جامعة كولومبيا -التي خفضت إدارة ترامب دعمها بقيمة 400 مليون دولار- أنها فرضت عقوبات مثل "التعليق لعدة سنوات، والإلغاء المؤقت للشهادات والطرد" بحق الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين شاركوا في احتلال أحد مباني المؤسسة الجامعية المرموقة في ربيع عام 2024.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو ينقل النيران إلى تل أبيب.. وبن غفير يعود رسميًا
  • باحث: الولايات المتحدة منحازة لنتنياهو وممارساته الوحشية تهدد موقف إسرائيل دوليا
  • باحث: الولايات المتحدة منحازة لنتنياهو.. وممارساته الوحشية تهدد موقف إسرائيل دوليًا
  • إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن
  • خبراء أمميون: الإجراءات الأميركية بحق طلاب مناهضين لإسرائيل غير متكافئة
  • لاعب مصري يطرق أبواب دوري كرة القدم الأميركية
  • اتساع الشرخ بين ضفتي الأطلسي ينذر بانتهاء زمن المظلة الأميركية
  • النائب فضل الله في تشييع شهداء مارون الراس: الإدارة الأميركية والعدو الإسرائيلي يبتزان لبنان
  • الخزانةة الأميركية تثير القلق: "لا ضمانات" بعدم حدوث ركود اقتصادي
  • المستشارة القضائية لنتنياهو تبلغه رسميًا: لا يمكنك إقالة رئيس جهاز "الشاباك"