جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@07:55:02 GMT

سادية الغرب.. وتخاذل العرب!

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

سادية الغرب.. وتخاذل العرب!

 

حمد بن سالم العلوي

ظل الغرب يصور للناس أنه يمثل قيم الديمقراطية والحرية، وأنه الراعي الوحيد للعدالة وحقوق الإنسان حول العالم، لكن ذلك ليس سوى كذبة كبرى ظل يصدقها السذج من الناس، فبإطلالة سريعة على تاريخ الغرب، يتضح أنَّ الغرب لا يحيا إلّا بالدم وألم الآخرين، وعلى الدم وعذابات البشر ينتشي وينتعش، فإذا زرت أوروبا ومررت أمام معالمها الشهيرة، ستجد نصبًا تذكارية لبشر يمثلون قادة الغرب، فيخلدون لهم ذكراهم بتماثيل تظهر قادتهم، وهم يعلقون بأيديهم رؤوساً بشرية بيد، وبأخرى يمسكون السيف الذي قطعت به تلك الرؤوس، والفخر يظهر على ملامحهم.

والحقيقة أن تلك المجسمات الإرهابية والمتوحشة، لا يزينون بها فقط المعالم الرئيسية في بلدانهم، وإنما تجدها مُعلقة كذلك في دور العبادة، فتجدهم يزينون كنائسهم برؤوس مقطوعة، ولا غرو في الحديث عن الرحمة والتسامح والإنسانية، وذلك أمام شواهد يخلدها تاريخهم وينم عن قسوة وفكر إرهابي ذميم، وهذا ما يوضح سادية هذا الغرب الذي يحمل الإجرام في جيناته الوراثية.

كما نجد أن إعلامهم الكاذب والمنافق، يشير إلى أن المسلمين هم الإرهابيون، ويجسدون في زعمهم هذا، بما يأتي بها من أفعال أدواتهم المخلصين لهم، وذلك ممن صنعوهم بأيديهم كداعش وأخواتها، وأمهاتها من قبل، والتي انبثق عنها مجموعة الدواعش بمسميات مختلفة ولكن المنشأ واحد وهو الغرب عينه، وذلك بتبني فكرها من جزِّ الرؤوس، وبقر الصدور ومضغ الكبود، وقد كان لأولئك السلف الذين ينهجون نهجهم، أن قتلوا المسلمين عند صلاة الفجر، وصلاة الفجر لا يذهب إليها ليصليها في المساجد، إلّا الورع ومن كان قلبه عامرًا بالإيمان؛ فتجدهم يتبجحون بأنهم قتلوا الكفار، والمشركين في المساجد عند صلاة الفجر، فهؤلاء هم من صناعة المخابرات البريطانية.

أما العقيدة الإسلامية الحقة، فإنها تحرم في الحروب قتل الطفل والمرأة وكبار السن، وكذلك يمنع على المسلم التمثيل بجثث قتلى الحروب؛ بل يوصي الدين الإسلامي بعدم الإجهاز على جريح، فيكتفى بتعطيل قدرته على القتال. وهنا أورد مختصرًا من وصية الإمام الصلط بن مالك الخروصي إمام عُمان لقادة الأسطول العُماني الذي وجهه لإعادة سقطرى استجابة إلى نداء فاطمة السقطرية في قصيدة طويلة، ترجو فيها الإمام نجدتهم، وتخليصهم من أيدي النصارى الناكثين بالعهد فيقول: "فإن أقدمكم الله الجزيرة فتناظروا وتشاوروا وأرجو أن لا يجمعكم الله على ضلال، فإن رأيتم أن يكون صمدكم ومنزلكم قريباً من القرية الناكثة، فتحاصروهم ويكون رسلكم إليهم من هناك، وترسلون إلى أهل العهد الذين لم ينقضوا عهدهم حتى يصل إليكم وجوههم ورؤسائهم فإن رأيتم أن يكون منزلكم في القرية، فافعلوا من ذلك ما اجتمع عليه رأيكم من بعد مشورة أهل الخبرة ممن ترجون بركة رأيهم وفضل معرفتهم، فإذا أرسلتم إلى أهل السلم والعهد فاعلموهم مع رسلكم أنهم آمنون على أنفسهم ودمائهم وحريمهم وذراريهم وأموالهم وأنكم وافون لهم بالعهد والذمة والجزية على الصلح الذي يقوم بينهم وبين المسلمين فيما مضى ولا ينقض ذلك ولا يبدله، وأمروهم بإحضار جزيتهم إليكم واختاروا إليهم رجالا من خيارهم من يثبت إلى الصلاح منهم، فوجهوهم إلى هؤلاء الناقضين لعهدهم الناكثين على المسلمين ببغيهم، واجعلوا ممن توجهون رجلين صالحين ممن يوثق بهم من أهل الصلاة، فإن لم يمكنكم بعث اثنين فواحد، فتأمروهم أن يصلوا إلى الذين نقضوا العهد، فتدعوهم على لساني وألسنتكم إلى الدخول للإسلام، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع حقوق الله والانتهاء من معصيته، فإن قبلوا ذلك فهي أفضل المنزلتين لهم وذلك يمحو ما كان من حدثهم، لأن الله يقول في المحكم من كتابه: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)" إذن؛ هكذا يكون الإسلام الحقيقي، وليس الغدر بالمسلمين عند صلاة الفجر.

وعلى نفس النسق تم احتلال دولة فلسطين، وذلك بتخطيط وتنفيذ بريطاني ورعاية منها لليهود، وكان المشروع يتضمن الإحلال وليس الإحتلال، بدليل مجازر دير ياسين وغيرها من البلدات الفلسطينية، ولكن التقادير الربانية أوجدت زعامات عربية قوية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر، والزعيم حافظ الأسد، والزعيم هواري بومدين، ولحق بهم الزعيم معمر القذافي، والزعيم صدام حسين، فلم يجرؤ الصهاينة على الإبادة الجماعية في ذلك الوقت، لذلك تأخر المشروع، حتى تتم تهيئة قادة عرب جدد للتماهي التام مع مشروع الكيان الصهيوني، ولكن ما عكر على مشروعهم اليوم، هو وجود وسائل للتواصل الاجتماعي، أصبحت سيدة الساحة العالمية، فتخطت هذه الوسائل الإعلام المنافق المتصهينين التابع للأنظمة الرسمية، فصار الخطاب يذهب مباشرة إلى الشعوب، فلذلك خرجت شعوب الغرب للتظاهر بالملايين لصالح الشعب الفلسطيني، أما الشعوب العربية، فقد دجنت وأصبحت منزوعة الدسم، عدا قلة قليلة.

لا نقول إلّا صبرًا أهل غزة العزة أن النصر آتٍ، وأن طوفان الأقصى بداية النهاية للصهاينة، وأنَّ لا أحد سيموت بغير تقدير من الله، وهم مكرمون بالشهادة والحياة الأبدية.. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

73 ساحة بالحديدة بمسيرات وفاءً لشهيد المسلمين ونصرة لغزة ولبنان

ورفعت الحشود المليونية في المسيرات التي تقدّمها وزيرا النقل والأشغال العامة محمد قحيم والكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف حسن ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة، الأعلام اليمنية والفلسطينية واللبنانية والصور والشعارات المنددة بجريمة اغتيال شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، مرددين هتافات التضامن مع الشعبين الفلسطيني.

وهتفت جماهير حارس البحر الأحمر، بشعارات الغضب والدعوة للجهاد وضرورة الاستنفار وأهمية التحرك العربي والإسلامي لتحرير المقدسات ووضع حد لجرائم وصلف الكيان الصهيوني، مؤكدين أن جرائم الاغتيالات لن تزيد الشعوب الحرة ومقاومتها البطلة إلا قوة وصموداً، حتى استعادة الحقوق المغتصبة.

وعبر أبناء الحديدة، عن التعازي الحارة باستشهاد سيد المقاومة الشهيد البطل السيد حسن نصر الله الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس في أشرف وأعظم مواجهة جهادية رافعاً لواء الحق والجهاد والنصرة للمستضعفين من أبناء الأمة.

واستهجنوا بمواصلة تخاذل وصمت الحكام العرب وغياب مشاعر النخوة والأخوة والتنصل عن الواجب الديني والأخلاقي والإنساني تجاه استمرار مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني أمام مرأى ومسمع العالم وبمشاركة ودعم أمريكي وغربي.

وباركت مسيرات محافظة الحديدة الرد الإيراني الذي دك قواعد ومعسكرات ومطارات العدو الصهيوني رداً على ما يرتكبه العدو من جرائم وحشية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني واغتيالات لقادة المقاومة، مؤكدة أن تصعيد العمليات والهجوم على العدو هو الحل الأمثل لإيقاف عنجهيته في طريق تحرير المقدسات والأراضي المحتلة.

وأثنى أبناء حارس البحر الأحمر، على صمود وثبات الشعبين الفلسطيني واللبناني أمام العدو الصهيوني، مؤكدين استمرار وقوف الشعب اليمني وتضامنه إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان والسير على خطى الشهداء من القادة العظماء في الجهاد ونصرة المستضعفين.

وعبروا عن الاعتزاز بموقف وشجاعة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الانتصار لقضايا الأمة ومساندة الشعب الفلسطيني، مباركين العمليات النوعية للقوات المسلحة المتصاعدة التي دكت عمق الكيان الإسرائيلي وكذا ما تحققه من إنجازات نوعية في التصنيع العسكري للصواريخ الفرط صوتية والطيران المسير.

واعتبروا هرولة بعض الدول العربية لحماية العدو الصهيوني واعتراض بعض الصواريخ الإيرانية التي جاءت دفاعاً عن مقدسات الأمة ونصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني ورداً على اغتيال الشهداء من القادة وانتقاماً لآلاف الضحايا ممن قتلهم العدو الصهيوني المجرم في غزة ولبنان، وصمة عار ودليلاً على خيانتها لقضايا الأمة.

وأهاب المشاركون، بأحرار الشعوب العربية والإسلامية، إلى الخروج من حالة الذل والخوف ورفع الصوت عاليا لإعلان التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني والضغط على حكوماتهم للتحرك في مسار مواجهة العدو الصهيوني ومساندة محور المقاومة والانخراط في المعركة المقدسة في طريق تحرير القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد بيان صادر عن المسيرات، المضي على درب الشهيد السيد حسن نصر الله، معاهدا إياه بالقول "نعاهدك يا شهيد الإسلام والإنسانية والقدس بأننا لن نحيد عن درب الجهاد الذي بقيت علية ثابتاً حتى لقيت الله تعالى، ونحن أيضاً نقول لك وكما قال لك المجاهدون في لبنان، كما كنت تعدنا بالنصر دائماً، نعدك بالنصر مجدداً".

وبارك البيان عملية "الوعد الصادق 2" التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وطالت جغرافيا فلسطين المحتلة ونسفت أوهام العدو بالقوة والتفوق والسيطرة وأخبرته مجدداً بأنه هو وأسطورة دفاعاته الجوية أوهن من بيت العنكبوت وأن زاوله قريب وحتمي.

وخاطب البيان كيان العدو قائلاً "إننا نقول لليهود الصهاينة الإسرائيليين المجرمين قتلة الأنبياء والصالحين، وأن كابوس نصر الله سيبقى يطاردكم حتى زوالكم المحتوم الذي سيكون بأيدينا وأيدي المجاهدين في محور المقاومة، وبيننا وبينكم الأيام الليالي والأيام والميدان كما قال شهيدنا العظيم السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه".

ودعا الأنظمة العربية إلى اتخاذ موقف مشرف في نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني ودعم مقاومتها الباسلة، من خلال تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهم باعتباره سلاحاً فعالاً ومؤثراً على العدو.

وثمن بيان المسيرات، صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب .. مضيفاً "ونحن على مقربة من العام الثاني لمعركة طوفان الأقصى نجدّد العهد للشعب الفلسطيني ومقاومته بأننا معكم وإلى جانبكم".

كما خاطب الشعب الفلسطيني ومقاومته بالقول "لن نخذلكم مهما طالت المعركة، وكانت الكلفة وهو ذات العهد والوعد للشعب اللبناني ولحزب الله الغالب".

مقالات مشابهة

  • صنعاء تحتشد في طوفانها المليوني الـ 51 وفاءً لشهيد المسلمين حسن نصرالله
  • قوة الذل ورباط المهانة
  • دعاء يوم الجمعة للمريض.. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين
  • 13 مسيرة بتعز وفاء لشهيد المسلمين وتضامناً مع فلسطين ولبنان
  • مسيرات حاشدة بذمار وفاءً لشهيد المسلمين وتأكيداً على الوقوف مع غزة ولبنان
  • مسيرات حاشدة في حجة وفاء لشهيد المسلمين ونصرة لغزة ولبنان
  • حشود مليونية بصنعاء تؤكد الوفاء لشهيد المسلمين والوقوف إلى جانب غزة ولبنان
  • 73 ساحة بالحديدة بمسيرات وفاءً لشهيد المسلمين ونصرة لغزة ولبنان
  • طوفان مليوني في صنعاء وفاء (لشهيد المسلمين) ودعما لغزة ولبنان
  • ميديا بارت: 3 طرق يسهم بها الغرب في محو المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين