جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@10:31:14 GMT

سادية الغرب.. وتخاذل العرب!

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

سادية الغرب.. وتخاذل العرب!

 

حمد بن سالم العلوي

ظل الغرب يصور للناس أنه يمثل قيم الديمقراطية والحرية، وأنه الراعي الوحيد للعدالة وحقوق الإنسان حول العالم، لكن ذلك ليس سوى كذبة كبرى ظل يصدقها السذج من الناس، فبإطلالة سريعة على تاريخ الغرب، يتضح أنَّ الغرب لا يحيا إلّا بالدم وألم الآخرين، وعلى الدم وعذابات البشر ينتشي وينتعش، فإذا زرت أوروبا ومررت أمام معالمها الشهيرة، ستجد نصبًا تذكارية لبشر يمثلون قادة الغرب، فيخلدون لهم ذكراهم بتماثيل تظهر قادتهم، وهم يعلقون بأيديهم رؤوساً بشرية بيد، وبأخرى يمسكون السيف الذي قطعت به تلك الرؤوس، والفخر يظهر على ملامحهم.

والحقيقة أن تلك المجسمات الإرهابية والمتوحشة، لا يزينون بها فقط المعالم الرئيسية في بلدانهم، وإنما تجدها مُعلقة كذلك في دور العبادة، فتجدهم يزينون كنائسهم برؤوس مقطوعة، ولا غرو في الحديث عن الرحمة والتسامح والإنسانية، وذلك أمام شواهد يخلدها تاريخهم وينم عن قسوة وفكر إرهابي ذميم، وهذا ما يوضح سادية هذا الغرب الذي يحمل الإجرام في جيناته الوراثية.

كما نجد أن إعلامهم الكاذب والمنافق، يشير إلى أن المسلمين هم الإرهابيون، ويجسدون في زعمهم هذا، بما يأتي بها من أفعال أدواتهم المخلصين لهم، وذلك ممن صنعوهم بأيديهم كداعش وأخواتها، وأمهاتها من قبل، والتي انبثق عنها مجموعة الدواعش بمسميات مختلفة ولكن المنشأ واحد وهو الغرب عينه، وذلك بتبني فكرها من جزِّ الرؤوس، وبقر الصدور ومضغ الكبود، وقد كان لأولئك السلف الذين ينهجون نهجهم، أن قتلوا المسلمين عند صلاة الفجر، وصلاة الفجر لا يذهب إليها ليصليها في المساجد، إلّا الورع ومن كان قلبه عامرًا بالإيمان؛ فتجدهم يتبجحون بأنهم قتلوا الكفار، والمشركين في المساجد عند صلاة الفجر، فهؤلاء هم من صناعة المخابرات البريطانية.

أما العقيدة الإسلامية الحقة، فإنها تحرم في الحروب قتل الطفل والمرأة وكبار السن، وكذلك يمنع على المسلم التمثيل بجثث قتلى الحروب؛ بل يوصي الدين الإسلامي بعدم الإجهاز على جريح، فيكتفى بتعطيل قدرته على القتال. وهنا أورد مختصرًا من وصية الإمام الصلط بن مالك الخروصي إمام عُمان لقادة الأسطول العُماني الذي وجهه لإعادة سقطرى استجابة إلى نداء فاطمة السقطرية في قصيدة طويلة، ترجو فيها الإمام نجدتهم، وتخليصهم من أيدي النصارى الناكثين بالعهد فيقول: "فإن أقدمكم الله الجزيرة فتناظروا وتشاوروا وأرجو أن لا يجمعكم الله على ضلال، فإن رأيتم أن يكون صمدكم ومنزلكم قريباً من القرية الناكثة، فتحاصروهم ويكون رسلكم إليهم من هناك، وترسلون إلى أهل العهد الذين لم ينقضوا عهدهم حتى يصل إليكم وجوههم ورؤسائهم فإن رأيتم أن يكون منزلكم في القرية، فافعلوا من ذلك ما اجتمع عليه رأيكم من بعد مشورة أهل الخبرة ممن ترجون بركة رأيهم وفضل معرفتهم، فإذا أرسلتم إلى أهل السلم والعهد فاعلموهم مع رسلكم أنهم آمنون على أنفسهم ودمائهم وحريمهم وذراريهم وأموالهم وأنكم وافون لهم بالعهد والذمة والجزية على الصلح الذي يقوم بينهم وبين المسلمين فيما مضى ولا ينقض ذلك ولا يبدله، وأمروهم بإحضار جزيتهم إليكم واختاروا إليهم رجالا من خيارهم من يثبت إلى الصلاح منهم، فوجهوهم إلى هؤلاء الناقضين لعهدهم الناكثين على المسلمين ببغيهم، واجعلوا ممن توجهون رجلين صالحين ممن يوثق بهم من أهل الصلاة، فإن لم يمكنكم بعث اثنين فواحد، فتأمروهم أن يصلوا إلى الذين نقضوا العهد، فتدعوهم على لساني وألسنتكم إلى الدخول للإسلام، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع حقوق الله والانتهاء من معصيته، فإن قبلوا ذلك فهي أفضل المنزلتين لهم وذلك يمحو ما كان من حدثهم، لأن الله يقول في المحكم من كتابه: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)" إذن؛ هكذا يكون الإسلام الحقيقي، وليس الغدر بالمسلمين عند صلاة الفجر.

وعلى نفس النسق تم احتلال دولة فلسطين، وذلك بتخطيط وتنفيذ بريطاني ورعاية منها لليهود، وكان المشروع يتضمن الإحلال وليس الإحتلال، بدليل مجازر دير ياسين وغيرها من البلدات الفلسطينية، ولكن التقادير الربانية أوجدت زعامات عربية قوية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر، والزعيم حافظ الأسد، والزعيم هواري بومدين، ولحق بهم الزعيم معمر القذافي، والزعيم صدام حسين، فلم يجرؤ الصهاينة على الإبادة الجماعية في ذلك الوقت، لذلك تأخر المشروع، حتى تتم تهيئة قادة عرب جدد للتماهي التام مع مشروع الكيان الصهيوني، ولكن ما عكر على مشروعهم اليوم، هو وجود وسائل للتواصل الاجتماعي، أصبحت سيدة الساحة العالمية، فتخطت هذه الوسائل الإعلام المنافق المتصهينين التابع للأنظمة الرسمية، فصار الخطاب يذهب مباشرة إلى الشعوب، فلذلك خرجت شعوب الغرب للتظاهر بالملايين لصالح الشعب الفلسطيني، أما الشعوب العربية، فقد دجنت وأصبحت منزوعة الدسم، عدا قلة قليلة.

لا نقول إلّا صبرًا أهل غزة العزة أن النصر آتٍ، وأن طوفان الأقصى بداية النهاية للصهاينة، وأنَّ لا أحد سيموت بغير تقدير من الله، وهم مكرمون بالشهادة والحياة الأبدية.. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية: تضارب مصالح الغرب وراء عرقلة انتهاء الأزمة في السودان

قال أستاذ العلاقات الدولية، حامد عارف، إنه بغض النظر عن تعقيدات المشهد السياسي السوداني وارتباطها بالأوضاع الميدانية وتوزع مناطق النفوذ، فإن كثيرا من المراقبين يعتقدون بأن ما تشهده البلاد منذ عدّة أعوام هو نتيجة طبيعية للتدخلات الخارجية وتعدد الأطراف الدولية المتداخلة في الصراع وارتهان بعض القوى السياسية في السودان للخارج.

مجموعة السبع تندد بهجمات ميليشيات الدعم السريع ضد المدنيين في السودانلتوعية الشباب بأضرار الإدمان.. محافظ الجيزة يشهد فعالية صندوق مكافحة الإدمان بمساكن روضة السودان

وأضاف، أن تشكيل التحالف السياسي الجديد برئاسة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، ألقى بظلاله على الأوساط السياسية والمدنية في السودان في فبراير الماضي، فـ بعد إعلان قوى سياسية وشخصيات سودانية عن تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود، بعد إعلان تنسيقية تقدم حل نفسها توجهت الأنظار نحو تحالف السودان التأسيسي الجديد، وبدأت التساؤلات والانتقادات تتوالى من ممثلي الأحزاب والمراقبين والكتاب حول أسباب تشكيل هذا التحالف والداعمين له وأهداف تشكله.

وتابع أنه ما بين "صمود" و"التأسيسي" ومخرجاتهم يأتي مؤتمر لندن ليثبت بأن هناك قوى خارجية تتحكم بالوضع السياسي السوداني، وأن صمود والتأسيسي وغيرها ما هي إلا ممثل لتلك القوى الغربية وبعيدة عن مصالح الشعب السوداني.

وأوضح عارف أنه كان قد عقد مؤتمر دولي في العاصمة البريطانية لندن حول السودان في 16 أبريل الماضي، بدعوة من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحادين الأفريقي والأوروبي، إذ شارك في المؤتمر وزراء من 14 دولة، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات دولية والأمم المتحدة وسط غياب الحكومة السودانية عن المؤتمر ما طرح إشارات استفهام كبيرة حول سبب عدم دعوتها.

واستطرد : "يأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع الذكرى الثانية للحرب الدائرة في السودان، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح 14 مليوناً"، موضحا أنه نشبت خلافات بين عدة دول عربية وقوى سياسية سودانية خلال الاجتماع بشأن قضايا تتعلق بحكم السودان، في الوقت الذي عول كل من الجيش السوداني والدعم السريع شبه العسكرية على دعم دول المنطقة، لإنهاء الصراع.

وأكد أن الدبلوماسية الإماراتية، لانا نسيبة، أوضحت أن بلادها تشعر بخيبة أمل بسبب عدم التوصل إلى توافق في مؤتمر لندن حول إنهاء الحرب الدائرة في السودان، وهي تلقي باللوم على خلافات الدول المشاركة، مشيرا إلى أن الواقع يُؤكد أنه ليس من مصلحة الغرب التوصل لحل سياسي في السودان، لذا فإن مؤتمر لندن ما هو إلا مسرحية ضمن سلسلة من المسرحيات التي تنفذها القوى الغربية إعلامياً للتظاهر بدعم السودان والرغبة في إنهاء الصراع.

وأكد عارف أنه في الوقت الذي تغذي فيه الدول الغربية الصراع من تحت الطاولة ومن وراء الكواليس، إذ يجري ذلك بالتواطؤ مع قوى سياسية سودانية محلية وعلى رأسها حمدوك في الحقل السياسي، ومحمد حمدان دقلو حميدتي في الحقل العسكري عبر دعم الغرب لقوات الدعم السريع بالسلاح والتكنولوجيا الغربية والمرتزقة الأوكران والأجانب، حيث تم تأكيد ذلك باعتراف مسؤولين رسميين أوكرانيين بمشاركة قوات أوكرانية في القتال بالسودان، إلى عشرات التقارير الإعلامية التي تؤكد الدعم الغربي لقوات حميدتي.

ونوه إلى أن حمدوك وتحالفه صمود بوصفه ممثل لمصالح القوى الغربية لعب دوراً أساسياً في فشل مؤتمر لندن وزيادة الانقسام بين القوى السياسية في السودان، مضيفا أن المعطيات الميدانية من ناحية تقدم الجيش عسكرياً في عدّة مناطق، وتراجع قوات الدعم السريع المدعومة من بعض الدول العربية والدول الغربية، بالإضافة للاتهامات الدولية التي تلاحق قوات "الدعم السريع" بارتكاب انتهاكات ضد الإنسانية، لعبت دوراً كبيراً بالانقسام السياسي الحاصل في السودان وظهور تحالف صمود الذي يترأسه حمدوك.

وأشار إلى أنه لا تزال رغبة بعض القوى السياسية في تقدم بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع- وهو السبب الأساسي وراء انقسام تقدم، الأمر الذي يعتبر دليلا واضحا على التحالف السري بين تنسيقية "تقدم" وقوات "الدعم السريع" بإشراف بعض البلدان العربية والدول الغربية، مضيفا أن  التحالف المستقبل السياسي لـ "تقدم" وسمعتها أصبح في مهب الريح، إذ يضاف إلى ذلك الخسائر العسكرية المتتالية التي تلقتها قوات "الدعم السريع" في الميدان، كل ذلك جعل من "تقدم" ورقة خاسرة حتماً بالنسبة لفرنسا وبريطانيا بالرهان السياسي، وهذا ما دفعهم للبحث عن بديل جديد "نظيف السمعة سياسياً"، ومن هنا ظهرت فكرة تحالف "صمود" التي عززت الانقسام السياسي.

ولفت إلى أنه قد أتت الأوامر من قوى غربية لحمدوك المعروف بارتباطاته بالدول الغربية لتشكيل التحالف الجديد، مضيفاً بأن الوضع السياسي في السودان ليس على ما يرام، كما أن التحالف الجديد وتوقيت تشكيله ومكوناته، تعزز الشكوك بالولاء الوطني للقوى والمكونات السياسية المنضوية تحت مظلته، وانتمائها الوطني، لأن "صمود" لم تأت بأي شيء جديد، حيث نشأ التحالف من غالبية قوى تنسيقية تقدم السياسية، مضيفا ان الوجوه ذاتها ومجموعات مهنية ونقابية دون برنامج واضح لإنهاء الحرب، كما أن مواقف التحالف، حسب بيانه، لا يعترف بالجيش وشرعية مؤسسات الدولة ويتعامل مع المؤسسة العسكرية كفصيل سياسي، وهذا ما يدفع باتجاه زيادة الفجوة والانقسام بين أبناء البلد بدلاً من تقريب وجهات النظر.

كما لفت إلى أن قوى سياسية وشخصيات سودانية أعلنت في فبراير الماضي، عن تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود، برئاسة حمدوك، وذلك بعد أن أعلنت تنسيقية تقدم حل نفسها، نتيجة خلافات بين أعضائها إثر تبني فصائل الجبهة الثورية، مقترحا بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع هدفه انتزاع الشرعية عن الحكومة السودانية في بورتسودان.

واختتم بأن هذا الخلاف أتى لوجود موقفين استعصى الجمع بينهما، إذ تم إقرار فك الارتباط السياسي والتنظيمي بين الموقفين وتم الإعلان في بيان رسمي عن تشكيل تحالف صمود، حيث  في المقابل، اختارت القوى التي تؤيد تشكيل حكومة موازية، إطلاق اسم تحالف السودان التأسيسي على تنظيمها الذي يشكل الحكومة المرتقبة المعنية بوحدة السودان وإثبات عدم شرعية حكومة البرهان في بورتسودان، حسب ميثاق التحالف.

مقالات مشابهة

  • كاتب هندي: إبادة غزة حولتنا لشهود قسريين على بشاعة السياسة
  • نحو عالم ما بعد الغرب: الترامبية وإعادة توزيع مناطق النفوذ في العالم
  • الغرب يشجعه على الحرب.. روسيا تتهم زيلينسكي بإفشال محادثات لندن
  • الغارديان: قيس سعيد يقوض إنجازات الديمقراطية التونسية بمساعدة من الغرب
  • فخّ الهويّات.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء مجتمعي
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • إعلامي يفجر مفاجأة بشأن عروض عبد الله السعيد خارج الزمالك
  • أستاذ علاقات دولية: تضارب مصالح الغرب وراء عرقلة انتهاء الأزمة في السودان
  • إيران: الغرب يغض الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية ونرفض التفاوض العلني
  • مراسلة سانا: وزير السياحة السيد مازن الصالحاني يفتتح فندق “رويال ‏سميراميس” بسويّة 5 نجوم في دمشق بعد إعادة تأهيله وفق أحدث معايير الضيافة العالمية، ‏وذلك بحضور وزيري النقل الدكتور يعرب بدر والاتصالات والتقانة السيد عبد السلام ‏هيكل ومحافظ دمش