نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرًا حول تأثير ارتفاع الدولار والتوترات الجيوسياسية على الأسواق العالمية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن بداية العام الجديد قدمت إشارات متضاربة للاقتصاد العالمي والأسواق المالية بشكل عام. غذّت التوقعات الحكومية المتفائلة والبيانات الاقتصادية الأمريكية الإيجابية في البداية الحماس والترقب للتطورات المستقبلية.

مع ذلك، طغت المخاوف بشأن أسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، والمخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي المستقبلي، على العديد من هذه المنظورات الإيجابية. وأدى ذلك إلى تباين التوقعات للأشهر المتبقية من الربع الأول.



وذكر الموقع أن سوق الصلب الأمريكي لا يزال يواجه رياحًا معاكسة وضغطًا هبوطيًا حيث تتجه العقود الآجلة للغاز الطبيعي إلى انخفاض قوي ويظل مؤشر الدولار قويًا. لكن مع انتهاء الربع الرابع من سنة 2023، قدمت البيانات الاقتصادية الأمريكية صورة متعددة الأوجه. فعلى سبيل المثال، حقق الناتج المحلي الإجمالي نموًا قويًا بنسبة 3.5 بالمائة. ولم يتجاوز هذا الأمر التوقعات فحسب بل أظهر إشارة واضحة على استمرار النمو، خاصة مع ارتفاع المؤشرات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. مع دخول الربع الأول، كانت الأخبار متفائلة بشكل عام مع استمرار المؤشرات في تحقيق مكاسب متواضعة على أساس أسبوعي. وهذا يعكس التفاؤل السائد مع عودة المشاركين في السوق إلى الأصول الخطرة.

وأوضح الموقع أن أداء القطاع عمومًا يلعب دورًا كبيرًا في سوق الأوراق المالية الحالي. مع دفع أسهم الرقائق مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة وشركة سوبر مايكرو للكمبيوتر وآيه إم دي السوق بقوة كبيرة، شهدت قطاعات أخرى مثل الاتصالات والمالية أيضًا تقدمًا متواضعًا.

من ناحية أخرى، واجه كل من قطاعي الخدمات الاستهلاكية والعقارات رياحًا معاكسة حيث بدأ حجم التداول يتدفق مجددًا على الأصول عالية المخاطر. وفي الواقع، تستمر عوائد سندات الخزانة في التقلب مع تنقل المستثمرين بين التحوط ضد التضخم والمخاوف بشأن النمو الاقتصادي.

البيانات الاقتصادية الأمريكية: الاضطرابات الجيوسياسية والموقف المتشدد لبنك الاحتياطي الفيدرالي
ذكر الموقع أن العديد من الأحداث الاقتصادية الرئيسية أثرت بشكل كبير على التوقعات لشهر شباط/ فبراير. وفي الشهر الماضي، ظل المستثمرون متفائلين في المقام الأول بفضل تقرير الوظائف القوي وبعض البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية جدًا. مع ذلك، في 26 كانون الثاني/ يناير، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن موقف أكثر تشددًا بشأن أسعار الفائدة. إلى جانب ذلك، أضافت الصراعات الجديدة في الشرق الأوسط مخاوف جديدة بشأن الاستقرار الجيوسياسي الذي يعاني بالفعل من الحرب المستمرة في أوكرانيا.




وأضاف الموقع أن مثل هذه المخاوف تستمر في إضعاف الحماس، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق ويضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى التوقعات الحالية. ومن جانبها، استجابت الأسواق المالية في الأسبوع الأول من شهر شباط/ فبراير بتسجيل انخفاض بنسبة 2.56 بالمائة لمؤشر دي جي آي، و2 بالمائة لمؤشر إس بي 500، و5.5 بالمائة لمؤشر ناسداك.

تحليل مؤشر الدولار والبيانات الاقتصادية الأمريكية الأخرى

أفاد الموقع بأن مؤشر الدولار يقع حاليًا بالقرب من مستوى السعر 104 دولارات. ويستمر هذا في الضغط على المؤشرات في جميع الأسواق حيث يتداول المؤشر أعلى من إغلاق شهر كانون الثاني/ يناير. ومثل هذه الحركة السعرية تخلق المخاطر وعدم اليقين بين المستثمرين إذ تواجه الأصول مثل المؤشرات والمعادن رياحًا معاكسة من ارتفاع الدولار.

في الوقت نفسه، تظل أسواق الصلب والغاز الطبيعي مرتبطة بشكل غير مباشر بسبب النشاط الاقتصادي الذي يؤثر بقوة على الطلب على كليهما. وخلال الفترات الاقتصادية القوية، ترتفع الأسعار في حين تؤدي بيئات الركود إلى الانخفاض. وفي حالة الربع الأول، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي بشكل حاد إلى أدنى مستوى لها خلال 4 سنوات حيث استمرت درجات الحرارة المعتدلة في الحد من الطلب والحفاظ على ارتفاع المخزونات.

بيّن الموقع أن حركة الأسعار تؤثر بشكل كبير على تكلفة إنتاج الفولاذ، وتدفع الأسعار بشكل عام إلى نطاق ثابت لشهر كانون الثاني/ يناير. وتستمر أسعار الصلب الآن في الانخفاض حيث تتبع أسعار الغاز اتجاهها الهبوطي. وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يؤدي الطلب الصيني إلى إضعاف النمو وتعطيل العرض الإجمالي.

الرقائق الدقيقة والذكاء الاصطناعي يقودان طفرة السوق الأمريكية

وذكر الموقع أن بيانات السوق الأمريكية لشهر شباط/ فبراير قدمت إشارات متضاربة بشكل عام. وفي حين أن بعض القطاعات، مثل الرقائق الدقيقة والذكاء الاصطناعي، لا تزال تشهد ارتفاعات قوية وتدفع المؤشرات إلى الارتفاع فإن قطاعات أخرى، مثل الخدمات المالية والخدمات الاستهلاكية، لا تزال عالقة في رياح معاكسة. وبشكل عام، ظلت الأسعار مرتفعة بالنسبة لسوق الأسهم، في حين شهد مؤشر الدولار مكاسب متواضعة.




وفي الختام، أشار الموقع إلى أن حالة عدم اليقين والمخاطر لا تزال واضحة بالنسبة للمستثمرين، خاصة بالنظر إلى ارتفاع الدولار والتوترات الجيوسياسية التي لا تزال تضغط على الأسواق في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، شهدت أسعار الصلب نصيبها العادل من الرياح المعاكسة حيث تتجه أسعار الغاز الطبيعي إلى الانخفاض لمدة 4 سنوات، مما يؤدي إلى خفض تكاليف الإنتاج وبالتالي انخفاض أسعار الصلب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدولار الاقتصادية اقتصاد اسواق تجارة دولار نفط صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاقتصادیة الأمریکیة ارتفاع الدولار مؤشر الدولار الموقع أن بشکل عام لا تزال ریاح ا

إقرأ أيضاً:

استقرار الدولار في الأسواق المصرية: بداية تحول أم هدوء مؤقت؟

استقرار الدولار في الأسواق المصرية: بداية تحول أم هدوء مؤقت؟.. شهدت أسعار الدولار أمام الجنيه المصري استقرارًا ملحوظًا في مستهل تعاملات الأسبوع يوم الأحد 29 سبتمبر 2024، حيث تترقب الأسواق المحلية والمواطنون تطورات الأسعار بعد الانخفاض الملحوظ الذي سجله الدولار خلال آخر تحديث للبنوك يوم الخميس الماضي، حيث بلغ 48.41 جنيه، منخفضًا بمقدار 35 قرشًا مقارنة بالأسبوع السابق.

استقرار الدولار في الأسواق المصرية: بداية تحول أم هدوء مؤقت؟

تراجع الدولار بشكل ملحوظ منذ أغسطس، حيث انخفض بمقدار 104 قروش مقارنة بأعلى مستوى وصل إليه في 21 أغسطس 2024، عندما سجل 49.45 جنيه. يأتي هذا الانخفاض في إطار جهود البنك المركزي المصري للحد من الضغوط على الجنيه، حيث قام بسحب سيولة نقدية تقدر بـ 848.4 مليار جنيه من 28 بنكًا، بعد تعديل سياسات العطاءات بفائدة بلغت 27.75% في 24 سبتمبر 2024.

في جانب آخر، أفادت البيانات الرسمية من البنك المركزي بأن أرصدة الذهب قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى 498.234 مليار جنيه بنهاية أغسطس، مقارنة بـ 479.386 مليار جنيه في نهاية يوليو، مما يعكس زيادة قدرها 18.848 مليار جنيه. كما ارتفعت إجمالي الأصول في البنك المركزي إلى 6.024 تريليون جنيه، بزيادة قدرها 79 مليار جنيه عن الشهر السابق.

على صعيد أسعار الدولار في البنوك، سجلت الأسعار في عدة بنوك استقرارًا حيث جاءت كالتالي: في البنك الأهلي المصري وبنك مصر، سجل سعر الشراء 48.31 جنيه وسعر البيع 48.41 جنيه. كما سجل البنك التجاري الدولي نفس الأسعار.

يتساءل الكثيرون عما إذا كان هذا الاستقرار في سعر الدولار يعكس تحولًا حقيقيًا في اتجاهات السوق الاقتصادية، أو أنه مجرد فترة هدوء مؤقتة قبل العودة إلى التقلبات. من الواضح أن استقرار السعر قد يساهم في خلق حالة من التوازن في السوق بعد فترة من عدم الاستقرار. لذلك، ستكون المتابعة الدقيقة للتطورات المستقبلية أمرًا ضروريًا لتقييم الوضع الاقتصادي بشكل شامل.

مقالات مشابهة

  • استمرار ارتفاع أسعار صرف الدولار في حكومة السوداني الإطارية
  • ارتفاع طفيف في أسعار الدولار: هل يشير إلى تحول في السوق المالي المصري؟
  • ارتفاع طفيف في أسعار الدولار: تفاصيل التعاملات المالية اليوم
  • استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري: حالة من التوازن في الأسواق المالية
  • استقرار أسعار الذهب في مصر وسط ارتفاع عالمي بدعم من تخفيض الفائدة الأمريكية
  • اليوم..استمرار ارتفاع أسعار صرف الدولار
  • استقرار الدولار في الأسواق المصرية: بداية تحول أم هدوء مؤقت؟
  • استقرار الدولار: استجابة البنوك للتحديات الاقتصادية المتغيرة
  • مهندس حسن الخطيب: الدولة نفذت العديد من الإصلاحات والإجراءات الاقتصادية لتحقيق النمو الشامل
  • تضارب أسعار الدولار: الجنيه المصري يتأرجح في مواجهة العملة الأمريكية